السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخ الفاضل
أين الشبهة أو أين التعارض ؟
فالحديث حق وأثره واضح للعيان
الطفل يولد على الفطرة ، على الإسلام
ولكن والداه ينشآنه ويعدانه ليحمل دين آبائه سواء كانت اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو البوذية أو غير ذلك من الديانات والعبادات
ألا ترى أن أبناء عابدي البقر يعبدونها تقليدا لآبائهم ؟
وفيهم الطبيب والمهندس والعالم
أما الأية الكريمة فلا تعارض بينها وبين الحديث نهائيا
فلو دققت النظر إليها لوجدت أن المتكلم هو سيدنا نوح عليه السلام
فمن خلال تجربته مع قومه وجدهم مصداقا لما ذكر الحديث
وجد القوم لا ينشؤن أبنائهم إلا على الكفر والفجور
فمن خلال خبرته بهم أصبح على قناعة أن الأبناء كفارا وفجارا كما هو حال آبائهم ( وهذا من وجهة نظر سيدنا نوح عليه السلام الشخصية وليست وحيا أوحاه الله إليه )
ففي كتاب الله تجد الكثير من الكلمات التي نطق بها الرسل عليهم السلام يسألون ربهم أو غير ذلك
كما سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى
وكما سأل عيسى عليه السلام ربه أن ينزل عليهم مائدة
وهناك كلمات نطق بها الكفار كما ذكر القرآن على لسان عبدة الأصنام
( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )
وكذلك قول فرعون ( وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري )
وكذلك إبليس عندما ظن أنه خير من آدم عليه السلام ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
فالحمد لله على كمال الإسلام
الذي لا يعتمد السرية في تعاليمه
فلقد تركنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
وإخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات