قوله {
وَقَالَتِ اْليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَـٰرَىٰ عَلَى شَىْءٍ }
نزلت في يهود المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود: فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت لهم اليهود، ما أنتم على شيء من الدين، وهذا يُفيد أنهم كفروا بعيسى والإِنجيل، وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين، وهذا يُفيد أنهم كفروا بموسى والتوراة فأنزل الله تعالىٰ {
وَقَالَتِ النَّصَـرَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَـبَ } وكلا الفريقين يقرؤون الكتاب، وقيل: معناه ليس في كتبهم هذا الاختلاف فدل تلاوتهم الكتاب ومخالفتهم ما فيه على كونهم على الباطل { كذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني: آباءهم الذين مضوا {
مِثْلَ قَوْلِهِمْ } قال مجاهد: يعني: عوامّ النصارى، وقال مقاتل: يعني مشركي العرب، كذلك قالوا في نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه: أنهم ليسوا على شيء من الدين.
وقال عطاء: أمم كانت قبل اليهود والنصارى مثل قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام قالوا لنبيهم: إنه ليس على شيء {
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ } يقضي بين المحق والمبطل {
فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من الدين.
ويتضح من ذلك أن اليهود عندما تقول أن ليس النصارى على شيء ، فنفهم من ذلك أن اليهود كفرت بالمسيح والإنجيل .. وقد اتضح لنا من التلمود وصلب المسيح أن اليهود لا تؤمن بالمسيح ولا بالإنجيل وتكفر أهل المسيحية .
والنصارى لا تؤمن باليهودية ، فهم لا يتبعوا توراة اليهود بالكامل ولا يؤمنوا بالتلمود ولا يؤمنوا برب اليهود ، وقد ظهر ذلك من علاقة اليسوع بكتبة اليهود ولعنهم وتوعد لهم بالجحيم .... والنصارى حولت الله الذي يؤمن به اليهود إلى اليسوع .... فاليهود يؤمن بأن الله هو واحد أحد ، والنصارى تؤمن بأن الله هو اليسوع ، واليسوع عندما قال "أنا والأب واحد" كاد أن يُهلك من اليهود وقاموا رجمه لولا أنه تراجع وأوضح أن اللفظ مجازاً فقط .
فلو تنحى النصارى عن عبادتهم لليسوع وآمنوا بإله اليهود ، فإذا يمكن القول بأن الآية لم تكن حق .
توراة اليهود هي :
http://www.truth.org.ye/F6/BOKEH1.HTM
المفضلات