عيسى وكل الأنبياء بشر

لا يختلف اثنان حول بشرية موسى ومحمد- عليهما أفضل الصلاة والسلام- وهكذا أيضًا عاش عيسى ابن مريم- عليه السلام- كبشر كامل يعتاده كل ما يعتاد البشر ويعاني ويتألم ككل بني آدم، كانت معجزة حمله وولادته بأمر الله تعالى: "كن" من غير أب،تمامًا كما خلق آدم من طين بالأمر: "كن" من غير أب ولا أم، وسنورد الأمثلة التالية من الأناجيل للتأكيد على بشرية عيسى عليه السلام، ثم نتبعها بآيات الله تعالى في قرآنه الكريم.

أ-حمل عيسى وولادته:

ذكر كل من إنجيل متى وإنجيل لوقا نسبًا لعيسى لا يَمِتُّ له بصلة، فكلاهما سرد لسلسة نسب يوسف النجار خطيب مريم العذراء وذلك أمر يبعث على الدهشة، كما أن السلسلتين مختلفتان تمامًا.

"...مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود" (لوقا 2/5-7...."ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تَسٍمَّى من الملاك قبل أن حبل في البطن" لوقا 2/21.

"عندما انقضت ثمانية أيام على ولادة عيسى، أخذوه وحملوه إلى المعبد ليختنوه كما أمر الرب، وكما جاء في كتاب موسى وبالفعل ختنوه وأسموه عيسى" برنابا 5.

"وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئًا حكمة" لوقا 2/40). وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" لوقا 2/52."وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع قالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" لوقا 11/27.

ب-عائلته وحرفته:
"أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا، أليست أخواته جميعهن عندنا، فمن أين لهذا هذه كلها، فكانوا يعثرون به، وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته" متى 13/55-57.

"أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسى ويهوذا وسمعان أو ليست أخواته ههنا عندنا فكانوا يعثرون به فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته"(مرقس 6/3-4).

جـ- تنقله بالدواب:

"قولوا لابنة صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعًا راكبًا على أتان وجحش ابن أتان" متى 21/5.
"ووجد يسوع جحشًا فجلس عليه كما هو مكتوب، لا تخافي يا ابنة صهيون، هو ذا ملكك يأتي جالسًا على جحش أتان" (يوحنا 12/14-15).

د- جوعه وطعامه:

"فبعد ما صام أربعين نهارًا وأربعين ليلة جاع أخيرًا" متى "4\2..." جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا إنسان أكول" (متى 11\9..."وفي الصبح إذ كان راجعًا إلى المدينة جاع". (متى 21/18).

"وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع". مرقس 11/12.."بعد هذا رأي يسوع أن كل شيء قد كمل فَلِكَيْ يتم الكتاب قال أنا عطشان" (يوحنا19/28).
"جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فتقولون هو ذا إنسان أكول" (لوقا 7/34).

"فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم، انظروا يدي ورجلي إني أنا هو، جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي، وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه، وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم أعندكم ههنا طعام، فناولوه جزءًا من سمك مشوي وشيئًا من شهد عسل، فأخذ وأكل قدامهم" (لوقا 24/38-43).

"فصام أربعين يومًا وأربعين ليلة، يأكل شيئًا ليًلا ونهارًا مبتهِلاً إلى الله دائمًا أن يرحم شعبه الذي أرسله إليه، ولما انتهى اليوم الأربعون، كان جائعًا..." (برنابا 14).
"أما عيسى نفسه فقد جلس أسفل الجبل وراح يأكل مع تلاميذه الفاكهة البرية، فلم يكن معهم حينئذ خبز" (برنابا 43).
"وبينما كان عيسى يتناول عشاءه وتلاميذه في بيت سمعان الأبرص …" (برنابا 205).

هـ-تعبه ونومه:

"فقال له يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه"(متى 8/20) (لوقا 9/58).
"وكان هو نائمًا فتقدم تلاميذه وأيقظوه.." (متى 8/24-25).
"وفيما هم سائرون نام…" (لوقا 8/23).

وكان هو في المؤخرة على وسادة نائمًا، فأيقظوه..." (مرقس4/38).
فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر..." (يوحنا 4/6).
"وكان عيسى- عليه السلام- نائمًا عند مقدمة السفينة فهرع تلاميذه إليه وأيقظوه..." (برنابا 20).

و- يبكي ويندهش ويخاف:

"ثم أخذ معه بطرس وابني زبدى وابتدأ يحزن ويكتئب، فقال لهم: نفسي حزينة جدًّا حتى الموت امكثوا ها هنا واسهروا معي" (متى 26/37-38).
"ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب، فقال لهم نفسي حزينة جدًا حتى الموت، امكثوا هنا واسهروا" (مرقس 14/33-34).

"فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطراب" (يوحنا 11/33).
"بكى يسوع" (يوحنا 11/35).
"فانزعج يسوع أيضًا في نفسه" (يوحنا 11/38).
"وبينما كان عيسى يتحدث إلى تلاميذه، أخذ يبكي بحرقة، ويذرف الدمع الكثير وبعد أن بكى تحدث يوحنا..." (برنابا 58).
ز - معجزاته بأمر الله كغيره من الأنبياء:

أيد الله تعالى نبيه عيسى- عليه السلام- بمعجزات أجراها الله على يديه بإذنه تعالى، لتشهد على صدق نبوته- كما أجراها على يد غيره من الأنبياء والصالحين، وكلهم بشر ممن خلق.من ذلك:

*معجزة البركة في الطعام , وهو ما جرى أيضًا على يد أليشع- كما جاء في العهد القديم, وكذلك ما نسب إلى إيليا:-

"حضر رجل من "بعل شليشة" حاملا معه لرجل الله عشرين رغيفًا من الشعير... فقال: أعط الرجال ليأكلوا، فقال خادمه: ماذا؟ هل أضع هذا أمام مائة رجل؟ فقال أليشع: أعط الرجال ليأكلوا، لأنه هذا ما يقول الرب: إنهم يأكلون منها ويفضل عنهم، فوضعها أمامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب" (ملوك ثاني 4/42-43).
"جرة الدقيق لم تفرغ، وقارورة الزيت لم تنقص، تمامًا كما قال الرب على لسان إيليا" (ملوك أول 17/16).

*معجزة إبراء الأبرص, كما جرى أيضا على يد أليشع :
"فنزل نعمان إلى نهر الأردن وغطس فيه سبع مرات، كما أمر رجل الله (أليشع) فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر من برصه" (ملوك ثاني 5/14).

*معجزة شفاء الأعمى أجراها الله أيضا على يد نبيه أليشع
"وتضرع أليشع قائلا: يارب افتح عينيه فيبصر، ففتح الرب عيني الخادم" (ملوك ثاني 6/17).

"فلما أصبحوا داخل السامرة صلى أليشع قائلا: يارب افتح عيونهم فيبصروا، ففتح الرب عيونهم" (ملوك ثاني 6/20).

*معجزة إحياء الموتى, كما اجراها الله على يد نبيه ايليا باذن الله , وكذلك على يد نبيه اليشع :
"فاستجاب الرب دعاء إيليا ورجع نَفَسَ الولد إليه فعاش" (ملوك 17/22).
" ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت في سريره، فدخل العلية وأغلق الباب وتضرع إلى الرب،ثم اضطجع فوق جثة الصبي... فبدأ الدفء يسري في جسد الصبي" (ملوك ثاني 4/32-34).

*معجزة المشي على الماء,وكذلك انفلق البحر فلقتين فسار عليه موسى وأتباعه.