

-
ثم رد عليها أخينا الحبيب البتار
أشكرك أختي الكريمة .... وزادكِ الله علماً نافعاً ونور فوق نور
أولاً : طالما أن النصارى يؤمنوا أن المسيح مات وقام وصعد إلى السماء .. فلماذا لم يؤمنوا أنه صعد إلى السماء دون أن يـُصلب ؟
فطالما أن الصعود واحد ... فإذن من السهل جداً أنه صعد إلي السماء قبل الصلب .... فمن هو المصلوب ؟ فهذا أمر أخرى على النصارى تدبره والرجوع إلى كتابهم لتقصي الحقائق لأنه أمر لا يعنينا بشيء.
أوضح الله عز وجل لنا أن عملية ميلاد المسيح تم استقبالها من بني إسرائيل بضجة ، فعلى رغم علمهم خبر مجيء المسيح بالميلاد من غير أب كبشارة بالتوراة ، وعلى رغم أنهم علموا بناتهم الاستشراف أن يكون لأية واحدة منهن شرف حمل المسيح ، وعلى رغم ذلك قالوا البهتان في مريم التي اصطفاها الله . وكذلك كان لمسألة الوفاة ضجة .
واقتران الضجتين :( ضجة الميلاد وضجة الوفاة ) معاً في رسالة السيد المسيح يدلنا على أن العقل يجب أن يكون له وحدة تفسيرية ، فساعة يتكلم العقل عن قضية الميلاد بالنسبة للمسيح ابن مريم لابد أن يستشعر الإنسان أن الأمر قد جاء على غير سنة موجودة ، وساعة يبلغنا الله أن بني إسرائيل بيتوا النية لقتل عيسى عليه السلام ، وأن الله رفعه إليه تكون المسألة قد جاءت أيضاً بقضية مخالفة ، ولابد أن نصدق ما بلغنا الله به ، وأن يتذكر العقل أن الميلاد كان مخالفاً ، فلماذا لا تكون النهاية مخالفة أيضاً ؟ .
وكما صدقنا أن سيدنا عيس ابن مريم جاء من غير أب ، لا بد أن نصدق أن الله رفعه في النهاية وأخذه ، فلم يكن الميلاد في حدود تصور العقل لولا بلاغ الله لنا ، وكذلك الوفاة لا بد أن تكون مقبولة في حدود بلاغ الله لنا .
والميلاد والنهاية بالنسبة لعيسى ابن مريم كل منهما عجيبة .... وإن فهمنا العجيبة الأولى في الميلاد فنحن نعتبرها تمهيداً إلى أن عيسى ابن مريم دخل الوجود ودخل الحياة بأمر عجيب ، فلماذا لا يخرج منها بأمر عجيب ؟
وإن حدثنا الله أن عيسى ابن مريم خرج من الحياة بأمر عجيب فنحن لا نستعجب ذلك ، لأن من بدأ بعجيب لا عجب أن ينتهي بعجيب .
والله عز وجل حكم وقال [ وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ] وكلمة { شبه لهم } هذه هي الدليل على هوج المحاولة للقتل ، فقد ألقى شبهه على شخص آخر . وذلك دليل على أن المسألة كانت غير طبيعية ، وليس فيها جزم التبين من المتربصين القتلة ... ونعلم ان الحواريين وأتباع عيسى ابن مريم كانوا يلفون رءوسهم ويدارون سماتهم ، ولذلك قال الله عز وجل [ ولكن شبه لهم ] أي أنهم قد شبه لهم أنهم قتلوه .
وقد اختلفت الروايات في كلمة { شبه لهم } ... ومن الذي بلغ عن السيد المسيح للقبض عليه .... وأقوال كثيرة لا يهمنا فيها غير أنهم قالوا قتلنا عيسى وصلبناه . .. . وقد أبلغنا الله بأنه رفع السيد المسيح دون أذى وانتهت المسألة بالنسبة لنا ... لأننا كمؤمنين لا نأخذ الجزئيات الدينية أولاً فإن صدقناها آمنا ، لا
نحن نؤمن بمُنزَّل هذه الجزئيات ونصدق من بعد ذلك كل ما جاء منه سبحانه ، وهو قال ذلك فآمنا به وانتهت المسألة .
ونجد قول الحق سبحانه وتعالى : { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } يدلنا على عدم تثبت القتلى من شخصية القيل ، وهو أمر متوقع في مسألة مثل هذه ، حيث يمكن أن تختلط الأمور .
إننا نرى ذلك في أية حادثة تحدث مع وجود أعداد كبيرة من البشر وأعينهم مفتوحة ، وعلى الرغم من ذلك تختلف فيها الروايات . بل وقد تكون الحادثة مصورة ومسجلة ومع ذلك تختلف الروايات ، فما بالنا بوجود حادثة مثل هذه في زمن قديم لا توجد به كل الاحتياطات التي نراها في زماننا ؟ إذن فاضطراب الآراء والرويات في تلك الحادثة أمر وارد ، مع العلم أن الأخبار الواردة عن قصة الصلب منقولة من اليهود فقط ، فكيف نؤمن بقول المجرم ؟.
وعلى الرغم بعدم إيماننا للكتاب المقدس لا من قريب أو من بعيد، نجد أن الذين قبضوا على المصلوب لم يتمكنوا إلى شخصيته حتى بعد صلبه .... وقد تم سؤاله أكثر من مرة بأنه هل هو ملك اليهود ؟ وهو لم يرد ..... وحاولوا الضغط على بطرس ليقر بأنه المقبوض عليه هو ملك اليهود ولكن لأن بطرس غدر وأنكر ولعن وأقسم بأنه لا يعرف هذا الشخص .... فاليهود لم يتأكدوا أن المصلوب هو السيد المسيح ملك اليهود .. لدرجة أنهم علقوا على الصليب لوحة تقول أن المصلوب ملك اليهود ... وهذه الأفعال تدل على أنهم لم يتأكدوا أن المصلوب هو نفسه الشخص المطلوب ، لأنهم لم يمتلكوا دليل واحد على أن المصلوب هو السيد المسيح غير المُبلغ فقط ... فهل هذا دليل قاطع ؟
ولو رجعنا إلى قول الله عز وجل : { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ } .. فيجب أن يفهم السادة الذين أضلهم ذكائهم أننا نملك لغة عربية دقيقة جداً في أسلوبها .
فحرف الواو في (((((متوفيك و رافعك ))))) هي واو العطف ... ومن لديه العلم والقدرة لكي يقول أن واو العطف تقضي الترتيب ؟ ... هذا في حدود ثقافتهم الضيقة ، أما اللغة العربية توضح أن واو العطف لا تـُفيد الترتيب .
مثال : حضر (( زيد وعمرو )) .. فهل هنا يوضح من حضر الأول ؟ .. لا ... بل ممكن أن يكون " زيد " حضر الأول ... أو " عمرو " حضر الأول ... أو الاثنين معاً ... إذن واو العطف لا تقضي الترتيب بل الجمع فقط .
وهذا هو سبب بطلان مقولة {{{ الأب والابن و الروح القدس }}} فهذا هو الجمع وكذا لا يقتضي الترتيب ... فيمكن القول {{{ الروس القدس والابن والأب }}}} فما الذي يمنع ذلك .
يا سادة : المسلمين يملكون لغة عربية دقيقة للغاية فاحترسوا .
ولو نظرنا لكلمة " متوفيك " فالوفاة نوعان ... نوم وموت .... كقول الله عز وجل { يتوفاكم بالليل } .... والوفاة غير القتل .. كقول الله تعالى : { أفإن مات أو قتل } 144 آل عمران .
فعلى الرغم من أن الموت والقتل تخرج الروح من الجسد ... ولكن الموت هو خروج الروح بجسد سليم لن يصيبه أذى .. والأذى يأدى إلى أن الروح لا تصلح بالوجود بهذا الجسد كما يحدث في القتل والحوادث المروعة .
ونحن هنا نسأل السادة الجهابذة الذين يدعو أن السيد المسيح هو المصلوب ......
يا سادة : هل اليسوع مات أم قتل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع العلم أن الكتاب المسكين المقدس أقر حالة التعذيب التي تعرض لها المصلوب ... ونحن لسنا بصدد سرد هذه الأحداث الآن ... وكذا طعن المصلوب بخنجر في جانبه من قِبل عسكر من العساكر .
بعد الرد على هذا السؤال عليهم أن يطابقوا ردهم على الآيات القرآنية .
لهذا نجد أن المصلوب قتله اليهود ولم يمت موت طبيعي ... فلهذا ليس المصلوب هو السيد المسيح الوارد في القرآن .
وهذا : إذا كان النصارى يعتقدوا أن (( متوافيك ورافعك )) تعني الصلب ثم الرفع ... فلو تدنى تفكيرنا لهذا المستوى .. فنقول لهم : وهل المصلوب مات أم قتل ؟
ولو تتبعنا الآية التي نحن بصددها نجد قول الحق سبحانه : { وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } ...
والنسبة الأولى هنا هي الشك ، وهو نسبة يتساوى فيها الأمران .
والنسبة الثانية هي اتباعهم للظن ، وهو نسبة راجحة . لقد بدأ الأمر بالنسبة إليهم شكاً ثم انقلب ظناً ... فأين التأكيد الذين أقره القرآن على أن المصلوب هو السيد المسيح ؟
فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون
وينهي الله سبحانه ذلك بعلم اليقين { وما قتلوه يقيناً } . واليقين ينقسم إلى ثلاث مراحل
1)علم اليقين
2)عين اليقين
3)حق اليقين
لنسهل مع بعض فهم هذا الأمر .
عندما يخبرنا واحد من الناس أن جزءا من نيويورك اسمه ( مانهاتن ) . وأن ( مانهاتن ) هذه هي جزيرة يصل تعداد سكانها إلى عشرة مليون نسمة ، وفيها ناطحات سحاب ، وجاء هذا الخبر ممن لا نعرف عنه الكذب فيسمعه من لم ير نيويورك :
* فيصير مضمون الخبر عنده (علماً متيقنا)ً ؛ لأن الذي أخبر به موثوق به .
* وإن جاء آخر ووجه للسامع عن نيويورك دعوة لزيارتها ولبى السامع الدعوة وذهب إلى نيويورك ، هنا تحول الخبر من ( علم يقين ) إلى ( عين اليقين ) .
* وإن جاء ثالث وصحب السامع إلى قلب نيويورك وطاف به في كل شوارعها ومبانيها ، فهذا هو ( حق اليقين ) .
وأسمى نوع هو ( حق اليقين ) وقبلها ( عين اليقين ) ( علم اليقين ) .
لنصل في النهاية أن قول الله عز وجل عن مسألة قتل السيد المسيح عليه السلام : { وما قتلوه يقيناً } يصدقه الذين لم يشاهدوا الحادث ، تصديق علم يقين لأن الله هو القائل .
والذين رأوا الحادث عرفوا أنهم لم يقتلوا ولكنهم شكوا في ذلك ، أما من باشر عملية القتل لإنسان غير السيد المسيح فهو الذي عرف حقيقة اليقين .
والحق هو أن الله عز وجل رفعه كاملاً بالروح والجسد دون أي أذى لأن الله عز وجل هو العزيز الذي لا يغلبه أحد على الإطلاق ، فهو القوي الشديد الذي لا ينال منه أحد ، فإذا كانوا قد أرادوا قتل رسول عيسى عليه السلام ، فالله غالب على أمره وهو العزيز الحكيم .
داعي الله عز وجل أن يهدي من ضل عن طريق الهدى الذي يرضاه الله
والسلام على من اتبع الهدى
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المبي في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 12-08-2010, 12:13 PM
-
بواسطة نجم ثاقب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 18
آخر مشاركة: 01-04-2007, 06:17 PM
-
بواسطة muad في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 16-10-2006, 08:42 AM
-
بواسطة ebn_alfaruk في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-08-2006, 07:20 PM
-
بواسطة م /الدخاخني في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 13-03-2006, 11:49 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات