ماذا يقتضيه التجسد الإلهي؟
يقتضي أن يكون في اللاهوت أقانيم ليتمَّ التجسد في اختيار أقنوم منها دون غيره، وليأخذ كل منها عمله الخاص بالخلاص. وكذلك يقتضي هدفاً لائقاً يستوجب التجسد ويتم به وفيه، وهو افتداء جنس سقط في الخطية، ليس له رجاء ولا معين غير الله متجسداً، لأنه وحده قادر على مطالب الخلاص. فلزوم التجسد عند الله أن يتخذ جسداً بواسطة أقنوم من الأقانيم. ولزوم التجسد عند البشر هو وقوعهم في حالة تستدعي التجسد لإنقاذهم منها.
ولا نعني بذلك أن نقطع بأن خلاص البشر يستحيل من غير تجسد، ولكننا نقول إنه طريق موافق ولائق وفريد في الحكمة لتتميم المقصود. وحدوث التجسد يؤكد أنه ضروري لإتمام قصد الله كاملاً في عمل الفداء، كما يدل على أن خلاص البشر يتطلب ذلك. فهذه الحادثة الرفيعة لإتمام عمل الفداء كما قصد الله إتمامه، وتسد احتياجات البشر الساقطين في الخطية.
ما هي فوائد التجسد للبشر؟
لنا في ابن الله المتجسد مثال فريد لحياة البشرية الكاملة، وظهور اللاهوت بكمال صفاته على هيئة منظورة محسوسة اقتربت منا اقتراباً عجيباً، جعلت مخاطبتنا لله وجهاً لوجه في الصلاة والاتحاد الروحي أمراً ممكناً. ولنا أيضاً به التكفير عن خطايانا، وفتح باب الرجاء الأبدي لجنسنا الهالك، وتعيين مرشد وملك يرشدنا دائماً في الحق، ويحامي عنا إلى نهاية حياتنا، ويضمُّنا أخيراً إلى رعيته السماوية لنتمتع به إلى أبد الدهور.
ما هو تعليم الكتاب المقدس في شخص المسيح؟
(1) إنه إنسان حقيقي ذو طبيعة بشرية كاملة، ننسب إليه كل ما ننسبه إلى الإنسان باعتبار ناسوته، ما عدا الخطية.
(2) إنه إله بالحقيقة ذو طبيعة إلهية كاملة، ننسب إليه كل ما ننسبه إلى الله.
(3) إنه شخص أو ذات واحدة، فإن نفس الشخص الذي قال «أنا عطشان» قال «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». وهذه القضايا الثلاث تتضمن تعليم الكتاب في شأن التجسد.
المفضلات