بكة ( مكة ) في كتاب النصارى !!! ... انقر هنا
يقول الدكتور محمد رأفت عثمان ان تحويل القبلة من بيت المقدس الي المسجد الحرام في ليلة النصف من شعبان هو حدث له دلالات عظيمة وعظات جليلة يجب ان يتوقف عندها المسلم ويتدبر معانيها، وقد وقعت هذه الحادثة *حسب أشهر الروايات* بعد 18 شهرا من الهجرة.
ويضيف د. عثمان أن النبي *صلي الله عليه وآله وسلم* كان يشتاق إلي أن تكون قبلته نحو بيت الله الحرام، وكان يتطلع جهة السماء راجيا من ربه بلسان الحال أن يجعل الكعبة قبلته وقبلة أمته، ولما كان النبي *صلي الله عليه وآله وسلم* في مكة، كان يصلي الي بيت المقدس كما امر، غير انه كان يتجه الي بيت المقدس جاعلا الكعبة امامه، ولما هاجر الي المدينة واتجه في صلاته الي بيت المقدس صارت الكعبة خلفه، فراح النبي *صلي الله عليه وآله وسلم* يترقب الوحي متأملا ان تكون قبلته الكعبة المشرفة.
ويتوقف د. عثمان عند هذه النقطة موضحا أن أولي العبر والعظات في حادثة تحويل القبلة تتعلق بحب الله تعالي لنبيه الكريم، هذه العاطفة السامية التي تتضح من قوله تعالي 'قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام'.
فاذا كان هذا حب الله لرسوله، فعلي المسلمين أن يحبوا نبيهم الكريم *بصدق* وان يغرسوا محبة سيدنا محمد عليه وعلي آله الصلاة والسلام في نفوس ابنائهم وذلك بأن يقتدوا باخلاقه ويعملوا بسنته.
أما ثاني العظات *والكلام لايزال للعالم الجليل* فكان الدرس الالهي في اختبار وتمحيص الفئة المؤمنة، حيث إن الله تعالي بمشيئته اراد أن يتخلص المسلمون من فئة مهتزة الايمان ضعيفة العقيدة وذلك يظهر في قوله تعالي:
'.. وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه..' أي ليظهر علم الله بالغيب عن المنافقين إلي علم يظهر للعيان، وذلك من خلال موقف يصعب علي النفس معرفة الحكمة منه ويقتضي التسليم الكامل بأمر الله تعالي.
أما الدرس الثالث من تحويل القبلة *كما يؤكد د. عثمان* فيتعلق باليهود، هؤلاء السفهاء *كما وصفهم القرآن في هذا الموضع* الذين وجدوا من تحويل القبلة مادة مناسبة لترويج الاكاذيب والشائعات وتشكيك المسلمين في دينهم فقالوا مستنكرين لماذا انصرف المسلمون عن قبلتهم في بيت المقدس؟ اذا كانت القبلة الحق نحو بيت المقدس فقد تحولوا الان الي الباطل، وان كانت القبلة الحق نحو الكعبة فقد ظلوا ما يزيد علي 13 عاما علي قبلة باطلة!! فرد عليهم الله تعالي في محكم آياته بالاجابة القاطعة 'سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم' والصراط المستقيم هنا هو الاسلام. كما واصل اليهود بث سمومهم وقالوا وماذا عن المسلمين الذين ماتوا قبل تحويلة القبلة؟ هل ستضيع صلاتهم؟ فجاء الرد الالهي 'وما كان الله ليضيع ايمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم'.
وكان اليهود من قبل يؤذون النبي الكريم ويقولون عنه: يترك ملتنا.. ويتبع قبلتنا. لان قبلتهم نحو البيت المقدس، ولذلك فرح رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفرح المسلمون جميعا بتحويل القبلة .
ويشير د. رأفت عثمان إلي أن هذا هو حال اليهود دائما اعداء للاسلام والمسلمين بل يصل تجاوزهم الي حد الوقاحة مع الله ورسوله ولذلك وصفهم الله تعالي بأنهم اشد الناس عداوة للذين أمنوا وكان هذا الموقف دلالة دامغة علي سوء نياتهم وقبح سريرتهم وانحراف عقيدتهم.
ومن الحديث عن اليهود ينتقل العالم الجليل الي أرض الاسراء وبيت المقدس، حيث يشير الي ان من ابرز الدروس المستفادة من تحويل القبلة، هو لفت انظار المسلمين الي مكانة واهمية القبلة الاولي، تلك القبلة التي ظل المسلمون يتجهون اليها اكثر من 13 عاما فأرض فلسطين ارض الرسالات تلك البقعة الطاهرة المباركة وما حولها امانة في اعناق المسلمين وتطهير ارض القبلة الاولي من دنس اليهود امانة في رقاب المسلمين، فلم يكن من قبيل الصدفة ان تكون القبلة الاولي للمسلمين في أرض فلسطين ورحلة الاسراء والمعراج من ارض فلسطين، كل ذلك انما هو دلالات وعلامات واضحة يضعها الله امام أمة الاسلام للتنبيه الي أهمية ومكانة ارض الاسراء.
فالحمد لله أن مدعي الباطل يقول ان المسلمين يتجهوا في صلاتهم للكعبة ، لم يقل أنهم يسجدوا لها .، ويمكننا أن نرى أن المسلمين عندما يصعدوا إلى مبنى المسجد الحرام للأدوار العليا فهم يصلون وهم أعلى من مبنى الكعبة ، فهذا يوضح أن المسلمين تتجه إلى عين الكعبة كقبلة فقط .
المفضلات