جزاكم الله خيرًا ..

يبدو أن الضيف الفاضل لم يقرأ التفاسير التي وضعها أساساً ..

فابن جرير الطبري رحمه الله ذكر الإختلاف في تأويل الآيات واختار القول الذي وضعته الأخت الريحانة فقال رحمه الله

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله( فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأعْنَاقِ ) يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها: حبا لها.
وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية، لأن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يكن إن شاء الله ليعذب حيوانًا بالعرقبة، ويهلك مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنطر إليها، ولا ذنب لها باشتغاله بالنظر إليها.

جامع البيان في تأويل القرآن لمحمد بن جرير الطبري - ج 21/196

وذكر ابن كثير رحمه الله كلا القولين وإن مال إلى الثاني ..

وكذا القرطبي رحمه الله ولكني آراه مال إلى الأول فكان فيما قاله بعد أن نقل عن النحاس قوله:

وذكر النحاس أن سليمان عليه السلام كان في صلاة فجئ إليه بخيل لتعرض عليه قد غنمت فأشار بيده لأنه كان يصلي حتى توارت الخيل وسترتها جدر الإصطبلات فلما فرغ من صلاته قال: " ردوها علي فطفق مسحا " أي فأقبل يمسحها مسحا.

وفي معناه قولان: أحدهما أنه أقبل يمسح سوقها وأعناقها بيده إكراما منه لها، وليرى أن الجليل لا يقبح أن يفعل مثل هذا بخيله.
وقال قائل هذا القول: كيف يقتلها ؟ وفي ذلك إفساد المال ومعاقبة من لا ذنب له.

وقيل: المسح ها هنا هو القطع أذن له في قتلها.

فلاحظ الصيغة التمريضية في القول الثاني عند القرطبي أي أنه يميل إلى الأول ..

فالضيف لا يفرق بين المرويات التي يرويها المفسرون وبين آرائهم .. وهذا حال النصارى .. كبرائهم قبل صغارهم !!

والحمد لله رب العالمين