إخواني في الله! لم يبق من موضوعنا إلا القليل. هناك نقطتان صغيرتان سأطرحهما في ما يلي إن شاء الله:
1- توقيت طور العلق بين السنة والعلم.
2- إعجاز القرآن في صلاحه لكل الأزمان
توقيت طور العلق بين السنة والعلم
لقد سبق وأن سمحنا لأنفسنا أن نحدد فرضياً أن طور العلقة يمتد من اليوم الرابع عشر وحتى اليوم الثامن والعشرين أي في الأسبوع الثالث والرابع. وقد اعتمدنا في ذلك على ثلاثة أمور أساسية:
1- ترتيب الأطوار بحسب القرآن والسنة على الشكل التالي: نطفة- علقة -مضغة. أي أن طور العلقة يتوسط كلا الطورين الأخيرين.
2- تحديد الرسول :salla-s: اليوم الثاني والأربعين الذي ينتقل فيه الجنين من هذه الأطوار إلى طور العظام.
3- إعتبار أن هذه الأطوار هي أطوار متساوية من حيث المدة.
ويحق لنا التلاعب قليلاً في النقطة الثالثة زيادة أو نقصاناً إذ لا دليل شرعي على هذا التساوي. وقبل أن نبين ما إذا كان العلم يقف في صف هذه الفرضية أم أنه يجري عليها تعديلاً بسيطاً فيجب أن ننوه بأمر هام: حتى لو لم تكن الفرضية دقيقة فإن الإستدلال بها في النقطة الأولى يبقى صالحاً فمن الأكيد أن طور العلقة لا يمكن أن يستغرق الأيام الأربعين الأولى بشكل تام إذ يحتفظ طورا النطفة والمضغة بحصة وافرة لهما فينزلان على هيئة دم من رحم الأم ليبقيا محتفظين باسميهما.
ولكن كيف ساعدنا العلم في تحديد المدة الزمنية الدقيقة لطور العلقة؟ كان دور العلم هو النظر في أي الأيام تجتمع فيه الصفات التالية:
1- الجنين على شكل دودة العلق.
2- موجوداً في السائل الأمنيوسي.
3- ولادة المعلاق الذي سيفضي إلى حبل السرة.
4- جزر الدم التي تحيط بكيس المح.
هذه الصفات تجتمع اخواني بين اليوم الرابع عشر واليوم الرابع والعشرين وإن كان بعضها يبدأ بالإختفاء قبل الآخر فالتحول من العلقة إلى المضغة ليس فجائياً بل هو تحول تفقد الأولى صفاتها لتنتزع الثانية صفاتاً لها. وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يمكن العودة إلى كتاب "اعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام" للأستاذ كريم نجيب الأغر والذي يبين فيه كيف يبدأ الجنين انحنائه في اليوم الرابع والعشرين ليفقد بذلك صورة الإستطالة التي تسمح لنا بمقارنته مع الدودة في الوقت الذي يبدأ فيه المعلاق بالتحول إلى حبل السرة. أرجو مراجعة باب "العلقة" صفحة 270-> 282 ، وصفحة 290 حيث الحديث عن فقدان العلقة صفتها، وصفحة 414 حيث الحديث عن زمن هذا الإنتقال.
وإذا ما قارنا الحقيقة العلمية (14 يوم- 24 يوم) بالفرضية (14 يوم- 28 يوم) نجد هذا التشابه الباهر الذي لا يمكن أن نقف أمامه إلا مذهولين قائلين:
{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }
صلاح القرآن لكل الأزمان
هذه النقطة في الحقيقة تحتاج إلى كثير من التفصيل! ولكن سنوجزها بشكل سريع عسانا في يوم من الأيام نعود إليها في بحث خاص. لنضرب مثل كروية الأرض ودورانها في القرآن والسنة، ثم نحاول أن نقارنها بما توصلنا إليه في بحثنا أعلاه. لو صرح القرآن أن الأرض كروية وأنها تدور حول الشمس لا العكس لأحدث ذلك خللاً في إيمان الكثيرين في زمن نزوله. ولو صرح القرآن بأن الأرض ككل هو قطعة مسطحة وثابتة لما آمن به في يومنا إلا القليل. سئل مرة أحد النصارى عن سر وجود الأساطير في العهد القديم فيما يخص نشأة الكون والأرض فأجاب أن ما ذكر فيه هو للرمزية فقط ولم يكن بوسعه أن يذكر ال- Big Bang مثلاً لعدم مقدرة شعوب ذلك الزمن على إستيعاب بعض الحقائق العلمية كذرة الهيدروجين والهليوم و غير ذلك... سبحان الله! هل يبرر ذلك وجود أخطاء علمية في العهد القديم! من عساه يقتنع بهذا التبرير؟ لم لا يكون كاتب العهد القديم هو من أخطأ وكتب ما كان شائعاً في عصره أو ما نسجه خياله؟ كيف للإله- وحاشاه- أن يقيم حجة على السابقين ويعجز عن ذلك في عصر العلم؟ أين العدل؟
فمن أسمى درجات الإعجاز العلمي في القرآن هو مراعاته للأجداد والأحفاد، فلا هؤلاء يجدون مشكلة ولا هؤلاء. نتحدى أي انسان أن يأتينا بدليل يثبت بأن الأرض غير كروية في القرآن أو أنها ثابتة. ونقسم بالله أننا لا نقول ذلك إلا لأننا واثقون بأننا سنرد الصاع صاعين. هو حسن الربط بين الآيات الذي نحتاجه. لو جمعنا الآيات والأحاديث النبوية التي تتناول موضوعاً علمياً لوصلنا إلى التفسير الصحيح، وهذا ما حاولنا أن نفعله في موضوع العلقة! لقد رأينا كيف أن أجدادنا لم يجدوا معاناة في تفسير العلقة بما يتناسب وعصرهم، ولكن السؤال أيها المنصف هل يصمد تفسيرهم أمام ما سقناه من أدلة على بطلانه أعلاه؟ إذا كان جوابك بالإيجاب فأتنا بالبرهان والدليل. إذاً وباختصار، اعجاز القرآن العلمي يزداد أضعافاً عندما نعلم أنه إضافة إلى ذكر معلومات علمية كانت مستورة في ذلك الزمن فإنه لم يظلم أحداً بل جاء بصيغة رائعة تأخذ بالألباب، ليس في موضع العلقة فقط بل في مواضع شتى. ولعل هذا الأمر هو من أحد الأسباب التي توضح لنا لماذا نجد الآيات التي تتناول موضوعاً واحداً لم تأت في سورة واحدة بل في أنحاء متفرقة من القرآن. ختام مبحث "الرد الذي صعق كل من شكك بالعلق" ولله الحمد والمنة.
جزاك الله خيرا وبرضه فى بحث رائع ووافى من هيئة الاعجاز العلمى فى القران http://www.eajaz.org/index.php/compo...s-and-breathed
ألم يكفيهم عدد علماء الغرب الذين اسلموا بسبب أيات خلق الجنين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات