رد على رسالة الجارة ياعيل بوغين / معاريف
منتديات ابن مريم - أتباع المرسلين
تحية للجارة باعيل بوغين معلمة الآثار من كفار عزة.
قرأنا رسالتك التي تنعين فيها صديقك كدوشيم الذي مات في غضون ساعات الطمئنينة قبل السبت .. واعترافك بأنكم تتألمون وتوقعك للبكاء والمزيد وعن بعض الأحاسيس والبشر في الإعلام.. ومن ثم إعلامنا بأنكم صامدون.
فإليكي الرد
سيدتي..
مرة قال رابين : أرجو أن أصحوا فأجد غزة وقد غرقت في البحر .. فغرق رابين .. وبقيت غزة؟
ومرة قال شارون: سأهزم غزة في مائة يوم .. فصلب شارون بين الموت والحياة .. وعاشت غزة؟
ومرة قال ساكنو الكيبوتس: جئنا هنا لنعيش ونبقى .. ولن نعود
فقالت غزة: استعدوا إذا للبكاء والألم والخوف بحزن شديد.. ولا تشتكون!
فكذلك فعلنا .. ولكن بعز .. فقتلانا في الجنة. ونفخر بالموت في الحياة .. وأمام الله.
وفي الأخير قالت معلمة آثار من كفار عزة:
أنتم قساة رفضتم السلام .. رفضتم عرض الدولة .. وقتلتم صديقنا .. فتألمنا وبكينا ..
لكنا هنا .. وهي أرضنا .. ونحن صامدون..
فقالت غزة: سنرى! ..
لكن ..
راجعي مصير السابقين.
أما بخصوص القسوة والأخلاق ..
فهنئي نفسك أولا أن لكم ترف الإحساس بساعات الطمئنينة في يوم السبت المذكور
واستغلي سيدتي فترة أحزانك على الفقيد في مراجعة كتب التاريخ الاجتماعي والأدب العالمي من أمثال رواية تاجر البندقية أو الزنبقة الحمراء وغيرها لتتعرفي على رأي العالم كله في أخلاق اليهود فترة ما قبل قيام الكيان.
أقصد .. حين كان العالم حرا في التعبير عن رأيه فيكم قبل السيطرة الاقتصادية الخفية والتهديد بمعاداة السامية والتمترس بأميركا والأمم المتحدة.
أما بخصوص السلام ورفض عرض الدولة .. فقد كنا بالفعل دولة فلسطينية تحت الانتداب البريطاني قبل هذا العرض.. سيدتي
فاغتصبتم ذلك .. وعرضوا علينا بعض الكيلومترات.
وقريبا سنأخذ تل أبيب والقدس وما حولها .. ونعرض عليكي عشرة كيلومترات في الأحراش؟؟!!
فأرجو ألا ترفضي هذا السلام الذي أعرضه عليكي حينئذ معلمة الآثار حتى لا تثيري ملامة التاريخ ووسمك برافضة السلام.
أما صديقك .. فلكم كل التعازي والأحزان ..
لكن سيدتي .. لا تنسي أن تبعثي مقابل ذلك برقيات تعزية مماثلة لملايين الأمهات والأصدقاء على الجانب الآخر من جدار الألم والظلم
بدأ بمن تهدمت عليهم بيوتهم من المدنيين .. والذي حرقت جلودهم بالأسلحة المحرمة .. وقطعت أعضائهم وتركوا للموت البطيئ ينزفون
إلى هؤلاء الذي اغتصبت نساؤهم وبناتهم ليل نهار أمام ذويهم وفي السجون .. وعلى حواجز التفتيش
لأولئك الأطفال الذين تناثروا أشلاء في مدارس البراءة والطهر..
وضرب المستشفيات التي تعالجهم وسيارات الأسعاف والأطباء وقطع مصادر الحياة عنهم من كهرباء وماء وغاز ..
وحرق زراعاتهم وكل وسائل الحياة ..
وحتى حصرهم بأسوار السجون من هذا الجانب وأسوار الحديد تحت الأرض وأسور البارجات من البحار.
أعتذر سيدتي إن كنت قد صدمت رقتك ..
فهذا جزء ضئيل مما تقومون به وقد أصبح يشكل أحداث يومية ينام عليها ويصحو ذاك الطفل الصغير على الجانب الآخر من السور.
فهل تتوقعين أن يتفرغ هؤلاء وشبابهم للرسم والموسيقى والشعر؟!
-نعم.. سيحدث ذلك عن قريب.
وأطمئنك سيدتي بأنا قد تعايشنا مع هذا الواقع وألفناه ..
فليس الأشقر الجرئ فقط هو من يعزف ويروض الوحوش..
فقد أصبحت لنا كذلك وسائلنا الخاصة في الترويض والعزف..
فركعت أمامنا الوحوش.
ونحن أيضا سيدتي ... لنا فسيفساء بارعة أدعوكي كمعلمة آثار لزيارتها..
فهي بطول الأرض المسلمة وعرض البحار.
أو بطول أحلام الطفولة الذبيحة وعرض الليل والنهار.
تشبه جيرونيكا بيكاسو
فقد رسمنا فيها وعلمنا الأطفال ما يفعلون وقت الغارات وهم يلعبون .. ووقت النوم وهم يفزعون ..
وفي المدارس أو ما تبقى منها وهم يدرسون .. وحين الخروج لشراء حاجاتهم مساء .. وحين يرجعون.
ولم ننس كذلك أن نعدهم ليوم النصر القريب .. ذاك الذي اقترب وظهرت بشائره..
وأول علامته جمعكم في هذه الأرض من جديد كما جائنا الخبر السعيد.
ورسمنا فيها وعلمناهم أيضا ألا يفرحوا كثيرا يوم الفتح ويذكروا السابقين ..
ويستعدوا بعد الفتح لعمل عظيم.
تعايشنا مع الموت سيدتي وألفنا ترويضه .. حتى أصبح مادة للترويح وإطلاق النكات..
استعدادا لليوم الموعود
"فانتظروا إنا منتظرون"
سلامي الأخير ..
للبار داوود عليه كل السلام والرحمة ذاك الذي يعزف ويسكت الوحوش في بلاط الكنيس العتيق في غزة ..
ولا تنسي أن تسأليه عن الذين حاربهم فيها ..
من كانوا؟؟
وعبر التاريخ ..
من هؤلاء الذين أسكتوا عزفه؟
.. ومن ثم أطلقوا الوحوش؟
ولن ترد فسيفسائك سيدتي ..
فإذا سكتت..
فانتظري رد غزة.
ممثل أتباع المرسلين
سليل الصامدين الفاتحين ..
ومرشد التاريخ إلى يوم النصر المبين.
المفضلات