بداية عندما تتحاور معي أنا لا أرغب في رؤية أسنانك فلا داعي لفشخة الحنك.
أما عن سؤلك فمن الطبيعي ألا ينسب كتب إلى الله إلا إذا أولا قال هذا الكتاب إنه كتاب الله. وإلا فلا داع لأن نأخذه على أنه كتابه. فهذه هي النقطة الأولى ويتبعها لزاما نقطة ثانية وهي أن يقدم برهان، والبرهان قد قدمه الكتاب وهو إنك إذا لم تبدأ به فلن يمكنك أن تعرف شيئا من الأصل.
فقط حاول.
مثلا أنت تقول: "وماذا لو اخرجتلك اطنان التناقظات التي لاتجوز عن الله فلنقل 50000على اقل تقدير لن تبقى حيا لتقراها كلها"
هل ترى ما هو المطلوب لكي تعرف هذه الجملة؟
المفروض أن تقدم لنا دليل على وجود ما هو غير مادي، مطلق، غير متغير.
لأننا عندما نتحدث عن تناقض فنحن نتحدث عن أمر يكسر قانون منطقي. والقانون المنطقي هو أمر غير مادي، مطلق، غير متغير. لأنه لو كان مادية فهو حدد في الزمان والمكان ولا يمكنك تطبيقه على أمر تاريخي، ولو كان غير مطلق فلا يمكنك أن تطبقه على أي شيء، ولو كان متغير فلن تستطيع تطبيقه إلا مرّة واحدة.
فحتى قبل أن أناقش معك ما تقول أنه تناقض المفترض أن تبرهن على هذه المسلمات. فأنت معلوماتك ليست مطلقة لكي تدعي أنك تعرف أن كل الحالات التي يخالف فيها أي قانون فهي خطأ. أي لا تستطيع أن تعتمد على معرفتك ولا على معرفة البشر مجتمعة. ولا إمكانية عندك أن تخبرنا لماذا هذا القانون غير متغير...
طبعا يمكنك أن تختصر الموضوع كله بالضح والإبتسام بدلا من التعامل مع الأسئلة المطروحة، وطبعا يمكنك أن تلغي الموضوع كله بالقول هذه فلسفة وسفسطة ولكن في هذه الحالة أيضا ستكون تتجنب مناقشة الأمر المطروح.
كلامي هذا لا يعني بأي حال إني لا أتبع المنطق أو أرفضه لكن أنك أنت لا يحق لك اللجؤ له من الأصل في كلامك. بالنسبة لنا كمسيحيين طبعا من المفترض أن نكون منطقيين لأن المنطق هو إنعكاس لفكر الله ولا يحق لنا مخالفته.
لكن طبعا كغير مسيحي هذا ليس إحتمال متاح لك، بالتالي عليك أن تقدم تبريرا لما تعتبره مسلمات من البداية.
المفضلات