الأسترقاق والسبي
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?p=34274
.
-----------------------------
أخرجه مسلم في "صحيحه" والإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وعبد الرزاق عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: أصبنا سبيًا من سبي أوطاس ولهنّ أزواج فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج، فسألنا النبيّ صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، فاستحللنا فروجهن.
http://www.al-eman.com/IslamLib/view...BID=403&CID=31
.
جاء سؤال ورده :
وفي موضع آخر :اقتباسالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا أقرأ في كتاب تفسير القران لابن كثير وانا اقرا الان تفسير لسورة النساء وصلت للاية قال تعالى {والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم} فكان في تفسيرهااي وحرم عليكم من الاجنبيات المحصنات وهن المتزوجات الا ما ملكت ايمانكم يعني الا ما ملكتموهن بالسبي فانه يحل لكم وطؤهن ادا استبرأتموهن.
عن ابي سعيد الخدري قال اصبنا سبيا من سبي اوطاس ولهن ازوج فكرهنا ان نقع عليهن ولهن ازواج فسالنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هده الاية {والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم} فاستحللنا فروجهن
سؤالي هو فقط الاستفسار اليس ديننا دين رحمة اوليس التعامل مع السباية بهدا الشكل قد يكون فيه قسوة وانعدام الرحمة لها حتى ولو لم تكن مسلمة فالرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يسمح لا بتعديب الاسرى ولا بالتنكيل بالجثث اسفة على الاطالة وجزاكم الله خيرا
الرد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لولم يكن هؤلاء من المحاربين لكان قولك في مكانه، ولكنهم من المحاربين لله ورسوله ومحاربين للمسلمين، فيكون الرق عقابا لهم من أجل تربيتهم ثم تحريرهم، وفي أثناء الرق فيكرمن إن كن من النساء بحلهمن لمالكهن من أجل أن ينجبن منه فيصبحن صاحب حق في الإعتاق، لذلك كان ذلك تكريما لهن وليس إهانة كما ظننت.
والله تعالى أعلم.
شبكة الفتاوي الشرعية .
عن أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد : أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم اصابوا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج من أهل الشرك فكان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كفوا و تأثموا من غشيانهن ، فنزلت هذه الآية في ذلك ( و المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ) و هذا لفظ أحمد بن حنبل فزاد في هذا الاسناد أبا علقمة الهاشمي و هو ثقة و كان هذا هو المحفوظ و الله أعلم .
و قد استدل جماعة من السلف بهذه الآية الكريمة على أن بيع الامة طلاقها .
وفي موضع آخر :
تفسير ابن كثير الجزء الأول ص 473
""وقوله تعالى: (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) أي وحرم عليكم من الأجنبيات المحصنات وهن المزوجات إلا ما ملكت أيمانكم يعني إلا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن. وقال الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: أصبنا سبياً من سبي أوطاس ولهن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية (والمحصنات من النساء ..) فاستحللنا فروجهن.""
تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن الجزء الخامس ص 120-121
""قوله تعالى: (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)
قال ابن عباس وأبو قلابة وابن زيد ومكحول والزهري وأبو سعيد الخدري : المراد بالمحصنات هنا المسبيات ذوات الأزواج خاصة أي هن محرمات إلا ما ملكت اليمين بالسبي من أرض الحرب فإن تلك حلال للذي تقع في سهمه وإن كان لها زوج. وهو قول الشافعي في أن السباء (اي السبي) يقطع العصمة (أي عصمة الزوج ويصبح سيدها أولى بها). ويدل عليه مارواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعث جيشاً إلى أوطاس فلقوا العدو فقاتلوهم وظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجل في ذلك (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن.. وبه قال مالك وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وهو الصحيح إن شاء الله.""
الأهم والواضح أكثر في هذا السياق تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب
في ظلال القرآن الجزء الثاني ص622 – 623
""(والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) وهذا الإستثناء يتعلق بالسبايا اللواتي كن يؤخذن أسيرات في حروب الجهاد الإسلامي وهن متزوجات في دار الكفر والحرب حيث تنقطع علاقتهن بأزواجهن الكفار بانقطاع الدار ويصبحن غير محصنات فلا أزواج لهن في دار الإسلام ومن ثم يكفي استبراء أرحامهن بحيضة واحدة يظهر منها خلو أرحامهن من الحمل ويصبح بعدها نكاحهن حلالاً إن دخلن في الإسلام أو أن يباشرهن من غير عقد نكاح من يقعن في سهمه باعتبارهن ملك يمين سواءأسلمن أم لم يسلمن.
ونكتفي هنا بالقول بأن المعسكر الإسلامي كان يعامل أعدائه في مسألة استرقاق الأسرى في الحرب كما يعاملونه من حيث مبدأ الرق ويفضلهم في نوع معاملته للرقيق وفي اعتبار إنسانيته فضلاً كبيراً ولم يكن له بد من ذلك حيث أن استرقاق الأسرى نظاماً عالمياً لا يملك الإسلام إبطاله من جانب واحد وإلا كان الأسرى من المسلمين يصبحون رقيقاً بينما الأسرى من الكفار يصبحون أحراراً فترجح كفة المعسكرات الكافرة على المعسكر الإسلامي وتطمع هذه المعسكرات في مهاجتمه وهي آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم بل وهي رابحة غانمة.
ومن ثم لم يكن بد من أن تكون هناك سبايا كوافر في المجتمع المسلم فكيف يصنع بهن ؟ إن الفطرة لا تكتفي بأن يأكلن ويشربن فهناك حاجة فطرية لا بد لهن من إشباعها وإلا التمسنها في الفاحشة التي تفسد المجتمع كله وتدنسه ولا يجوز للمسلمين ان ينكحوهن وهن مشركات لتحريم الارتباط الزوجي بين مسلم ومشركة فلا يبقى إلا طريق واحد هو إحلال وطئهن بلا نكاح مادمن مشركات بعد اسستبراء أرحام المتزوجات منهن وانقطاع صلتهن بأزواجهن في دار الكفر والحرب.""
الآية: (وأحل لكم ما وراء ذلك) إلى قوله (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن) المقصود لفقراء المسلمين الذين لا يقدرون أن ينكحوا حرائر وأرادوا الزواج من إماء فإنهم يجب عليهم أن يعطوهن صداقهن مع العقد وهذا في حالة إذا أراد الشخص أن يتزوج أمة ليست عنده فإنه يطلبها من سيدها وفي هذه الحالة يكون فيه عقد وزواج وتبقى عند سيدها عبدة عنده ويتم الإتفاق بين الزوج والسيد على أوقات الزوج وأوقات السيد.
في ظلال القرآن الجزء الأول ص 229-230-231
(وأما في الرق مثلاً، فقد كان الأمر أمر وضع إجتماعي إقتصادي وأمر عرف دولي وعالمي في استرقاق الأسرى وفي استخدام الرقيق، والأوضاع الإجتماعية المقعدة تحتاج إلى تعديل شامل لمقوماتها وارتباطاتها قبل تعديل ظواهرها وآثارها والعرف الدولي يحتاج إلى إتفاقات دولية ومعاهدات جماعية ولم يأمر الإسلام بالرق قط ولم يرد في القرآن نص على استرقاق الأسرى ولكنه جاء فوجد الرق نظاماً عالمياً يقوم عليه الإقتصاد العالمي ووجد استرقاق الأسرى عرفاً دولياً يأخذ به المحاربون جميعاً فلم يكن بد أن يتريث في علاج الوضع الإجتماعي القائم والنظام الدولي الشامل.
وقد اختار الإسلام أن يجفف منابع الرق وموارده حتى ينتهي بهذا النظام كله – مع الزمن – إلى الإلغاء دون إحداث هزة إجتماعية لا يمكن ضبطها ولا قيادتها وذلك مع العناية بتوفير ضمانات الحياة المناسبة للرقيق وضمان الكرامة الإنسانية في حدود واسعة.
بدأ بتجفيف موارد الرق فيما عدا أسرى الحرب الشرعية ونسل الأرقاء.. ذلك أن المجتمعات المعاديه للإسلام كانت تسترق أسرى المسلمين حسب العرف السائد في ذلك الزمان وما كان الإسلام يومئذ قادراً على أن يجبر المجتمعات المعاديه على مخالفة ذلك العرف السائد الذي تقوم عليه قواعد النظام الإجتماعي والإقتصادي في أنحاء الأرض، ولو أنه قرر إبطال إسترقاق الأسى لكان هذا إجراء مقصوراً على الأسرى الذين يقعون في أيدي المسلمين بينما الأسارى المسلمون يلاقون مصيرهم السيء في عالم الرق هناك. وفي هذا إطماع لأعداء الإسلام في أهل الإسلام، ولو أنه قرر تحرير نسل الأرقاء الموجودة فعلاً قبل أن ينظم الأوضاع الإقتصاديه للدولة المسلمة ولجميع من تضمهم لترك هؤلاء الأرقاء بلا مورد رزق ولا كافـل ولا عائل، ولا أواصر قربى تعصمهم من الفقر والسقوط الخلقي الذي يفسد حياة المجتمع الناشيء. لهذه الأوضاع القائمة العميقة الجذور لم ينص القرآن على استرقاق الأسرى بل قال (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداءاً حتى تضع الحرب أوزارها) ولكنه كذلك لم ينص على عدم استرقاقهم وترك الدولة المسلمة تعامل أسراها حسب ما تقتضيه طبيعة موقفها فتفادي من تفادي من الأسرى من الجانبين وتتبادل الأسرى من الفريقين وتسترق من تسترق وفق الملابسات الواقعية في التعامل مع أعدائها المحاربين.
وبتجفيف موارد الرق الأخرى وكانت كثيرة جداً ومتنوعة يقل العدد وهذا العدد القليل أخذ الإسلام يعمل على تحريره بمجرد أن ينضم إلى الجماعة المسلمة ويقطع صلته بالمعسكرات المعاديه فجعل للرقيق حقه كاملاً في طلب الحرية بدفع فديه عنه يكاتب عليها سيده، ومنذ هذه اللحظة التي يريد فيها الحرية يملك حرية العمل وحرية الكسب والتملك. فيصبح أجر عمله له وله أن يعمل في غير خدمة سيده ليحصل على فديته، أي أنه يصبح كياناً مستقلاً ويحصل على أهم مقومات الحرية فعلا ثم يصبح له نصيبه من بيت مال المسلمين في الزكاة والمسلمون مكلفون بعد هذا أن يساعدوه بالمال على استرداد حريته وذلك كله غير الكفارات التي تقتضي عتق رقة كبعض حالات القتل الخطأ وفدية اليمين وكفارة الظهار وبذلك ينتهي وضع الرق نهاية طبيعية مع الزمن لأن إلغاءه دفعة واحدة كان يؤدي إلى هزة لا ضرورة لها وإلى فساد في المجتمع أمكن اتقاؤه).
والله أعلم .
.
المفضلات