واسمحوا لي اخواني الكرام أن أنقل لحضرتكم شروط إحصاء أسماء الله الحسني
من الجزء الأول من كتاب
أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
المؤلف د.محمود عبد الرازق الرضواني
• الشرط الأول من شروط الإحصاء :
( عنوان الشرط فقط والتفصيل يرجع للكتاب)
أن يرد الاسم نصا في الآيات القرآنية أو ما ثبت في صحيح السنة النبوية
• الشرط الثاني من شروط الإحصاء :
( الشرط كما هو بالنص من الكتب )
علمية الاسم ، فيشترط في إحصاء الأسماء أن يرد النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة
كأن يدخل على الاسم حرف الجر كما ورد في قوله تعالى : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان:58] ، وقوله : تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [فصلت:2] ،
أو يرد الاسم منونا فالتنوين من علامات الاسمية كقوله تعالى : بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ:15] ، وقوله : وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء:17] ،
أو تدخل عليه ياء النداء كما ورد عند البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ نُطْفَةٌ ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ ) ( ) ، وكما ورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث أَنَسِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّى ثُمَّ دَعَا : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) ( )
، أو يكون الاسم معرفا بالألف واللام كقوله تعالى : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] ، وقوله : تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [يس:5]
أو يكون المعنى مسندا إليه محمولا عليه كقوله : الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً [الفرقان:59] ، وقوله تعالى : وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ [الكهف:58] ، فالمعنى في الآيتين ورد محمولا على اسم الله الرحمن والغفور مسندا إليهما ، فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك في قوله :
بالجر والتنوين والندا وأل : ومسند للاسم تمييز حصل ( ) .
وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ [الإسراء:110] ، وقوله أيضا : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] ، ومعنى الدعاء أن تدخل عليها أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة والنداء من علامات الاسمية ، فلا بد أن تتحقق في الأسماء علامات الاسم اللغوية وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الشرط في قوله : ( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها ) ( ) ،
وعليه فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة صفات أفعال وليست أسماء
، ونحن قد علمنا من مذهب السلف الصالح أن أسماء الله الحسنى توقيفية لا بد فيها من أدلة قرآنية أو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية ، وليست أسماء الله مسألة عقلية اجتهادية يشتق فيها الإنسان لربه من أوصافه وأفعاله ما يشاء من الأسماء ، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت في الكتاب والسنة ، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف في كون الأسماء الحسنى توقيفية .
ومثال الأسماء التي تدخل تحت هذه النوعية ، تسميتهم لله عز وجل بالمعز المذل الخافض الرافع المبديء المعيد الضار النافع المنتقم المميت الباعث الباقي العدل المحصي المقسط المغني ، فمن الذي سمى الله بهذه الأسماء ؟
هذه الأسماء جميعها لم ينطبق عليها الشرط الأول وهو ورود النص بعلمية الاسم
، فالمعز المذل اسمان اشتهرا بين الناس شهرة واسعة على أنهما من الأسماء الحسنى ، وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة ، فقد ذكرهما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وكذلك عند ابن ماجة والبيهقي وغيرهم ( ) ، لكن حجتهم أو مستندهم في إثبات الاسمين هو ما ورد في قول الله تعالى : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:26] ، فالله أخبر أنه يُؤْتِي وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ ، ولم يذكر في الآية بعد مالك الملك واسمه القدير سوى صفات الأفعال ، فهؤلاء اشتقوا لله اسمين من فعلين وتركوا على قياسهم اسمين آخرين ، فيلزمهم تسمية الله عز وجل بالمُؤْتِي وَالمنْزِعُ طالما أن المرجعية في علمية الاسم إلى الرأي والاشتقاق لا إلى تسمية الله لنفسه أو تسمية نبيه صلى الله عليه وسلم .
والخافض الرافع استندوا فيهما إلى ما رواه الإمام مسلم من حديث أَبِى مُوسَى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ) ( ) ، واستند الإمام البيهقي فيهما إلى المعنى الذي ورد في قول الله تعالى : يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن:29] ، وما ذكره بسنده مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين ) ( ) ، وهذا غير كاف في إثبات الاسمين .
وأيضا المبديء المعيد ذكرهما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم وكذلك البيهقي وغيره ؛ فهم جميعا اشتقوا لله هذين الاسمين باجتهادهم استنادا إلى قوله تعالى : إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ [البروج:13] ، وقوله : أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [العنكبوت:19] ، ومعلوم أن أسماء الله توقيفية وليس في الآيتين سوى الفعلين فقط .
وكذلك الضار النافع استندوا فيه إلى المفهوم من قوله تعالى : قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ [الأعراف:188] ، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ) ( ) .
ولم يُذكر في الآية أو الحديث النص على الاسم أو حتى الفعل ، ولم أجد في القرآن أو في السنة إلا ما ورد عند البخاري من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ : ( فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلاَّ نَفَعَ اللَّهُ بِهَا ، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ ) ( ) ، وهذا أيضا لا يكفي في إثبات الاسم ، أما الضار فالجميع استند إلى المفهوم من الآية والحديث ( ) .
وكذلك تسميتهم لله بالعدل ، فالعدل لم يرد اسما ولكنهم استندوا إلى المعنى الذي ورد في قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان [النحل:90] ، وتسميتهم لله بالجليل حيث ذكره جمع كبير ؛ مع أن هذا الاسم لم يرد في الكتاب ولا في السنة ، ولكن استندوا في إثباته إلى اجتهادهم في الاشتقاق من الوصف الذي ورد في قوله تعالى : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27] ، وقوله : تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:78] .
ومن ذلك أيضا تسميتهم لله بالباعث استنادا إلى الاشتقاق من الفعل في قوله تعالى : وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ [الأنعام:36] ، وقوله : ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:56] ، وتسميتهم لله بالمحصي لقوله تعالى : لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً [مريم:94] ، وقوله : أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ [المجادلة:6] ،
وكذلك في اسمه المميت استنادا إلى اجتهادهم في الاشتقاق من الفعل الذي ورد في قوله تعالى : هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
[غافر:68] ، وسموه المنتقم استنادا إلى الاشتقاق من الوصف الذي ورد في قوله تعالى : فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [إبراهيم:47] ( ) .
والمقسط أيضا لم يستندوا فيه إلى وصف أو فعل ولكن إلى أمره تعالى بالقسط ومحبته للمقسطين في قوله : قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ [الأعراف:29] ، وقوله : وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة:
42] ، وكذلك سموه المانع استنادا إلى جتهادهم في الاشتقاق من الفعل الذي ورد في حديث مُعَاوِيَةَ مرفوعا : ( اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِىَ لِمَا مَنَعْتَ ) ( ) ،
وسموا الله بالمغني استنادا إلى الاشتقاق من الفعل في قوله : حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33] وكذلك الباقي لم أجد دليلا استندوا إليه إلا ما ورد في قوله تعالى : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27] ، وكذلك الدافع استنادا إلى المصدر من الفعل دفع في قوله تعالى : وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ [البقرة:251] ، والقاضي استنادا إلى الاشتقاق من الفعل في قوله تعالى : وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ [غافر:20] ( ) .
والأمثلة في ذلك كثيرة ، والقصد منها أننا لا نشتق الأسماء الحسنى من صفات الله وأفعاله ، لأن دورنا حيال الأسماء الإحصاء وليس الإنشاء ، ولأن الله تعالى أفعاله صادرة عن أسمائه وصفاته بعكس أسماء المخلوقين فهي صادرة عن أفعالهم ، فالرب تبارك وتعالى أفعاله عن كماله ، والمخلوق كماله عن أفعاله ، فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل ، فالرب لم يزل كاملا فحصلت أفعاله عن كماله ، لأنه كامل بذاته وصفاته ، فأفعاله صادرة عن كماله ، كمل ففعل ، والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به ( ) ، وسيأتي في المبحث الرابع بإذن الله تعالى حصر الأسماء التي لم تنطبق عليها شروط الإحصاء
يتبع إن شاء الله تعالي بإختصار
ما يفعله اليهود في غزة وفعله النصاري في والبوسنة والعراق وأفغانستان هو التطبيق الحرفي للكتاب الدموي الذي يقدسه اليهود والنصاري
التدمير الشامل
قتل لأطفال
سفر لعدد - 17فَالآنَ \قْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ \لأَطْفَالِ.
تحطيم رؤوس الأطفال وشق بطون الحوامل
سفر هوشع -
. 16تُجَازَى \لسَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـ/لسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَ\لْحَوَامِلُ تُشَقُّ
.......
أقتلوا للهلاك
سفر حزقيال 6اَلشَّيْخَ وَ\لشَّابَّ وَ\لْعَذْرَاءَ وَ\لطِّفْلَ وَ\لنِّسَاءَ. \قْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. »
......
انجيل لوقا -
27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ \لَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَ\ذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
المفضلات