

-
الله خالق الارض ومن فيها ومن عليها وما حولها والكون كله ولو كره الكافرون
--------------------------------------------------------------------------------
صانع كل شىء وخالقه وواجده هو الله الخالق الواجد البديع ولو كره الكافرون
أرسل الله سبحانه وتعالى رسله وانبيائه وانزل كتبه ورسالاته رحمة للعالمين .. فما كان الرحمن ليترك خلقه وعباده غارقين فى ظلمات الجهل متخبطين فى وساوس الشك والريبة دون ان يكشف لهم عن الكثير من الاسرار التى تعينهم على فهم انفسهم وماحولهم
فصلت (آية:53): (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
حبب الله الى عبادة العلم والمعرفة ومتعة البحث والاستكشاف .. ولكنه سبحانه الرحمن الرحيم اختصر على عباده الكثير من الجهد والمشقة فى رحلة البحث عن الوجود .. عن أصل نشأة الكون رحمة بهم وحفاظا على عقولهم من متاهات تفوق كل قدراتهم وامكاناتهم فى التصور .. ومجاهل وساوس وظنون وأفكار تقذف بهم فى مستنقعات كفر وشرك ليس لها من قرار .. ورسم لعباده منهجا ربانيا وضعه الخالق العليم بقدرات وامكانات من خلق .. ومعرفته بحدود استيعابهم وتحملهم لما يتوافق وقدراتهم فى فهم وتحصيل المعرفة .. على ألا يتعدى العبد هذا الحد وان يقر ويعترف ان فوق كل ذى علم عليم .. وما اكتشفناه وعرفناه هو فى حدود المتاح لنا معرفته بإذن الله وبسلطان منه وحده لا شريك له .. وألا نجهد أنفسنا فى تعدى تلك الحدود لمحاولة اعادة اكتشاف ما إختصره علينا الخالق من جهد وأظهره لنا كحقائق مسلمة نقر ونسلم بها دون الخوض فى جدالات عقيمة مريرة لا تغنى ولا تسمن من جوع .. حقائق ومسلمات تغنينا عن البحث والتنقيب فى اغوار فلسفات الكفر والإلحاد و الشك والريبة حتى لا نفتح على انفسنا ابوابا تتسابق عليها الشياطين لتخريب عقولنا وقلوبنا واستنفاذ قدراتنا واوقاتنا وافكارنا فيما لا بجدى ولا ينفع فتهوى بنا فى مكان سحيق .. وهاهو المنهج الربانى يتضح لنا فى تلك الايات .. كليم الله موسى يسأل بحب عن أمر يفوق قدراته فى التحمل كإنسان يعلم الخالق حدود تحمله من المعرفة .. فكان منهجا ربانيا لنقر ونسلم لرب العالمين
الاعراف (آية:143) وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )
فلو اننا أسلمنا لله رب العالمين حق الاسلام والعبودية والتصديق لاختصرنا على انفسنا الجهد فى محاولة اعادة اكتشاف ومعرفه ما ذكره لنا الخالق من حقائق فى كتابه الكريم ولأغلقنا نوافذ وابوابا لاتأتى الا بالشر والريح الكريهة البغيضة التى تزهق لها النفوس
( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
ان معرفة الانسان بالله الخالق هى حقيقة باقية أمد الدهر تتوارثها الاجيال عبر القرون والاحقاب من عهد آدم عليه السلام الى يومنا هذا .. منذ ان علم الله آدم الاسماء كلها ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) .. حقيقة باقية رغم أنوف الجبابرة والأفاكين المخادعين الذين استحبوا الكفر على الايمان .. استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة .. استحبوا العمى على الهدى
انبياء الله ورسله وانبيائه الذين اخلصهم الله الخالق بخالصة الذكر وأخذ ماعداهم اخذ عزيز مقتدر .. انبياء الله ورسله الذين يعرفهم احباؤهم واعداؤهم الى يوم الدين .. ويحفظ عن ظهر قلب اسمائهم وقصصهم ورسالاتهم ليس فقط المؤمنون بهم بل والكافرون المجادلون بالباطل .. انبياء الله ورسله وانبيائه الذين ما زالت اسمائهم تتردد فى مشارق الارض ومغاربها يعرفهم البشر بكل بقعة ومكان وبكل الاعمار والمستويات والثقافات والتوجهات والجنسيات والقناعات والاجناس الى ان تقوم الساعة ويرث الله الارض ومنها عليها .. جميعهم اجمعوا فى رسالاتهم ان للارض وللكون خالق واحد هو الله
ابراهيم (آية:10) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ )
خليل الله ابراهيم يعلنها بكل قوة
الانعام (آية:79): ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .. بل ويصر على التأكيد على تلك الحقيقة
الانبياء (آية:56): ( قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )
الكريم يوسف يعلنها بحياته وحتى مماته
يوسف (آية:101): ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )
ويصدع بها موسى عالية فى حضرة فرعون وملئه دون خوف ولا فزع من الطاغوت واعوانه فى زمن حكم فيه الفراعنة الارض بطريقتهم المثلى كما يسمونها فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين .. جهر بها موسى بأعلى صوته على مشهد من فرعون وملئه وقومه وجنوده وطريقتهم المثلى
الشعراء (آية:24): ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ )
ان الايمان بأن للارض خالق ليست فقط حقيقة يجب ان نقر بها بل تعدت كونها حقيقة باقية الى ان يرث الله الارض ومن عليها غير قابلة لاى جدال لتصبح حجة على الكافرين مهما تظاهروا بالانكار استكبارا فى الارض بغير الحق تعاليا منهم على الاعتراف بالخالق ومن ثم الخضوع لاوامره ومنهاجه
يس (آية:81): ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ )
الاحقاف (آية:33): ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
بل ويكشف لنا الخالق ولنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن حقيقة اقرار اهل الكفر والشرك ومعرفتهم بأن الله هو خالق السموات والارض فهى حقيقة باقية .. وما جدالهم بالباطل الى محاولات منهم لطمس الحقائق حتى يحكموا الارض باهوائهم ونظم الغى والاغواء ويلقوا بمنهج خالق الارض وراء ظهورهم استكبارا منهم ومكرا فى الارض ولا يحيق المكر السىء الا بأهله
لقمان (آية:25) ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
الزمر (آية:38): ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلون )
الزخرف (آية:9): ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ )
الزخرف (آية:87): ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ )
للارض خالق هو الله مهما تعالت صيحات اهل الكفر والإنكار فهم مثل اسلافهم الذين اصبحوا فى مزبلة التاريخ لم نعد نسمع عن اسمائهم صوتا ولا حسيسا .. ومهما تباينت وتوالت نظريات الشرك والإلحاد تشابهت قلوبهم .. لن يطفئوا نور الله بأفواههم بل ستظل حقيقة وجود الخالق الله جل جلاله واسماء ملائكته ورسله وانبيائه وكتبه ورسالاته واليوم الآخر حقائق باقية مابقيت السموات والارض وما طويت .. حقائق ايمانية نورانية نحمد الله عليها وأن هدانا إاليها ونجاهد فى سبيل إظهارها واعلانها بكل ما أوتينا من قوة ولو كره الكافرون
الانعام (آية:1): ( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ )
وعن الارض وماذا قال عنها خالقها نستكمل بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة heshamzn في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 28-08-2012, 10:05 PM
-
بواسطة أسد الجهاد في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 22-01-2008, 07:27 AM
-
بواسطة ابو حنيفة المصرى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 27-12-2007, 08:14 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 22-02-2006, 01:18 AM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-12-2005, 02:00 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات