وجاءت جيوش المسلمين في سنة 636 م. و انتصرت على الروم في معركة (اليرموك ), وفى

سنة 637 م. حاصر المسلمون بيت المقدس .

وحاصر المسلمون بيت المقدس سنة 637 م. حتى وافق البطريرك ( صفرونيوس ) على تسليمها لأمير المؤمنين ( عمر ابن الخطاب ) نفسه . و دخلها بملابسه الرثة المعتادة , ومن حوله رجال الدين المسيحي بأبهى ملابسهم الفخمة , وكان فتحا سلميا بدون إراقة نقطة دم واحدة أو تدمير ممتلكات أو حرق رموز دينية أو نزع للملكية . ورفض ( عمر ) الصلاة حيث القبر المزعوم ولا في الكنيسة. و ذهب إلى مكان الصخرة عند

( جبل المعبد ) و فزع من منظر القمامة التي ألقاها المسيحيون على مقدسات اليهود , فأطلق المسلمون لفظ

( القمامة ) على كنيسة ( القيامة ) .و أزاح ( عمر ) و المسلمون – القمامة عن الصخرة , و أعاد المسلمون القداسة إلى بقعة دينية دنسها المسيحيون تدنيسا شنيعا . و بنى ( عمر ) مسجدا خشبيا عند الحافة الجنوبية في موقع ( رواق هيرود ) وهو موقع( المسجد الأقصى )الحالي ، بحيث يتوجه المسلمون إلى (مكة) وحدها .

== و اعتنقت القبائل العربية الإسلام , و أتاح ( عمر ) الحرية الدينية الكاملة للكل , و كتب الوثيقة العمرية

لأهل( ايلياء ) , ولم يجبر أحدا على الإسلام . و بذل المسيحيون الجزية في مقابل الحماية ، و بدأ طوفان تشييد الكنائس . و لم يجد ( عمر ) سببا لمنع اليهود من دخول ( بيت المقدس ) بحسب اقتراح المسيحيين ، فاستدعى اليهود من ( طبرية )و خصص لهم المنطقة المحيطة ببركة ( سلوام ) و منحهم حق الإقامة الدائمة في بيت المقدس . وبنوا ( معبد الكهف ) بعد أن حررهم المسلمون .

== و لم يمتلك المسلمون إلا منطقة واحدة لم تكن مسكونة من قبل – كحامية عسكرية – لأقامة الجنود .

=== و في سنة 688 م. قام الخليفة( عبد الملك ابن مروان ) ببناء ( قبة الصخرة ) , ولما تولى (الوليد بن عبد الملك ) الخلافة سنة 705 م. شيد مسجدا كبيرا مكان مسجد ( عمر ) هو ( المسجد الأقصى ), و أسس مدينة (رام الله )لتكون عاصمة إدارية لجنود ( فلسطين ) , وكان عدد اليهود فيها أكثر من عددهم في ( بيت المقدس ) , ولأول مرة في التاريخ يتعايش المسيحيون مع اليهود – وذلك في وجود المسلمين - وأصبح كل فريق يتعبد في معابده في سلام ، بعد توتر دام ستة قرون ، لأن كل فريق يؤمن بخطأ الفريق الآخر دينيا .

==== ولما تولى الخلافة (هارون الرشيد ) قام بعض البدو بمهاجمة أديرة المسيحيين في ( يهوذا ) وحدث توتر . فجاء الإمبراطور الروماني ( شارلمان ) و قدم الهدايا للخليفة ( هارون الرشيد ) ، فسمح له بإقامة الكنائس الجديدة في القدس ، فحدثت اضطرابات بين المسيحيين الشرقيين اليونانيين و المسيحيين الغربيين اللاتين في كنيسة الميلاد بسبب نفور عقائدي بينهم , و حدثت أعمال عنف مخزيه بينهم.

===== وفي سنة 868 م. يقوم ( أحمد بن طولون ) حاكم مصر بضم فلسطين و سوريا ، ويعامل الذميين

بكياسة , ويسمح لليهود بإرساء قواعدهم في بيت المقدس . و يقوم اليهودي ( دانيال القومي ) و يدعو اليهود إلى الاستيطان في القدس للتعجيل بظهور المسيح لبناء أورشليم اليهودية .و يسمح له ( ابن طولون ) ببناء حي مستقل لليهود , و بدأوا النواح على المعبد المتهدم .

====== وفي سنة 935 م. حكم الإخشيد مصر ,وتمكن اليونان البيزنطيين من فرض سيطرتهم على بيت المقدس . و ظل المسلمون يحترمون حق المسيحيين و اليهود في القدس . و بدأ اليونانيون يتحدثون عن

حرب مقدسة لتحرير القدس من المسلمين , مما أثار التوتر بين المسلمين و المسيحيين .

========= وفي سنة 966 م. قام البطرك جون الرابع يحث الإمبراطور البيزنطي على غزو القدس ,

فهاجم المسلمون و اليهود كنيسة القمامة و أحرقوها , فقال الإمبراطور أنه سيعيد تشييدها بحد السيف .

واستعد المسلمون للدفاع عن بيت المقدس .

== سنة 983 م. تولى الفاطميون الشيعة حكم مصر بمساعدة اليهود , وقام الخليفة الفاطمي بتوقيع هدنة مع الإمبراطور البيزنطي .و أصبح للمسيحيين اليد العليا في القدس و فلسطين كلها .

= سنة 1000 م. زاد عدد الحجاج المسيحيين إلى القدس معتقدين أن المسيح سينزل في تلك السنة ليحكم العالم . ثم عادوا بنفس لفكرة سنة 1033 م. ثم يئسوا من هذه الفكرة .

===== في سنة 1009 الخلفة ( الحاكم بأمر الله ) استفزه استعراض المسيحيين في طريقهم إلى الحج , وعلم بثراء كنيسة القمامة , وحيلة ( النار المقدسة ) في القبر ، فأمر بإزالتها , وأصدر قرارات مناهضة لليهود و النصارى , ثم ألغاها في سنة 1017 بتحريض من أمه النصرانية , و أقام ( خاله ) بطريركا في المقابل ، و أصدر قرارات مناهضة للإسلام .

=== سنة 1029 أصبح اليهود يعتبرون القدس عاصمة لهم , ولكنهم كانوا فقراء , وكان المسيحيون يحتلون أغلب المناصب في القدس , وبنى اليهود لأنفسهم جزءا خاصا بهم في المدينة . وجاء (الأرمن ) أتباع عقيدة ( الطبيعة الواحدة للمسيح ) و تملكوا الجزء الجنوبي الغربي للمدينة .

( وكل هذا يوضح مدى تهاون الحكام المسلمين في حق المسلمين في أرضهم – بداية من الدولة الشيعية – أقارب اليهود – فطمع اليهود و النصارى في بيت المقدس , وبدءوا ينهبون أرضها علنا – وما زالت تلك هي مصيبتنا )

وفي سنة 1099 م. جاء جمهور ضخم من الحجاج المسيحيين ومعهم السيوف استعدادا للغزو الصليبي .

و هاجر اليهود و المسيحيون ألي القدس بأعداد ضخمة , و كان اليهود يكرهون وجود المسيحيين و المسلمين في القدس ,و كانت الطوائف اليهودية يكرهون بعضهم بعضا و تقوم بينهم معارك خطيرة أثناء عيد ( السكوث)

===وفى سنة 1071 م. قام القائد التركي ( ألب أرسلان ) بتحرير أرمينيا و آسيا الصغرى من البيزنطيين , و ظل المسيحيون آمنين , بعكس اليهود الذين كانوا أعوان الفاطميين الشيعة ,فغادروا القدس إلى صور .

سنة 1098 م. بدأت الحملات الصليبية . طلب الإمبراطور ( ألكسيوس ) مساعدة البابا لبدء حرب لتحرير القدس من المسلمين ، فوجه البابا ( أريان الثاني ) خطابا إلى كل رجال الدين في أوروبا يطالبهم بأن يهبوا لمساعدة أخواتهم المسيحيين في الأناضول الذين خضعوا لعبودية المسلمين ، و أن يسيروا في الحرب المقدسة لتحرير قبر المسيح من يد الإسلام . و اشتروا السيوف و جمعوا خمسة جيوش قوامها ( 60 ) ألف جندى – مع الحجاج – وتوفى معظمهم في الطريق من الجوع و البرد .ثم أرسلوا جيوشا قوامها ( 100) ألف و معهم القساوسة ، وتوفى أكثرهم أيضا . وقامت فرقة ألمانية بارتكاب مذابح ضد المجتمعات اليهودية فى أوروبا ، و تكررت تلك المذابح كلما دعوا لحرب صليبية لإنشاء أورشليم المسيحية ، لأنهم يرون أن أعداءهم الحقيقيين هم اليهود .و في سنة 1099 م. خرجت جيوش منظمة من القسطنطينية ، و هزموا الأتراك فى

( نيقية) و حاصروا ( إنطاكية ) و أخذوها , ثم انتصروا على ( الرها ) و حاصروا( القدس )و نظرا لأن مسيحي أوروبا كانوا معروفين بالبرابرة لشدة قسوتهم و تعصبهم الديني الأعمى , لذلك هرب الأرثوذكس اليونانيين و المسيحيون اليعاقبة من بيت المقدس . ثم وصل أسطول بحري من ( جنوه ) الإيطالية – إلي

( يافا) وذبحوا ( 30 ) ألف مسلم و مسلمة ، ثم دخلوا القدس و ذبحوا كل من فيها من اليهود و المسلمين حتى داخل المساجد و المعابد اليهودية ، ولم يتركوا أحدا حيا ,معتقدين أنهم شعب الله المختار الذي حمل الرسالة التي أضاعها اليهود , وأن الحملة الصليبية هي أعظم حدث بعد الصلب .و جاء الحاكم البيزنطى ، فنفى كل المسيحيين المحليين ( اليونانيين و اليعاقبة و النسطورية و الجورجيين و الأرمن ) من كل كنائس القدس .و أصدر الصليبيون قانونا يمنع المسلمين و اليهود و المسيحيين الشرقيين من دخول مدينة القدس . وقام ( جود فري ) الحاكم الصليبي للقدس بالسكن في المسجد الأقصى ، و جعل قبة الصخرة – كنيسة , و جعل معبد اليهود مقرا للبابا . ثم جاء بعده ( بلدوين ) ملك اللاتين ,فذبح المسلمين في حيفا و عكا و صيدا و بيروت و غيرها ,و دمر مساجدهم . و قام بجلب ( 30 ) ألف مسيحي ليقيموا فى القدس , وبنوا الأديرة و الكنائس . وتطوع الرهبان في الجيوش الصليبية , و جعلوا المسجد الأقصى مجمعا عسكريا , و المعبد اليهودي إسطبلات لخيولهم, و بذلك أصبح العنف الديني المتعصب شيئا مقدسا في الكنيسة . و كان ( جيرارد )رئيس ( دير يوحنا)في القدس هو مؤسس فرقة ( الرهبان الفرسان ) الذين عاونوا الصليبيين أثناء حصارهم للقدس . ثم حدث كساد كبير في القدس ، فسمح (بلدوين) لليهود و المسلمين بالتجارة فيها لإنعاش اقتصادها .

تم الجزء الثاني .و إلى اللقاء في الجزء الثالث إن شاء الله .