أحبتي في الله اريد ان اكتب كلمة صغيرة ولا اعترض على احد في شيء وانما اضعها بين ايديكم فربما تستفيدون منها :
اخواني الافاضل أيات الله لا تنقطع . وقوله تعالى :﴿ " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "﴾ دليل على عجز البشر عن الإحاطة بأسرار الخلق ونواميس الكون .
وعندي ملاحظات على ما تفضلتم به في بحثكم حول الاعجاز العلمي ، حيث أن مثل هذه القصص والروايات ما فتئت تطالعنا بين الحين والآخر يستدل المسلمون بها على صدق إيمانهم ويستشهدون بها في بحثهم عن أدلة تقنع الناس الذين تلطخوا بالفكر العلماني ، الذي يعيد ويرد كل شيء إلى العلم ، ولا يقبل استخدام العقل بما لا يخضع لتجربة في مختبر . وهذا بحد ذاته خطر على المفكر حيث سيجد نفسه مطالب بالآتيان بدليل علمي على كل قضية يعرض لها ، وفي هذا فشل محقق لما يترتب عليه من تعطيل الطريق العقلية في البحث والتحقق والوصول إلى نتائج تقنع العقل ولو لم ترضخ لتجارب مخبرية.
وعلى سبيل المثال كلكم يعلم قصة العالم الذي اكتشف ان النباتات الاستوائية تصدر ذبذبات فوق صوتية في هذه القصة لفت انتباهي إدعاء ان العلماء أصيبوا بالدهشة ، ترى لماذا يصاب عالم بدهشة من مثل هذا الأمر - إن كان حقيقة علمية - فهو يجري أبحاثه ويفسرها تفسيره العلمي ، ويقتنع بها ما دامت واقعا شاهده أو لمسه أو أحس به . فالدهشة لم تكن إلا مقدمة للنتيجة التي أراد الكاتب نقلها ، وهي إثبات العلم لحقيقة عرفها المسلمون عن طريق القرآن منذ 1400 سنة . ولكن غاب عن بال الكاتب أن الآية بصريح عبارتها ومنطوقها تفيد ﴿" وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ "﴾ ، فمن أين فقه هذا العالم أن هذه الذبذات والترددات هي لفظ الجلالة ، وهي تسبيح ، أليس في هذا معارضة للنص .
لقد أودت بنا المؤثرات العلمية الحديثة أن ننتهج نهجهم في التفكير وهذا مزلق خطر.
تصور أن هناك من لا يزال يدعي أن نيل أرمسترونج قد سمع الأذان على القمر فأسلم ، والغريب أنه لتمام السيناريو فإنهم يقولون أنه حصل هذا أثناء زيارته لمصر وسمع الأذان فيها فسأل ما هذا فأجابوه فأخبرهم أنه سمعه على القمر !!!
مع أن ارمسترونج ما زال على دين آبائه حتى اللحظة ، ولم نسمع إلا من أساطير المتهورين أنه أسلم ، ودعاية مثلها عن يوري غاغارين الفضائي الروسي الذي أسلم بعد أو رحلة له على حد زعم البعض وأن الروس قتلوه لذلك .
فهل نحن بحاجة لمثل هذه الإثباتات لصحة هذا الدين ، وصدق رب العالمين ؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات