بالنسبة للبند العشرين : (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الّزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (سورة الفتح 48:29).
بصراحة أنا متحير أرد على كلامك ام لا .
ولكنني مضطر للرد على كلامك الساذج لأثبت للمتابعين حجم حالة الضياع التي أصابتك وأنت تكتب هذا الكتاب .
الآية التي قدمها لنا المدعو طبيب الحمير وليم كامبل هي بشارة رسول الله المدونة بالتوراة والإنجيل .. فهل لديهم هذه البشارة ؟
على حد كلام وليم كامبل كما جاء بالنبد الخامس هو إعلان وإعتراف بالرسالة وانها من عند الله حيث قال : فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير.
اما اصل هذه الآية التي ذكرها وليم كامبل هي :
قال تعالى : مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29الفتح)
يا كامبل : أي مبطل يحتج على باطله بدليل صحيح يكون حجة عليه لا له.
بالنسبة للبند الحادي العشرين : (وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ (اليهود) وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ) (سورة المائدة 5:43)
إنها الدلائل والعظمة والنصر من عند الله عندما نتحدث من خلال هذه الآية لإثبات بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوارة والإنجيل وان حكمه هو الحكم المدون عندهم في التوارة والإنجيل ولكنهم لا يؤمنوا بهم .
منذ متى وكانت اليهود تذهب لتأخذ حكم أو يُحَكموا احد بينهم ؟ لم يذكر التاريخ لنا هذا ، لكن لكون انهم عرفوا أنه رسول الله فحَكَمُوه بينهم لعلهم يجدوا عنده حكماً اخف من ما لديهم ، ولكن لكونه نبي أمي ولا يعرف القراءة ولا الكتابة وإنه رسول الله وخاتم النبيين والمرسلين فنطق بالشرع الذي شرعه الله لهم، فمن الذي اخبره بالحكم ؟ فقيل هاتوا ابن صوريا ليأتي بحكم التوراة ، فأعترف ابن صوريا بوجود حكم الرجم في التوراة ، ولم يقرأ رسول الله هذا الحكم بالتوراة لأنها غير مترجمة ولكن أعترف كبيرهم علماً بوجود حكم الرجم ... وصدق رسول الله .. وكذب وليم كامبل
بالنسبة للبند الثاني العشرين : (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة المائدة 5:45) ، والقرآن يقتبس هـنا من شريعة موسى كما جاءت في الخروج 21:23-25 ويحذر القرآن يهود المدينة من عدم الحكم بما أنزل الله في التوراة.
لقد قلنا من قبل أن القرآن لا يقتبس من أحد وإنما القرآن هو كتاب الله ، والتوراة هي كتاب الله ، والإنجيل هو كتاب الله ، وهذه الكتب وصفها القرآن وصف دقيق من خلال بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعندما تحدث القرآن عن التحريف كشف لنا أن اليهود عندما حرفوا كتاباتهم بتغيير وتبديل الكلم عند مواضعه ، وهذا لا يمنع من وجود بعض ما جاء بأصل التوراة ، ولكن للأسف لا يمكننا أن نفرق بين الحق والباطل وقد تحدثنا عن أمور التحريف اكثر من اللازم من قبل .
لذلك عندما يذكر القرآن (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) ويأتي بسفر الخروج (23وإنْ وقعَ ضرَرٌ على المَرأةِ فنفْسٌ بِنفْسٍ، 24وعينٌ بِعينٍ، وسِنًّ بسِنٍّ ، ويَدٌ بِيدٍ، ورِجلٌ برِجلٍ، 25وحَرْقٌ بحَرْقٍ، وجرْحٌ بجرْحِ، ورَضًّ بِرَضٍّ.) فهذا لا يعني أن القرآن ناسخ من العهد القديم وإلا لجاء بالقرآن ما جاء بسفر الخروج كـ (23وإنْ وقعَ ضرَرٌ على المَرأةِ) والقرآن لم يتحدث عن نساء بل عامة وهذا يكشف لنا أنهم قد حرفوا هذه الجزئية لتطبيق القانون على النساء وليس الرجال ، ولم يذكر القرآن (ويَدٌ بِيدٍ، ورِجلٌ برِجلٍ، 25وحَرْقٌ بحَرْقٍ، وجرْحٌ بجرْحِ، ورَضًّ بِرَضٍّ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة .
وهذه دلائل واضحة بان القرآن لم ينسخ من أي كتاب آخر ولم توجد أي دلائل تثبت صحة الكتب التي كانت بين ايدي اليهود والنصارى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن وجدت فليأتوا لنا بالبشارة التي تحدثنا عنها مراراً وتكراراً كما جاءت بالقرآن .
بالنسبة للبند الثالث العشرين: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة المائدة 5:47).
وأهل الصليب أمرهم منتهي ولا يحتاج شرح لأنهم لا يؤمنوا بأن المسيح عيسى عليه السلام نزل عليه إنجيل من السماء وهذا يخالف القرآن ... إذن هم فاسقون .
بالنسبة للبند الرابع العشرين : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ... قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (سورة المائدة 5:65-68)
عندما يقول الله جل وعلا : { لَسْتُمْ عَلَىٰ شَىْء } أي لستم على دين يعتد به حتى يسمى شيئاً لفساده وبطلانه ولا في أيديكم شيء من الحق والصواب ولا ثواب لأعمالكم، كما تقول: هذا ليس بشيء تريد تحقيره وتصغير شأنه.
و عندما يقول الله جل وعلا : { حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ } ففي إقامتهم هذين الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم .
و عندما يقول الله جل وعلا: { وما أنزل إليكم من ربكم } يعني به القرآن، قاله ابن عباس وغيره ثم أخبر تعالى نبيه أنه سيطغى كثير منهم بسبب نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويزيده نزول القرآن والشرع كفراً وحسداً، ثم سلاه عنهم وحقرهم بقوله { فلا تأس على القوم الكافرين } أي لا تحزن إذ لم يؤمنوا ولا تبال عنهم فهم كافرين .
فنصل في نهاية هذه النقطة التي اشار إليها وليم كامبل واعتبرها تشهد أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة وصحيحة زمن سيدنا محمد ، بل هي تشهد بصدق رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد أعترف وليم كامبل بذلك في البند الخامس ، كما انه قدم من آيات ما يدل على فساد عقيدتهم وتحريفهم للتوراة والإنجيل المذكوران في القرآن وأنه على باطل وأن القرآن هو كلام الله وأن سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين : وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ (الأحقاف10)
اللقاء القادم في هذا الباب مع :
* آيات قرآنية تقول إن التوراة والإنجيل صحيحان، ولو أنها لا تؤكد بوضوح زمن هـذه الصحّة.
* آيات قرآنية تبيّن أن المسيحيين كانوا مختلفين، وكانوا يحاربون بعضهم بعضاً.
* آيات قرآنية تقول إن اليهود رفضوا القرآن وحاولوا تغييره، وإنهم أخفوا آيات من كتابهم ولووا تفسيرها.
* آيات قرآنية تتحدث عن التحريف.
يتبع :-
المفضلات