وعلت أصوات هذا الجمع الحاشد المتحمس قائلا " تلك أرادة الله " ,وررد أوبان هذا النداء ودعاهم الى أن يجعلوه ندائهم فى الحرب , وأمر الذاهبين الى الحرب الصلبيبة أن يضعوا علامة صليب على جباهم أو صدرهم ويقول وليم مامزبرى : " وتقدم بعض النبلاء من فورهم , وخروا راكعين بين أيدى البابا , ووهبوا أنفسهم وأموالهم لله <6> وحذا حذوهم ألاف من عامة الشعب , وخرج الرهبان والنساك من صوامعهم ليكونوا جنود المسيح بالمعنى الحرفى لهذا اللفظ لا بمعناه المجازى , وأنتقل البابا النشيط الى مدن – الى تو ر , وبوردو ,وطولوز < طالوشة > , ومنبليه ونيمز ...

وظل تسعة أشهر يخطب داعيا الى الحرب الصلبيبة ولما بلغ رومة بعد أن غاب عنها سنتين , أستقبلته بالترحاب أقدم مدن العالم المسيحى تقوى , وأخذ على عاتقه أن يحل جميع الصلبيبن من جميع القيود التى تعوقهم عن الأنضمام الى المقاتلين , ولم يلق فى عمله هذا مقاومة جدية; فحرر عبيد الأرض , وحرر التابع الأقطاعى طوال مدة الحرب مما عليه من الولاء لسيده ; ومنح جميع الأقطاعين ميزة المحاكمة ميزة المحاكمة أمام المحاكم الكنسية لا أمام المحاكم الأقطاعية , وضمن لهم مدة غيابهم حماية الكنيسة لأملاكهم , وأمربوقف جميع الحروب القائمة بين المسيحين والمسيحين – وأن كان لم يقوى على تنفيذ أمره هذا , ووضع مبدأ للطاعة يعلو على قانون الولاء الاقطاعى ; وهكذا توحدت كما لم تتوحد فى تاريخها كله , ووجد أربان نفسه السيد المرتضى – من الوجهة النظرية على الأقل – لملوك أوربا على بكرة أبيهم وسرت روح الحماسة فى اوريا كما لم تسر فيها من قبل فى أثناء هذا الأستعداد المحموم للحرب المقدسة ...

الهوامش :
thompsom middle ages 1, 565
le strange ,Palestine under the Moslems ,202
coalton ,panorama ,327
lacroix,military and religions life ,108
ogg, 283-8
William of malmesbury , 358

أنتهى الفصل الأول ..