بحث ممتاز وعرض رائع تسلم يدك
أنا من المتابعين أخي احمد أكمل
جزاك ربي كل خير
بحث ممتاز وعرض رائع تسلم يدك
أنا من المتابعين أخي احمد أكمل
جزاك ربي كل خير
التعديل الأخير تم بواسطة أمـــة الله ; 06-01-2007 الساعة 03:36 AM
أشكر مرورك الكريم اختنا العزيزة نورا
وإذا كان يهود هذا الزمان يفاخرون بداود عليه السلام ويعتبرون أنفسهم حاملي لوائه وميراثه، فإن المسلمين يعتبرون أنفسهم أحق بداود من بني إسرائيل، وهم يؤمنون به نبياً من أنبياء الله ويحبونه ويكرمونه، ويفاخرون به لأنه أنشأ دولة الإيمان القائمة على التوحيد في فلسطين وهم السائرون على دربه الحاملون لرايته في هذا الزمان بعد أن نكص عنها بنو إسرائيل وكفروا وأشركوا ونقضوا عهودهم مع الله.
وورث سليمان عليه السلام أباه داود في العلم والحكم والنبوة، وتشير الروايات إلى أن سليمان كان واحداً من 19 أبناً لداود، وأن سليمان ولد في القدس، وأن حكمه في الأرض المباركة استمر حوالي أربعين عاماً (963-923ق.م).
استمر حكم داود وسليمان حوالي ثماني عاماً وهو العصر الذهبي الذي حكمت فيه فلسطين تحت راية التوحيد والإيمان قبل الفتح الإسلامي لها.
اليهود بعد دولة سليمان عليه السلام
وبعد وفاة سليمان انقسمت مملكته إلى قسمين شكّلا دولتين منفصلتين متعاديتين في كثير من الأحيان، وعانتا من الفساد الداخلي والضعف العسكري والسياسي والنفوذ الخارجي، فعند وفاة سليمان اجتمع ممثلو قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة في شكيم "قرب نابلس" لمبايعة رحبعام بن سليمان، ولكن ممثلي عشر قبائل اتفقوا على عدم مبايعته لأنه لم يعدهم – حسب الروايات – بتخفيف الضرائب، وانتخبوا بدلاً منه "يربعام" من قبيلة أفرايم ملكاً وأطلقوا اسم "إسرائيل" على مملكتهم وعاصمتهم شكيم (ثم ترزة ثم السامرة)، أما قبيلتا يهوذا وبنيامين فقد حافظتا على ولائهما لرحبعام بن سليمان وكونتا تحت حكمه مملكة "يهودا" وعاصمتها القدس. أما مملكة "إسرائيل" فقد استمرت خلال الفترة 923 – 721 ق.م، وأما مملكة "يهودا" 923 – 586 ق.م
تداول الهيمنة الفارسية والإغريقية والرومانية على فلسطين
عاش اليهود بعد سقوط ملكهم في فلسطين مرحلة "السبي البابلي" في العراق ما لا يقل عن سبعمائة سنة من ظهور موسى عليه السلام، ولاحت الفرصة لليهود للعودة مرة أخرى إلى فلسطين عندما أسقط الإمبراطور الفارسي قورش الثاني الدولة البابلية الكلدانية 539 ق.م بمساعدة يهودية، وانتصر على ميديا، ومد نفوذه إلى فلسطين التي دخلت في عصر السيطرة الفارسية 539 - 332 ق.م وقام هؤلاء اليهود ببناء الهيكل حيث اكتمل بناؤه في 515 ق.م. وفي منطقة القدس تمتع القدس بنوع من الاستقلال الذاتي تحت الهيمنة الفارسية، وهو حكم لم يكن يتجاوز نصف قطره عشرين كيلومتراً في أي اتجاه .
وفي سنة 332 ق.م احتل الإسكندر المقدوني فلسطين وقد ترك الاسكندر اليهود دون أن يمسهم، ومنذ ذلك التاريخ دخلت فلسطين في عصر السيطرة الهللينية الإغريقية الذي استمر حتى سنة 63 ق.م .
وبعد موت الإسكندر نشب نزاع بين قادته أدى إلى توزيع مملكته بينهم فكانت فلسطين من نصيب القائد بطليموس، وسمي حكمه وحكم خلفائه من بعده بـ"عصر البطالمة" وقد استمر في فلسطين من 302 – 198ق.م، وقد عطف البطالمة على اليهود الذين كان يدير شؤونهم "الكاهن الأكبر". ثم إن السلوقيين (الذين كان نصيبهم بعد وفاة الإسكندر سوريا الشمالية وآسيا الصغرى والرافدين والهضبة الإيرانية) استطاعوا السيطرة على فلسطين إثر معركة "بانيون" التي حقق فيها الملك السلوقي انطيوخس الثالث نصراً كاملاً على البطالمة، وقد استمرت سيطرة السلوقيين على فلسطين حتى 63 ق.م .
ولد عيسى بن مريم حوالي 4 ق.م في بيت لحم، وهناك في الأرض المباركة فلسطين قام عيسى عليه السلام بواجب الدعوة إلى الله وبذل جهوداً كبيرة في هداية بين إسرائيل، وبشرهم بقدوم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }الصف6 . وعلى الرغم من المعجزات التي أجراها الله على يديه وما تضمنته رسالته من حق ونور إلا أن بني إسرائيل جحدوا وأنكروا وناصبوه العداء،ولم يؤمن به إلا عدد ضئيل.
ويذكر التاريخ أنه لما جاء عيد الفصح من سنة 30 م ذهب المسيح إلى أورشليم (القدس) وزار الهيكل واستنكر وجود الصيارفة والباعة، وفي إنجيل متى (21/12 – 13) "ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام، وقال لهم مكتوب أن بيتي -هكذا النص- بيت الصلاة يدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص".
وقد حقد اليهود والوجهاء على المسيح، وفي إنجيل لوقا (19/47) "وكان يعلم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجود الشعب يطلبون أن يهلكوه"، وسارع مجلس اليهود الديني "السنهدرين" إلى الاجتماع وقرر القبض على المسيح وأصدر في الحال حكماً بإعدامه بتهمة التجديف والخروج عن الدين .
ثم إنهم ساقوه إلى الوالي الروماني – في ذلك الوقت – بيلاطس البنطي الذي يحق له وحده تنفيذ الإعدام، ولم يجد هذا جرماً من المسيح يوجب قتله فقامت قيامة اليهود، وأخذوا يصرخون بصوت واحد، اصلبه، اصلبه "دمه علينا وعلى أولادنا". وقد اضطر كارهاً إلى الموافقة على إعدامه، غير أن الله سبحانه أدركه برحمته فرفعه إليه في الوقت الذي ظن فيه اليهود أنهم قتلوه { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ }النساء 257. . بل رفعه الله إليه
وطويت هذه الصفحة من تاريخ الصراع بين الحق والباطل على الأرض المقدسة، فقد كذب بنو إسرائيل بآخر بني أرسل إليهم واتهموه بالسحر وتآمروا عليه، وآمن بعيسى الحواريون وأخذوا ينشرون دعوته من بعده ويلاقون في سبيلها الاضطهاد والأذى. واستمر الحواريون في دعوة اليهود وكانوا يخطبون في الهيكل، ولما تضاعف عدد النصارى بعد بضع سنوات خاف اليهود من انتشار الدعوة وطلبوا القبض على بطرس وغيره لمحاكمتهم أمام "السهندرين" إلا أن المجلس اكتفى بجلدهم وأطلق سراحهم، وهرب المهتدون الجدد إلى السامرة وقيسارية وأنطاكية فأنشأوا الجماعات المسيحية، ووصل بطرس إلى روما حيث أنشأ جماعة مسيحية وكان يركز في دعوته على اليهود، أما بولس فكان يدعو الوثنيين كما يدعو اليهود واستخدم في دعوته المصطلحات والمفاهيم الفلسفية لتفسير المسيحية بما يتلاءم مع الثقافة الهلنستية السائدة آنذاك. وانتهى الأمر ببولس وبطرس بأن حكم عليهما بالإعدام في عهد الإمبراطور الروماني نيرون سنة 64 م.
نهاية الوجود اليهودي في فلسطين
ونعود مرة أخرى لنرى أحوال بني إسرائيل في فلسطين بعد صعود المسيح، فقد كان الرومان قد بدأوا حكماً مباشراً على القدس وباقي فلسطين منذ 6 م، بعد أن خلعوا أرخيليوس الذي خلف أباه هيرودس لسوء حكمه، وفي عهد واليهم بيلاطس البنطي 26-36 م حدثت وقائع السيد المسيح عليه السلام. وقد ثار اليهود على حكم الرومان في نوفمبر 66م في عهد الإمبراطور نيرون واستطاع القائد العسكري الروماني تيتوس إخماد هذه الثورة في سبتمبر 70م – بعد أن استمرت أربع سنوات – فدخل القدس بعد حصار شديد وأعمل القتل والنهب والحرق، ودمر الهيكل الذي بناه هيرودس حتى لم يبق حجر على حجر وأصبحت مدينة القدس قاعاً صفصفاً، وبيع كثير من الأسرى عبيداً في أسواق الإمبراطورية الرومانية بأبخس الأثمان، وكانت أمنية اليهودي أن يشتريه من يرفق به فلا يرسله إلى حلقة المصارعة مع الوحوش التي اعتاد الرومان التلذذ بمنظرها وهي تلتهم الناس!! وبنى هذا القائد قوساً في روما بمناسبة نصره على اليهود وهو لا يزال قائماً إلى الآن وعليه نقوش ذكرى ذلك الانتصار، ويُرى فيه الشمعدان ذو الرؤوس السبعة المشهور عند اليهود والذي أخذه من الهيكل .
ثار اليهود مرة أخرى على الرومان بقيادة باركوخبا واسمه الأصلي "سيمون" واستمرت ثورتهم ثلاث سنوات 132-135م، واجتمع تحت لوائه عدد كبير من اليهود واستطاع احتلال القدس، غير أن الإمبراطور الروماني هدريان أرسل جيشاً كبيراً بقيادة جوليوس سيفروس الذي احتل القدس ثانية وهزم اليهود، الذين هربوا إلى بتّير حيث لا تزال خرائب القلعة التي تحصن فيها اليهود وهزموا وسماها العرب "خربة اليهود"، وقد نكل هدريان بالثائرين أشد تنكيل ودمر "أورشليم" وحرث موقعها الذي كانت قائمة عليه وقتل وسبى أعداداً كبيرة من اليهود، ثم منع اليهود من دخول القدس والسكن فيها بل والدنو منها، وسمح للمسيحيين بالإقامة فيها على ألا يكونوا من أصل يهودي. وأقام هدريان مدينة جديدة فوق خرائب "أورشليم" سماها إيليا كابيتولينا،حيث عرفت بعد ذلك بـ"إيلياء" وهو اسم هدريان الأول، وأقام هيكلاً وثنياً لجوبيتر على نفس مكان الهيكل القديم .
واستمر حظر دخول القدس على اليهود حوالي 200 سنة تالية، وندر دخولهم إليها وأقامتهم فيها طوال القرون التالية حتى القرن التاسع عشر، وتشرد بنو إسرائيل في الأرض ولم يعد لهم في فلسطين سوى الذكريات التي أكثرها كفر وفسق وبغي وقتل للأنبياء، فكان جزاؤهم غضب الله عليهم ولعنته وحرمانهم من الأرض المقدسة وتقطيعهم في الأرض.
يتبع-:
قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.
دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
( هنا دار الإفتاء)
وفي نهاية هذا الاستعراض نذكر الخلاصات التالية:
(1) إن سكان فلسطين قد جاء معظمهم من جزيرة العرب وأنهم ظلوا سكان هذه البلاد حتى عصرنا هذا .
(2) إن الله قد وعد بني إسرائيل الأرض المقدسة عندما كانوا مستقيمين على أمر الله وعندما كانت تسوسهم الأنبياء، فلما بدلوا وأعرضوا وكفروا ذهب هذا الحق من أيديهم .
(3) إن المسلمين هم أولى من بني إسرائيل بأنبيائهم وهم الورثة الحقيقيون لتراثهم ودعوة الإسلام هي استمرار لدعوة هؤلاء الأنبياء، وإن الحق الذي سعوا لتكريسه هو الحق الذي يسعى المسلمون لتكريسه .
(4) إن ملك بني إسرائيل لم يشمل في أي يوم من الأيام كل فلسطين المعروفة بحدودها الحالية، وإن المدة التي حكموا فيها بشكل مستقل تماماً هي مدة ضئيلة قياساً إلى تاريخ فلسطين وأنهم حتى عندما كانت لهم مملكتان كانوا في كثير من الأحيان خاضعين لنفوذ قوى أكبر منهم .
(5) إن الحكم الذاتي الذي تمتع به اليهود بعد عودتهم من السبي البابلي كان ضعيفاً ومحدوداً بمنطقة القدس وضواحيها، ولم يتمتعوا بعد ذلك إلا باستقلال محدود في عهد المكابيين .
(6) إن اليهود بعد ذلك تشردوا في الأرض – بسبب منكراتهم وأفعالهم- ولم تعد لهم صلة بفلسطين لفترة استمرت حوالي 1900 سنة متصلة .
يقول هـ.ج.ولز في كتاب "موجز التاريخ" حول تجربة بني إسرائيل في فلسطين بعد السبي البابلي:"كانت حياة العبرانيين (في فلسطين) تشبه حياة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار . . ومن الأول إلى الآخر لم تكن (مملكتهم) سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسورية وآشور وفينيقية ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم".
ويذكر المؤرخ المشهور جوستاف لوبون أن بني إسرائيل عندما استقروا في فلسطين "لم يقتبسوا من تلك الأمم العليا سوى أخس ما في حضارتها، أي لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارة ودعارتها وخرافاتها فقربوا لجميع آلهة قبيلتهم يهوه العبوس الحقود الذي لم يثقوا به إلا قليلاً"، ويقول "اليهود عاشوا عيش الفوضى الهائلة على الدوام تقريباً ولم يكن تاريخهم غير قصة لضروب المنكرات. ." . . "إن تاريخ اليهود في ضروب الحضارة صفر . . و(هم) لم يستحقوا أن يعدوا من الأمم المتمدنة بأي وجه" . .
ويقول جوستاف لوبون أيضاً "وبقي بنوا إسرائيل حتى في عهد ملوكهم بدواً أفّاقين مفاجئين مغيرين سفاكين . . مندفعين في الخصام الوحشي"، ويقول "إن مزاج اليهود النفسي ظل على الدوام قريباً جداً من حال أشد الشعوب ابتدائية فقد كان اليهود عنُدُاً مندفعين غفلاً سذجاً جفاة كالوحوش والأطفال....
يقول الدكتور: عبد الوهاب المسيري، موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية.(العنف التوراتي)
إذاً يجوز حسب التلمود قتل الأغيار حتى ولو كانوا من أفضل الناس خلقاً. إلا أن هذه الرغبة بالقتل تكاد تملأ التوراة منذ الخروج من مصر وحتى نهايتها، بل تبدأ دورة العنف قبل دخول مصر كما سنرى لكنها تتعزز أكثر مع موسى الذي أعطى لإله بني إسرائيل إله الحرب والجنود ملامحه كمقاتل فسماه بعض الدارسين اسم "يهوه الموسوي"،(5) ونقرأ عنه "فأزعجهم الرب أمام إسرائيل وضربهم ضربة عظيمة في جبعون وطردهم في طريق عقبة بيت حورون وضربهم إلى عريقة وإلى مقيدة. وبينما هم هاربون من أمام إسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء إلى عريقة فماتوا. والذين ماتوا بحجارة البرد هم أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف" سفر يشوع (10/9-10-11). ويتابع في نفس السفر "ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب صوت إنسان. لأن الرب حارب عن إسرائيل" يسوع (10/14).
أما في سفر أشعيا فنقرأ صورة الرب إله الحرب وإله الجنود وإله الانتقام "هو ذا اسم الرب يأتي من بعيد غضبه مشتعل والحريق عظيم، شفتاه ممتلئتان سخطاً ولسانه كنار آكلة. ونفحته كنهر غامر يبلغ الرقبة، لغربلة الأمم بغربال السوء وعلى فكوك الشعوب رسن مضل" أشعيا (30/27-28).
يتبع-:
قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.
دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
( هنا دار الإفتاء)
يتابع أشعيا تصوير سخط الرب على كل الأمم "اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا، وأيها الشعوب أصغوا، لتسمع الأرض وملؤها، المسكونة وكل نتائجها. لأن للرب سخطاً على كل الأمم وحمواً على كل جيشهم، قد حرمهم دفعهم إلى الذبح. فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم" أشعيا (34/1،2،3).
وسخط الرب يصل إلى بني إسرائيل، وعدوانيته تطالهم في أكثر من محطة من محطات التيه، لأنهم شعب "غليظ الرقبة" وما كان لموسى أن يقود جيشاً من البدو الغلاظ لولى أن استعان عليهم برب من هذا الطراز، فهو يعاقبهم في سيناء على صنع العجل الذهبي "فقال لهم، هكذا قال الرب إله إسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومروا وارجعوا من باب إلى باب في المحلة، واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه" سفر الخروج (32/27).
ويعلق أحد الكتاب أنه "قتل في ذلك اليوم ثلاثة آلاف رجل اختيروا عشوائياً لامتصاص غضب النبي الذي شعر بالمهانة، لأن الشعب تنكر له بهذه السرعة"(6).
وقد حاول بعض المفسرين الغربيين رد ظاهرة العنف التوراتي إلى الظروف التي أحاطت بالعبرانيين منذ خروجهم من مصر إلى سبي بابل وتجربة الدياسابورا، بحيث كانوا منبوذين من كل الأقوام التي عاشوا بين ظهرانيها، وكانوا عرضة لعداء الآخرين وأذيتهم، إلا أن مجزرة شكيم (نابلس) من أرض كنعان والتي سبقت تجربة مصر والتيه توضح تأصل طبيعة العنف والغدر في سلوك اليهود خصوصاً وأن منفذيها يعقوب وإبناه شمعون ولاوي، الأول حفيد إبراهيم وكان نبياً ومفضلاً عند إله بني إسرائيل، وأما شمعون ولاوي فهما من الأسباط الإثنى عشر.1 ـ
(وخرجت دينة إبنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض. فرآها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الأرض وأضجع معها وأذلها" سفر التكوين (34/1-2).
2 ـ فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذلي هذه الصبية زوجة" سفر التكوين (34/4).
3 ـ "فتكلم حمور معهم قائلاً شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم، أعطوه إياها زوجة. وصاهرونا، تعطوننا بناتكم وتأخذون لكم بناتنا، وتسكنون معنا وتكون الأرض قدامكم، اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها" التكوين (34/8-9-10). وأضاف "كثروا عليَّ جداً مهراً وأعطية، فأعطي كما تقولون لي. وأعطوني الفتاة زوجة" التكوين (34/12).
4 ـ "فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر وتكلموا... إن صرتم مثلنا بختكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعباً واحداً".
التكوين (34/13.. 15-16)
5 ـ وبعد أن اختتن جميع الذكور "فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب شمعون ولاوي أخوي دينه أخذ كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر"التكوين (34/25).
وأضاف "ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة، لأنهم نجسوا أختهم، غنمهم وبقرهم وحميرهم، وكل ما في المدينة وما في الحقل أخذوه. وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما في البيوت" تكوين (34/27-28-29).
القصة بسيطة ولا تحتاج إلى شرح، ولكن السؤال أين العدالة في قتل شعب كامل مقابل جماع امرأة؟ أم أنها كانت الحجة التي بررت لبني يعقوب جريمتهم ولنلاحظ أيضاً اعتراف النص بالخديعة "
(فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر وتكلموا" تكوين (34/13).
فالرب لا يمانع بخديعة باقي الشعوب "الغوييم" والغدر بها، أيضاً نقرأ تعاليم موسى "
وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى، طلبوا من المصريين آنية فضة وأمتعة ذهب وثياباً. وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين". سفير الخروج (12/25-26).
فنلاحظ أن الرب يشارك في خداع المصريين.
وبالعودة إلى مجزرة شكيم نجد أن القصة تتكرر، بعد الخروج من مصر ويتكرر المكر والخيانة في مجزرة مديان التي استقبل ملكها موسى وشعبه أثناء الهروب من مصر، بل وزوج موسى من ابنة كاهنه. ومع ذلك أثناء إقامة بني إسرائيل في "شطيم" حدثت قصة معاكسة لقصة أولاد يعقوب لكنها أدت إلى نفس النتائج بل وأدهى كما سترى. حيث تعلق إسرائيل ببغي من أهل مديان، فقام كاهن يهودي بقتلهما معاً. ومع ذلك يقرر موسى الانتقام من أهل مديان، وكان الانتقام رهيباً بحسب أوامر يهوه التي نقلها موسى "
وكلم الرب موسى قائلاً: انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك" سفر العدد (31/1-2). "فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر" العدد (31/7).
وأضاف "وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار" العدد (31/9/10).
أي أن بني إسرائيل لم يكتفوا بقتل ملوك مديان وكل الذكور فيها، بل سبوا النساء والأطفال ونهبوا البهائم والمواشي والأملاك، وأحرقوا كل ما تبقى كالبيوت والزروع مما لا يستطيعون قتله أو سبيه أو نهبه. وكان يمكن للقصة أن تنتهي هنا، إلا أن موسى كان أشد عنفاً من يعقوب وأولاده، فاستنكر ما فعل قواده "
وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية" العدد (31/15). وأمرهم بقتل كل النساء وكل الذكور من الأطفال أيضاً، "فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال" وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها" العدد (31/17).
هذا العنف الذي يتوالى في قصص التوراة، يتأسس كما رأينا على نظرة دونية إلى الأغيار "الأمم" بحيث لم تنج مدينة أو شعباً من حقد يهوه ولعنات أنبيائه.
يقول رب الجنود بهذا الصدد "يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" أشعيا (13/6).
"أعاقب المسكونة على شرها والمنافقين على إثمهم وأبطل تعاظم المستكبرين وأضع تجبر العتاة" أشعيا (13/10).
"كل من وجد يطعن بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" أشعيا (13/15-16)
ويتابع رب الجنود في حقده على بابل "فأقوم عليهم يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب" أشعيا (14/22).
يتابع هذا النبي جولة حقده على الممالك والمدن "وحيّ من جهة دمشق. هو ذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم" أشعيا (17/1).
وينطلق من صور الى كتعان "مد يده على البحر أرعد ممالك. أمر الرب عن جهة كنعان أن تخرب حصونها" أشعيا (23/11).
وليس أشعيا وحده من صب جام حقه ولعناته على الممالك والأمم الأخرى، فهذا أرميا يقول "
(بسبب اليوم الآتي لهلاك كل الفلسطينيين لينقرض من صور وصيدا كل بقية تعين لأن الرب يهلك الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور" ارميا (47/4).
وعن مؤآب يقول "على كل سطوح موآب وفي شوارعها كلها نوح لأني قد حطمت موآب كإناء لا مسرة به يقول الرب" ارميا (48/28).
وعن عمان يقول "لذلك ها أيام تأتي يقول الرب واسمع في ربة بني عمون جلبة حرب وتصير تلاً خرباً وتحرق بناتها بالنار فيرث إسرائيل الذين ورثوه يقول الرب" ارميا (49/2).
"عن دمشق. خزيت حماه وأرفاد قد ذابوا لأنهم قد سمعوا خبراً رديئاً، في البحر لا يستطيع الهدوء. ارتخت دمشق والتعنت للهرب..."ارميا (49/23-24).
أما لعنة حزفيال فتبدأ على سكان أورشليم "القدس" لنجاساتهم "وقال لأولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا.
لا تشفق أعينكم ولا تعفوا. الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك" حزفيال (9/5-6).
كما يقول "لذلك هكذا قال السيد الرب وأمد يدي على أدوم وأقطع منها الإنسان والحيوان وأصيرها خراباً من التيمن وإلى "وإن يسقطون بالسيف" حزفيال (25/13).
ويضيف "فلذلك هكذا قال السيد الرب. ها أنذا أمد يدي على الفلسطينيين وأستأصل الكريتيين وأهلك بقية ساحل البحر" حزفيال (25/16).
ونستطيع أن نتابع مع أنبياء بني إسرائيل لعناتهم التي شملت كل الشعوب التي عاشوا في ظلها. حتى أن هيمان ينقل عن الحاخام يعقوب شلامي أحد زعماء الجالية اليهودية في فرنسا أن سبب استمرار اليهود كل هذا الزمن:
1 ـ هو أن نخضع لإرادة الله.
2 ـ أن نواجه باقي الأمم.
لاحظ أن مواجهة الأمم الأخرى تأتي في المرتبة الثانية بعد الخضوع لله، لكن نستطيع أن ندرك بقليل من اللاهوت وأكثر من السياسة أن تلك المواجهة كانت العامل الرئيس الذي ساهم في ربط الجماعة اليهودية إلى بعضها، وشكل أحد أهم عوامل استمراريتها. وفي الشريعة اليهودية إضافة لكل ما ذكرنا ما يكفي من الوصايا لإبقاء تلك المواجهة حية ومنظمة "قطع الأشجار، حرق المزروعات، قتل الأطفال والنساء والبهائم". ويميز دارسو التوراة نوعين من الانتقام أو العنف ضد الأغيار:
النوع الأول:
وهو الأكثر شيوعاً في التوراة وبين القبائل البدوية والمدن المتحاربة في تلك الفترة ويقوم على قتل المحاربين الأعداء في حال الانتصار عليهم، وسبي كل ما عدا ذلك من النساء والأطفال واعتبارهم عبيداً للسخرة أو البيع. إضافة لنهب الأموال الخاصة والعامة (البهائم والغلال والمقتنيات) وفي حالة كون المدينة المنهوبة بعيدة عن مركز استقرار المهاجمين ولا توجد نية للاستقرار فيها فيجري إحراقها بالنار بعد السبي والنهب الذي أشرنا إليه. "
وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك" سفر التثنية (20/14).
النوع الثاني:
وهو استثناء لا يكاد يظهر إلا في حالات الحقد القصوى أو الرغبة في الانتقام، وهو شائع في التوراة تحت اسم "التحريم" كما حصل في مديان، أو عند احتلال أريحا "وحرموا كل ما في المدينة من رجل أو امرأة من طفل وشيخ وحتى البقر والغنم والحمير بحد السيف". سفر يشوع (6/21).
ويلاحظ في حالة التحريم، أنه يستتبع مجزرة القتل تلك إحراق المدينة بكل ما فيها من قتلى وأشياء لا يستثنى إلا بعض المقتنيات الثمينة كحصة لخزنة الرب. نقرأ "وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها. إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب" يشوع (6/24).
هذا التحريم هو جزاء المدن التي يعطيك إياها الرب والمقصود مدن (فلسطين) "وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها تحريماً الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك" سفر التثنية (20/16-17).
وفي قصة أخرى عند فتح مدينة عماليق قال رب الجنود "
فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً. جملاً وحماراً" سفر صموئيل الأول (15/3/4).
لاحظ قتل الرضع!؟
إلا أن الغزاة بقيادة شاول نهبوا بعض الغنيمة للذبح من أجل الرب، فاستاء صموئيل وعاتب شاول "فقال صموئيل هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش" صموئيل أول (15/22).
والمقصود الإصغاء إلى تحريم الرب لمدينة عماليق. وهو استكمال لموقف موسى في انتقامه من المديانيين، حين رفض سبي النساء والأطفال الذكور ودعا إلى قتلهم بحد السيف!!!!.
ويؤكد الرب على تحريم الأرض التي وعد بها إسرائيل "
(ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم. لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم" سفر التثنية (7/2-3).
نلاحظ أولاً أن الأسفار تحض باستمرار على طرد الآخر أو قتله، لكن الملاحظة الثانية والأهم في بحثنا هذا أنه في حال استمرار بقاء هذا الآخر فلا تجوز مصاهرته أو مساكنته أو إقامة اتفاق أو عهد معه.
جاء في سفر الخروج "
(احترز أن تقطع عهداً من سكان الأرض التي أنت آت إليها. لئلا يصيروا فخاً في وسطك" خروج (34/12)
ولننتبه أنها وصايا موسى، ويتابع موسى شرح وصيته معللاً الأسباب "
(احترز من أن تقطع عهداً من سكان الأرض. فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم فتدعى وتأكل من ذبيحتهم. وتأخذ من بناتهم لبنيك فتزني بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن" خروج (34/15-16).
فكيف يكون الصلح إذا كان أحد الأطراف يحرم قطع العهد؟
يجيب موسى على هذا السؤال حين يعرض على لسان الرب في سفر التثنية لمفهوم الصلح فيقول "حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.
وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما. بل تحرمها تحريماً الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك. لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم" سفر التثنية (20/10... 18).
يتبع-:
قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.
دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
( هنا دار الإفتاء)
نعتذر عن طول الشاهد. لكنه كان ضرورياً لإكمال الصورة. فإن الحرب فى عقيدتهم تعني الإبادة للذكور والسبي أو التحريم بحسب الجغرافيا التي قرأها الرب، الهنا والهناك، وتحريم شعوب وأمم كثيرة بأطفالها ونسائها وبهائمها فقط من أجل تحصين بني إسرائيل من تعلم الرجس!!؟
فإله بني إسرائيل غيور، لا يقبل منهم أن يعبدوا إلهاً غيره. ويسمي ذلك زني "
فإنك لا تسجد لإله آخر. لأن الرب اسمه غيور. إله غيور هو، احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض. فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم فتدعى وتأكل من ذبيحتهم وتأخذ من بناتهم لبنيك. فتزني بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن" خروج (34/14-15-16).
ولا يقبل أن تعبده الشعوب الأخرى وهنا المفارقة التي لا يمكن فهمها في إطار التوحيد، ولابد من العودة إلى شخصية موسى وظروف تشكل العبرانيين وديانتهم أيضاً، لفهم الغيتو الذي استمر من رحلة إبراهيم ويعقوب إلى تجربة مصر، ومن الخروج من مصر والتيه 40 سنة في الصحراء إلى السبي البابلي وعودة عزرا لبناء الهيكل لنفهم ظاهرة انغلاق الدين اليهودي على باقي الأمم "الغوييم" أو الأغيار الذين يتصفون بكل ما هو سيئ ودوني كما رأينا في نظرة الأسفار إليهم، وما دام لا يقبل من بني إسرائيل أن يتزاوجوا من باقي الأمم أو أن يساكنوها أو أن يتعاهدوا معها. فيكون طبيعياً أن لا يقبل يهوه دخول هؤلاء الأغيار في حظيرته. وبالتالي العلاقة الممكنة معهم هي علاقة العداء والحرب لإخضاعهم واستعبادهم لصالح اليهود في حال قبول هؤلاء الأغيار وتلك الشعوب بالصلح ـ بما هو علاقة خضوع لبني إسرائيل ـ وإلا فالإبادة والتحريم مصيرهم. كما رأينا في سفر التثنية ـ الفصل 20 ـ هذه الظاهرة تمثل الحلقة الأولى في تطور الفكر الديني ما بين الميثيولوجيا والتوحيد، لأن موسى الذي أقر بالتوحيد كان أعجز من الوصول بهذا المبدأ لغايته. فلم يستطع تصور إله كوني تتسع عظمته ورحمته خارج حدود بني إسرائيل. لذلك نراهم رغم التوحيد، خلقوا معادلة ما بين الله والعهد. وأنزلوه في التابوت وسار معهم في التيه "
وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخن"سفر الخروج (20/18).
ويضيف في توصيف حضور الإله. "
(وكان عمود السحاب إذا دخل الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسى. فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفاً عند باب الخيمة ويقوم كل الشعب ويسجدون كل واحد في باب خيمته" خروج (33/9-10)، ويختتم موسى سفر الخروج "لأن سحابة الرب كانت على المسكن نهاراً. وكانت فيها نار ليلاً أمام عيون كل بيت إسرائيل في جميع رحلاتهم" خروج (40/38).
إضافة لوجوده معهم في السحابة والتابوت، كان يهوه أيضاً يقاتل معهم في كل حروبهم "
بينما هم هاربون من أمام إسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة.." يشوع (10/11).
وأيضاً يقول موسى "
(ولكن إن ابتدع الرب بدعة وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب" عدد (16/30) وأيضاً "الرب إلهك هو عابر قدامك. هو يبيد هؤلاء الأمم عن قدامك فترثهم.." تثنية (31/3).
هذا التجسيد للإله ولو في عمود النار أو سحابة الدخان يتناقض مع التوحيد والتنزيه. وينسجم مع كونه إله بني إسرائيل فالتابوت يستطيعون حمله لكنه تابوتهم ولا يحق حتى لغير اللاويين من اليهود حمل التابوت. فكيف بغير اليهود.
هذا الانغلاق في الدين ترك بصماته على المرحلة الأولى من المسيحية باعتبار المسيح ابن داوود كما أجرى بعض المفسرين، فعندما خرج يسوع إلى نواحي صور وصيدا وطلبت منه امرأة كنعانية أن يشفي ابنتها، أجاب "
(لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من آل إسرائيل" إنجيل متّى ـ الفصل (15/24)،
وقد أصبحت المسألة خلافية في عهد الرسل، فبولس ومعه برنايا كانا أول من توجه إلى الوثنيين في إنطاكية "ولما جاء السبت كادت المدينة كلها تجتمع لتسمع كلمة الله، فلما رأى اليهود هذا الجمع أخذهم الحسد، فجعلوا يعارضون كلام بولس بالتجديف، فقال بولس وبرنايا بجرأة:
( إليكم أولاً كان يجب أن تبلغ كلمة الله، أما وأنتم ترفضونها ولا ترون أنفسكم أهلاً للحياة الأبدية، فإننا نتوجه الآن إلى الوثنيين. فقد أوصانا الرب قال: جعلتك نوراً للأمم لتحمل الخلاص إلى أقصى الأرض، فلما سمع الوثنيون ذلك فرحوا ومجدوا كلمة الرب. وآمن جميع الذين كتبت لهم الحياة الأبدية" أعمال الرسل الفصل 13/44... 48،
وساد هذا الاتجاه بعد صراعات حول الختان والوصايا ودور الشريعة الموسوية. وبالتالي، انفتحت كل من المسيحية والإسلام على كافة الشعوب الأمم باعتبارها دين توحيدي لإله متعال في السماء، بينما بقيت اليهودية دين مغلق على الإسرائيليين لإله سكن بينهم في التابوت ثم في الهيكل الذي بناه سليمان، ولا أحد يدري مصيره بعد تدمير الهيكل أكثر من مرة.
رغم أن هذه المقولة تحتل موقعها في اللاهوت اليهودي إلا أنها في التاريخ تفتقد للمصداقية، أو كما قال روجيه غارودي فإن القانون التأسيسي لدولة إسرائيل (باعتبار أنه لا يوجد دستور في إسرائيل حتى الآن) يتناقض في تأكيده يهودية أي شخص من خلال أمه، مع تاريخ أنبياء وملوك إسرائيل. فمن داود الذي جدته روث موآبية، إلى ابنه سليمان لأن أمة حثية، إلى شاؤول الذي أمه كنعانية، بل إذا رجعنا إلى الوراء قليلاً فمن يعقوب الذي بنى بهاجر المصرية إلى موسى الذي تزوج ابنة كاهن مديان والسلسلة طويلة لمن أراد الإحصاء. فكيف نفسر هذا التناقض؟
ليس ذلك فقط بل إن كثيراً من أنبياء إسرائيل وملوكها قد أكثروا من الزيجات والمحيطات غير اليهوديات ولم يمانعوا في إقامة طقوس العبادة الخاصة بنسائهم ولم يكن سليمان وحيداً في هذا المجال. فكيف نفسر هذا التناقض؟
البعض يعتبر أن شريعة موسى المتزمنة جرى تجاوزها منذ عرف الإسرائيليون الاستقرار والملك القوى وخصوصاً في عهد داوود، يكتب روجيه غارودي بهذا الصدد "قام أحد زعماء العصابات من قبيلة يهوذا على رأس مجموعة من المرتزقة الفلستينيين والكرواتيين بإنشاء مملكة له في القدس مستغلاً بمهارة لعبة توازن القوى بين القوتين الكبيرتين آنذاك ـ البابليين والمصريين ـ وسيطر على سكانها الأصليين من اليبوسيين بحماية حرسه الخاص من الفلستينيين والكرواتيين" ويضيف غارودي:
"ولم يسع داود هذا إلى تهويد كنعان بل على العكس من ذلك أقام دولة متعددة القوميات تضم شعوباً مختلفة الديانات والجذور.
ومن يتابع مسيرة الملوك سيكتشف أن أغلبه "عمل الزنى في عيني الرب" حتى السبي البابلي ومجيء عزرا الذي عاد ليبني الهيكل فاكتشف أنه قد "
اختلط الزرع المقدس بشعوب الأرض" عزرا (9/2).
حتى أمر أن يخرجوا من بيوتهم "
النساء الغريبات من شعوب الأرض، والذين ولدوا منهن" عزرا (10/3).
ويعتبر المؤرخون أنه أتيح لعزرا "كاتب الشريعة اليهودية" أن يعيد وضع أسس العنصرية والتمييز في الدين اليهودي والتي عرفت باسم "قوانين عزرا,التي ساهمت بتشكيل العقيدة الدينية العنصرية في الوجدان العميق للمقدس اليهودي خصوصاً وأنه جرى سحب حوادث التاريخ بما يتناسب ومخيلة ومصالح الكتبة الذين أعادوا صياغة الأسفار لأنه وفقاً للنص التوراتي جرى احتلال أرض كنعان من قبل يوشع في القرن 13 ق.م بينما السبي وإعادة كتابة الشريعة تمت في القرن السادس ق.م.
الحقيقة الثانية التي تصدم دارسي التاريخ اليهودي، أن الوقائع لم تكن تنسجم مع نصوص المقدس وشريعة موسى فأسير تصبح مقدسة مع أنها دخلت قصر ملك بابل أحشو يروش خدعة من عمها، وأصبحت ملكة، وقدمت خيراً لشعبها، فلم يقل عنها زانية. والسؤال الأخير، كيف يمكننا تفسير وجود شعوب يهودية خارج بني إسرائيل؟ فأغلب الدارسين يعتقدون أن يهود أوروبا يرجعون إلى يهود الخزر، وهؤلاء قصتهم معروفة. لكن لم يقدم حتى الآن تفسير لاعتناق الفلاشا الدين اليهودي. خصوصاً بعد دحض نظرية إرجاعهم إلى يهود اليمين والدولة الحميرية.
أخيراً أترك العديد من علامات الاستفهام معلقة. لنتوقف مع إشكالية من نوع آخر تترتب على ظاهرة الدين المغلق. وهي إشكالية العلاقة بين الدين والشعب وبالتالي بين الدين والدولة عندما يتم الانتقال من منظور اللاهوت إلى معطيات السياسة. فاليهودية دين خالص لبني إسرائيل (أي لسلالة يعقوب) شيء، واليهودية دين دولة إسرائيل شيء آخر، خصوصاً عندما تكون الدولة (تيوقراطية) أي دولة دينية، تماهي بين قانونها الأساسي وبين حدود الشريعة لدرجة أنها بعد 53 عاماً على "إعلان التأسيس" ما زالت أعجز من النهوض بمهمة وضع دستور مدني ينهي التنازع القديم بين العلمانيين والمتدينين على تعريف هوية الدولة وعلى مبدأ المساواة وحدود الديمقراطية. وهذا ينقلنا إلى المشروع السياسي الإسرائيلي وإشكالياته المفتوحة.إنتهى
وتتحدث التوراة عن الحروب التي أمر بشنها الرب يهوه غليظ القلب المتحجر المنزوع الرحمة فى إبادة الشعوب المجاورة وسلب أملاكها ومافعلوه مع مدين فعلوه مع شعوب كثيرة من صلب , ونهب, وقتل , وذبح , وهتك حرمات ,وإنتهاك مقدسات, وكل هذه الأفعال الوحشية بأمر إلههم يهوه!!
يتبع-:
قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.
دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
( هنا دار الإفتاء)
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات