وللرد نقول ان اضطهاد المسيحيين وخصوصاً الاقباط على طول الازمان حقيقة تاريخية لا تقبل النقاش او الجدلاقتباسو أخيراً.....تاريخ الكنيسة القبطية هو تاريخ حافل بإدعاءات الإضطهاد و العُنصرية المنسوبة للآخرين.....فبعد أن ظن بابا الأسكندرية أنه قد إنتصر و أصبح زعيم للعالم الصليبى حينما سيطر على المجمع المُقدس الأول فى نيقية عام 325، لمناقشة الأريوسية...و التى أتى بها واحد من أتباع هذا البابا...و هو أريوس السكندرى!
و إليك ما جاء بأحد المواقع الصليبية عن هذا المُجمع
يعتبر مجمع نيقية حدثا تاريخيا هاما فى تاريخ العقيدة المسيحية ، لأن فيه تقرر
مسكونيا أن الأبن مساو للآب فى الجوهر ، وبالنسبة لكنيسة الشرق بوجه عام
وكنيسة الأسكندرية بوجه خاص فقد استطاعت كنيسة الأسكندرية من خلال هذا المجمع
أن تحتفظ بمكانتها فى الكنيسة الجامعة ، واستطاع بطريرك الأسكندرية البابا
ألكسندروس وشماسه أثناسيوس ، إعلان العقيدة السليمة والتمسك بها والدفاع عنها
، وبذا أظهر أولوية الشرق على الغرب
إلى هذا الحين لم يكن هناك إضطهاد...و المنيسة المصرية صارت هى زعيمة العالم الصليبى!!
و تعزز هذا الموقف فى المُجمع الثالث فى إفسوس...و حدث التحالف بين بطركى روما و الأسكندرية و تم خلالها حرمان بطرك أنطاكية لهرطقته!!!
و لكن فى مُجمع خلقدونية عام 451....نال البابا ديسقوروس الخازوق الكبير...و حدث الإنفصال بين الكنيسة المصرية و بقية الكنائس
وضع مجمع خلقيدونية تعريفاً للإيمان وكان أعضاء المجمع فى البداية يرفضون هذا الأمر، ولكنهم تحت إلحاح مندوبى الإمبراطور قد رضخوا فى النهاية. وكانت المسودة الأولى تنص على أن المسيح هو "من طبيعتين". ولكن مندوبى الإمبراطور ألحوا أن يتضمن النص "فى طبيعتين". وبعد مقاومة كبيرة على أساس أن هذه العبارة متضمنة فى "طومس لاون" الذى قبله المجمع ولا داعى لوضعها فى تعريف الإيمان، قبلها المجمع تحت إلحاح من مندوبى بابا روما وممثلى الإمبراطور.
لم يكن التعريف الذى قبله المجمع نسطورياً بل إن المجمع فى قراراته قد أكّد على حرم كل من النسطورية والأوطاخية. ولكن التعريف لم يتضمن عبارة "الاتحاد الأقنومى" ولا عبارة أنه "لا يمكن التمييز بين الطبيعتين إلا فى الفكر فقط" وهى العبارات الهامة فى تعليم القديس كيرلس الكبير. كما أنه وردت عبارة تحرم "كل من يعتقد بطبيعتين قبل الاتحاد وبطبيعة واحدة من بعد الاتحاد" والمقصود بهذه العبارة هو أوطيخا وعقيدة الامتزاج بين الطبيعتين. ومن المعلوم أن الجانب اللاخلقيدونى يحرم من يقول "بطبيعتين قبل الاتحاد" لأن هذا التعبير يفترض وجود الناسوت قبل اتحاده باللاهوت، لكن هذا الفريق يقبل "من طبيعتين فى الاتحاد" و "من طبيعتين بعد الاتحاد". أما حرم من يقول "بطبيعة واحدة بعد الاتحاد" فكان يحتاج إلى توضيح أنه لرفض عقيدة الامتزاج، لأن هذا الحرم من الممكن أن يُفسّر أنه ضد تعليم القديس كيرلس الكبير "طبيعة واحدة متجسدة لكلمة الله" وهو التعليم الذى تمسك ويتمسك به الجانب اللاخلقيدونى حتى الآن، مع رفضهم التام لفكرة الامتزاج وتأكيدهم على استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد.
و فى حركة مسرحية :
وحدثت اضطرابات كبيرة فى الشرق بسبب قرارات مجمع خلقيدونية ومع تغيير الأباطرة كانت الظروف تتغير.
وانتخب فى 16 مارس 457م فى الإسكندرية البابا تيموثاوس الثانى (الشهير بأوريلُّوس) خليفة للبابا ديسقوروس بعد وفاته وتمكن فى عهد الإمبراطور "باسيليسكوس" من عقد مجمع عام آخر فى أفسس سنة 475م (يلقبه البعض مجمع أفسس الثالث) حضره 500 أسقف. هذا المجمع حرم تعاليم أوطيخا وتعاليم نسطور ورفض مجمع خلقيدونية. وقد وقّع على قرار هذا المجمع 700 أسقف شرقى.
و هكذا بدأ الإنفصال...و بدأ مُسلسل إدعاء الإضطهاد....ماذا تُريدون من العالم و قد تزعمتم حركة إنقلابية على كل ما إتفق عليه ضلالات باباواتكم!!!...هل كنتم تنتظرون أن تطبطب عليكم روما و تقول لكم أنكم صح و الباقى غلط...فلقد إنتهى زمن التحالف بين الأسكندرية و روما...و سحبت روما البساط من تحت أقدام الأسكندرية...و لا شأن للعرب و لا المُسلمين فى ذلك...و تقوقعتم على أنفسكم و صرتم منبوذين بين أتباع ديانتكم....قبل أن تكونوا منبوذين من منّ يخلتفون عنكم فى الديانة!!!!...و بدأ ما تدّعون أنه عصر الشهداء....و إدعيتم على الرومان أنهم يسومونكم سوء العذاب...الأمر الذى خلصكم منه العرب و المسلمون....و ها أنتم تعودون إلى عادتكم القديمة، و تبدأون فى النباح...إضطهاد...إضطهاد!!!!...إنه مرض نفسى خطير، لأنه إستمر على مدى آلاف السنين، و أرى أنه لا براء لكم منه...و لو كانت لكم دولة لإضطهدتم بعضكم ...و لشكوتم لطوب الأرض من إضطهاد أمريكا و بريطانيا...و ميكرونيزيا لكم!!!
والاخ الفاضل اقتبس كلامه من
########
واخذ ما يناسب الفكر الذى يريد ان يقدمه واهمل ان المستند يقول فى نهايته
تم الاتفاق بين الجانب الخلقيدونى والجانب اللاخلقيدونى فى الحوار الأرثوذكسى فى دير الأنبا بيشوى بمصر (يونية 1989) وفى شامبيزى بسويسرا (سبتمبر 1990). فقد قبل كل من الجانبين التعبير اللاهوتى للآخر، معترفاً بأرثوذكسيته. واتفق الجانبان أن كلمة الله هو هو نفسه قد صار إنساناً كاملاً بالتجسد مساوياً للآب فى الجوهر من حيث لاهوته، ومساوياً لنا فى الجوهر من حيث ناسوته- بلا خطية. وأن الاتحاد بين الطبائع فى المسيح هو اتحاد طبيعى أقنومى حقيقى تام بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا انفصال. وأنه لا يمكن التمييز بين الطبائع إلا فى الفكر فقط. وأن العذراء هى "والدة الاله"
مع حرم كلاً من تعاليم كل من نسطور وأوطاخى وكذلك النسطورية الخفية التى لثيئودوريت أسقف قورش. لعل هذا الاتفاق يكون هو أساس للوحدة بين الفريقين..
اى ان الكنيسة الكاثوليكية عادت واعترفت بالحق الذى فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية والذى كان ويكون وسيكون فيها دائماً
وانا انصحك بعدم استخدام هذا الاسلوب ( اسلوب التقية) لتشويه الحقائق لان الحق لابد ان يظهر ان عاجلاً او اجلاً
اقتباسوهده شهادة اخرى لما جاء به القران من مفهوم الرب و الأله الغير المستحق للعبادة كما هو الشأن بالنسبة للمسيحاقتباسوهنا نجد ان معنى الها ليس معبوداً وانما سيداًكلمة اله حينما قيلت عن البشر كانت كما قلنا بمعنى سيداً وليس معبوداً ، ولكن حينما قيلت عن السيد المسيح قيلت بمعنى انه هو المعبود كما هو مكتوب و نعلم ان ابن الله قد جاء و اعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق و الحياة الابدية (1يو 5 : 20)اقتباسو اين دعاكم لعبادة يسوع ?
اين حتى انه اراد أن يبين أن يسوع من السادة و له اي احترام و تقدير الناس ?
يعني لا داعي ان أدكرك بما حصل ليسوع
لانهم هم يخبرون عنا اي دخول كان لنا اليكم و كيف رجعتم الى الله من الاوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي . و تنتظروا ابنه من السماء الذي اقامه من الاموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب الاتي ( 1تس 1 : 9 ، 10 )
كما ان كلمة رب قيلت فى البشر والملائكة بمعنى سادة
وقليت فى السيد المسيح بمعنى الله
رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء و نحن به (1كو 8 : 6)
انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب (لو 2 : 11)
ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك (لو 23 : 42)
فدخلن و لم يجدن جسد الرب يسوع (لو 24 : 3)
فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب فلما سمع سمعان بطرس انه الرب اتزر بثوبه لانه كان عريانا و القى نفسه في البحر (يو 21 : 7)
قال لهم يسوع هلموا تغدوا و لم يجسر احد من التلاميذ ان يساله من انت اذ كانوا يعلمون انه الرب (يو 21 : 12)
فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا اتحبني اكثر من هؤلاء قال نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع خرافي (يو 21 : 15)
فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا و مسيحا (اع 2 : 36)
و بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع و نعمةعظيمة كانت على جميعهم (اع 4 : 33)
فقالا امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت و اهل بيتك (اع 16 : 31)
لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع و امنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت (رو 10 : 9)
امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا (1كو 1 : 9)
لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع و بروح الهنا (1كو 6 : 11)
و ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس (1كو 12 : 3)
و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم (غل 6 : 14)
شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله و الاب (اف 5 : 20)
بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء و انا احسبها نفاية لكي اربح المسيح (في 3 : 8)
فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه (كو 2 : 6)
و كل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله و الاب به (كو 3 : 17)
و انا اشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني انه حسبني امينا اذ جعلني للخدمة (1تي 1 : 12)
يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات (يع 1 : 1)
لاننا لم نتبع خرافات مصنعة اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح و مجيئه بل قد كنا معاينين عظمته (2بط 1 : 16)
فكانوا يرجمون استفانوس و هو يدعو و يقول ايها الرب يسوع اقبل روحي ( اع 7 : 59 )
لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد (1 كو 2 : 8 )
ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات (مت 7 : 21)
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة (مت 7 : 22)
و لماذا تدعونني يا رب يا رب و انتم لا تفعلون ما اقوله (لو 6 : 46)
من بعدما يكون رب البيت قد قام و اغلق الباب و ابتداتم تقفون خارجا و تقرعون الباب قائلين يا رب يا رب افتح لنا يجيب و يقول لكم لا اعرفكم من اين انتم (لو 13 : 25)
الذي سيبينه في اوقاته المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك و رب الارباب (1تي 6 : 15)
هؤلاء سيحاربون الخروف و الخروف يغلبهم لانه رب الارباب و ملك الملوك و الذين معه مدعوون و مختارون و مؤمنون (رؤ 17 : 14)
و له على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب (رؤ 19 : 16)
و قال لهم ان ابن الانسان هو رب السبت ايضا (لو 6 : 5)
في ايامه يخلص يهوذا و يسكن اسرائيل امنا و هذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برنا (ار 23 : 6)
نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم امين (رؤ 22 : 21)
اما تفسير ايات سفر الرؤيا ص 19 فهى كالاتى"
الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا. لأن أحكامه حق وعادلة، إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها، وانتقم لدم عبيده من يدها" [1-2].
سرّ تهليل السماء الأول أن الله أعلن عدله بإدانة بابل الزانية العظيمة،
كما هو مكتوب فى الاصحاح السابق 18 : 1 ــ 3ثم بعد هذا رايت ملاكا اخر نازلا من السماء له سلطان عظيم و استنارت الارض من بهائه. و صرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة و صارت مسكنا لشياطين و محرسا لكل روح نجس و محرسا لكل طائر نجس و ممقوت. لانه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الامم و ملوك الارض زنوا معها و تجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها.
وقد قيل عن بابل ذلك لانها رمز الشر وقوة الشيطان
وبذلك ليست هى الزانية التى لم يدينها السيد المسيح قائلاً لها ولا انا ادينك.اذهبي ولا تخطئي ايضا ( يو 8 : 11 )
وبهذه المناسبة اود ان ارد على افتراء من ضمن الافتراءات التى قليت فى شخص السيد المسيح بخصوص هذا الحدث
هذا الكلام ليس صحيحاًاقتباسيسوع يبيح الزنا بعدم تطبيقه للناموس بيده
يو 8: 7
و لما استمروا يسالونه انتصب و قال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر
والرد لقداسة البابا شنودة الثالث
من كتاب بدع حديثة الطبعة الاولى ديسمبر 2006
ان السيد المسيح فى انقاذ المرأة الزانيه من الرجم كان عادلاً وكان محباً ومحبته لا تنفصل ابداً عن عدله
فكيف ذلك ؟ وكيف نثبت عدله فى انقاذها من الرجم
1.لقد ضبطت فى ذات الفعل . اى كان هناك خاطئان يزنيان رجل وامرأه فأخذوا المرأة لترجم وتركوا الرجل لم يقدموه ليأخذعقوبة زناه! كان العدل هو معاقبة الاثنين لانه لا توجد امرأه تزنى بدون رجل يشترك معها فى الخطيه فلماذا تعاقب المرأه وحدها ؟!
يذكرنى هذا الامر بقصيده قرأتها فى بداية الاربعينات فى مجلة الشئون الاجتماعية منذ اكثر من خمسين عاماً عن امراه خاطئه يقول فيها الشاعر
اسألت من نبذوك نبذ المنكر كم بينهم من فاجر متستر ؟
الصائمون المفطرون على الدما الظامئون الى النجيع الاحمر
ودعوك بائعة الاثم من الهوى كذبوا فأن الذنب ذنب المشترى
اذن العدل ان تلك المرأة لا ترجم وحدها
2.ايضا كان الذين يقدموها للرجم هم خطاة ايضا فلماذا تعاقب هى وهم يبقون بلا عقاب فكان العدل هو انقاذها
وهكذا قال لهم الرب : من كان منكم بلا خطيه فليرمها بأول حجر لانه ان كان العدل يقضى بمعاقبة الخطاة فينبغى معاملة الكل بلا تمييز اذن كان المسيح عادلاً حينما قال "من كان منكم بلا خطية فليرمها اولاً بحجر"
3.اما قوله " وانا ايضاً لا ادينك " المقصود به : لا ادينك وحدك لانه فى نفس الوقت ادان خطيتها فى قوله لها " اذهبى ولا تخطئى ايضا" ( يو 8 : 11 )
غير انه لم يعاقبها ولماذا؟
4.كان يكفى المرأة ما لاقته من ذل وعار وفضيحة .
وقد اقاموها فى الوسط وشهروا بها قائلين " هذه المرأه امسكت وهى تزنى فى ذات الفعل" .. وبكل قسوه طالبوا بتطبيق الشريعة عليها ، دون ان يطبقوا الشريعة على انفسهم!!
لذلك اعطاهم الرب درساً على قسوتهم وعلى ريائهم وعلى عدم عدلهم فى ترك الزانى معها يفلت من العقوبه
5.وكيف ان السيد المسيح يبيح الزنا
اليس هو القائل من نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه (مت 5 : 28 )
ونستكمل تفسير ايات الرؤيا 19
ثانيًا: تكرار تلك الجوقة تهليلها، إذ "قالوا ثانية: هللويا ودخانها يصعد إلى أبد الآبدين" [3].
وصعود الدخان يطمئن السماء أنهم لن يعودوا يخرجون من البحيرة المتقدة، ولن يمثلوا بعد خطرًا على الكنيسة المنتصرة التي نالت في نفس اللحظة أبديتها الخالدة. صعود الدخان أيضًا يشير إلى عدم إخماد النار فيها قط، وأن من بها كمن هو يحترق، كوقود لا يفنى بل يبقى هكذا مدخنًا!
سيرى السمائيون في وقت واحد منظرين:
أ. انتزاع الشر وإدانته إلى الأبد في البحيرة المتقدة بالنار بلا نهاية!
ب. تمجيد الخير وتكليل القديسين في العرس الأبدي بلا رجوع!
ثالثًا: يشترك مع تلك الطغمات السمائية جماعة القسوس والمخلوقات الحية في الفرح، إذ يقول: "وخر الأربعة والعشرون قسيسًا والأربعة المخلوقات الحية، وسجدوا لله الجالس على العرش، قائلين: آمين هللويا" [4].
لم يقف الفرح هنا عند التسبيح بالكلام بل وبالخضوع والسجود. هنا يكشف لنا هؤلاء السمائيون أن السجود والمطانيات ليست فقط للبشر من أجل الانسحاق والتوبة، بل ويشترك بها معهم السمائيون في الفرح والبهجة. ويقول مار اسحق السرياني عن ارتباط السجود بالفرح: [المداومة على السهر مع ضرب المطانيات بين الحين والآخر لا تتأخر كثيرًا عن أن تكسب العابد المجتهد فرحة الصلاة... أعط نفسك للصلاة وأنت تحصل على لذة المطانيات وتداوم فيها بسرور.]
رابعًا: أي هللويا الرابعة.
"وخرج من العرش صوت قائلاً: سبحوا إلهنا يا جميع عبيده الخائفين، الصغار والكبار. وسمعت كصوت جمع كثير وكصوت مياه كثيرة وكصوت رعود شديدة، قائلة: هللويا، فإنه قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء" [5-6].
لقد صدر الأمر بالتهليل من العرش. وكأن كل ما يدير تهليلات السماء هو بوحي من الجالس على العرش. الروح القدس الذي هيأ العروس وقدسها يطلب من السمائيين أن يبتهجوا مستقبلين العروس. وفعلاً انطلقت ألسنتهم "كصوت جمع كثير وكصوت مياه كثيرة وكصوت رعود كثيرة".
كأنه يقول توجد أصوات متعددة لطغمات كثيرة، لكنها متحدة معًا، قائلة:
"لنفرح ونتهلل ونعطه المجد، لأن عرس الخروف قد جاء، وامرأته هيأت نفسها" [7].
هذا هو الموضوع الثاني لتهليلهم أن القديسين جاءوا إلى العرس، وتكللوا مع الرب عريسهم، وصار خلاصهم كاملاً أبديًا. وهم يتهللون كأصدقاء للعريس والعروس.
هذا العرس هو اتحاد حقيقي للحمل مع عروسه في كماله. هذا العرس سبق أن أخبرنا به:
1. المرتل في المزمور 45: "كل مجد إبنة الملك في خدرها".
2. الأنبياء مثل إشعياء النبي القائل: "لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه" (5:54). وحزقيال النبي يصف ما قدمه الرب من بركات للمؤمنين كعروس له (16: 7-14). وهوشع النبي يقول: "أنك تدعينني رجُلي ولا تدعينني بعلي" (2: 16).
3. السيد المسيح نفسه في أمثاله ( مت 9: 15، 22: 2-10، 25: 1-10).
4. يوحنا المعمدان يقول: "من له العروس فهو العريس" (يو 3: 29).
5. الرسل: "لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). "هذا السرّ (الزواج) عظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 5: 32).
من هنا نعرف مكاننا في الأبدية أننا لسنا مجرد مدعوِّين للوليمة ولا ضيوفًا فى السماء، وإنما ندخل إلى فرح سيدنا عروسًا لعريس، هذا جماله ومجده!
ويجدر بنا أن نلاحظ أنه يدعونا "امرأته" وليس "عروسه"، لأن العرس قد تم، والاتحاد قد تحقق وكمل لكنه لا يشيخ ولا ينتهي لهذا تدعى الكنيسة في ذلك الوقت "عروسًا" كما تدعى زوجة، لأنها صارت في حضن عريسها الخالد الذي لن تفارقه أبدًا!
وكيف تقبلنا السماء عروسًا لها كل هذا البهاء؟
يقول الكتاب: "وأعطيت أن تلبس بزًا نقيًا بهيًا، لأن البزّ هو تبررات القديسين" [8].
لقد هيأت نفسها، لكنها رغم مثابرتها وجهادها، ورغم انتساب التهيئة إليها إلا أنها لم تأتِ بهذه التهيئة من عندها، بل تأخذ مما للمسيح وتتزين. إنها تتزين بكل فضائل عريسها، لها مجده ولمعانه (رؤ 21: 11) وكما يقول الكتاب "وخرج لكِ اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملاً ببهائي، الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز 16: 14).
نعود إلى أصدقاء العروسين لنجدهم يقولون "قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء" [6]، ناسبين ما تتمتع به العروس إلى الله ،إذ ملك على كنيسته ملكية كاملة، عاكسًا مجده وجماله عليها. لهذا أيضًا عندما يدخل الكاهن الهيكل ويلبس الثوب الكتاني الأبيض لخدمة الأسرار المقدسة يذكر دخول الكنيسة كلها السماء كعروسٍ متزينة فيترنم بالمزمور "الرب قد ملك ولبس الجلال".
وأخيرًا يشترك الملاك المرافق للرسول في البهجة السماوية، إذ قيل له:
"اكتب طوبى للمدعوِّين إلى عشاء عرس الخروف... وقال هذه هي أقوال الله الصادقة" [9].
المدعوون لحضور عشاء العروس مطوَّبون. فماذا يكون حال العروس صاحبة العرس التي من أجلها ارتجت السماء كلها متهللة!
أما قوله "عشاء" فربما لأن نهار الحياة الزمنية قد مال، وصار عشاء مع الرب يبقى إلى الأبد بعد طول نهار مملوء بالتعب. وفي مثل العذارى الحكيمات والجاهلات (مت 25) نجد لهن مصابيح لأنهن مدعوات إلى عرس مسائي.
رافق الإعلان عن العرس السماوي والوليمة الأبدية أمران:
أولهما: الحديث عن شخص المسيح.
ثانيهما: الحديث عن هزيمة ضد المسيح وأتباعه.
فلا يمكن الحديث عن العرس السماوي دون الحديث عن صاحب العرس المنتصر، وعمله تجاه عروسه لأجل زفافها، لهذا يقول:
"ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يدعى أمينًا وصادقًا وبالعدل يحكم ويحارب [11]. وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو" [11-12].
سرّ الحفل الأبدي هو ما سبق أن أعلنه في الختم الأول أنه محارب عنها ضد إبليس وكل حيله. يركب فرسًا أبيض محاربًا بسيف فمه "كلمة السلام"، عيناه لا تنعسان ولا تغفلان عن عروسه، صادقًا وأمينًا فيما وعد به البشرية، يأتي كملك الملوك حاملاً على رأسه تيجانًا كثيرة. واسمه المكتوب الذي لا يعرفه أحد يعني أن جوهره لا يمكن إدراكه، لا ملائكيًا ولا بشريًا، لأنه لا يعرف الله إلا روح الله.
"وهو متسربل بثوب مغموس بدم"، ويشير الثوب إلى جسد الرب الممجد الذي يحمل آثار الصليب، سمات الحب الإلهي، معلنًا أنه المتكفل بثمن الحفل كله: دمه الأقدس. ويشير الثوب إلى الكنيسة المتطهرة بدم عريسها.
"ويدعى اسمه كلمة الله" [13]، أي "اللوغوس" أو النطق الإلهي. أما سرّ ذكر اسمه هكذا هنا فلكي يشجع كنيسته أن تتمسك بالكلمة وتلهج فيها.
"والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض، لابسين بزًا أبيض ونقيًا" [14].
يتبع الكلمة جنود السماء يتممون إرادته. "يتبعونه"، أي لا يعملون شيئًا خارجًا عنه أو منفصلين عنه. أما ركوبهم خيلاً بيض فيُظهر عدم سلبيتهم في محبتهم لنا، إذ يُصلُّون عنّا (زك 1: 12)، ويجولون لخدمتنا (زك 1: 11)، ويحاربون إبليس عدونا (رؤ 12: 7).
"ومن فمه يخرج سيف ماضِ لكي يضرب به الأمم، وهو سيرعاهم بعصا من حديد. وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء" [15].
هل يسوع كان يحارب الأمم ??
السيف هو كلمة الله التي أرسلها تجاه الأمم فحطمت الشر فصاروا (الأمم) رعية له، وأعضاء أحياء في جسده السري أي الكنيسة عروسه. وهو يدوس معصرة خمر سخط الله، إذ هو وحده القادر أن يحتمل أجرة الخطية في جسده فيموت عنا ويقوم بنا من موتنا.
على الصليب حمل خطايانا التي تحجب وجه الآب إذ لا يطيقها. وبقيامته أقامنا معه منتصرًا وناصرًا لنا لهذا يقول:
"وله على ثوبه وعلى فخده اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب" [16].
بقيامته صار لكنيسته أن يكتب عليها اسم فاديها "ملك الملوك"، وأما فخذه فيعني ناسوته المتحد بلاهوته
المفضلات