آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
العلاقة بين البصيرة والعقل والقرآن:
البصيرة إذن هي الإبصار القلبي (العقلي) مقابل الإبصار الحقيقي بالعين لأن كليهما بحاجة إلى النور والوضوح، فالضياء هو النور الحقيقي اللازم للعين الباصرة حتى ترى الواقع الحقيقي بوضوح.
والبراهين والأدلة البينة هي النور اللازم لإبصار البصيرة القلبية حتى ترى الحق بوضوح.
ولا بد للقلب (العقل) من بصيرة يبصر بها الأمور ليصل إلى الحق ويميز بهذه البصيرة بين الحق والباطل، ولكن إذا لم تكن البصيرة هادية إلى الحق والرشاد كان الإنسان بها أعمى القلب، فالعمى على الحقيقة ليس هو عمى البصر لكن العمى هو عمى البصيرة لان العقل بهذه البصيرة العمياء لا يتدبر ولا يعتبر ويتصرف بشكل خاطئ لا يرضي الله ولا يوصل إلى الخير . ومن كان هذا شأنه لم تكن له بصيرة.
إذن فواقع البصيرة أنها هي القدرة على الحكم على الواقع بشكل صحيح بواسطة الربط السليم في الذهن من خلال الاستدلال بالحجج والبراهين الظاهرة والواضحة التي تنير وتضيء معالم الطريق والتي توصل إلى الحقائق والعبر الصحيحة وبالتالي تؤدي إلى التصرف والسلوك الناهض وفق شرع رب العالمين.
وبكلمات أخرى فإن البصيرة هي القدرة على التفسير المستنير للواقع.
والقرآن يركز في كثير من آياته أنه كتاب أنزله الله تعالى ليكون سببا في تنوير العقول وضياء القلوب يتبصر به الحقائق فهو بمنزلة البصائر في القلوب. ولو كانت القلوب خالية عن أنوار القرآن وعلومه لكانت عمياء لا تستبصر ولا تعرف حقا من باطل.
إن الله تعالى يصف في كثير من آي القرآن الإيمان بأنه النور والحياة ويصف الكفر بأنه الظلمات والموت، فالإيمان يزيل التيه والغموض والارتباك والغي من نفس المؤمن ويؤدي به إلى الأمن والاستقرار والسعادة كونه في الأساس يحل العقدة الكبرى التي تؤرق الإنسان وتؤدي إلى اضطرابه حلا صحيحا يقنع العقل ويوافق الفطرة فيملأ هذا العقل يقينا قناعة ويملأ القلب طمأنينة.
أما الكفر فهو يعني الستر والكافر هو الذي يستر الحق والخير في نفسه، ويمنع قلبه عن أن ينشرح لنداء الله الصادق له بإتباع طريق الرشاد . فكأنه يحب الظلام بحجب النور عن اختراق حجرات قلبه حتى لا يؤثر فيه فيبقى تائها في دياجير الظلام والجهل وغموض المصير وضلال الطريق، وتبقى نفسه مضطربة لا تستقر على حال.
فشتان ما بين الإيمان والكفر والعلم والجهل، والظلمات والنور، والأحياء والأموات، فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ.
اللهم اجعلنا من أهل الإيمان والبصيرة والنور والهدى، وأبعدنا بفضلك وهدايتك عن طريق الهاوية طريق الكفر والظلام والموات والضلال .
اللهم آمين
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان. |
تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb
ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة janat alma2wa في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 26-10-2009, 10:32 AM
-
بواسطة eerree في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-01-2009, 09:35 AM
-
بواسطة رفيق أحمد في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 19-10-2007, 08:55 PM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 06-08-2006, 02:48 PM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 80
آخر مشاركة: 29-07-2006, 07:09 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات