سحر التفلين tefillin وضياع الأقصى وسقوط فلسطين

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

سحر التفلين tefillin وضياع الأقصى وسقوط فلسطين

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 58

الموضوع: سحر التفلين tefillin وضياع الأقصى وسقوط فلسطين

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali9
    الأخ جند الله
    قرأت بأن هناك أنواع سحر وهى بالكوكب وهذا تخصص المجوس و سحر اليهود وهم يستخدمون أرواح البشر أو من توفوا من البشر و هناك السحر العادى بتسخير الجن ومحتمل أن هناك أنواع أخرى حديثة يعلمها اليهود لم اسمع بها غير ما ذكرت
    والسؤال هو بأى قوة يستعينون فى هذا السحر ؟وهذا حسب نوع السحر فمتى عرف نوع السحر والتأكد بأنه صحيح وليس خدعة يمكن ان نفكر فى طرق الوقايه ليستفيد بها الناس فما ذكرته من لف شرائط على الأيدى متصله بجهاز صغير كالعلبه يوضع على الجبهه هى أشياء غريبة وكأنهم اخترعوا فكره جديدة للسحر بدلا من تابوتهم المقدس تعطيهم القوة لكن المشكله فالتابوت كان مصدر القوة هوالله لكن إن كان هذا سحر فمن أين مصدر القوة والصور توضح كأنها علبه بها جهاز الكترونى مثل فلاش ميمورى التى تسجل عليها الأغانى مع بروسيسور داخل العلبه وموضح على جانبها توصيلات ومتصله بالشريط الملفوف على الأذرع وكأن الكاهن يشحنه بأدعيه لعمل هذا السحر المتطور لتوصيل موجات صوتية أو كهرومغناطيسية تعمل دوره ترددات على الأيدى التى تصبح كايريال لبثها ولم يستدل عن ماهية تأثيرها السحرية والذى يتوقف على بمن يستعينون حتى يمكن تصور كنه هذه الأشياء ولابد من من وجود منطق لكل أمر حتى لانعتبره بأنه مجرد دجل ليخوفوا به الناس لأنه كما عهدنا كنهم دائما بأنه كذابون فهم ليس لهم الآن أى علاقه بالله ليستمدون منه قوة لأن الله رفضهم فبمن يستعينون ليحصلون على القوه لمثل هذه الأشياء وليس هذا من الدين ؟ فالكاهن الذى يشحن هذه الفلاش ميمورى لابد ان يستعين بقوة ما وهذه من ابتداعهم وهل يعتبر هذا من الأسحار التى عرفوها عن قدماء المصريين عندما كانوا بمصروطوروها أم انه ابتكار جديد وما دخل رجال الدين بالأسحار وما الذى يؤكد بأنه له فعالية ! يمكن ان يكون مجرد خدعة
    وشكرا
    أولا أرجو ان لا يذهب بك الخيال بعيدا عن واقع السحر والسحرة، ولو عدت ونظرت في التفلين، لوجدت أنه لا يحتوي سوى على بضعة اوراق من التوراة، وبعض سيور من الجلد، وليس هناك شيء مما ذكرته أعلاه.

    حتى لا يخرج الموضوع عن المنطق إن كان هناك دليل على ما تقوله هاته!!!

    أما عن استخدام الأرواح، فهذا الموضوع قد حدث لك فيه لبس، وسوف اسوق لك كل شيء عنه مفصلا وبالصور.



  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    تحضير الأرواح
    الاتصال بالقرائن:
    وفيما يطلق عليه الاتصال الروحي Spiritual communication، سنجد أنهم يصفون حالة حضور الروح المزعومة بدقة متناهية جدًا، توضح عظيم الشبه بينها وبين ظهورات العذراء التي نحن بصدد توضيح كيفية حدوثها الآن، وهي أقرب ما تكون إلى إحدى ظواهر الاتصال العديدة، والتي لا بد من وجود وسيط أو (وسيطة) لكي تحدث مثل هذه الظاهرة.

    الدكتور السيد نصار يقول: (التجسد Materialization) تعتبر هذه الظاهرة أعلى وأهم درجات الظواهر الفيزيقية وهي ظاهرة نادرة الحدوث هذه الأيام لأنها تحتاج إلى وسيط على درجة عالية جدًا من الوساطة المادية. عادة يجلس الوسيط في (مقصورة) تعد خصيصًا لهذا الغرض مساحتها 1.5 × 1.5 متر ولها ثلاث جوانب. أما الجانب الرابع فمكشوف وفي مواجهة الحضور حتى يستطيعوا رؤية الوسيط. والهدوء التام والضوء الأحمر الخافت مطلوب، كما يلتزم الحضور بارتداء ثياب قطنية خفيفة، وعلى السيدات تجنب التزين بالمصوغات أو وضع دبابيس أو مشابك معدنية، كذلك ينبغي تنظيف الغرفة جيدًا من الغبار عدة مرات بواسطة مكنسة كهربائية.


    الوسيط الروحي يتأبط قرين "Katie King" امرأة متوفاة

    قرين امرأة متجسد
    ومع بداية الجلسة يدخل الوسيط في غيبوبة كاملة ثم يشاهد الحاضرون خروج مادة تدعى (الأكتوبلازم) من الوسيط من فتحات الجسم، مثل الفم والأنف والأذنين والقدمين، أو من مكان السرة، وتخرج هذه المادة على شكل بخار أو ضباب يتراوح لونه بين الأبيض والرمادي، ما يلبث أن يتماسك إلى أن يصبح مثل القماش ثم يتحول إلى مادة صلبة تتجمع وسط الغرفة أمام الحاضرين. وتتشكل هذه المادة متجسدة في شكل وجه أو يد أو قدم أو كتلة يظهر فيها أكثر من وجه وهو ما ندعوه تجسدًا جزئيًا. وأحيانًا يحدث تجسد كامل، بمعنى أن يتكون شكل روح لها جسد كامل بصورتها الطبيعية ترتدي رداء أبيض أو رمادي. وهذه الروح يمكن مصافحتها أو لمسها أو تقلبيها وتبادل الحديث معها. ويمكن أن تنتقل في الغرفة بين الحاضرين. كذلك أمكن قياس نبضها وسماع ضربات قلبها.

    الأكتوبلازم تخرج من الأنف



    الأكتوبلازم تخرج من الفم



    قرين اقترب اكتمال تجسده


    القرين ظهر هنا كاملا
    ويمكن أخذ عينة من الشعر أو من الملابس وأخذ بصمة أو عمل نموذج من الشمع يوضع على يد الروح المتجسدة ويحتفظ بهذا القفاز بعد انتهاء التجسد كدليل على حدوث الظاهرة. وتظهر الروح المتجسدة أحيانًا كطيف أي يكون الشكل الخارجي كاملاً ولكن ليست بالصلابة الكافية التي للتجسد الصلب الكامل. كذلك أمكن تصوير الروح المتجسدة في جلسات كثيرة وعن وسطاء كثيرين في أماكن مختلفة باستعمال كاميرات حساسة وبمساعدة الأشعة تحت الحمراء. أحيانًا كانت الروح المتجسدة تبيح وجود ضوء بدرجة معقولة تسمح بالتصوير. وبعد انتهاء الجلسة التي تستمر حوالي ساعة يبدأ الجسم المتجسد في التلاشي والعودة إلى حالته الأولى وعودة (الأكتوبلازم) ثانيًا إلى جسم الوسيط. ولابد أن يتم هذا الإجراء في هدوء شديد حتى لا يصاب الوسيط بأضرار صحية قد تودي بحياته بسبب صدمة ارتداد (الأكتوبلازم) بغتة إلى جسمه. وهذا سبب التأكيد على نظافة الغرفة وعدم وجود أشياء معدنية قد تدخل جسم الوسيط عند عودة (الأكتوبلازم) إليه فتؤذيه وفي بعض الجلسات كان يظهر أكثر من روح متجسدة من الجنسين وبأحجام مختلفة وأحيانًا يظهر أطفال. وتزخر كتب الروحية بالعديد من الصور الفوتوغرافية سبق الحصول عليها أثناء هذه الجلسات وفي أماكن مختلفة، وقد تم هذا بحضور علماء ذوي شهرة واسعة وتحت كل الشروط والاحتياطات اللازمة للبحث العلمي تجنبًا للغش والخداع، وتم تسجيل هذه الظواهر في أبحاث مدعومة بالصور وقد عرضت هذه التقارير على مجمع البحوث الروحية والعلمية في إنجلترا وأمريكا في كثير من الجامعات. وتم نشر هذه البحوث في كتب كثيرة..).( )

    نرى صورة لنسخة من الشمع المصبوب على يد احد القرائن
    فإذا اقترب الناس من هذه الروح، لاكتشفوا أنها عبارة ضباب أو بخار، وربما وجدوا ملمسها غض كالقماش، وهو ما يطلق عليه الروحيون (الأكتوبلازم)، وهذا ما يستدعي ظهورها في مكان مرتفع على قبة الكنيسة، بعيدًا عن متناول أيدي المتهورين، وحتى لا تتعرض لعواقب التصرفات غير المسؤولة من البشر، ولاكتشفوا حقيقة العذراء التي شاهدوها، هذا بخلاف خطورة لمس (الأكتوبلازم) على الروح المزعومة، وعلى الوسيط، خاصة وأن عودتها واختفاؤها يستغرق فترة من الوقت، فلن تستطيع الهروب فجأة أمام أية محاولة للمسها.
    يشرح الدكتور سيد نصار مادة الأكتوبلازم فيقول: (وقد أطلق الدكتور شارلز ريشيه Gharles Richet عضو أكاديمية الطب والعلوم بباريس على هذه المادة اسم الأكتوبلازم وتتكون من مقطعين باللغة اللاتينية Ecto أي خارج، وPlsma أي مصل الدم وتنتزع هذه المادة من الدم وخلايا الجسم من الضفيرة الشمسية للوسيط والهالة، بطريقة مازال العلم يجهلها للآن. وعند تحليل هذه المادة اتضح أن تتكون من خلايا آدمية وكلوريد الصوديوم وفوسفات وكالسيوم، وهي مادة لا غنى عنها لإحداث الكثير من الظواهر الفيزيقية سواء كان تجسدًا جزئيًا أو تجسدًا كليًا. وأحيانًا يطلق عليها اسم سيكوبلازم Psychoplasm أو تلبلازم Teleplasm إذا أضيف إليها مادة الأثير).( )
    [web]http://www.survivalafterdeath.org/[/web]



  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    الاتصال بأرواح الموتى عند النصارى:
    والنصارى لا ينكرون إمكان حدوث اتصال بين أرواح الموتى وبين الأحياء، ولكنهم يرون أن استحضار الإنس للروح يتم عن طريق الشيطان، وعليه فما يحضر ليس هي روح المتوفى، ولكنها مجرد شياطين تتشكل في صورة الموتى، فلا يمكن أن يتصل الإنس بعالم الروح، لأن الروح ترجع بعد الموت إلى الله، وهذا ما يشرحه القمص مينا جرجس فيقول: (وكلمة روح مشتقة من ريح، فكلمة (ريح Yuah) في العبرية تترجم ريحًا أو روحًا أو نفسًا حسب النص، ولا يقف الارتباط بين الريح والروح عند حدود اللفظ، فالريح عند اليهود غالبًا ما كان يحمل معنى الطاقة الإلهية المعلنة في الطبيعة. ومكتوب (الصانع ملائكته رياحًا وخدامه لهيب نار) [عب 1: 7]. وتنقسم الأرواح إلى: أرواح موتى: وهي باقية بعد الموت ولا تفنى بفناء الأجساد، بل ترجع الروح بعد الموت إلى الله الذي أعطاها. وبعد انحلال الجسد تحيا الروح بعيدًا ..).( )
    لكن لا مانع لديهم أن تتصل الروح بعالم الإنس لتجري المعجزات والخوارق، وهذا يتعارض مع عودة الروح إلى بارئها، وخروجًا عن سيطرته لتتصرف بمشيئتها في صنع الخوارق التي هي من أمر الله لا من أمر خلقه، فالقمص مينا جرجس يقول: (وأرواح الموتى تنقسم إلى: أرواح الأبرار تنطلق بعد الموت مباشرة إلى الفردوس مكان الراحة والانتظار إلى يوم مجيء الرب الأخير. ويمكن لأرواح الأبرار بعد انطلاقها وتحررها من الجسد أن تمارس أعمالاً في صالح البشر الساكنين على الأرض مثل المساعدة وأعمال المعجزات التي نسمع عنها مثل معجزات القديسين والبابا كيرلس، والشهدا مثل ((مارجرجس ومارمينا وغيرهم)). أما الأرواح الأشرار الذين عبثوا في حياتهم ومارسوا أنواعًا كثيرة من الشرور أدت إلى هلاك نفوسهم وصيرتهم تابعين لإبليس وجنوده في حياتهم وبعد مماتهم، هؤلاء يذهبون إلى الهاوية (مكان انتظار أيضًا) إلى مجيء يوم الرب الأخير ليسمعوا القضاء العادل والحكم النهائي عليهم (اذهبوا إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وجنوده). ( )
    وإعطاء لكل ذي حق حقه، فالأمانة العلمية تحتم علي أن اذكر تعليق الدكتور رؤوف عبيد، والذي يؤكد أننا على الحق، فهو يستنكر إمكان الاتصال بالروح، وانه يتصل بالجسد الأثير والكون وهما خلاف الروح، وهذا الإقرار منه يشير إلى أنه يتعامل مع القرين وليس مع الروح، ولكن لعدم ورود ذكر القرين في كتبهم، فقد أطلقوا مسمى الروح على القرين، وهي اسم موجود في برديات وحفريات الفراعنة، باعتبارها حضارة تمثل جذور السحر في العالم، وعلى اتصال بعالم الجن وعلى دراية بخصائصهم وقدراتهم، وهذا
    (فقال شاول لعبيده فتشوا لي عن امرأة صاحبة جان فأذهب إليها وأسألها. فقال له عبيده هوذا المرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكر شاول ولبس ثيابًا أخرى وذهب هو ورجلان معه جاءوا إلى المرأة ليلاً، وقال اعرفي لي بالجان وأصعدي لي من أقول لك. فقالت المرأة هوذا أنت تعلم ما فعل شاول كيف قطع رأس الجان والتوابع من الأرض. فلماذا تضع شركًا لنفسي لتميتها. فحلف لها شاول بالرب قائلاً حي هو الرب إنه لا يلحقك إثم في هذا الأمر. فقالت المرأة من أصعد لك؟ فقال: أصعدي لي صموئيل، فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم وكلمت المرأة شاول قائلة لماذا خدعتني وأنت شاول؟ فقال لها الملك: لا تخافي ماذا رأيت؟ فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الأرض. فقال لها ما هي صورته. فقالت: رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة. فعلم شاول أنه صموئيل فخر على وجهه إلى الأرض وسجد. فقال صموئيل لشاول: لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟ فقال شاول وقد ضاق في الأمر جدًا: الفلسطينيون يحاربونني والرب فارقني ولم يجبني لا بالأنبياء ولا بالأحلام فدعوتك لكي تعلمني ما أصنع. فقال صوئيل: ولماذا تسألني والرب قد فارقك وصار عدوك. وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدي وقد شق الرب المملكة من يدك وأعطاها لقريبك داود لأنك لم تسمع لصوت الرب ولم تفعل حُمُوَّ غضبه في عماليق لذلك فعل الرب بك هذا الأمر اليوم.) [ناحوم 3، 4].
    ويشرح ذلك النص يوسف رياض فيقول: (وأما أرواح المؤمنين فهي الآن مع المسيح في الفردوس موضع الراحة والعزاء، وغير مصرح طبعًا للوسطاء الأشرار أن يقلقوها بإحضارها مرة أخرى إلى عالم التعب. (إن داود لما مات ابنه الصغير قال (أنا ذاهب إليه وأما هو فلا يرجع إليه) [2 صمويل 12: 23])، إذًا فالذي يحضر إلى هذه الجلسات لا يمكن أن يكون سوى الديمونات التابعة للشيطان. ولهذه الديمونات، أي الأرواح الشريرة ، مقدرة على تقليد الأصوات، ولهذا فكما خدع المرأة قديمًا إذ تكلم إليها في الحية [تك 3]، هكذا تفعل الأرواح الشريرة التي تتكلم في هؤلاء الوسطاء.. وكراهية الرب لهذه الخطية واضحة في حادثة ذهاب شاول ملك إسرائيل إلى امرأة صاحبة جان لتحضر له روح صموئيل. لقد ختم شاول سجل خطاياه الكثيرة بهذه الخطية البشعة. مما جعل الرب يصدر عليه القضاء الريع إذ مات في اليوم التالي مباشرة [1صم 28]. ويقول الكتاب (فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه. وأيضا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال. ولم يسأل من الرب فأماته) [1أخ 10: 13، 14].
    وهنا يبرز سؤال هام: ألم تحضر العرافة روح صموئيل بالفعل؟ فكيف حدث هذا؟ وما دلالاته؟ وهل يمكن أن يتكرر هذا الأمر؟. نعم إن الذي أتى في تلك الحادثة بالذات هو روح صموئيل [1صم 28: 12، 14، 15..]، لكن هذا كان استثناء وخروجًا عن القاعدة. ويؤكد هذا أن العرافة صرخت عندما رأت روح صموئيل مع أن ذلك الغريب المتنكر كان قد طلب منها إصعاد روح صموئيل. وعندما بدأت المرأة اتصالها بالجان ليحضر، إذا بروح صموئيل فعلاً تظهر أمامها، وليس الروح الشرير (الجان) الذي اعتادت أن يحضر إليها في كل مرة. من ثم فهمت أن الرجل المتنكر أمامها لا يمكن أن يكون شخصًا آخر غير شاول الملك نفسه [1صم 28: 12].
    أما لماذا أرسل الرب روح صموئيل إلى شاول، فإنما كان لإيقاع القضاء الإلهي عليه وهو متلبس بجريمته، كقول الرب (لأن كل إنسان من بيت إسرائيل.. إذا ارتد عني وأصعد أصنامه إلى قلبه ووضع معثرة إثمه تلقاء وجهه، ثم جاء إلى النبي ليسأله عني فإني أنا الرب أجيبه بنفسي. وأجعل وجهي ضد ذلك الإنسان وأجعله أية ومثلاً. وأستأصله من وسط شعبي) [حز 14: 7، 8]. وهذا ما حدث فعلاً مع شاول الملك! ولم يكن سوى صموئيل مؤهلاً لتوصيل ذلك القضاء الإلهي الرهيب على الملك الشرير! أما قول صموئيل لشاول (غدًا أنت وبنوك تكنون معي) [1صم 28: 19] فيعني ببساطة أنهم سيفارقون الحياة بالموت، وتذهب أجسادهم إلى القبر، وأرواحهم إلى الهاوية). ( )
    فهم يرون أن الذي يحضر في جلسات استحضار الأرواح لا يمكن أن يكون الروح، والتي بخروجها من الجسد يفارق الإنسان الحياة، وأن ما حضر في حالة صموئيل كان روح صموئيل، وأنه حضور روحه تم كاستثناء للقاعدة! وعلى هذا لا يمكن تكراره مرة أخرى، وعلى هذا فهم يرون أن الذي يحضر في هذه الجلسات لا يمكن أن يكونوا سوى الديمونات التابعة للشيطان، أي أنها شياطين الجن، ومع هذا يصرون على إطلاق اللفظ الشمولي (أرواح) على الجن،
    حرمة الاتصال بالأرواح عند النصارى:
    يقول الآب دانيال: (.. لا تذهب إلى جلسة (تحضير للأرواح) فهذا بكل تأكيد يعرضك لأن تقيد من العدو في مجال أو أكثر.. إن الزمن لم يتغير بالنسبة لقوانين الله، وكل من يتصل بالأرواح الشريرة يعرض نفسه وجسده لأضرار بالغة.. لكن ليس فقط ما يسمى بتحضير الأرواح (Necromancy) هو دائرة الاتصال الوحيدة بمملكة الظلمة التي يلجأ إليها الناس للاستفادة من قوة الأرواح الشريرة في معرفة معلومات لا يمكن التوصل إليها بالطرق العادية أو للشفاء من الأمراض أو لإيذاء الآخرين.. تحضير الأرواح هو واحد من طرق عديدة يطلق عليها بالإنجليزية اسم (The occult)، والكلمة حرفيًا تعني شيئًا مختفيًا (Something hidden)، فهي تطلق على كل دوائر الاتصال بالأرواح الشريرة غير المنظورة التي يرأسها إبليس.. لنقرأ معًا الأعداد من 9 إلى 14 من الإصحاح الثامن عشر لسفر التثنية، إنها تقدم لنا عرضًا لأهم هذه الدوائر.. (متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك .. لا يوجد فيك من يعرف عرافة، ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جنًا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى، لأن كل من يفعل هذا مكروه عند الرب). ( )
    فقد ذكر ما يدلل على اطلاعه ودرياته بتفاصيل الاتصال بالأرواح، ولا ضير؛ لكن قناعته بمدى مخاطر هذا الاتصال على جسد الإنسان، كما يقول: (وكل من يتصل بالأرواح الشريرة يعرض نفسه وجسده لأضرار بالغة..)، فهذا فيه دليل على مدى قناعته التامة بحقيقة الاتصال بالأرواح، وقناعته هذه توافق قول المتخصصين الروحانيين المرفوضين لديهم، ويلخص هذه المخاطر الباحث أوليفر فوكس Oliver Fox بحسب رأيه إلى سبعة مخاطر وهي: (أولاً: حدوث هبوط في القلب. ثانيًا: حدوث خطأ في تشخيص الحالة بأنها وفاة، وبالتالي دفن الشخص دفنًا متعجلاً.. ثالثًا: حدوث إحساس وقتي بالضيق. رابعًا: حدوث نزيف في المخ. خامسًا: انفصال الحبل الأثيري الذي يصل بين الجسدين الفيزيقي والكوكبي، وهذا معناه حدوث وفاة.. سادسًا: تأثر الجسد الفيزيقي بما قد يعانيه الجسد الكوكبي من متاعب. سابعًا: حدوث مس أو استيلاء على الجسد الفيزيقي بمعرفة كائن غير متجسد).( ) لكن إذا كان الأمر متعلقًا بالاتصال بروح العذراء، وظهورها على قبة الكنيسة، فيبدو أنه لا مانع لديهم مادام الاتصال يتم في طي الكتمان.
    ورغم حرمة الاتصال بالأرواح أو عالم الجن عند النصارى، فلك أن تعلم أن في أوربا على سبيل المثال بها هيئات كنائسية متخصصة في الاتصال بالجن والقرائن، وإجراء الأبحاث والدراسات والفلسفات المتخصصة بالعلوم الجنية، ولكن تتم هذه الدراسات بغير مسمياتها الحقيقية، تحت ما يسمى الدراسات الروحية والروحانية، فلا معلومات كتابية كافية لديهم عن عالم الجن والقرائن، لذلك يدرجونها تحت مسمى الروح، ومن هذه الهيئات الكنائسية ما يطلقون عليه (هيئة زمالة الكنائس للدراسات الروحية والروحانية Churches Fellowship For Psychical And Spiritual Studies)، وهذه واحدة من مئات الهيئات المعنية بالبحث الروحي والتي انتشرت ومنها هيئات قلية تنتمي إلى بعض الجهات الدينية، وهيئات مستقلة تمامًا عنها. وتعبير Studies Psychical يشير إلى دراسة الظواهر الروحية في حد ذاتها، أما تعبير Spiritual Studies، فهو يشير إلى كل دراسة خاصة بالفلسفات الروحية بوجه عام لذا آثرنا تعريبها بكلمة (روحاني) بدلاً من (روحي) للتمييز بين الموضوعين)( )
    وحتى القرائن من الجن تواجه هؤلاء الباحثين بجهلهم بعالم الجن وخصائصه، أو من منطلق مفهومهم الخاطئ تواجههم بجهلهم بعالم الأرواح، وأنها تتعامل معهم على حسب معرفتهم السيئة بعالمهم، خاصة وأن الكتاب المقدس غير متضمن لمعلومات صحيحة ووفيرة عن عالم الجن والقرائن، بالقدر المتاح في الكتاب والسنة، بل معلوماتهم محرفة ومغلوطة إلى حد كبير، فلو واجهتهم القرائن بثوابت القرآن والسنة، لأثبتت بشكل أو آخر أحقية الإسلام بالاتباع، وبطلان ما عداه من الملل المحرفة، ولكن باعتبار هذا القرين شيطان من شياطين الجن، فلن يحدو إلى الاتجاه المؤدي للاعتراف بدين الإسلام، ولكن سيعمل على مجاراتهم ومسايرتهم في معتقدهم الباطل، فنجد أن قرين أحد الموتى يؤكد هذا فيقول لهم:
    (إنكم تعرفون معنى الروح على نحو سيء، فهي بالنسبة لكم إما مجرد طيف مخيف وقبيح، وإما كائن غامض، بخاري، تقريبًا لا وجود له. وفي الغالب تظهر الروح التي تريد أن تظهر نفسها على هذا النحو، لكن هذا النحو يمثل مجرد انعكاس منا غير متجسد تمامًا، في الصورة المناسبة لكي تجتذب انتباه من يرانا. إن الشبح المرعب له هدفه، وكذلك أيضًا الطيف المضيء الجميل، فهما معًا مجرد انعكاس، لكن البعض منا يظهر مشابهًا لحالتنا الراهنة، ويمكن للإنسان أن يلمسه، ويشعر بحرارة الحياة في أعضاءه الصلبة.. ). ( )
    وكلام القرين هذا وافق ماجاء به الإسلام عن عالم الجن، فمن الثابت بالكتاب والسنة قدرة الجن على الظهور في عالم الإنس، حسب إرادتهم، ووفقًا لمشيئتهم،كما ظهر الشيطان وهو من الجن لكفار قريش، وكما ظهر لأبي هريرة رضي الله عنه، فلا قدرة للإنسان على إظهارهم، أو منعهم من الظهور، وهذه هي نفس الخصائص في الرسائل الموجهة إلى الروحانيين من القرائن، فهناك رسالة يقولون فيها: (ينبغي أن نذكركم بأننا لسنا بحاجة لأن نتجسد حتى نظهر لأصدقاءنا في المستويات الدنيا، بل يكفي أن نجعل أنفسنا منظورين، وحتى بالنسبة لأولئك المقيمين على الأرض يوجد سبيلان لإظهار أنفسنا: فيمكننا أن ننتج مادة مماثلة لمادتكم، كم يمكننا بكل بساطة أن نجعل أنفسنا منظورين، وهذا أمر ممكن في جميع المستويات التي نرتادها).( )
    فحرمة الاتصال بالأرواح، وقلة المعلومات الكتابية عن الجن، وتنظيم الكنائس لهيئات بحثية متخصصة، وهذه الأمور الفائقة التي تظهر لديهم، واعتراف القرائن ضدهم، فهذا في مجمله يؤكد أمور خطيرة جدًا، من شأنها فضح أهل الكتاب، فمعتقدهم يتعارض مع الواقع، وفعلهم مخالف لقولهم وأحكامهم، فبشكل قاطع؛ لا أعتقد أن أهل الكتاب يجهلون هذه الحقائق عن عالم الجن، بل يعرفون تفاصيل أعمق وأكثر من هذا بكثير، ولكن هذه التفاصيل من شأنها كشف التحريفات في كتبهم، وتأييد الكتاب والسنة، وهذا ما لا يرغبون فيه، لأنها من جهة أخرى ستفضح اتصالهم بعالم الجن، وأنهم يمارسون السحر فيما يطلقون عليه مواهب الروح القدس، باعتبارها الإطار الشرعي لديهم الذي يستر هذه الحقيقة، لذلك فما يظهر على السطح شيء، وما هو تحت الثرى شيء آخر، وحتى لا نعمم الأحكام، فالسحر لا يشترط فيه مباشرة أفعال وعلم مخصوص، بل يكفي أن تتحرك أنفسهم، وتنزع إلى الشر والحسد، لتتحرك الشياطين من الحين والتو إلى الإفساد في الأرض، فيظن الجاهل أنها معجزات، تمامًا كما يحدث في سحر النظرة أو العين، هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (العين حق، ويحضر بها الشيطان، وحسد ابن آدم).( )
    تفسير لحقيقة الاتصال بالأرواح:
    يجب عند البحث المحايد التفريق بين دراسة إمكان حدوث الظاهرة، وبين دراسة مشروعيتها، وبين أن الظاهرة قد حدثت بالفعل، ونجهل بكيفية حدوثها، إن لم نجد لها دليلاً شرعيًا، أو استحال حدوثها بالقياس، ويجب أن نتبه إلى تأويل النص الذي يحتمل عدة تفسيرات محتملة، فقبل أن نحكم على إمكان حدوث اتصال بين عالم الأرواح والأحياء، أو بين عالم الجن وعالم الإنس، يجب أن نلم بكل أبحاث ودراسات المتخصصين في هذا التخصص، فلا نتعصب لصالح ظاهر النص، ضد احتمالات تأويله، وأن نتأكد من جدية البحث المطروح للدراسة قبل الحكم عليه بصحته ومشروعيته، حرصًا أن يضيع الحق بسبب تقصيرنا، قبل أن نحكم بإمكان حدوث هذا التواصل، في واقع الأمر إن ملف الاتصال بالأرواح متخم بالأدلة والتجارب العملية، التي تفرض علينا عدم الانصراف عنها، والتعامل معها بجدية، فإذا حكمنا بإمكانه، يأتي في النهاية البحث عن مشروعية هذا الاتصال، إلا أنه هناك ثمة ملاحظات تلزمنا بتوخي الحرص التام في التعامل مع هذه الظواهر.
    تم التعامل قديمًا مع الاتصال بالأرواح باعتباره أحد فنون السحر، طومسون يقول: (إن استحضار الأرواح هو ذلك الفرع من الفنون السحرية التي تمارس الكشف عن الأحداث المستقبلية بواسطة الاتصال بالموتى. ورغم أنه كان ينتمي إلى النوع المسمى السحر الأسود (السحر الذي يصطنع لأغراض شريرة)، فإن ممارسته كانت على ما يظهر، متسامحًا بها إذا كانت ملائكة الخير، وليس الشياطين، متورطة من اجل الغرض. في الأزمنة القديمة، كان يعني استحضار الأرواح النزول إلى الجحيم لاستشارة الموتى فيما يتعلق بالأحياء).( )
    وظاهر جلسات تحضير الأرواح، أن الوسيط متواطئ مع شيطان ساحر، وبالتعاون بينهما، يطلب المعزم من شيطانه إحضار قرين المتوفى، وهو دائما ضعيف مغلوب على أمره، هذا إن كان لا يزال على قيد الحياة ولم يمت بعد، والذي يشابهه في نفس الصوت والصورة، وعلى دراية كاملة بأسراره، ولتنطلى الحيلة على الناس فمن السهل على القرين من الجن معرفة تاريخ حياة المتوفى عن طريق تسلط الجن على بعضهم البعض،
    طومسون يقول: (لا أحد يستطيع استخدام فن تحضير الأرواح، أو ممارسته، ما لم يعقد أولاً اتفاقية، أو عهدًا خاصًا مع الشيطان .. إن بعض الشياطين تفضل كرؤساء لكي تأمر الشياطين الأخرى، والشياطين الأدنى هي خاضعة لتلك التي هي ذات قوة كبيرة للتنفيذ).( )
    فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: ( وإياى إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم، فلا يأمرنى إلا بخير). ( )
    ومن حديث عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً. قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: (مالك يا عائشة أغرت؟) فقلت: ومالى لايغار مثلى على مثلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقد جاءك شيطانك؟) قلت: يا رسول الله، أو معى شيطان؟ قال: (نعم) قلت: ومع كل إنسان؟ قال: (نعم) قلت ومعك يا رسول الله؟ قال: (نعم، ولكن ربى عز وجل أعاننى عليه حتى أسلم). ( )
    وهكذا تنطلى الحيلة على المغرر بهم، ويعتقد الجهال في إمكان تحضير الأرواح من العالم البرزخى، وهذا مستحيل من عدة جهات، عدم قدرة مخلوق أن يسيطر على الروح أو يخضعها لأمره، ولو جاز ذلك لكان أحرى بكل إنسان أن يسيطر على روحه فيمنع موته أو يؤجله، ولصار بيننا معمرون، وهذا محال ولايمكن أن يحدث، ولو فرضنا أن المتوفى مات شهيدًا فهو عند ربه حى يرزق قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: 169]، فإذا كان الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون ويتمتعون بنعيم الله، فهل يعقل أن يتركوا ذلك النعيم المقيم والسرور ليرجعوا إلى عالمنا البئيس ليحزنوا برؤية حفنة من السفهاء؟ وهل حرية الخيار متروكة للأرواح لتذهب إلى العالم البرزخى وتعود منه بدون رقيب؟ بالتأكيد لايمكن ذلك والأمر لايعدو عن كونه إضلال من شياطين الجن والإنس.
    (لقد وضعت مجلة (سينتفيك أمريكان) جائزة مالية لمن يقيم الحجة على صدق الظواهر الروحية ولا تزال الجائزة قائمة لم يظفر بها أحد رغم انتشار الروحيين ونفوذهم وبراعتهم في أمريكا، وقد ضم إلى هذه الجائزة جائزة أخرى تبرع بها الساحر الأمريكى دننجر للغرض نفسه ولم يظفر بها أحد أيضًا. ولكن ما موقف الإسلام من امكان احضار روح المتوفى؟ إن التأمل في النصوص التي وردت في هذا تجعل الباحث يعتقد جازما أن ذلك مستحيل، فقد أخبرنا الله تعالى أن الأرواح من عالم الغيب الذي لاسبيل إلى إدراكه قال تعالى: (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) [الإسراء: 85]. وأخبر أنه يتوفى الأنفس وأنه يمسك النفوس عند الموت قال تعالى: (اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَا، فَيُمْسِكُ التي قَضَىعَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخْرَى إِلَى أَجَلِ مُسَمًّى) [الزمر: 42]. وقد وكل الله بالأنفس ملائكة يعذبونها إن كانت شقية كافرة، وينعمونها إن كانت صالحة تقية. وقد تبين لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يقبض ملك الموت الأرواح وما يفعل بها بعد ذلك. والأرواح إذكانت ممسكة عند ربها موكل بها حفظة أقوياء مهرة، فلا يمكن أن تتفلت منهم وتهرب لتأتى إلى هؤلاء الذين يتلاعبون بعقول العباد. وبعض هؤلاء يزعم أنه حضر روح عبد من عبيد الله الصالحين من الأنبياء والشهداء، فكيف يتركون جنان الخلد إلى حجرة التحضير المظلمة، فقد أخبرنا الله أن الشهداء أحياء عند ربهم قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَآءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: 169]. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في رياض الجنة، تأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها وتأوي إلى قناديل معلقة في سقف عرش الرحمن) فكيف يزعم دجالوا العصر أنهم يحضرون أرواح هؤلاء؟ كيف؟ قال تعالى: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ، إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) [الكهف: 5]).( )
    وتختلف طريقة التحضير من ملة إلى أخرى فاليهود يحضرون بالتوراة والنصارى بالإنجيل، بينما المسلمون يرتلون آيات الذكر الحكيم، فهل كل أرواح المسلمون واليهود والنصارى والمشركون في نعيم مقيم؟! ولكشف تلك اللعبة الشيطانية فليبادر أحد الحضور برفع صوته بالأذآن فهو ذكر للرحمن مطردة للشيطان، وسيفضح ذلك المعزم أمام رواده بإذن الله تعالى، ولن تحضر تلك الروح حسب زعمه الباطل، بل ستولى مدبرة، لأنها ببساطة شيطان رجيم قال تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97،98].
    روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، رضي الله، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لايسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إن اقضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لايدري كم صلى).( )
    وتحضير الأرواح يعد إحدى وسائل إتصال الإنس بالجن، وهى من مظاهر الاستعاذة بالجن، وباب من أبواب الكهانة والعرافة، والتلاعب بالدين والسذج بالباطل فيه بزعم تحضير الروح والسيطرة عليها مما يعد ازدراء صريح للدين وسخرية بعقول أتباعه.
    (من الدعوات التي روجت لها الصهيونية والاستعمار، دعوة تحضير الأرواح، وجمعياتها تتخذ أسلوب الماسونية، إذ تقوم على الأسرار والرموز، ولها درجات يترقى فيها العضو، حتى يصل إلى أعلى مكان، ولاريب أن القول بأن أرواح المتوفين يمكن أن تعود إلى عالمنا، وأن تتكلم، هو ادعاء ليس له أي دليل علمى أو عقلى، ذلك أن عالم الأرواح عالم غيبى. من المستحيل أن يستطيع البشر اختراقه وأن كل ما عرف عنه لا يعدو ما جاء في الكتب المنزلة. وفى مقدمتها القرآن).( )
    ومن الواضح أن فكرة إمكان تحضير الأرواح وتبنيها وثيقة الصلة باليهود، لأن الدجال ملك اليهود المنتظر سوف يمارس بنفسه ليس فقط تحضير أرواح الموتى، بل وإحيائهم، وإليك الخدعة التي سيقوم بها لتحقيق ذلك، كما أخبر المعصوم عليه الصلاة والسلام: (وإن من فتنته أن يقول لأعرابى أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أنىربك؟ فيقول له: نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يابنى اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيرى، فيبعثه الله ويقول له الخبيث من ربك؟ فيقول: ربى الله، وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك من اليوم).( )
    ويعتقد الحسيديون( ) أحد فرق اليهود المختلطة بالغيبيات والخرافات، أن كبار حكمائهم لا يموتون حقيقة ولا تتحلل أجسادهم، وأن الحاخام قد يظهر ثانية في أي وقت، بل ويقولون بإمكان امتداد نفعه إلى الأحياء بعد الموت، وسندهم في ذلك قيامة بعض الأشخاص في الماضى بخلاف قيامة الأموات، فلاخلاف بينهم حول قيام الحاخام من قبره، ولكن اختلافهم حول ما إذا كانت فائدة صلاته تصل إلى أقاربه الأحياء من عدمه، وبالمقارنة فالمتصوفة المسلمين ساد عندهم نحو هذا المعتقد الفاسد، وذلك في طلبهم المدد والغوث من مشايخهم الأموات الذين قد يظهرون أحيانا للعيان حسب زعمهم).( )
    حسيد: (جمعها حسيديم) وتعنى حرفيا (الأتقياء) وهم الحسيدية، وهى التيار الذي أسسه في بولندا في القرن الثامن عشر إسرائيل بعل شيم توف وهو يركز على الحس الديني بالفرح والترنيم والرقص أكثر من المعرفة الباردة للنص المقدس، وتضم الحسيدية عدة مدارس تتجمع كل منها حول حاخام هو قائدها المطلق والذي تنسب إليه قدرات خارقة. (ايمانويل هيمان [الأصولية اليهودية] ط. 1998/ الهيئة المصرية العامة للكتاب _ القاهرة). صفحة (236).
    (جاء في مجلد كتوفوت من التلمود أن الحاخام هاكادوخ، كان طوال سنوات طويلة بعد دفنه، يقوم من قبره مساء كل يوم جمعة ويتوجه إلى عائلته، حيث يبارك الخبز والنبيذ الذي يفتتحون به يوم السبت المقدس، وكان يشارك زوجته وأولاده الطعام وهو بملابس العيد ثم يعود إلى قبره..).( )
    والقول بتحضير أرواح الموتى هو اعتقاد تناسخى يوافق من قالوا بتناسخ الأرواح ورجوعها من عالم الأموات وحلولها في أجساد الأحياء. (التناسخ في عرف القائلين به، رجوع الروح بعد موت البدن إلى العالم الأرضى متلبسة بحسد جديد.. وهو أنواع:
    1- النسخ: وهو رجوع الروح إلى بدن إنسانى آخر.
    2- المسخ: وهو رجوع الروح إلى بدن حيوانى جديد.
    3- الرسخ: وهو رجوع الروح إلى جسم نباتى.
    4- الفسخ: وهو رجوع الروح إلى جسم جمادى).( )
    (أصل التناسخ نشأ من فرقة من الصابئة تسمى الخزنانية، قالوا كما حكى الشهرستانى إن التناسخ هو أن تتكرر الأكوار والأدوار إلى مالا نهاية... ويعنون بالأكوار والأدوار أن الحياة تجدد نفسها كل فترة معينة قدروها بستة وثلاثين ألف سنة وأربعمائة وخمس وعشرين سنة يوجد فيها من كل زوجين اثنين فإذا انقضى الدور انقطع التناسل والتوالد ويبتدىء دور جديد في الإنسان والحيوان والنبات وكذلك أبد الدهر فلا بعث ولاقيامة ولادار سوى هذه الدار. وقد كان للبراهمة دور كبير في إشاعة التناسخ فالقول به من أخص عقائدهم... ومن فرق الثنوية من يقول بالتناسخ وأن الإنسان أبدًا في أحد أمرين إما في فعل وإما في جزاء. هذا وقد أثرت هذه الأفكار في المحيط الإسلامى فمن فرق الشيعة الهاشمية من يرى أن الأرواح تتناسخ من شخص لآخر سواء كان من بنى آدم أو من الحيوانات وأن روح الله تناسخت حتى وصلت إلى إمامهم حلت فيه).( )
    ولقد لعب الخيال بالناس، فأوحت إليهم رؤية الأموات في المنام أن أرواحهم قد تأتى لزيارتهم من العالم الآخر فنجد المقولة الشائعة (روح فلان زارتني في المنام) وإذا ذكر أحد الأموات قالوا (روح فلان طلبت الرحمة)، ورسخ ذلك في المعتقد الشعبى أن أرواح الأموات تحوم حولهم، فكان ذلك باعثا للاستغاثة بهم وخاصة الصالحين منهم، فنجد بعض النساء إن أصابت إحداهن مصيبة قالت ( فين انت يابا تشوف اللى جرى لى) أو (تعالى لى يا امه)، ومن هنا ظهرت عبادة الموتى والأضرحة، فما يقوم به القبوريون من الاستغاثة بالأموات وطلب المدد منهم يعد في حقيقته نوعًا من عقيدة(تناسخ الأرواح)، والإسلام يرفض ذلك لأن بموت الإنسان ينقطع عمله، عن أبى هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة؛ إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).( )
    (وكان النوبيون يؤمنون بالروح التي تسكن الصالحين من الناس والروح عند الفراعنة تسمى (كا) والضمير (أنت) عند النوبي يسمى (إِكَّا) بتشديد الكاف، أي روحك أنت).( )
    وكان اليهود يزعمون أن الروح تدور حول قبر المتوفى سبعة أيام ثم تذهب، ومن هنا نشأت فكرة الهامة عند العرب قبل الإسلام، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبطل ذلك كله. قال ابن منظور: والهامة: رأس كل شىء من الروحانيين، عن الليث؛ قال الأزهرى: أراد الليث بالروحانيين ذوى الأجسام القائمة بما جعل الله فيها من الأرواح؛ وقثال ابن شميل: الروحانيون هم الملائكة والجن التي ليس لها أجسام ترى، قال: وهذا هو القول الصحيح عندنا. أبو زيد: الهامة أعلى الرأس وفيه الناصية والقصة، وهما ما أقبل على الجبهة من شعر الرأس، وفيه المفرق، وهو فرق الرأس بين الجبينين إلى الدائرة، وكانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لم يدرك بثأره تصير هامة فتزقو عند قبره، تقول: اسقونى اسقونى! فإذا أدرك بثأره طارت. وكانوا يقولون: إن القتيل تزج هامة من هامته فلا تزال تقول اسقونى اسقونى حتى يقتل قاتله. وفى الحديث وتركت المطى هامًا؛ قيل: هو جمع هامة من عظام الميت التي تصير هامة، أو هو جمع هائم وهو الذاهب على وجهه؛ يريد أن الإبل من قلة المرعى ماتت من الجدب أو ذهبت على وجهها. ومن الحديث: أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: (لا عدوى ولا هامة ولا صفر). أبو عبيدة: أما الهامة فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتى، وقيل أرواحهم، تصير هامة فتطير، وقيل: كانوا يسمون ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت الصَّدَى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه؛ ذكره الهروى وغيره. والهامة من خير الليل: طائر صغير يألف المقابر، وقيل هو الصِّدى. ابن سيده: والهامة طائر يخرج من رأس الميت إذا بلى، والجمع أيضا هام.( )
    وقد ذكر الزبير ابن بكار في (الموفقيات) أن العرب كانت في الجاهلية تقول: إذا قتل الرجل ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة، وهى دودة، فتدور حول قبره فتقول: اسقونى اسقونى، فإن أدرك بثأره ذهبت وإلا بقيت، وفى ذلك يقول شاعرهم:
    يـا عمرو إلا تــدع __________شتمـــى ومنقصتى
    أضربـك حتى تـقول ________الهامــة اسقــونى
    قال: وكانت اليهود تزعم أنها تدور حول قبره سبعة أيام ثم تذهب: وذكر ابن فارس وغيره من اللغويين نحو الأول: إلا أنهم لم يعينوا كونها دودة، بل قال القزاز: الهامة الطائر من طير الليل، كأنه يعنى البومة. وقال ابن الأعرابى: كانوا يتشاءمون بها، وإذا وقعت على بيت أحدهم يقول: نعت إلى نفس أو أحدًا من أهل دارى. وقال أبو عبيدة كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير هامة فتطير، ويسمون ذلك الطائر الصدى. فعلى هذا فالمعنى في الحديث لا حياة لهامة الميت، وعلى الأول لاشؤم بالبومة ونحوها، ولعل المؤلف ترجم (لا هامة) مرتين بالنظر لهذين التفسيرين والله أعلم.( )
    (أما الدعوات الروحية، فهى تصطنع اسم العلم، وتزعم أنها تجرى التجارب على الاتصال بأرواح من ماتوا، وتدعى بان هذا هو سبيلها إلى رد الناس عن تيارات المادية الطاغية. وهذا نفسه جميل ولابأس به، لولا أن باب الكذب والدجل والخداع لايتسع في شىء مما ينتحل اسم العلم، كما يتسع في هذه الدعوة وفى تجاربها، ولولا أن هذه الدعوة على ما يبدو من ظاهرها الجميل البراق، الذي يدعو الناس إلى الإيمان بالله، تريد أن تكون دينا جديدًا يهدم نبوة كل الأنبياء وشرائعهم. أما إنها تهدم نبوة الأنبياء فلأنها تزعم أنهم لايزيدون عن أنهم وسطاء كالوسطاء الذين يستخدمهم المنوم المغناطيسى، والذين يشاهدهم الناس في غرف تحضير الأرواح. وكل ما هناك أنهم في درجة من الوساطة أرقى منهم. وأما أنها تهدم الشرائع، وفلأنها لا تكترث لإقامة صلوات الأديان وشعائرها، ولاتجعل أهمية لغير العمل الصالح، بحب ما يفهمه دعاتها ويزعمونه. فهم إذن يبتغون إلى الله الوسيلة بمناهج جدية وبشعائر مستحدثة تخالف شعائر كل الأديان. وليس الدين إلا منهجًا من المناهج يتوسل به العبد إلى ربه. فهم إذن أصحاب منهج جديد، أي أصحاب دين جديد. ثم فهم يهدمون المسيحية والإسلام، يهدمون المسيحية، لأنهم لايرون المسيح، عليه السلام، إلا بشرًا وسيطًا، ويهدمون الإسلام لأنه لايعرفون بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء، ويقولون إن صلة السماء بالأرض قائمة دائمة لاتنقطع. وهذا مما يشكك في أن تكون الصهيونية العالمية من وراء هذه الدعوة وأشباهها من الدعوات الماثونية، والشيوعية والتسلح الخلقى وشهود يهوه.. إلخ. فهى صاحبه المصلحة في هدم المسيحية والإسلام معًا، مما لايصدر عن مسيحى ولاعن مسلم، إذا استثنينا المأجورين لترويج هذه المذاهب منهم، والمغفلين المخدوعين بأباطيلها والواقعين في حبائل الداعين إليها).( )
    وعن غرف تحضير الأرواح يذكر الدكتور محمد المسير قائلاً: (أنشأ المعهد الدولي للأبحاث الروحية في لندن حجرة خاصة لتحضير الأرواح على آخر طراز علمي.. فالحجرة مربعة الشكل طول ضلعها 24 قدما وارتفاعها 12 قدمًا وجدرانها مغطاة بطبقة من الجبس الملون بزرقة خفيفة، وبها مجموعة من كراسي الملاهي تحت كل كرسي منها ميزان يسجل تلقائيًا وزن الجالس دقيقة بدقيقة.. وبها جهاز لتسجيل الحرارة، وآخر لتسجيل الأصوات، وآلة للتسجيل الفوتوغرافي والسينمائي مع استخدام الأشعة فوق البنفسجية والضوء تحت الأحمر لتصوير دقائق الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة.. هذا إلى عشرات الأجهزة الأخرى).( )
    الأبحاث الروحية:
    ومن البحوث ما يسمى (بالبحوث الروحية)، ( وهى فرع من علم النفس الحديث، وهدفها محاولة الكشف عن المميزات الإنسانية غير العادية، وقد أقيم أول معهد لإجراء هذا النمط من البحوث عام 1882م في إنجلترا. وبدأ علماء المعهد عملهم سنة 1889م، بعد أن قاموا بمسح واسع النطاق على 17 ألف من المواطنين، ولا يزال هذا المعهد موجودًا باسم (جمعية البحوث الروحية). وقد انتشرت معاهد كثيرة في مختلف بلدان العالم، وأثبتت هذه المعاهد، بعد بحوثها وتجاربها الواسعة النطاق أن الشخصية الإنسانية تواصل بقاءها بعد فناء الجسد المادي، في صورة غريبة). ( )
    والواقع أنه لا أحد يستطيع الاتصال بالعالم البرزخى، وما يحدث أن هؤلاء الروحانيون يجرون أبحاثهم على إحدى مظاهر من ذلك النوع من الاتصال الحاصل بين عالم الإنس والجن، بدعوى أنهم يتصلون بعالم الأرواح، حيث صارت كلمة (الأرواح) بمرور الوقت كلمة مطاطة تطلق على الأرواح والجن والملائكة، فلا يعنى هذا أنهم أثبتوا وجود عذاب القبر ونعيمه، بل يؤكد ما نحن بصدده من إثبات وجود علاقة بين عالم الإنس والجن، ووجود حلقة اتصال بينهما عن طريق حدوث المس، والحق أنهم هم وأتباعهم قد ضلوا بسبب تفسير الدين على أساس الواقع وما أثبتته التجربة لهم، ولو أنهم انطلقوا من الإيمان بما أنزل الله في كتابه عن عالم الغيب لوصلوا إلى الحق ولاهتدوا.
    ويصف سيسرو أحد الأساطير الرومانية القديمة فيقول: (إن روملوس _ عندما قام بتشييد مدينة روما _ حفر حفرة دائرية على النحو الذي كان متبعا منذ القدم لجلب الفأل الحسن، وكانت تقذف في تلك الحفرة حفنة من تراب أرض وطن كل واحد من الذين يشهدون هذا الحفل، وكانت هذه الحفرة بمثابة الطريق إلى العالم الآخر الذي يوصل الأحياء بالأموات. وفى أثناء حفر هذه الحفرة كانت تستحضر أرواح الأسلاف لتقطن هذا المكان وتخالط الأهالى. وبهذه الطريقة يدخل الأحياء والأموات المدينة في الوقت نفسه. ولقد تبقى من هذا التقليد عادة دفن بعض المستندات والنقود في أساسات المبانى التي تقام. ونجد بقايا لهذا التقليد في الهند حيث تسكب في حفرات على مقربة من المعابد دماء الفديات المقدمة كما يدفن بعض المعادن النفيسة).( )
    ونجد أن هذا الطقس السحرى الوثنى (الذي يعد في حقيقته استجلابًا للجن والشياطين وليس للأرواح) قد أخذ صورة معاصرة متطورة، بما يسمى [بوضع حجر الأساس]، حيث صار يمارسه الساسة ورجال الأعمال عند البدء في بناء المشاريع الكبرى، وإن كانوا لايقصدون بذلك استجلاب الأرواح أو الشياطين، ولكن ذلك التقليد الأصل فيه أنه عبادة وثنية للشيطان وليس عادة.
    (وتبدأ قصة نشأة تحضير الأرواح برواية عن حادثة وقعت، كما يزعمون، سنة 1846م في أمريكا وذلك عندما سمع أمريكى يسكن قرية (هيد سفيل) في مقاطعة نيويورك، طرقات ذات ليلة على أرض بيته فذهب ليكتشف الفاعل فأعيته الحيل فصبر على مضض ولكنه ذات ليلة قام مذعورًا من صراخ ابنته الصغيرة فسألها عما أصابها فزعمت أنها أحست بيد تمر على جسدها وهى في السرير، فلم ير الرجل بدأ من ترك المنزل. وقد خلفه في سكناه رجل آخر يسمى(جون فوكس) فحصل لأهله ما حصل لسلفه من الأصوات التي لا تجعل للنوم سبيلاً إلى الجفون، فكانت مدام فوكس تنادى جيرانها وتستعين بهم في البحث عن الفاعل فلم يهتدوا إليه، فتجاسرت المرأة ذات ليلة وقالت لذلك الطارق: أحدث عشر طرقات ففعل، فقالت له كم عمر ابنتى كاترين؟ فطرق طرقات على عدد سنى عمرها، قالت له إن كنت روحا فأحدث طرقتين أيضا ففعل قالت: إن كنت أوذيت من شىء فأحدث طرقتين ففعل، ولم تزل هذه المرأة به حتى علمت بواسطة الطرق أنها روح رجل كان ساكنًا في هذا البيت فقتله جاره ليسرق ماله ودفنه فيه.. فلم يسع مدام فوكس إلا أن استحضرت الجيران واستجوبت أمامهم فأجابت بما جعلهم في دهشة واقتناع في آن واحد إذ كان الأمر كما أخبرت الروح، وضبطت الحكومة الواقعة وأجرتها مجراها القانونى.. وقد شاع أمر هذا الحادث في جميع الأصقاع في أمريكا وغيرها وكثر ظهور مثلها لأن أمثالها كان يظهر كل جنى فلا يلتفت إليه، واتجه العلماء نحوها بالبحث والدراسة).( )
    يقول مالينوفسكي: (في جانب، هناك الأعمال والطقوس الموروثة، التي يعتبرها الوطنيون مقدسة، ويتفذونها بالتبجيل والرهبة، ويحصنونها بالمعلومات وقواعد السلوك الخاصة. هذه الأعمال والطقوس مرتبطة دائما بالمعتقدات عن القوى الغيبية، فوق الطبيعة، خاصة قوى السحر، أو بأفكار عن الكائنات، الأوراح، الأشباح، الأسلاف الموتى، أو الآلهة.. ).( )
    يجب أن لا نتفائل كثيرا عندما يطلق علماء الأنثروبولوجيا على الغيبيات مسمى (القوى العلوية)، (القوى الخفية)، (الكائنات العلوية)، (القوى الخارقة)، (ما فوق الطبيعة)، (العالم الروحانى)، (الطب الروحانى)، فهذا لايعد إقرارًا منهم بثابتة من ثوابت الدين، أو إيمانا بوجود الجن والملائكة والأرواح أو حدوث المس والسحر، لكنها محاولة منهم لإيجاد مسمى يطلق على وقائع وتجارب تحت اسم الخرافة، ونقولاتهم الميثولوجية الأسطورية لايعدوها سوى موروث ثقافى ذاتى يعبر عن معتقدات أصحابه، فلا يعدونه تفسيرًا لتلك الظواهر والعوالم الغيبية حتى لو تقابل مع التفسير الدينى في بعض أجزائه.
    وإن كان هذا في الواقع إنكارًا وتفلتًا من زمام الدين والعقيدة، لكنهم بذلك يقرون ضمنًا بوجود مخلوقات مغايرة لنا غير ظاهرة للعيان، ولكنهم يرفضون الإقرار بالتفسير الدينى لأنهم يبحثون عن تفسير آخر يرضى أهوائهم، وبذلك يتبنون فكرًا إلحاديًا في صورة منهج علمى يخضع الغيبيات للتجربة، ليدحرجوا القضية إلى مفترق الطرق بعيدًا عن التفسير الدينى، مما يزيد قضية الغيبيات غموضًا أكثر، خاصة بعد أن وضعوا خيوط البحث بين أيديهم، وجرموا التفسيرات الدينية بضمها مع قائمة الخرافات والخزعبلات، وبالتالى صرفوا الناس عن التمسك بالتفسير الدينى للغيبيات، ووجهوهم في نفس ذات الوقت إلى قبول التجارب الروحية أو ما يطلقون عليه (جلسات تحضير الأرواح) والحقيقة أنها (جلسات تحضير الشياطين)، ليصلوا بذلك إلى تلك المسميات التي لاتقدم تفسيرًا شافيًا لذلك العى، وهذا يجرنا إلى قبول التفسير المادى والذى لايتفق وواقع عالم الغيبيات، إلى أن يظهر التفسير في وقت ما، وأعتقد أن هذا التوقيت سيتزامن وظهور المسيخ الدجال ونزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وحينها قد يأتى الندم متأخرًا.
    والمسلسل الأميركي الشهير (The X Files) هو مثال لتناول مثل تلك القضايا بأسلوب استراتيجى مادي يهدف إلى إثارة الشغف بالكائنات المغايرة وبث الزعر في القلوب من أصحاب الأبحاث عن تلك الكائنات، لتظهر أجهزة الاستخبارات الأمريكية في صورة المحتكر الوحيد للبحث ولحقيقة تلك الغيبيات، لتنصب من نفسها وصية على شؤون العالم، وكأنها صاحبة الامتياز في الدفاع عن البشرية، فإن كان هذا المسلسل الأمريكى يرمى إلى الدعاية الأمريكية الاستراتيجية وكأن أمريكا هي الوصي على العالم في مقابلة العوالم الأخرى، إلا أنه تلاعب صريح بمعتقدات البشر، وباعث على إثارة الخرافات وتعميق أثرها في العالم كله، حيث لم يقدم ذلك المسلسل تفسيرًا لتلك الألغاز الغامضة.
    وإن مثل تلك الأعمال الدرامية لا تقدم تفسيرًا لتلك الظواهر الغيبية بقدر ما تزيدها غموضا وتعقيدا، بوضع الالآف من علامات الاستفهام إلى جوار تلك القضايا المطروحة، بينما تظهر أمريكا بأجهزة استخباراتها وكأنها المالكة الوحيدة لمفتاح خزانة الأسرار الخطيرة، والحقيقة أن خزانتها خاوية تمامًا من الحق، فإن كانوا يمتلكون تكنولوجيا متطوره يتفوقون بها علينا، فهم في الواقع يمتلكون إلى جوارها أخلاقيات وضعية لاترقى حتى إلى أدنى مستوى من أخلاقيات إنسان الغاب، وإن كانوا يجيدون الترويج لسلعتهم البخسة، فلسنا أقل إجادة من أن نروج لسلعتنا النفسية (دين الإسلام)، بما تحمله من بلسم شافى يلئم جراح صرعى همجية القرن العشرين، ويرأب صدع الإنسانية التي لازالت تئن وتصرخ من جراء لى عنقها، واستشراف الباطل لها.
    يقول مالينوفسكى: (في طقوس التأهيل InitIation نجد أن الطقوس تدعم وجود شخصية أو قوة أخرى يصدر عنها قانون القبيلة، وهى المسئولة عن الأحكام الأخلاقية المنقولة للشباب المؤهل. لجعل الاعتقاد مؤثرًا، قويًا، ومهيبًا، هناك جلال الطقس ومشاق الإعداد والاختبارات القاسية التي تخلف تجربة لا تنسى، في يده في حياة الشخص، وبهذا يتعلم مبادئ التقاليد القبلية وأحكام أخلاقياتها، تتحرك القبيلة كلها وتعمل كل سلطتها لتشهد على قوة وواقعية الأشياء التي تم كشفها).( )
    من المؤكد أن تلك القوة صاحبة هذه القوانين لابد أن تكون عاقلة، ولها أهداف من وراء سن تلك القوانين التي تخالف الشرائع السماوية، وهذه القوانين والنظم والطقوس بمخالفتها للشرع السماوى تتفق كل الاتفاق مع قوانين السحر الذي هو دين الشيطان، ونستدل بذلك أن تلك القوة العاقلة المشرعة هي (الجن) أو (الشيطان) الشريك العاقل لنا على ظهر هذا الكوكب، ولكن علماء الأنثروبولوجيا لايتطرقون لهذا الاستنتاج ويخفونه وراء الاصطلاحات الروحية المجردة، ليحدث ذلك التباين بينهم كمتحضرين كما يدعون، وبين الأسطوريين (المخرفين) كما يطلقون عليهم، وإلا لانفضح أمرهم وثبت مشاركتهم للوثنيين في عبادة الشيطان، وهذا من أسباب إنكارهم وجود الجن وتملصهم من الاعتراف بعالم الجن، حيث لادليل مادى لديهم يؤكد ذلك بعد إنكارهم للدليل السماوى، وكأنهم في انتظار الإيقاع بعفريت من الجن والإمساك به وإيداعه في صندوق زجاجى ثم عرضه على شاشات التلفاز كدليل مادى يثبت صحة ما ورد في الكتب السماوية وما يتناقله المخرفين! وإنه لمن المؤسف حقًا أن نجد بيننا مسلمين من يتملص من الاعتراف بوجود الجن واعتدائه على بنى البشر، بل ويزدرون المعالجين ويتهكمون عليهم، يتشبهون بهؤلاء الملاحدة ويشاركونهم جهلهم وجاهليتهم وويحذون حذوهم، بينما السحرة على اختلاف كل ملة يحمل لهم كل تبجيل واحترام، وتنفق عليهم الأموال ببذخ ملحوظ.
    امتحان الروح القدس:
    يفرض الكتاب المقدس امتحان هذه الأرواح، والتأكد من حقيقتها، كونها شياطين أم ملائكة، لأن الشياطين عندهم كانت ملائكة في الأصل، وعلى هذا فهي تمتلك نفس قدرات الملائكة، وهذا يقتضي ضمنيًا أن يكون الممتحن عالمًا بتلك الفوارق مدركًا، قادرًا على تمييزها، وهذا ما وضعهم في زاوية حرجة، فمن له ذلك؟ وكيف يتم؟ ووفقًا لأي قواعد؟ وإلا فالجاهل بذلك لا يكلف نفسه ما لا طاقة لها به، ولينأى بنفسه عن هذه المغامرة، هذا ما يفرضه العقل الحصيف، إلا أننا نجد لديهم رأي آخر يجعل هذه المعرفة محصورة في أيدي أصحاب المواهب الروحية فقط، وهذا الامتحان هو ما يسمونه بتمييز الأرواح، وهو أحد مواهب الروح القدس المستمرة، ويدرج تحت قائمة مواهب خدمية غير منطوقة، كما سبق وبينا، وفي هذا يقول يوسف رياض: (في هذه الحالة يمكن أن يصل إلى المؤمنين لا وحي الله بل وحي الشطان، ويبدو أنه نظرًا لقدرة الشيطان الفائقة في الخداع، فإنه لم يكن سهلاً في كل الأحوال تمييز روح الله عن روح الضلال، فكانت تلزمه موهبة خاصة لتمييز الأرواح..).( )
    وهذا يعني أن تمييز الأرواح عندهم، بحاجة أيضًا إلى الحصول على مواهب الروح القدس للتأكد من صحة نسبها! فلكي يؤمنوا بأحد الأنبياء، صاروا بحاجة لأنبياء مثله كي يحكموا بأن ما مؤيد بروح القدس!! وبهذا يجعلون المعجزات والكرامات حكرًا على رجال الكنيسة، والحقيقة أن الأمر بحاجة إلى علم صحيح، يعتمد عليه في تميز حقيقة هذه الأرواح، يستوي فيه المؤمن والكافر، وإلا درنا في رحى حلقة مفرغة لن تنتهي، وهذا ما لا يلج في لب عاقل، وهذا مما أثار الخلاف والصراع بينهم حول نسبة هذه المواهب للروح القدس أم للشيطان، باعتبار أنهما من الملائكة، ولهما نفس القدرات.
    كتب أحد الباحثين في موضوع التكلم بألسنة، باعتباره أحد أنواع مواهب الروح القدس، ويدعى هذا الباحث (هوكنج) فيقول ما يلي: (كان الرسول يحتم على أنه في حالة استعمال الألسنة، يجب أن تكون هناك الترجمة، حتى يستطيع الكل أن يحكموا فيما إذا كان الكلام من الله أم من روح آخر، فلا تخدع). ثم يتساءل قائلاً: (كيف يتسنى لنا نحن الآن أن ننفذ هذه الوصية (امتحنوا الأرواح هل هي من الله) [1يو 4: 1] إذا كان ما يقال (في التكلم بألسنة) لا معنى له لدى السامعين؟ وإن كان أحد يترجم اليوم، كيف نعلم أن الترجمة ليست كاذبة أيضًا؟ فإذا كانت موهبة الترجمة قد انقطعت مع موهبة الألسنة من الكنيسة، فبالضرورة تكون الترجمة كاذبة).( )
    مختصرات منقولة من مخطوط (الدخان الأسود) للكاتب: بهاء الدين شلبي




  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    نوذج لغرف تحضير الأرواح أو (القرائن)














    Abraham Lincoln الرئيس الأمريكي السابق



    قرين Abraham Lincoln الرئيس الأمريكي السابق




    وسيط حوله عدد من القرائن






  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    وفي هذه مجموعة من الصور لما يسميه الروحانيون (الرفع levitation)، أقدم دليلا للأطباء على قدرة الجن على السيطرة الخارجية على جسم الإنسان، وحسب مزاعمهم الباطلة انها قدرات فائقة للنفس البشرية، وكذبوا في زعمهم هذا، ولكن هذا كله يتم بالتواصل بينهم وبين الجن من خلال قرائنهم، وسموها أرواحا لأنهم ينكرون اصلا وجود الجن ، رغم أن ذكر الجن ورد في كتبهم، ولكنهم يصرون على أن (الجن) خرافة !!!

    وقد شاهدنا في العروض التليفزيونية كيف ان الساحر يرفع فتاة لتحلق في الهواء، وهذا كل يتم بمعونة أسياده من الجن، فلا قدرة للنفس البشرية أن تتجاوز ما قدر لها إلا بمعونة من الجن، وهذه الاستعانة هي عين السحر.

    وهذه الصور في جملتها تشكل دليلا ماديا من وجهة معتقدنا كمسلمين على قدرة الجن على تحريك الأشياء المادية، هذا قياسا على قدرة الجن على نقل عرش بلقيس من سبأ إلى القدس.















    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 14-03-2006 الساعة 12:19 AM

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    تكلمنا في الصفحة الأولى سابقا عن مجموعة من الصور لما يسميه الروحانيون (الرفع levitation)، والآن أضيف إليكم صورة أخرى لعدد من الوسطاء الروحانيين رجال ونساء يقومون برفع طاولة بواسطة الأرواح كما يزعمون، ومن منظور الدين الإسلامي هم يرفعونها بواسطة قرائن من الجن.


    مجموعة من الوسطاء رجال ونساء يرفعون طاولة


    هذه الدروس الأخيرة تبين بجلاء تداخلات الجن بخصائص قدراتهم الفائقة في عالم الإنس من خلال قنوات اتصال حسية، وذلك لا بد كما تبين ان يتم من خلال وسيط تتلبسه الجن، وهذا عامل اساسي مشترك بين كل من زعم أنه على اتصال بالجن يراهم ويسمعهم ويستخدهم كما يحلو لهم ان يزعموا، وهذا يعتر عدوان صريح على جسم الإنسان

    وقد بينت فيما سبق حسب كلام الروحانيون انفسم أن حالات التلبس هذه قد تفضي إلى الموت، أي أنها لها ضرر على الوسيط، وهذا عدوان صريح على الإنسان، إذا فالتواصل الحسي بين الجني والإنسي هو عداون، وقد حرمت الشريعة الإسلامية العدوان والظلم.

    وبإذن الله تعالى سوف أشرح في الدروس القادمة الفوائد التي يمكن استخلاصها مما سبق، فالتعليقات القادمة هامة جدا، حتى نقف جميعا على حقيقة الاستعانة بالجن، هل هو خير أم شر؟ وبناءا عليه سوف نستخلص تلقائيا الحكم الشرعي لهذه الوساطة أو الاستعانة بدون أدنى مشقة.

    وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم

    أن أكون قد كشفت لكم الحقائق كاملة، وعريت الباطل تماما مجردا من كل زيف وتضليل

    فلن تخرج الأمة من كبوتها إلا إذا كشفت لهم سر كبوتهم، وسبب تعالي اليهود في الأرض

    السبب هو السحر وشياطين الجن والإنس من السحرة


    يا أيها المسلمون

    هل ادركتم الحقيقة أم لم تدركوها بعد؟







  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1
    آخر نشاط
    14-03-2006
    على الساعة
    06:51 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيراً أخي الكريم
    موضوع شائق،ومعلومات جديدة تماما بالنسبة لي.
    بارك الله فيك

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    الأخ الفاضل (b0x) حفظه الله ورعاه

    وخيرا جزاك الله وفيك بارك




  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    تميمـة الصـلاة (تفيلين) Tefilin; Phylacteries
    «تميمة الصلاة» هي المقابل العربي لكلمة «تفيلِّين»، وهي صيغة جمع مفردها «تفيلاه».

    وربما تكون الكلمة قد اشتُقت من كلمة آرامية بمعنى «يربط». ولأن كلمة « تفيَّلاه» تعني «صلاة»، فقد ارتبطت الكلمتان في الوجدان الشعبي وأصبح من المألوف أن يُقال إن كلمة «تفـيَّلاه» بمعنى «صـلاة» هـي الأصــل اللغــوي لكلمة «تفيلين».

    وقد ذكر البعض أن الكلمة مشتقة من كلمة عبرية بمعنى «يفضـل» أو «يميــز»، وهـو ما يدل على انفصال اليهود وانعزالهم عن الأغيار.
    وتميمة الصلاة عبارة عن صندوقين صغيرين من الجلد يحتويان على فقرات من التوراة، من بينها الشماع أو شهادة التوحيد عند اليهود كُتبت على رقائق ويُثبَّت الصندوقان بسيور من الجلد.

    ويبدو أن هذه التميمة تعود إلى تورايخ قديمة، بعضها يتفق مع الشكل الحالي، وبعضها لا يتفق، مثل تلك التي وُجدت في كهوف قمران.
    وقد نشب صراع في القرن الثامن عشر بين فقهاء اليهود حول طـريقة ارتــداء هـذه التمائم، وأُخذ برأي راشي في نهاية الأمر.
    وقد نجح الفقه اليهودي في فرض هذه التميمة بتفسيره الفقرة التالية من سفر التثنية تفسيراً حرفياً: "واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك" (تثنية 6/8).

    ولذا، يثبتها اليهودي البالغ حسب الترتيب التالي: يضع الصندوق الأول على ذراعه اليسرى ويثبته بسير من جلد يُلَف على الذراع ثم على الساعد سبع لفات ثم على اليد، ويُثبَّت الصندوق الثاني بين العينين على الجبهة بسير أيضاً كعصابة حول الرأس، ثم يعود ويتم لف السير الأول ثلاث لفات على إصبع اليد اليسرى، ويُزال بعد الصلاة بالنظام الذي وُضع به.

    ويرتدي اليهودي تمائم الصلاة بعد ارتدائه شال الصلاة (طاليت). ويُلاحَظ أن ترتيب ارتداء تميمة الصلاة عند السفارد مختلف نوعاً ما عن ترتيبه عند الإشكناز.

    فيلف الإشكناز على الذراع عكس اتجاه الساعة، أما السفارد فيلفونه باتجاه الساعة، وقد تبعهم في ذلك الحسيديون.

    وتُرتَدى التميمة أثناء صلاة الصباح خلال أيام الأسبوع، ولا تُرتَدى في أيام السبت والأعياد.

    ويؤكد التلمود أهمية تميمة الصلاة، فقد جاء أن الإله نفسه يرتديها حينما يسمع الفقرة التالية من سفر أخبار الأيام الأول (17/21) "وأية أمة على الأرض مثل شعبك يسرائيل".

    أما القبَّالاه، فقد حولت شعائر ارتداء التمائم إلى تجربة صوفية حلولية، إذ على اليهودي أن يقول "لقد أمرنا أن نرتدي التمائم على ذراعنا تذكرةً لنا بذراعه الممتدة، وفي مقابل القلب حتى يعلمنا أن نخضع تطلعات قلوبنا ولخدمته، وعلى الرأس في مقابل المخ ليعلمنا أن العقل، الذي يوجد في المخ، وكل الحواس والملكات، تخضع لخدمته".

    ويرى اليهودي أن تميمة الصلاة عاصم من الخطأ، ومُحصِّن ضد الخطايا.
    وإذا حدث ووقعت التمائم على الأرض، فينبغي على اليهودي أن يصوم يوماً كاملاً. وقد أسقطت اليهودية الإصلاحية استخدام التمائم.

    وقال جايجر إنها كانت في الأصل حجاباً وثنياً.

    (التيفيلين كلمة آرامية تعنى ربط ، والتيفيلين عبارة عن صندوقين صغيرين من الجلد الأسود يثبتهما اليهودى البالغ بشرائط من الجلد على ذراعه الأيسر مقابل القلب وعلى جبهته مقابل المخ وذلك أثناء الصلوات الصباحية كل يوم فيما عدا أيام السبت والأعياد .

    ويحتوى كل من الصندوقين على فقرات من التوراة من بينها الشماع أو شهاد التوحيد عند اليهود ويكون أرتداء التيفيلين عادة بعد أرتداء الطاليت فتوضع تفيلاه الذراع أولا ثم تفيلاه الرأس وتتلى الصلوات أثناء وضعهما .
    وقد أعتمد الفقه اليهودى فى فرضه لهذين التيفيلين على فهم حرفى ظاهرى للأية التى تقول عن كلمات الله " وأربطهما علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك" سفر التثنية )

    ويعطى اليهود أهمية كبرى للتيفيلين فيعتبرونها عاصما من الخطأ ومحصنا ضد الخطايا أما إذا حدث ووقع التيفيلين على الأرض فينبغى على الشخص أن يصوم يوما كاملا

    عبارة عن قطعتين من ورق مكتوب على كل منهما أربعة اصحاحات من التوراة داخل حافظتين صغرتين من جلد وتوضعان حسب الترتيب التالي الأولى فوق الذراع الأيسر مقابل القلب وتثبت بسير من جلد يلف على الذراع ثم على الساعة سبع لفات، ثم على اليد، وتثبت الحافظة الثانية بسير أيضا كعصابة حول الرأس فوق أعلى الجبهة في الوسط مقابل المخ ثم يعود ويتم لف السير الأول وثلاث لفات على الاصبع الوسطي.

    ويراعى أن يوضع التفليم وقوفا وألا يكون فاصل بينهما وبين الجسم كخاتم أو ساعة، وأن يلزم السكوت وقت وضعها ويزال التفليم بعد الصلاة حسب الترتيب الذي وضع به، ولا يوضع التفليم في أيام السبوت والأعياد الرئيسة في عيد الغفران.

    توجد رسائل تلمودية صغيرة Minor Tractates، وهي كما يلي:
    سفر توراه Sefer Torah
    ميزوزاه Mezuzah
    تفلّين Tefillin
    تزيت زيث Tzitzith
    أباديم Abadim
    كوثيم Kuthim
    جريم Gerim

    اليهود كما هو ثابت عنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، فهم قوم كذابون، وهم سحرة كما اثبت تعالى عنهم هذا في الآية 102 من سورة البقرة، ومعتقد القوم وما يزعمونه شيء، وحقيقة ممارساتهم شيء آخر.
    وإن كان التفلين يزعمون أنهم يبرؤون به السحر، وهو يحتوي على نصوص توراتية، فكذلك سحرة المسلمين يزعمون أنهم يبرؤون السحر بلفافة تحتوي على نصوص قرآنية تسمى (حجاب)، والحقيقة أن هذا الكلام كذب وإفك مبين، فلا يبرؤ السحر إلا الله عز وجل.

    وعلى هذا فإذا كان النص التوراتي يحتوي على كلمات توحيديه فهذا لا ينفي استخدامها في السحر، لأن تعليق كلام الله كتميمة هو شرك مبين، وتدنيس لكلام الله تبارك وتعالى، والسحر بني على الشرك، وعليه فالتفلين هو تميمة يعلقها اليهود كما يعلقون (الميزوزا) على ابواب بيوتهم.

    وكما هو معروف للمتخصصين أن (الحجاب) ما هو إلا تميمية سحرية، وإن احتوت على آيات قرآنية، وهذا من باب تدنيس القرآن، وتلبيس الأمر على العوام، لأن تعليق هذه اللفائف هو تعليق للتمامئم، وتعليق التمامئم شرك، لما ورد في الحديث (من علق تميمة فقد أشرك)‌.

    وكما سبق وشرحت في بحثي المطول (المحذوف) عن (علاقة المرض النفسي والجسماني بالمس والسحر الشيطاني) بأن التمائم هي نوع من انواع السحر قديما وحديثا، يقوم الناس بتعليقها لدفع الشر عنهم او لجلب الخير إليهم، فالناس تتبرك بالتمائم وهذا شرك، إذا فما يعلقونه هو شرك، والسحر مبني على الشرك بالله تعالى، وليس شرطا للسحر أن تستغيث فيه بكلمات تحتوي على أسماء للجن والشياطين، ولكن يكفي إتيان فعل فيه شرك ليتم السحر، وصنع هذه التمائم شرك كافي لجلب الشياطين، كما ان تعليق الأجراس والصور كافي لجلب الشياطين.

    وليس أدل على أن هذا التفلين هو تميمة سحرية من كتابتهم حرف (شين) على التفلين من الخارج بحجم كبير، كدلالة تقصم ظهر البعير تشهد على انه تميمة سحرية، حيث شاع استخدام هذا الحرف كطلسم سحري في أغلب تمائمهم السحرية، بل ومنتشر مكتوبا على ما نعثر عليه من أمور تلكيف وأسحار صنعت للمرضى، وهو مكتوب على (الميزوزا) مثلا، وكما يستخدمون النجمة السداسية وهي طلسم من اشهر الطلاسم السحرية،


    فحرف (شين) مدون على (الميزوزا والتفللين) والمستخدم كطلسم سحري في كثير من أمور التكليف

    والمتعارف عن المزوزة أنها أنها (تميمة سحرية) تصنع من (ملف من الورق مكتوب عليه صيغة صلاة "الشماع" يوضع في عضادة الباب التي تسمي "المزوزا" وتعلق على الجانب الأيمن من الباب وجرت العادة على أن يقوم الشخص الداخل للمنزل أو المغادر له بوضع يده على المزوزا ويقول "ليحفظ الله خروجي ومجيئي من الآن إلى الأبد" وهناك عادة يتبعها البعض بتقبيل المزوزا لدى الدخول والخروج).

    تميمة الباب (مزوزاه) Mezuzah
    «مزوزاه» كلمـة عبرية (جمعـها «مزوزت») يُقال إنها من أصـل آشوري، وهي تدل على عضادة الباب أو الإطار الخشبي الذي يُثبَّت فيه الباب، وهي رقية أو تميمة تُعلَّق على أبواب البيوت التي يسكن فيها اليهود، لها شكل صندوق صغير بداخله قطعة من جلد حيوان نظيف شعائرياً بحسب تعاليم الدين اليهودي، ومنقوش عليها الفقرتان الأوليان من الشماع، أو شهادة التوحيد اليهودية (تثنية 9/4 ـ 9، 11/13 ـ 21)، ومكتوب على ظهرها كلمة «شدَّاي». وتُلَف قطعة الجلد هذه جيداً، وتوضع بطريقة معينة بحيث تظهر كلمة «شدَّاي»، من ثقب صغير بالصندوق.

    وكلمة «شدَّاي» هي الأحرف الأولى من الجملة العبرية «شومير دلاتوت يسرائيل»، ومعناها «حارس أبواب يسرائيل»، وهي أيضاً أحد أسماء الإله في العقيدة اليهودية. ويصنع السامريون تميمة الباب من أحجار كبيرة، ويضعونها إما على الأبواب، أو بمحاذاة مدخل المنزل، ويحفرون عليها الوصايا العشر، ولا يجعل القراءون تميمة الباب فرضاً.

    وتُثبَّت تميمـة البـاب على الأبواب الخارجية، وعـلى أبـواب الحجرات، في وضع مائل مرتفع قليلاً من ناحية اليمين عند الدخول، وتُستثنى أبواب الحمامات والمراحيض والمخازن والإسطبلات. وقد قال موسى بن ميمون إن المزوزاه تُذكِّر الإنسان عند دخوله وخروجه بوحدانية الإله. ولكن قيل أيضاً إن التميمة تُذكِّر اليهود بالخروج من مصر حينما وضعوا علامات على منازلهم حتى يهتدي إليها الرب.

    ومع هيمنة الحلولية على النسق الديني اليهودي، أصبحت المزوزاه تعبيراً عن حب الإله ليسرائيل. أما الحاخام إليعازر بن جيكوب، فقد بيَّن أن من يضع تميمة الصلاة (تفيلِّين) على رأسه وعلى ذراعه، وأهداب شال الصلاة (تسيت تسيت) على ردائه، وتميمة الباب على عتبة داره، قد حصَّن نفسه وبيته ضد الخطيئة.

    ثم أصبحت تميمة الباب بمنزلة حجاب ضد الشياطين، ولها قوة سحرية، فكان يُضاف إليها أسماء الملائكة ورموز قبَّالية مثل نجمة داود. وقد جرت العادة بين اليهود المتدينين أن يُقبِّلوا تميمة الباب عند الدخول والخروج، ولكن بالإمكان الاكتفاء بلمسها ثم لثم أصابع اليد بعد ذلك إذا كان تقبيلها سيسبب إزعاجاً للشخص طويل القامة أو قصيرها.

    وعند أعضاء الجماعات اليهودية في العالم، تُثبَّت تميمة الباب على أبواب المنازل بعد ثلاثين يوماً من الإقامة فيها. أما يهود إسرائيل، فإنهم يثبتون تميمة الباب فوراً، من أول يوم، لأن اليهودي إذا غيَّر رأيه وترك المنزل فسيشغله يهودي آخر، وبذلك لا تكون هناك ضرورة لتطهير البيت بدون جدوى. وقد اتُبعت عادة وضع تميمة على الأبواب في إسرائيل، فشملت المباني الحكومية أيضاً.

    وبعد حرب 1967، عُلِّقت تميمة الباب على أبواب مدينة القدس القديمة، باعتبار أن هذا هو الإجراء النهائي لكي تصبح المدينة يهودية تماماً! كما توجد تميمة على باب السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وفي رواية ليائيل ديان تقول إحدى الشخصيات «أرض إسرائيل هي بديل تميمة الباب بالنسبة لها».


  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    تميمـة الصـلاة (تفيلين) Tefilin; Phylacteries
    «تميمة الصلاة» هي المقابل العربي لكلمة «تفيلِّين»، وهي صيغة جمع مفردها «تفيلاه».

    وربما تكون الكلمة قد اشتُقت من كلمة آرامية بمعنى «يربط». ولأن كلمة « تفيَّلاه» تعني «صلاة»، فقد ارتبطت الكلمتان في الوجدان الشعبي وأصبح من المألوف أن يُقال إن كلمة «تفـيَّلاه» بمعنى «صـلاة» هـي الأصــل اللغــوي لكلمة «تفيلين».

    وقد ذكر البعض أن الكلمة مشتقة من كلمة عبرية بمعنى «يفضـل» أو «يميــز»، وهـو ما يدل على انفصال اليهود وانعزالهم عن الأغيار.
    وتميمة الصلاة عبارة عن صندوقين صغيرين من الجلد يحتويان على فقرات من التوراة، من بينها الشماع أو شهادة التوحيد عند اليهود كُتبت على رقائق ويُثبَّت الصندوقان بسيور من الجلد.

    ويبدو أن هذه التميمة تعود إلى تورايخ قديمة، بعضها يتفق مع الشكل الحالي، وبعضها لا يتفق، مثل تلك التي وُجدت في كهوف قمران.
    وقد نشب صراع في القرن الثامن عشر بين فقهاء اليهود حول طـريقة ارتــداء هـذه التمائم، وأُخذ برأي راشي في نهاية الأمر.

    وقد نجح الفقه اليهودي في فرض هذه التميمة بتفسيره الفقرة التالية من سفر التثنية تفسيراً حرفياً: "واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك" (تثنية 6/8).

    ولذا، يثبتها اليهودي البالغ حسب الترتيب التالي: يضع الصندوق الأول على ذراعه اليسرى ويثبته بسير من جلد يُلَف على الذراع ثم على الساعد سبع لفات ثم على اليد، ويُثبَّت الصندوق الثاني بين العينين على الجبهة بسير أيضاً كعصابة حول الرأس، ثم يعود ويتم لف السير الأول ثلاث لفات على إصبع اليد اليسرى، ويُزال بعد الصلاة بالنظام الذي وُضع به.

    ويرتدي اليهودي تمائم الصلاة بعد ارتدائه شال الصلاة (طاليت). ويُلاحَظ أن ترتيب ارتداء تميمة الصلاة عند السفارد مختلف نوعاً ما عن ترتيبه عند الإشكناز.

    فيلف الإشكناز على الذراع عكس اتجاه الساعة، أما السفارد فيلفونه باتجاه الساعة، وقد تبعهم في ذلك الحسيديون.

    وتُرتَدى التميمة أثناء صلاة الصباح خلال أيام الأسبوع، ولا تُرتَدى في أيام السبت والأعياد.

    ويؤكد التلمود أهمية تميمة الصلاة، فقد جاء أن الإله نفسه يرتديها حينما يسمع الفقرة التالية من سفر أخبار الأيام الأول (17/21) "وأية أمة على الأرض مثل شعبك يسرائيل".

    أما القبَّالاه، فقد حولت شعائر ارتداء التمائم إلى تجربة صوفية حلولية، إذ على اليهودي أن يقول "لقد أمرنا أن نرتدي التمائم على ذراعنا تذكرةً لنا بذراعه الممتدة، وفي مقابل القلب حتى يعلمنا أن نخضع تطلعات قلوبنا ولخدمته، وعلى الرأس في مقابل المخ ليعلمنا أن العقل، الذي يوجد في المخ، وكل الحواس والملكات، تخضع لخدمته".

    ويرى اليهودي أن تميمة الصلاة عاصم من الخطأ، ومُحصِّن ضد الخطايا.
    وإذا حدث ووقعت التمائم على الأرض، فينبغي على اليهودي أن يصوم يوماً كاملاً. وقد أسقطت اليهودية الإصلاحية استخدام التمائم.

    وقال جايجر إنها كانت في الأصل حجاباً وثنياً.

    (التيفيلين كلمة آرامية تعنى ربط ، والتيفيلين عبارة عن صندوقين صغيرين من الجلد الأسود يثبتهما اليهودى البالغ بشرائط من الجلد على ذراعه الأيسر مقابل القلب وعلى جبهته مقابل المخ وذلك أثناء الصلوات الصباحية كل يوم فيما عدا أيام السبت والأعياد .

    ويحتوى كل من الصندوقين على فقرات من التوراة من بينها الشماع أو شهاد التوحيد عند اليهود ويكون أرتداء التيفيلين عادة بعد أرتداء الطاليت فتوضع تفيلاه الذراع أولا ثم تفيلاه الرأس وتتلى الصلوات أثناء وضعهما .
    وقد أعتمد الفقه اليهودى فى فرضه لهذين التيفيلين على فهم حرفى ظاهرى للأية التى تقول عن كلمات الله " وأربطهما علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك" سفر التثنية )

    ويعطى اليهود أهمية كبرى للتيفيلين فيعتبرونها عاصما من الخطأ ومحصنا ضد الخطايا أما إذا حدث ووقع التيفيلين على الأرض فينبغى على الشخص أن يصوم يوما كاملا
    عبارة عن قطعتين من ورق مكتوب على كل منهما أربعة اصحاحات من التوراة داخل حافظتين صغرتين من جلد وتوضعان حسب الترتيب التالي الأولى فوق الذراع الأيسر مقابل القلب وتثبت بسير من جلد يلف على الذراع ثم على الساعة سبع لفات، ثم على اليد، وتثبت الحافظة الثانية بسير أيضا كعصابة حول الرأس فوق أعلى الجبهة في الوسط مقابل المخ ثم يعود ويتم لف السير الأول وثلاث لفات على الاصبع الوسطي.

    ويراعى أن يوضع التفليم وقوفا وألا يكون فاصل بينهما وبين الجسم كخاتم أو ساعة، وأن يلزم السكوت وقت وضعها ويزال التفليم بعد الصلاة حسب الترتيب الذي وضع به، ولا يوضع التفليم في أيام السبوت والأعياد الرئيسة في عيد الغفران.

    توجد رسائل تلمودية صغيرة Minor Tractates، وهي كما يلي:
    سفر توراه Sefer Torah
    ميزوزاه Mezuzah
    تفلّين Tefillin
    تزيت زيث Tzitzith
    أباديم Abadim
    كوثيم Kuthim
    جريم Gerim

    اليهود كما هو ثابت عنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، فهم قوم كذابون، وهم سحرة كما اثبت تعالى عنهم هذا في الآية 102 من سورة البقرة، ومعتقد القوم وما يزعمونه شيء، وحقيقة ممارساتهم شيء آخر.

    وإن كان التفلين يزعمون أنهم يبرؤون به السحر، وهو يحتوي على نصوص توراتية، فكذلك سحرة المسلمين يزعمون أنهم يبرؤون السحر بلفافة تحتوي على نصوص قرآنية تسمى (حجاب)، والحقيقة أن هذا الكلام كذب وإفك مبين، فلا يبرؤ السحر إلا الله عز وجل.

    وعلى هذا فإذا كان النص التوراتي يحتوي على كلمات توحيديه فهذا لا ينفي استخدامها في السحر، لأن تعليق كلام الله كتميمة هو شرك مبين، وتدنيس لكلام الله تبارك وتعالى، والسحر بني على الشرك، وعليه فالتفلين هو تميمة يعلقها اليهود كما يعلقون (الميزوزا) على ابواب بيوتهم.

    وكما هو معروف للمتخصصين أن (الحجاب) ما هو إلا تميمية سحرية، وإن احتوت على آيات قرآنية، وهذا من باب تدنيس القرآن، وتلبيس الأمر على العوام، لأن تعليق هذه اللفائف هو تعليق للتمامئم، وتعليق التمامئم شرك، لما ورد في الحديث (من علق تميمة فقد أشرك)‌.

    وكما سبق وشرحت في بحثي المطول (المحذوف) عن (علاقة المرض النفسي والجسماني بالمس والسحر الشيطاني) بأن التمائم هي نوع من انواع السحر قديما وحديثا، يقوم الناس بتعليقها لدفع الشر عنهم او لجلب الخير إليهم، فالناس تتبرك بالتمائم وهذا شرك، إذا فما يعلقونه هو شرك، والسحر مبني على الشرك بالله تعالى، وليس شرطا للسحر أن تستغيث فيه بكلمات تحتوي على أسماء للجن والشياطين، ولكن يكفي إتيان فعل فيه شرك ليتم السحر، وصنع هذه التمائم شرك كافي لجلب الشياطين، كما ان تعليق الأجراس والصور كافي لجلب الشياطين.

    وليس أدل على أن هذا التفلين هو تميمة سحرية من كتابتهم حرف (شين) على التفلين من الخارج بحجم كبير، كدلالة تقصم ظهر البعير تشهد على انه تميمة سحرية، حيث شاع استخدام هذا الحرف كطلسم سحري في أغلب تمائمهم السحرية، بل ومنتشر مكتوبا على ما نعثر عليه من أمور تلكيف وأسحار صنعت للمرضى، وهو مكتوب على (الميزوزا) مثلا، وكما يستخدمون النجمة السداسية وهي طلسم من اشهر الطلاسم السحرية،


    فحرف (شين) مدون على (الميزوزا والتفللين) والمستخدم كطلسم سحري في كثير من أمور التكليف

    والمتعارف عن المزوزة أنها أنها (تميمة سحرية) تصنع من (ملف من الورق مكتوب عليه صيغة صلاة "الشماع" يوضع في عضادة الباب التي تسمي "المزوزا" وتعلق على الجانب الأيمن من الباب وجرت العادة على أن يقوم الشخص الداخل للمنزل أو المغادر له بوضع يده على المزوزا ويقول "ليحفظ الله خروجي ومجيئي من الآن إلى الأبد" وهناك عادة يتبعها البعض بتقبيل المزوزا لدى الدخول والخروج).

    تميمة الباب (مزوزاه) Mezuzah

    «مزوزاه» كلمـة عبرية (جمعـها «مزوزت») يُقال إنها من أصـل آشوري، وهي تدل على عضادة الباب أو الإطار الخشبي الذي يُثبَّت فيه الباب، وهي رقية أو تميمة تُعلَّق على أبواب البيوت التي يسكن فيها اليهود، لها شكل صندوق صغير بداخله قطعة من جلد حيوان نظيف شعائرياً بحسب تعاليم الدين اليهودي، ومنقوش عليها الفقرتان الأوليان من الشماع، أو شهادة التوحيد اليهودية (تثنية 9/4 ـ 9، 11/13 ـ 21)، ومكتوب على ظهرها كلمة «شدَّاي». وتُلَف قطعة الجلد هذه جيداً، وتوضع بطريقة معينة بحيث تظهر كلمة «شدَّاي»، من ثقب صغير بالصندوق.

    وكلمة «شدَّاي» هي الأحرف الأولى من الجملة العبرية «شومير دلاتوت يسرائيل»، ومعناها «حارس أبواب يسرائيل»، وهي أيضاً أحد أسماء الإله في العقيدة اليهودية. ويصنع السامريون تميمة الباب من أحجار كبيرة، ويضعونها إما على الأبواب، أو بمحاذاة مدخل المنزل، ويحفرون عليها الوصايا العشر، ولا يجعل القراءون تميمة الباب فرضاً.

    وتُثبَّت تميمـة البـاب على الأبواب الخارجية، وعـلى أبـواب الحجرات، في وضع مائل مرتفع قليلاً من ناحية اليمين عند الدخول، وتُستثنى أبواب الحمامات والمراحيض والمخازن والإسطبلات. وقد قال موسى بن ميمون إن المزوزاه تُذكِّر الإنسان عند دخوله وخروجه بوحدانية الإله. ولكن قيل أيضاً إن التميمة تُذكِّر اليهود بالخروج من مصر حينما وضعوا علامات على منازلهم حتى يهتدي إليها الرب.

    ومع هيمنة الحلولية على النسق الديني اليهودي، أصبحت المزوزاه تعبيراً عن حب الإله ليسرائيل. أما الحاخام إليعازر بن جيكوب، فقد بيَّن أن من يضع تميمة الصلاة (تفيلِّين) على رأسه وعلى ذراعه، وأهداب شال الصلاة (تسيت تسيت) على ردائه، وتميمة الباب على عتبة داره، قد حصَّن نفسه وبيته ضد الخطيئة.

    ثم أصبحت تميمة الباب بمنزلة حجاب ضد الشياطين، ولها قوة سحرية، فكان يُضاف إليها أسماء الملائكة ورموز قبَّالية مثل نجمة داود. وقد جرت العادة بين اليهود المتدينين أن يُقبِّلوا تميمة الباب عند الدخول والخروج، ولكن بالإمكان الاكتفاء بلمسها ثم لثم أصابع اليد بعد ذلك إذا كان تقبيلها سيسبب إزعاجاً للشخص طويل القامة أو قصيرها.

    وعند أعضاء الجماعات اليهودية في العالم، تُثبَّت تميمة الباب على أبواب المنازل بعد ثلاثين يوماً من الإقامة فيها. أما يهود إسرائيل، فإنهم يثبتون تميمة الباب فوراً، من أول يوم، لأن اليهودي إذا غيَّر رأيه وترك المنزل فسيشغله يهودي آخر، وبذلك لا تكون هناك ضرورة لتطهير البيت بدون جدوى. وقد اتُبعت عادة وضع تميمة على الأبواب في إسرائيل، فشملت المباني الحكومية أيضاً.

    وبعد حرب 1967، عُلِّقت تميمة الباب على أبواب مدينة القدس القديمة، باعتبار أن هذا هو الإجراء النهائي لكي تصبح المدينة يهودية تماماً! كما توجد تميمة على باب السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وفي رواية ليائيل ديان تقول إحدى الشخصيات «أرض إسرائيل هي بديل تميمة الباب بالنسبة لها».

    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 05-04-2006 الساعة 03:17 PM

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

سحر التفلين tefillin وضياع الأقصى وسقوط فلسطين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. خنساء فلسطين
    بواسطة الفجر القادم في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-07-2011, 11:40 PM
  2. فلسطين
    بواسطة عاشقة المسيح في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-01-2011, 09:11 PM
  3. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 31-12-2008, 11:20 PM
  4. هل تعرفون المسجد الأقصى الحقيقي؟... دورة في علوم المسجد الأقصى
    بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 12-11-2006, 01:00 PM
  5. قضية الأقصى
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-12-2005, 04:52 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

سحر التفلين tefillin وضياع الأقصى وسقوط فلسطين

سحر التفلين tefillin وضياع الأقصى وسقوط فلسطين