الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 37

الموضوع: الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    774
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    15-07-2019
    على الساعة
    04:28 PM

    افتراضي

    جزا الله أختنا أم عبدالله خيرالجزاء
    متابع
    هدى الله كل الباحثين عن الحق إليه كما هدى سلمان الفارسى إليه
    اللهم أهدى كل من عرفك بقلبه ولم يراك
    وأهد من عرفك وعصاك ..
    وتجاوز عن سيئاتنا ..
    وأصلح بالنا
    آمين
    التعديل الأخير تم بواسطة طائر السنونو ; 08-05-2010 الساعة 10:38 AM
    أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
    أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه ..
    سُبحانهُ الله ..
    تعالى مِنْ إلهَ ؛ فلا مَعْبودَ سِواه ؛ ولا مالِكَ ومليكٍ إلاه ..أسْتَغفِرَهُ مِن ثِقال الْذُنُوب ؛ وخفي وظاهر العيوب ؛ وما جبلت عليهِ النفسُ من عصيانٍ ولُغوب
    وأستغفرُ الله العظيم لي والمسلمين ..
    وأخِرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربْ العالمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي تابع مع القافلة إلى الشام...

    فرأوا منه العجب ...

    وكان سيفه الأثري في يد العربي يُحملق في حَدّه , بعدما أخرجه من غمده الجديد

    وعندما فرغوا من شحن السفينة قدموا إليه بعض الدراهم فرفضها ...

    كيف يأخذ أجرا" على أنه ساعد على السير بسفينة يركبها في سبيل الله؟!


    ....

    و في الليلة التالية ...

    كان النهر ثائرا". وكف ركاب السفينة عن الكلام ...كأنهم يرون الموت تحت كل موجة

    وقال الفارسي في نفسه ( ربما جئت لألقى حتفي في النهر في سبيل الله )

    وعمت روحه السكينة وامتلأ هدوءا" ...


    قال للعربي :

    _غَنّ يا سُهيل .. لماذا كففت عن الغناء ؟


    ضحك سُهيل قائلا" :


    _ وهل هذا وقت الغناء يا حديدي القلب !


    و ضحك الفارسي ...و أخذ النهر يُمرجح السفينة وأخذ النوتية ينزحون من السفينة الماء

    الذي اندفع إليها ...ولم يلبث الفارسي أن نهض وتبعه العربي ...ففعلا مثل ما يفعل النوتية.


    ولم تلبث ساعة الخطر في هذه المنطقة شديدة الإنحدار أن انحسرت ..


    وعندئذ ضحك الفارسي والعربي في نفس واحد ...


    و قال الفارسي في سهوم وفمه على مقربة من أُذن سُهيل :


    _ سُهيل ..!


    _ نعم يا صديقي ..!أنت مصدر طمأنينة عظيم


    وعند مدينة ( آمد ) قُرب نهاية النهر اختلفت الطريق بالرفيقين ...وأصبحت القافلة قافلتين


    فسار الفارسي مع النصارى ...و سار سُهيل مع بعض صحبه


    و كانت الرحلة برية ...منذ الآن ..


    و تعانقنا وفي عينيهما ...دموع ..وقال الفارسي للعربي :


    _ عندي شعور بأنني سألقاك يوما" ما ..


    تأوه سهيل :


    _ليدع كل منا إلهه بأن نلتقي مرة أخرى...


    جلجلت ضحكة الفارسي ساخرة ...وقال :


    _ لن نلتقي أيها الصديق إلا إذا كان إلهنا واحدا" ...تعال أضمك ..


    ثم أفترقا على الطريق ...



    ....



    يتبع بأذن الكريم سبحانه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي في أرض الشام ...

    وصل المسافر ...وحط الرحال ...


    وقد بلغ به الجهد مبلغه ...لكنه ما لبث يسأل ....(فالحق غايته ,فكيف يهدأ له بال


    أو يستكين قلبه أو تغفو بالنوم أجفانه , قبل أن يروي للحق ظمأه )...عن علماء النصارى


    ...وأين هم ...وعن أعلمهم ...فقيل له :


    _ هو الأسقف, صاحب الكنيسة


    فأتاه وأخبره بخبره ...وأقام معه ...يقوم بأمره و يصلي ..ويتعلم .


    ...وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه ...إذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها ...


    ثم هو يكنزها لنفسه ...ثم مات .


    و جاؤوا بآخر فجعلوه مكانه ...


    فما رأي الفارسي رجلا" على دينهم خيرا" منه ...


    ولا أعظم رغبة في الآخرة , وزهدا" في الدنيا ودأبا" على العبادة ...


    فأحبه حبا" جما" ...ولما حضره الموت ...


    قال له الفارسي :


    _ إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى , فبم تأمرني , وإلى من توصي بي ؟


    _ قال :


    أي بُني...ما أعرف أحدا" من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا" ب(الموصل) ..


    فلما توفى ...ذهب الفارسي لصاحب (الموصل) ...وأخبره خبره...


    و أقام معه ما شاء الله له ...ثم حضرته الوفاة ...فسأله لمن يوصيه به من بعده؟


    فدله على عابد في ( نصيبين )...


    فجاءه الفارسي ولم ينل من عزيمته شئ ...مازال ماض في سبيله مصرا" عليه,


    فأخبره بخبره و أقام معه ماشاء الله له ...ولما حضرته الوفاة ...سأله


    لمن يوصيه به من بعده ....فأمره بأن يلحق برجل من ( عمّوريّة ) من بلاد الروم


    فرحل إليه ...


    ....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي ...مع العابد في عمّوريّة .

    .



    مع العابد في عمّوريّة...



    ( آه يا رب , رأيت كثيرا" من عبادك على رُقعة فسيحة من الأرض , قليل منهم

    يعرف الطريق إليك ) ...هذا ما كان الفارسي يخاطب به نفسه , وهو يرى على البعد

    مشارف مدينة ( عمّوريّة ) ...بعدما ترك ( نصيبين ) ...وبعد ما أقام بها مدة من الزمن .



    كانت نفسه مليئة بالقلق في هذه المرة ...و ها هي أرض الروم التي يظنها خاتمة مطاف ...


    بعد أن ترك أرض الشام ...



    ولم يلبث أن مر على دسكرة* من الدساكر المنتشرة في الإقليم فلقي رجلا" أنيق الهيئة

    فاستوقفه المسافر سائلا":


    _ أين تقع صومعة الـ ...


    فقاطعه الرجل في غير مودة :

    _ لست أعرف شيئا" عن الصوامع.


    فواصل المسافر طريقه ...فقابل أحد الرعاة فاستوقفه سائلا" :


    _ أين تقع صومعة ...


    فقاطعه الراعي بسرعة شديدة , واتجه إلى ناحية الشرق و أخذ يشير :


    _ على بُعد فرسخ واحد ستجد تلا" عليه كنيسة قديمة ...وبعد أن تترك التل والكنيسة


    ستجد سهلا" صغيرا" فيه صومعة السيد العابد ..وهمهم : امنحنا _اللهم _ بركاته


    لم يكن على مسكن العابد علامة تدل عليه ...إلا الوحدة والتفرد.


    دق الباب بقبضة قوية ...لكن لا أحد يرد.


    سكت هنيهة ...ثم عاود الدق


    فتحرك المزلاج ...وانفتح الباب ...وجاءه صوت يقول بنبرة وانية مرتعشة:


    _هل جئت ؟ ...إنني في إنتظارك.

    وخطا نحو الداخل فتبعه المسافر في صمت حتى دخل حجرة فُرشت بفراش من الصوف الخشن

    ذي لون واحد ...وفي ركنها مدفأة من النحاس ...وفي ركن آخر كُتب وحشايا على الأرض


    _ آه كنت في إنتظارك ...قال العابد


    فتقدم منه المسافر وسأله :


    _ حقيقة أنك كنت بإنتظاري ...لكن من أخبرك بأننـ ؟


    وقطع عليه العابد حديثه بضحكة طيبة :


    هذه تحية القدوم لكل من يدخل ...لأن الذي يأتي إلى هنا لابد أنه لاقى مشقة...


    عندي طعام لأثنين ...فهل تأكل ؟


    _ أنا جائع يا سيدي إلى ما هو أسمى من الطعام.


    _ وهل أنت عابر سبيل ؟



    _ لا كنت في ( نصيبين) مُقيما" مع عابد هناك , فلما حضرته الوفاة دلني عليك ...


    وقبلها كنت بـ ( الموصل ) ...و ها أنذا جئت لأُقيم معك .


    _ مرحبا" بك ( وابتسم ) ...ولكن أيُها الفارسي قُص عليّ حياتك في بلادك وأخبرني بخبرك


    ولما فرغ الفارسي من قصته ...بدا عليه الجهد ...فقال له العابد:


    _ قُم بنا لأُريك معالم المكان...




    ....


    يتبع بأذن الله تعالى

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي الرحيل ...

    الرحيل ...



    وبعد هذا الحادث ...أحس الفارسي أن هذا نداء له بالرحيل ...

    جلس على الأرض وفي يمينه عصا يضرب بها حجرا" أمامه ...حركة لا إرادية كأنها تعبير عن الهموم

    حينها سمع حداء" انتفض له ...حداء" عربيا" بصوت رخيم ...وألقى بسمعه إلى الرنيم

    ثم جرى إلى الطريق الواسع يتتبع الصوت ...الذي فاحت منه رائحة الجزيرة

    ( آه ..! أرض الجزيرة ...أرض ذات نخل بين حرتين... آه !)


    وسكت الصوت .

    وبدا سواد القافلة ... و وقف الفارسي في الطريق وقد مد ذراعيه إلى جانبيه كل في ناحية

    ليستوقف الركب .


    _ أيها الحادي ...صاح الفارسي .


    _ أيها الحادي ..لقد أثرت أشواقي ...قفوا بالله عليكم .


    _ فجاءته أصوات مختلطة :


    _ ماذا تريد أيها الرجل ؟


    _ إن لكم سحنة* قوم أحبهم .


    _ ولكنك لست منهم .


    فرد عليه الفارسي عاتبا" : ظلمتني ..أين وجهتكم بالله عليكم ؟


    رد عليه صاحب صوت أجش :


    _ وجهتنا جزيرة العرب .فماذا تريد منا ؟


    أمسك الفارسي بزمام ناقته وتشبث به .ورفع رأسه إلى الرجل وقال بصوت سمعه الجميع :


    إنني أقيم هنا .وليس هذا وطني يا سادتي ..أنا من بلاد فارس .لكن وجهتي جزيرة العرب


    و أنا أملك أشياء كثيرة لا أهمية لها عندي .فهذه الأبقار والأغنام لي خذوها وأقتسموها


    سأسوقها أمامكم ...واتركوني في الجزيرة في أي مكان عامر .





    وكان الفارسي قد حمل معه أمتعته التي لا تزيد عن الغطاء والرداء وساق أمامه ماشيته


    حتى وصل إليهم فأردفه واحد منهم خلفه, ثم أستأنف الركب سيره .


    وعند أقرب بلد باعوا أملاك الفارسي واقتسموا ثمنها , و لقد كان موقنا"


    بأن الطريق لن يطول وأنهم سيحسنون إليه مثلما أحسن .


    وأخذوا ينفقون منها في كل بلد يمرون به ... ونفد كل ما أخذوا ... وبدأ الموقف يتبدل


    و أحس الفارسي أنه غير مرغوب فيه ...وأنه سقط في فخ ...فحاول أن يلجأ إلى الصبر والحيلة.


    وكان أول ما لقيَه أن قال له الرجل الذي أردفه وراءه :


    _ إن راحلتي قد تعبت إنك أثقل من عشر رجال , أعطني سيفك هذا وإلا ترجل ...اجر وراءناإن شئت


    فرد عليه :


    _ دعك من السيف ,لكن أنا مستعد أن أعطيك أحدى بردتي هاتين وتكفيني واحدة .


    رد رئيس الركب بصوته الغليظ قائلا":


    _ أنت رجل مغرور ,أما يكفي أننا أحتملناك كل هذه المدة من أرض الروم إلى الشام


    وها نحن أولاء قدمنا وادي القرى ؟ إعلم أننا قادمون بعد قليل على قبيلة من اليهود


    تُقيم في الوادي وأن أبي كان قد أصهر فيهم ...أي إنهم أخوالي .


    تعالت ضحكات ساخر ة من آخر القافلة ...أحس بعدها أن أشياء ضده قد دبرت بليل


    لكنه تحسس سيفه فنظر إليه اليهودي وقال له :


    _إنك لكي تصل هنا كان لابد أن تدفع الثمن .


    رد الفارسي :


    _ها أنت ترى أنني مستعد أن أتخلى عن ردائي وشملتي أما سيفي فلا ...ثم بقيت( النَّفْسُ)


    ... وليس لها إلا مالك واحد , هل تعرفه ؟


    رد قائلا" :


    _ نعم أعرفه ... وهو أنا .





    ...................

    سحنة* :هيئة
    ...............

    يتبع بأذن الله تعالى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي الصفقة...

    الصفقة...



    حملق الشاب بعينين مذهولتين , و همّ أن يُجرد سيفه , فلمعت حوله سيوف تبلغ المئة ,

    فرجع لكنه أيقن أن شيئا" ما سيحدث .


    و قال الرجل وهو يزبد :

    _ أتجرد سيفك في وجوهنا ؟ ونحن قادرون أن نتركك هنا وحدك لتكون فريسة للسباع

    , لكن ديننا يمنعنا من ذلك .


    _ وهل يبيح لك دينك أن تنقض العهد وتأخذ من مسافر كل شئ حتى ثيابه ؟


    _ لا تخف ...سندع لك الثياب , ولكني أترك لك الخيار ...إما أن تنزل عن الراحلة لتلقى


    المصير المحتوم هنا وحدك ...وإما أن تعطيني ثمن ( نفسك )... ادفع لنفسك الفدية .


    همس كأنه في حلم :


    - فدية ...وهل أنا أسير أيها الرجل ؟


    _ لا ... بل أنت رقيق , سنبيعك يا فارسي في هذه القبيلة.


    _ فما رأيك ؟


    _ الرقيق لا رأي له .


    _ أصبت الحقيقة .


    واصلوا السير حتى بلغوا وجهتهم ...ثم رفع رئيس الركب رأسه وراح ينادي :


    _ يا أبا يعقوب ...يا أم يعقوب ... يا يعقوب الغالي ... ها نحن أولاء قد عدنا.


    وارتفع نباح الكلاب عندما نادى الأسماء الثلاثة , وسعت إليه امرأة هي أم يعقوب ورحبت به


    وأناخت القافلة , ووقف الفارسي وقد فرع الجميع بطوله ...فنظرته المرأة وقد أحست بالخوف

    فسألت عمن يكون هذا الشاب ؟


    فأجابها بأنه رقيق معروض للبيع ...و انه أختار زوجها أبا يعقوب شاريا" له .


    و بعد مساومة ..وأخذ و رد تمت الصفقة ...وانصرفوا و تركوه عند أبا يعقوب ...الذي أسر


    لزوجته ماذا يخطط للفارسي :


    سأكلفه أشد عمل , وأطعمه أقل زاد وأجني من وراء ذلك ربحا" كثيرا" ...


    وعند الصباح وقف أبا يعقوب عند البئر و نادى قومه والفارسي إلى جواره ,فلما عرفوا


    أنه رقيقه هنأوه وباركوه ثم سألوه فيم جمعتنا ؟ فقال لهم :


    هذه البئر لا يكاد ماؤها يقوم بحاجاتنا من زرع وسقي ولقد عزمت بواسطة هذا الشاب أن


    أعيد حفرها وأن أبني جوانبها بالحجارة , وهذا يستلزم نفقات طائلة فهل شاركتم معي في النفقة

    فتجادلوا وتطاحنوا ...و اختلفوا ...ثم اتفقوا


    وقال الفارسي لليهودي بعد أن عرف ما هو عمله اليومي :


    _ يا أبا يعقوب ...إن لك من يدي هاتين عملا" كثيرا" , ولك مني عهد لا أخونه ...


    لأن مثلنا لا يخونون العهود...


    ومنذ هذه اللحظة والفارسي يحمل فأسا" ويصعد جبلا" لكي يكسر حجارة يبني بها جوانب البئر

    وبعد شهور فرغ من عمله ..جنى الحي كله خيرات عمله ...و زاد مال أبا يعقوب.



    وبعد عام ...



    مرت إحدى القوافل ...هللوا وفرحوا لرؤية الماء...


    ونزل رجل من يهود بني قريظة يسأل عن أبي يعقوب ...فلما رآه أبو يعقوب عانقه ...


    وتصافحا طويلاا" ...ثم جلسا يأكلان ويتجاذبا أطراف الحديث ... وبينما هما يتحدثان


    سمعا صوتا" فخما" عزيزا" يُنادي صاحب الدار:


    _ أبا يعقوب ...سأصنع لكم نسجا" كالذي رأيته في بلاد الروم , وأنسج لك صوف غنمك

    فتربح منه الكثير ...


    تلفّت الضيف مذهولا" ...و سأل :


    _ من هذا الرجل ؟


    _ إنه رقيق اشتريناه من إحدى القوافل .عض الضيف شفته ثم سبابته ... وقال لصاحب الدار:


    _ ما رأيت مثل هذا ...أتبيعني إياه ؟


    تدلل أبو يعقوب وتأبّى ...


    وقبل رحيل القافلة كان أبو يعقوب قد قبض ثمن الفارسي...



    .............


    يتبع بأذن الله تعالى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي في بني قريظة ...

    في بني قريظة ...

    هتف دون أن يشعر , والقافلة تدخل المدينة ، والنخل يهتز بريح لينة وعليه بقية مطر ،

    والأرض ذات الأحجار السوداء حولها تلمع به هتف :


    ( هذه والله أرضه ، وإني ملاقيه هنا ..)


    لم يكن الفارسي يدري أن صوته قد ارتفع حتى سمعه أبو كعب ، فمال إليه يُعنفه وسأل :

    _ عمن تتكلم ؟

    قال : عن رجل أحلم بلقائه .


    _ صديق ؟


    _ليتني أسمو إلى هذه المنزلة .

    _ لست فاهما" قصدك ، آن لك أن تستريح يا فارسي .

    وأقام ... ينام في بناية واسعة منعزلة عن الحي ، تكدست فيها الحبال وأدوات للزراعة


    ...كان متعبا" من العمل وتمدد على فراش من السعف وعليه غطاء من الصوف الخشن

    وسراج شحيح الضوء يُضئ المكان قدر طاقته ، والليل شديد البرد ، وأخذ يفكر ...


    ويستعيد تفاصيل رحلته ...وهذا اليهودي الذي باعه لآخر ..

    وملامح شخصية السيد الجديد ..أبو كعب هذا ، إنه وقومه الذين يسكن الآن بين ظهرانيهم *

    منذ شهور ...يمتازون بالجُبن ، ليسوا أهل حرب ، همهم الزراعة وكنز المال بشتى الطرق.

    وأحس الفارسي أن أبا كعب رجل لين العريكة ، تمكن الإقامة عنده إلى أن يقضي الله أمرا" كان مفعولا" .

    قال أبو كعب للفارسي بعد عامين من إقامته :


    _ أنت رجل قوي ، لكنك تبخل علّي بقوتك ، أتذكر يوم كنا في وادي القرى عندأبي يعقوب

    قلت إنك تود أن تعمل له منسجا" وتنسج له صوف أغنامه ،فلماذا لا تعمل هذا لنا ؟

    _ لا بأس يا أبا كعب ..سأفعل .


    وبدأ أهل الحي من بني قريظة يتحدثون عن منسج الفارسي ...وبدأ يسهر ...


    يده تعمل ...وعقله يُفكر ...والعمر يجري ...


    وقف الفارسي في مطلع الشهر على تل يُهيب بالغنم أن تعود إلى حظائرها ،

    فرأى هلالا" مولودا" ، فتبسم ... وأخذ يحسب عمره ...


    إنه هنا في أرض يثرب * منذ ثلاثة أعوام أو أكثر .. وها هو يقترب من الثالثة والثلاثين


    وهز رأسه وهو ينظر إلى الهلال ...فجأة سلم عليه أحد الرعاة ،


    أحس وهو يَشُدّ على كفه أن رابطة ما تربط بينهما ...


    رابطة من تلك الروابط التي يلقيها الله في قلوب عباده ...


    فيجعل المغتربين يحسون بالألفة والتآخي ...


    كان الراعي قصير القامة ذكي القلب فطن ...سريع الحديث ، في عينيه قلق وجمال


    يتناسبان مع صغر سنه ، وقال للفارسي وهما في الطريق :


    _ أريد أن أتعلم منك يا عمي ...رد الفارسي بتواضع :

    _ وماذا عندي لاعلمه لمثلك ؟


    _ لقد تحدث الناس عن أغطية صوف تصنعها يداك


    _ وما اسمك أيها الشاب ؟

    _ اسمي حسان ، أنا سُمِيَّ * شاعر المدينة حسان بن ثابت ،


    وإنه يقول شعرا" في النبي الجديد ...


    هتف الفارسي واحتضن الشاب :


    ماذا تقول النبي الجديد ؟...زدني حديثا" عنه بالله عليك


    _ لقد بعدت عنا الغنم ...


    سأعود إليك الليلة لأتعلم وأتحدث ...انتظرني.




    .........

    بين ظهرانيهم : أي يقيم بينهم

    يثرب : المدينة المنورة طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم

    سُمِيّ الشئ : أي موافقه في اسمه أو نظيره



    ..............


    يتبع بأذن الله تعالى

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي ...بشائر النور.

    ...بشائر النور.


    السكينة تملأ المكان والقلب ,سمع الفارسي طرقة عل بابه ، ورائحة الحبال والليل والتمر والصوف

    تفوح في المكان ... ودخل الشاب بادي السعادة واحتضنه الفارسي كأنه ابن له لقيه بعد فراق

    ولأول مرة منذ رحيله عن عمّورية أحس بأواصر القربى وجلس هو وحسان إلى المنسج


    ...في يديهما الخيوط وفي قلبيهما الأمل ...وقال الشاب دون مقدمات :

    _ تركتهم يتجمعون هناك ، الأوس والخزرج ، وقد سماهم النبي بالأنصار...

    التقوا به عدة مرات في ( العَقَبَة) * واسلموا ، وعَلَّمَهم من الدين ما أسعدهم

    ولم يعد بينهم حرب يا عمي .


    _ حدثني عن الذين تبعوه .

    _ الناس في دينه سواسية كأسنان المشط .

    كان الشاب متدفق الحديث ..والفارسي منصت كأنه في حلم ..:

    _ آه يا عماه ...لقد حفظت كثيرا" من القرآن الذي أنزله الله عليه .


    لقد جاءنا رجل من مكة يُقرئُنا إياه ثم تلى :


    ( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ .


    اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ . وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .


    أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ


    . إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ . إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ .


    قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ .


    بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }يس:20-27.



    زدني يا بني ...

    _ فتلى عليه :


    (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا


    أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ


    أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا


    أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ


    أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ


    أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ


    أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ


    أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ


    أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ


    أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )سورة النمل 60_64



    ...و نظر إلى الفارسي ...فإذا به ساهم ...عيناه دامعتان تنظران إلى بعيد ...


    وعندئذ ربت الشاب كتفه و همس :


    _ عمي ...فيم تفكر؟


    همس الآخر :


    _ بُني ّ! ماذا تقول في رجل آمن بمحمد قبل لُقياه ...بُني!فلتأت كل ليلة تحت جُنح الظلام


    بحُجة أنني أُعلمك ...ولكن لتُعلمني ، لأحفظ منك ما حفظته من القرآن .


    فتح الشاب فاه وهو لا يكاد يصدق ...وهمس :


    _ هل أنت مسلم يا عماه ؟

    أجاببته دموع الفارسي الثحينة...فطوقه بذراعيه وأخذ يقبله ...وقال بصةت خفيض:


    _ لكن ألا يشك بنو قريظة في أمري إذا ما استمر ترددي عليك ؟

    _ لا تخف ، فهل تعاهدني يا حسان ؟

    _ نفسي فداك

    _آن لك أن تعود فإني أخاف عليك .

    _ وداعا".



    ..................

    ( العَقَبَة)*:موضع في مكة المكرمة ترمى فيه الجمرات في الحج


    ..............


    يتبع بأذن الله تعالى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي تابع ...بشائر النور.

    وأقفل الفارسي وراءه الباب ثم جلس إلى المنسج يُردد في همس ما حفظه من القرآن.

    لم يشعر أن نور المصباح قد تضاءل من حوله ...لأن ضوء النهار قد تسرب إليه من كل شق في جدار

    حجرته البسيطة... والتي يتدلى على أحد حوائطها سيف من بلاد فارس...

    عندها فتح الباب ليستقبل نسيم الصباح ...و السماء والرمال والنخيل ...

    في أحدى يديه منجل وفي الآخرى طعام يكفيه يومه.


    ....آه ...كم تتوق نفسه لمعرفة الصلاة الجديدة ! ... وما أشد ظمأه لأن يؤديها خلف النبي !


    كان بنو قريظة في خوف دائم ...لا يفترون عن ترميم حصونهم وتجديدها...


    صعد الفارسي إلى نخلة يجز جريدها... وكان صاحب النخل جالس تحته ,


    اتجه ببصره نحوالجنوب... وتبسم ...


    وما لبث إلا قليلا" حتى رأى رجلا" من اليهود يجري نحو أبي كعب ،


    أحس بأن حادثا" قد وقع ...فنظر أسفل النخلة ...وكان الرجلان في بادئ الأمر يتهامسان


    فلم يسمع ما يقولان...حتى علا صوت أبي كعب وهو مضطرب قائلا":


    _ إنكم يا بني قريظة من أشهر الجبناء ، تُصدقون كل شائعة ...من قال لك هذا يا رجل ؟


    أجابه الآخر صائحا" فيه :


    _ قاتل الله بني قَيْلَةَ * إنهم ليتقاصفون عليه بقباء , وقد قدم من مكة ويزعمون أنه نبي...


    أرتعد الفارسي ...ونضح عَرَقُهُ ...


    ونزل عن النخلة في عجل وسأل أبي كعب عن الخبر ....فأجابه مرتاعا":


    _ مالك وهذا... اذهب لعملك .

    فصعد ثانية ليكمل عمله ...وأخذ يخاطب نفسه... سألتقيه أخيرا" ...وسأعرفه ...فإن له آيات لا تُخفى.

    واسترجع حديثه مع العابد ...وتذكر ما همس له به...


    ....................

    قَيْلَةَ : القَيْل حاكم من ملوك اليمن وإليه يُنسب الأوس والخزرج

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي

    ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ، ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة وحوله أصحابه

    وعليه شملتان مؤتزرا" بواحدة ،مرتديا" الأخرى ، فسلمت عليه ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره

    ...فعرف أني أريد ذلك ...فألق بُردته عن كاهله فإذا العلامة بين كتفيه ...خاتم النبوة

    ....( كما وصفه لي صاحبي ...انها العلامة الثالثة ...رحمك الله يا شيخي ) ...

    فأكببت عليه أُقبله وأبكي ...ثم دعاني عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فجلست بين يديه

    وحدثته حديثي ...

    ثم أسلمت ...



    ....

    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بخط يدي ,,,صيحة الحق في الرد على ميزان الحق
    بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22-12-2011, 07:49 AM
  2. وما زال الحق مهضوم (صلب المسيح كان للزجر ام لاخذ الحق ؟و العقاب )
    بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2011, 09:42 PM
  3. المسيح الاله الحق والانسان الحق .. يكشف من هو الله ومن هو الانسان
    بواسطة جورج أبو كارو في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 19-01-2011, 08:05 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-08-2007, 08:50 PM
  5. السيف الحق على رقبة المسمى الفرقان" الحق"
    بواسطة ismael-y في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 03:18 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .