سبحان الله في احد ناقشاتي مع احد النصارى بأحد المنتديات تنصل تماما من العهد القديم و على فكرة دي موضة بين ( المجددين من النصارى ) اصحاب الروح القدس الخاصة بمشغلات mp4


اعتقد ان هذا موضوع يفيد الدراسة اعلاه و يرتبط بها ارتباط وثيق و بالمناسبة ده مش اول مسيحي يطلب مني هذا الطلب بتنحية العهد القديم جانبا خلال مناقشتنا و اللجوء فقط للعهد الجديد تعالى نرى وجهة نظر الرجل و نحاول دراستها
سأضع اليكم رده على دون قص اوي زياده و لندرس هذه الظاهرة لانها ستجبر اي محاور مسلم لاعادة حساباته المستقبلية عند اقامة حوار مع النصارى المجددين


خي محمد ,أنا لا أتنصّل من كتاب اليهود,لأنه كِتابهم بالأساس,ولستُ أتنصَّل بسبب الرذائل فقط كما تدَّعي ,(والعكس صحيح بالنسبة لعدم اعترافي بنبيكَ محمد,)بل لأن المسيح قال:قيلَ لَكُمْ,العينُ بالعين , والسِنُّ بالسنْ ,..أمَّا أنا فأقول لَكُمْ , من ضربك على خدِّكَ الأيمن فحوِّل لَهُ الآخر ,أي التسامح , وهذا مثال واضح على نقض التوراة ,بل هو صفعة لكتاب اليهود,والأمثلة كثيرة ,لكن كما تعلم ,في ذلُكَ الزمان,كان المجتمع اليهودي مسيطرٌ ,فأضطهدوا المسيح وصلبوه ,وأضطهدوا تلاميذهُ اللذين أُستِشهدوا جميعهم بأسم يسوع الناصري ,وانتشرت البشُرى بين العالم رغم الأضطهاد,وفهموا اليهود أنَّ الأمور خرجت من أيديهم,فالتجأوا الى اللف والدوران,والتغلغل في السلك الكهنوتي المسيحي لتشويه هذه البُشرى من الداخل , فلم ينجحوا بالشكل الذي كانوا يريدونه,واستشعروا أنه إذا أنطلق الأنجيل لوحده بهذه الوتيرة سوف ينسف كتابهم ,وبما أنَّ التوراة يحوي إشارات ودلائل وأقوال على مجيئ المسيح المُخَلِّصْ ,فأستغلوها لربط كتابهم بالأنجيل ,رغم الفرق الفاضح بين محتوى التوراة كما تَعلم أنتَ ,وبين تعاليم وبرِّ يسوع المسيح ,لذلك استغلوا كل جهدهم لربط الكتابين في ذلك الوقت , وأستطاعوا أن يستغلوا جيداً ما كُتِبَ من تنبؤات عن المسيح في التوراة , لكي يبرروا ويحرفوا ويثبتوا لرجال الدين الأوائل ,أن المسيح قال:لم آتِ لأنقض الناموس,بل لأُكمل الناموس....هذه هي الضربة القاضية التي غيَّرًت الموضوع رأساً على عقب لصالحهم,ونالوا ما أرادوا ,لكن على الأرض فقط,وليس في السماء ,كيف ينقض المسيح الناموس في أماكن ثانية,وبعدها يرجع ويقول جئتُ لأكمل الناموس.....الموضوع والسر يا أخ محمد يكمن في تفسير كلمة واحدة ,وهي أُكّمِّلْ أمْ أُتَّممْ ؟ أو رُبَّما معنى آخر...أُكَّملْ تُعارض تصريح المسيح كما ذكَرتُ سابقاً ,فهي مرفوضة منطقياً , أُتَّممْ , هنا بيت القصيد على حسب قناعتي ,هم يقولون انّهُ نفس المعنى , أي أُكِّمِلْ ,لكن الحقيقة ليست كذلك,أُتَّمم ,تعني الكثير ,جئتُ أُتمم رسالتي ( بعد أو فوق )رسالتكم ,بغض النظر الى الأعتراف بها أم لا(التوراة),....أُتّممْ ,أيْ يجعل الشيئ تاماً دونَ عيوبِ ,كاملاً , وهنا نكونُ قد اقتربنا من كلمة أُكَّمِّلْ ,أي يكون العمل كاملاً الى درجة الكمال ,كما ترى معي أنه حتّى لو قَبِلْنا بالكلمتين,لكن التفسير يختلف عمّا يفسروه اليهود,وهو إكمال الشيئ على علَّاتِهِ ,وأخطاءه , ورذائله...
اليهود يا أخ محمد زرعوا لهم شخصاً ليصبح بابا روما في الماضي لا أذكر أسمه ,وهو الذي تركَ وصية بعد موته كاتباً:تركً الدين المسيحي فيَّ أثراً,كتأثير الماء على حجر الصوَّان ...فما رأيك بالموضوع ,اليهود أنتزعوا اعتراف البابا يوحنا كما أعتقد ببرائتهم من دّمِ يسوع !!! إنهم أخترقوا الدين المسيحي بشتّى السُبُلْ ,وأبتدعوا طوائف وجماعات غريبة عن الدين المسيحي ,ويهاجمون ويهينون الدين المسيحي كلّ يوم ,مثلكم أنتم للأسف الشديد ,لكن كما قال السيد المسيح ,هذه كنيستي لَنْ تَقْوى عليها أبواب الجحيم .....
المشكلة يا أخي ,أن الموضوع فُرِضَ علينا مُنذُ ألفي عام ,كما فُرِضَ عليكم موضوع السنَّة والشيعة,كما تَمَّ تفسير كلمة أُكَّمِلْ أو أُتّمِّمْ ,هكذا تَمَّ تفسير كلام نبيكُمْ الأقرب إليَّ يخلفني ,وكان أبو بكر الأقرب من الناحية الجغرافية, بينما من ناحية القرابة فهو علي بن أبي طالب ,فأنتَ ترى كم من الأذى تسبَّبَ هذا التفسير على المسلمين مُنْذُ البداية ,ولغاية اليوم وبشكل أشرس ,فالنتيجة واحدة يا أخي بسبب هذا الربط بين الكتابين,وبسبب التفسير المغلوط والمتعمّدْ لجهات لها مصلحة قوية...........
الآن أريد أن أوضّح واقع نعيشه ,لنفهمه كما هو موجود ,أنّ رجل الدين في الدين المسيحي ,هو مثل الجندي أو الشرطي الذي يخدم رؤسائه,يتكلم ويوعظ مستنجداً بالتوراة والأنجيل ,هكذا درس وتعلَّم وتخرّجَ ,والشرطي نفس الشيئ يطَّبق القانون,ورُبّما لا يكون هو شخصيأً مُقتنعاً فيه مائة بالمائة,لكن القانون وُضِعَ مُنْذُ أجيال...فنحنُ عامة الشعب,عندما نجادل رجُل دين عن التوراة والمآخذ والأشياء التي ذكرتها أنت بنفسك,يحاول قدر الأمكان أن يكون لبقاً في الحوار ,ولكن عندما نحاصره بأشياء من التوراة لا يقبلها أي عقل (كما عندكُمْ في القرآن ),فيَرُدُّ بابتسامة قائلاً:هكذا هي الأمور مُنذُ البدءِ ,أي منذ أوائل رجال الدين,وليس كل قسيس يجيبكَ بهذا الشكل,رُبّما ينتهرُك على هذه الأفكار,لكنه لا يحلل دمَكَ يأي حال .....وهذا ينطبق تماماً إذا جادل أي مسلم شيخاً بخصوص السنة والشيعة ,أعتقد أنَّ النتيجة ستكون أعنف وأسوأ ,ما رأيك يا محمد ؟....
فالموضوع كما ترى يا أخي فيه إنَّ كبيرة,لذلك اقترحتُ أن نستعين بالأنجيل للمسيحيين,وبالتوراة لليهود ,والقرآن والسنة للمسلمين,نكون قد تحررنا من أخطاء الأولون على الأقل في هذه الصفحة,ليكون نقاشنا أكثر عامراً ومؤثراً وموضوعياً ........
إنَّ موافقة المسيح على ما يُقال من تفسير عن ...جِئْتُ لأُكَّملْ...هي نَسِفْ لأسباب مجيئه بالضبط ,لماذا سيأتي ليقول لليهود أن موسى قال كذا وكذا ,فهم يعرفون هذا من التوراة ..........
يا أخ محمد ,أنتُم المسلمون لديكُم مفاهيم هائلة من الأخطاء في حق الشعب المسيحي الشرقي ,أنتُم تكرهون اليهود دينياً , نحنُ ننبذهم دينياً ووطنياً ,فلسطين لم تَكُن ابدأً لليهود ,وليس لفلسطينيوا اليوم تاريخياً,مثلما حرّفوا المسلمون ونسخوا الشعوب التي كانت تسكن الجزيرة العربية ,بإدعائهم الجاهليين,وعبدة الأوثان فقط,كمَثَلِ تحريف اليهود ونسخهم للشعوب التي كانت تسكن المنطقة ,ونَسْبِها لليهود حصراً.... وفهمك كفاية.......
أرجوا أن أكون قد وفَّقْتُ في توضيح هذا الأمر الكبير في عدة سطور,لكن كما تعلم الموضوع هام ومتشعب ويلزمه دراسة أكاديمية ( تاريخية,لاهوتية وغيرها )....وسلام الرب يسوع مَعَكَ .