الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

مشاهدة المواضيع

  1. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    08:13 PM

    افتراضي

    دراسة حول العقل الانساني
    العقل والدين.. دوائر التوحيد والوجودية في التصور الإسلامي
    02/08/2003 د/ فوزي خليل



    معنى العقل ومفهومه:
    من دلالات مادة "عقل" في اللغة كما في لسان العرب: الجامع لأمره، مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها، أُخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حُبس ومنع الكلام. والمعقول: ما تعقله بقلبك. والعقل: التثبت في الأمور. والعقل: القلب، والقلب العقل. وسُمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، وبهذا يتميز الإنسان من سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سئول، وقلب عقول: فهم. وعقل الشيء يعقله عقلا أي فهمه.
    ويمكن القول إن لمقصود بالعقل في التصور الإسلامي أمران:
    أ- الأداة الغريزية في الإنسان التي يدرك بها الأشياء على ما هي عليه من حقائق المعنى، ويسميها بعضهم "العقل الغريزي" فهو الطاقة الإدراكية في الإنسان.
    ب- ما توفره هذه الأداة الغريزية وتلك الطاقة الإدراكية من حصيلة معرفية وخبرة وفكرة ويسميها بعضهم العقل المكتسب فهو نتيجة للعقل الغريزي، وهو ينمو أن استعمل وينقص أن أهمل، وهو ما ذهب إليه الماوردي في الفكر الإسلامي، ويشبه مذهب كانط في الفلسفة الألمانية والذي يتحدث عن العقل المحض (الفطري)، والعقل التجريبي (العملي).
    وينصرف معنى العقل أيضاً إلى "العقل الجمعى" لا عقل الإنسان الفرد فقط، فيكون معناه مجموع الطاقات الإدراكية للأمة والتي يدور حولها فكر الأمة وعلومها وخبرتها، حيث يعتد الإسلام بالقيمة الذاتية للفكر الإنساني باعتباره ناتج عقول الأمة وأهل النهى وأولي الألباب فيها. والتي ترسم مسار الفقه وحركته في التاريخ بين تواصل مع الأصول واجتهاد السابقين من ناحية، وتجديد واجتهاد من ناحية أخرى بما يحقق التراكم الفكري، ويستهدف تطوير حكمة الرؤية المقاصدية والفقهية بل والثقافية الحضارية التي تميز الأمة.
    ضرورة العقل وأهميته في الشرع:
    لقد عُنِيَ الإسلام بالعقل عناية لم يسبقه إليها دين آخر من الأديان السماوية، فتقرأ قاموس الكتاب المقدس، فلا تجد فيه كلمة "العقل"، ولا ما في معناها من أسماء هذه الخاصية البشرية المتفردة التي فُضل الإنسان بها على جميع المخلوقات، لا لأن هذه المادة لم تذكر في كتب العهدين مطلقا، بل لأنها لم يعتد بها فيهما أساساً لفهم الدين ودلائله، والاعتبار به، فلم تتطور علوم حول النص كما تطورت في ظل الفقه والفكر الإسلامي، فلا الخطاب بالدين موجه إليه كما في الإسلام، أو قائم به وعليه، مثلما كان في هدي القرآن التفكر والتدبر والنظر في العالم من أعظم وظائف العقل. ومداخل العقيدة والإيمان.
    أما ذكر العقل باسمه وأفعاله في القرآن الكريم فقد جاء زهاء 50 مرة، وأما ذكر أولي الألباب، أي العقول ففي بضع عشرة مرة، وأما كلمة أولي النهى (جمع نُهية- بالضم- أي العقول)، فقد جاءت مرة واحدة في آخر سورة طه. وهذا دليل على اعتبار العقل ومنزلته في الرؤية الإسلامية، كما نهى الشرع عن الاستدلال بالاعتماد على الظنون؛ لأن الظنون لا تغني من الحق شيئاً، ونهى عن اتباع الهوى وتحكيمه في الاستدلال بالنصوص.
    وترجع أهمية العقل إلى الآتي:
    1- بالعقل ميز الله الإنسان؛ لأنه منشأ الفكر الذي جعله مبدأ كمال الإنسان ونهاية شرفه وفضله على الكائنات، وميزه بالإرادة وقدرة التصرف والتسخير للكون والحياة، بما وهبه من العقل وما أودعه فيه من فطرة للإدراك والتدبر وتصريف الحياة والمقدرات وفق ما علمه من نواميسها وأسبابها ومسبباتها، فيعلو ويحسن طواعية والتزاما بالحق، وينحط ويطغى ويفسد باجتناب الحق واتباع الهوى... فالعقل الإنساني أداة الإدراك والفهم والنظر والتلقي والتمييز والموازنة بين الخير والنفع والضرر، وهو وسيلة الإنسان لأداء مسئولية الوجود والفعل في عالم الشهادة والحياة. والعقل بما أُودع من فطرة إلى جانب أنه الوسيلة الأساسية للإدراك فإنه يحوي في ذاته بديهيات المعاني والعلاقات بين الإنسان والحياة والوجود والكائنات، ويبني عليها منطقه ومفاهيمه الأساسية في هذا الوجود؛ ولأنه مناط تشريف وتكليف فهو مناط حساب ومسئولية.
    2- العقل الإنساني وقدرته على الإدراك والتمييز والتمحيص هو وسيلة الإنسان إلى إدراك فحوى الوحي ووضعه موضع الإرشاد والتوجيه لعمل الإنسان وبناء الحياة ونظمها وإنجازاتها بما يحقق غاية الوحي ومقاصده. فبغيره لا يتم تنزيل النص على الواقع، والعقل ابتداء يميز بين الوحي الصحيح، وبين الدجل والخرافة والكهانة الكاذبة. فكما أنه وسيلة الإنسان إلى الفكر الصحيح والعلم النافع فهو وسيلته قبل ذلك إلى الهداية وإلى الإيمان بالوحي ورسالات السماء.
    3- كذلك فإن العقل بما يملك من طاقات إدراكية أودعها الله فيه ذات دور مهم في الاجتهاد والتجديد إلى يوم القيامة؛ وذلك بالنظر إلى انقطاع الوحي، فالعقل له دور في استـقراء الجزئيات والأدلة التفصيلية التي يجمعها مفهوم معنوي عام، باعتباره مبنى من مباني العدل، وهى الأصول الكلية، والقواعد العامة التي تستـشرف مقاصد ومصالح إنسانية مادية ومعنوية يعبر عنها بالحاجات والمطالب، والعقل يرد الفروع والجزئيات التي تنزل في الواقع، وليس لها نص إلى الأصول والكليات المنصوصة من خلال ما عُرف بالقياس وغيره. والعقل يقيم النظم والمؤسسات التي يتذرع بها لتحقيق هذه الكليات والأصول والقواعد العامة في الواقع المتغير، وإلا فإن هذه الكليات والأصول من حيث ذاتها لا تحقق لها في الخارج إلا عن طريق تلك النظم التي يؤسسها النظر العقلي. ومن ثم كان العقل أداة وصل الدين بقضايا الواقع.
    4- العقل مناط التكليف بخطاب الشارع طلباً أو كفًّا أو تخييراً أو وضعاً؛ لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال، فالمجنون، والصبي الذي لا يميز، يتعذر تكليفه؛ لأن المقصود من التكليف كما يتوقف على فهم أصل الخطاب، فهو يتوقف على فهم تفاصيله. إذن فعماد التكليف العقل؛ لأن التكليف خطاب من الله ولا يَـتلقى ذلك الخطاب إلا من يعقل ويدرك معناه.
    وهكذا تبدو ضرورة العقل وأهميته المصلحية بوصفه أصلاً من أصول المصالح التي بدونها لا مجال لوجود الإنسان ولا لحياته الاجتماعية من بقاء، كذلك بدون العقل لا يوجد مجال للتلقي عن رسالة الوحي بوصفها مصدراً للمعرفة والعلم والتوجيه، ولا مجال لمسئولية الخلافة الإنسانية وإعمار الكون دون وجود العقل وإعمال دوره ووظيفته في الفهم والإدراك والتمييز بين المصالح والمفاسد، ومن هنا كفلت الشريعة أحكام حفظه باعتباره كياناً وجودياًً في الإنسان، وضابطا لدوره ووظيفته في الكون.
    قواعد الشريعة في حفظ العقل:
    ومن هذا المنطلق يأتي منظور الشريعة في حفظ العقل، سواء من جانب الوجود ابتداء بتحصيل منفعته أو من ناحية درء المفاسد عنه أو المضار اللاحقة به.
    فأحكام حفظ العقل من ناحية الوجود، هي الأحكام التي تقيم أركانه وتثبت قواعده بحيث تثمر منفعته فكراً مستقيماً وعلوماً نافعة ومعارف صالحة تمكن الأمة من تحقيق مفهوم "الاستخلاف" في الأرض وعمارة الكون والحياة. ومن هنا شرع طلب العلم والتفكر والنظر والتدبر، وليس هناك دليل أسطع من افتتاح الله كتابه الكريم وابتدائه الوحي بهذه الآيات التي تأمر مرتين بالقراءة على الإطلاق دون تقييد بمقروء مخصوص، وتذكر مادة العلم على إطلاقه أيضاً ثلاث مرات، قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
    وآيات القرآن التي تحث على العلم والنظر في آيات الله في الكون، والتفكر فيها بما يعمق الإيمان بالله أكثر من أن يتسع لها السياق هنا.
    إن الإنسان يزداد عقلاً وتهذيباً وصقلاً بازدياد المعارف والعلوم. فيشير ابن خلدون إلى أن النفس الناطقة للإنسان إنما توجد فيه بالقوة، وأن خروجها من القوة إلى الفعل، إنما هو بتجدد العلوم والإدراكات عن المحسوسات أولا، ثم ما يكتسب بعدها بالقوة النظرية إلى أن يصير إدراكاً بالفعل، وعقلاً محصناً، فتكون ذاتا روحانية وتستكمل حينئذ وجودها، فوجب لذلك أن يكون كل نوع من العلم والنظر يفيدها عقلاً فريداً، والصنائع أبداً يحصل عنها وعن ملكتها قانون علمي مستفاد من تلك الملكة، فلذلك كانت الحنكة في التجربة تفيد عقلاً، والملكات الصناعية تفيد عقلاً، والحضارة الكاملة تفيد عقلاً، ومعاشرة أبناء الجنس، وتحصيل الآداب في مخالطتهم، ثم القيام بأمور الدين واعتبار آدابها وشرائطها، وهذه كلها قوانين تنتظم علوماً، فيحصل منها زيادة عقل.
    وهكذا فإن مفهوم العلم -في الرؤية الإسلامية- الذي يفيد زيادة عقل، مفهوم شامل يتغيا معرفة الله والتقرب إليه، بما يحقق مهمة الخلافة في الأرض، وعمارة الكون والحياة، سواء كانت هذه العلوم نابعة من كتاب الله المقروء ممثلاً في القرآن الكريم أو نابعة من قراءة كتابه المنظور ممثلاً في الكون وسننه الطبيعية.
    أما تدابير حفظ عقول الأمة من ناحية ما يدرأ عنها الخلل الواقع أو المتوقع فيتمثل في موقف الإسلام من صور الغلو والانحراف الفكري. والفكر قد يكون مجرد رأي وصل إليه العقل بطريقة أو بأخرى، وقد يكون عقيدة عند الاقتناع به وتحرك الوجدان نحوه، وانفعال النفس به انفعالا يظهر أثره في القلب والسلوك، ومن الانحراف في الرأي التعصب لحكم اجتهادي ليس له دليل قاطع في ثبوته أو دلالته. ومن الانحراف في العقيدة إنكار وجود الإله الخالق، وكذلك الغلو في الإيمان بوجوده، غلوا يتنافى مع ما يجب له من الجلال والجمال.
    فأخطر أنواع الانحراف هو انحراف الفكر والبعد به عن القصد إفراطاً أو تفريطاً، ذلك أن السلوك نابع منه ومتأثر به، ولهذا كانت العناية بتقويم الفكر وتصحيح الاعتقاد هي أول نقطة في أي برنامج من برامج الإصلاح التي جاء بها الأنبياء، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". والقلب أحد معاني العقل كما سبق.
    والانحراف الفكري ينتج عن خلل في البناء الفكري، وهذا الخلل قد يعود إلى الأمور الآتية أو إلى أحدها:
    1-الجهل بأصول التشريع: الكتاب، السنة، الإجماع، القياس، أو الإعراض عن الأخذ بهذه الأصول أو إحداها، مثل من سموا أنفسهم بالقرآنيين الذين لا يرون في غير القرآن حجة، وينكرون حجية السنة.
    2-الجهل بمناهج التعامل مع هذه الأصول، كالجهل بمآخذ الأدلة وأدوات الاستنباط أو الجهل باللغة العربية -لغة الوحي- وأساليبها، وإجمالاً بمنهج تحليل نصوص الوحي واستنباط الحكم منها.
    3-وجماع الأمرين السابقين صدور الاجتهاد من غير أهله مع الجهل بمقاصد الشريعة والمصالح المعتبرة شرعاً.
    والانحراف الفكري والعقائدي كانت له آثار سياسية خطيرة في الممارسة السياسية في التاريخ الإسلامي ارتبطت بالموقف من النظام السياسي والقيادة السياسية، وعرفت فقهاً بقضية الخروج على الحكام، وتكفير المجتمع، وكانت قضية الإمامة هي المركز الذي استقطب أصحاب هذا الفكر في أول خلاف سياسي في تاريخ الإسلام ممثلاً في فكر الخوارج والشيعة. وظاهرة الانحراف والغلو الفكري لبعض تيارات لصحوة الإسلامية تعود في بعض أسبابها إلى الخلل في البناء الفكري والمنهجي، الذي أدى إلى كثير من السلبيات والمواقف التي تـتـناقض مع المقاصد والمصالح الشرعية العامة للأمة.
    درء تعارض العقل والنقل:
    بين حفظ الدين وحفظ العقل في التصور الإسلامي ارتباط وثيق، لما لهما من أهمية عظمى في حياة الأمة وكيانها العقيدي والفكري والسياسي. وإذا كانت الفلسفة الغربية قد وضعت الفكر الوجودي الذي يبحث في جوهر الإنسان وغاياته وتحققه في هذا الوجود كمنهج عقلي "تحرري" في مواجهة الدين فإن رؤية التوحيد الإسلامية والتي ينبثق عنها مفهوم الاستخلاف تربط بين التوحيد والوجود، وبين العقل والتقل، وبين الإنسان والكون في علاقة مركبة لا تناقض فيها ولا تعارض مع خالقه، بل تتكامل المفاهيم وتتضافر من أجل "تحرير" الإنسان من عبودية الطبيعة أو ألوهية الهوى والمنفعة المادية الضيقة التصارعية بسبيل أفق رحب يجعل الإنسان سيد في الكون وخليفة لرب هذا الكون، ويجعل العلاقات بين البشر أصلها التعارف، والتدافع الخلاق، هذا الرب الذي يبين النص القرآني أنه علم آدم الأسماء كلها وعلَّمه ما لم يكن يعلم، في مقابل تصورات الإله في التراث الغربي القديم التي يصارع الرب فيها الإنسان، ويحتكر المعرفة، ويسعى لمنع الإنسان من الحصول على شعلتها المقدسة، أو تصورات الرب في العهد القديم التي يخشى الرب فيها من اتحاد البشر وقوتهم فينزل ليبلبل عليهم ألسنتهم (من هنا اسم مدينة بابل في رأي بعض المؤرخين)، أو تحتكر المؤسسة الدينية أسراراً، مثل سر العقيدة، أو سر طقوس العبادة، أو سر عقد الزواج -بوكالة عن الله- فلا تتاح تلك الأسرار للإنسان المؤمن بل يستأثر بتلك المعرفة سلك رجال الدين كوسيط بين الله والبشر.
    وما بين الدين والعقل علاقة ارتباط وثيقة العرى وهي علاقة وظيفية متبادلة تتعلق بدور العقل في فهم وتطبيق الوحي، ودور الوحي في توسيع مدارك ومدارات العقل ومصادر معرفته، وإساءة فهم هذه العلاقة أو القصور في فهم أبعاد ودور كل منهما ونطاقه يولّد انحرافا في التفكير والاعتقاد والسلوك.
    فلو تخيلنا دائرة مركزها الإنسان، ونهايتها ملكوت السماوات والغيب، فإننا نجد ثلاث دوائر لوسائل العلم والمعرفة )بعد دائرة الوجدانيات والحدس).
    الأولى: دائرة الحواس، وهذه تختص بإدراك الأعراض الحسية في عالم المشاهدة والمادة.
    الثانية: دائرة العقل التي تبدأ من حيث تنتهي دائرة الحواس، حيث يقوم العقل بعملية الربط بين الجزئيات بعد تلمس العلل والأسباب، ويأخذ من تلك الجزئيات كليات مجردة عن المادة، وبهذا تكون الدائرة الأولى مقدمة للدائرة الثانية.
    الثالثة: دائرة الوحي وهي المحيط الذي لا شاطئ له ولا يعلم مداه إلا الله، ولا يستطيع العقل أن يجاريه في الغيب المجهول، ولكن يكون مسترشداً به ومتبعا لهدايته وإشاراته في إدراك الحقائق الغيبية؛ لأن العقل محدود، وله مدى لا يتعداه، وبالتوازي مع ذلك فإن العقل من جهة أخرى وسيلة إدراك خطاب الوحي، وأساس الإلزام بتكاليف الشريعة وأحكامها ولذلك فإن عدم العقل يسقط التكليف والمخاطبة بالوحي، كما أننا نجد كثيراً من جزئيات الوحي يقوم العقل بربطها بكليات عامة عن طريق الإلحاق والقياس. ولكن الوحي حاكم، والعقل محكوم في مجال التشريع واعتبار المصالح؛ لأن العقل لا يستقل وحده بإدراك أحكام أو تقدير المصالح والمفاسد أو معرفة الحسن والقبيح دون هدي من وحي أو إرشاد من سنة النبي، أو اجتهاد ينبني على فقه عميق بهما.
    يقول الإمام الشاطبي: "إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكـون متبوعـا، ويتأخر العقل فيكون تابعا، فلا يسرح العقل في مجال النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل".
    ومن هنا فإن الاعتداد بالوحي ظاهراً دون إعمال العقل، أو الاعتداد بالعقل وتقديسه وتقديمه على الوحي أوقع كثيرا من الفرق الإسلامية في الصراع والنزاع، سواء كان ذلك بين أهل السنة والاعتزال أو بين أهل الشريعة وأهل الفلسفة، أو بين أهل التصوف وغيرهم، أو بين أهل الرأي وأهل الحديث... الخ، ويمكن اعتبار تصور العلاقة بينهما أحد محاور تصنيف مدارس الفكر والفقه والتأريخ لها في مسيرة العقل المسلم منذ عهد الصحابة وحتى اليوم.
    ويلاحظ القارئ لكتاب الله كثرة ورود وذكر الوظائف العقلية في القرآن من التدبر والتفكر والنظر والتعقل، وأهل هذه العمليات العقلية الذين هم أولو النهى وأولو الألباب، والحث على النظر في خلق السماوات والأرض وما فيهن من آيات الله الدالة على حكمته وقدرته وأن تعطيل هذه الوظائف وإهمالها سبب عذاب الآخرة، يقول تعالى على لسان هؤلاء: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (سورة الملك:10)0
    فالدين والعقل أصلان من أصول العقيدة، وبهما تُقاس مصالح العباد، ويعرف ما ينفع الناس، ويتعلقان بالكيان الحضاري للأمة، ومنطق فكرها ورؤيتها للكون والحياة بين الأمم والملل، وقد وضعت الشريعة أحكام المحافظة عليهما، كما كفلت الشريعة حفظ الحواس باعتبارها من مصادر العلم والمعرفة التي ذكرها القرآن الكريم، ورتب الشرع مسائل وأحكام حفظ الأنفس، وحفظ الجسد، واحترامه واعتبار حاجاته وغرائزه وتنظيمها، فلا ازدواج أو تعارض بين عقل ووحي، ولا بين جسد وروح، ولا بين عقيدة ومنافع الناس، ولا بين حقوق الفرد وحق الجماعة، ولا بين الخصوصية ومسئولية التضامن الجماعي، ولا بين دين ودنيا، ولا بين دنيا وآخرة.
    تصورات الديـن وتصورات العقل:
    ربما كان الحديث في منزلة العقل في الإسلام ينبغي أن يبدأ بتعريف الدين في التصور الإسلامي، فليس الدين محض شعائر روحية، ولا هو أساطير موروثة وخرافات مروية، ولا هو قيد على العقل يسلم الإنسان لمؤسسات وكهنوت وسلطة مؤسسية، ليس الدين هذا ولا ذاك كي يوضع في مواجهة العقل فتصبح "العقلانية اللادينية" شرط التنوير والنهضة والتقدم، بل الدين في الرؤية الإسلامية يطلق على رؤية الوجود والمعرفة والذات والمآل التي تنتظم في تصور أيًّا كان هذا التصور، فلا يستغني مجتمع عن تلك المنظومة لإدارة شئونه، ولا ينفك إنسان عن تصور ما لهذه الأبعاد، سواء أكان دينا اتبعه أو تصورا وضعيا اعتنقه.
    ومن اللافت أن القرآن أسمى الكفر ديناً، أي أن الدين هو وصف لرؤى الحياة والعالم التي يتبناها فرد أو جماعة أيًّا كان المصدر، وبغض النظر عن ملامح ومضمون هذه المنظومة. ففي سورة الكافرون – الآية 6 يقول تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ". وقال تعالى في سورة آل عمران-الآية 85: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
    وفي الختام فإن من حكمة الله أن جعل هدف رسالات الأنبياء كلها هي تبليغ الحق والدعوة إلى "الإسلام"، وهي تسمية بمصدر أسلم إذا أذعن ولم يعاند، والإذعان اعتراف بحق لا عن عجز بل تسليم بعد بحث ونظر وتعقل، ثم هو إرادة حرة في القبول مصداقاً لقوله: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ومصداقاً لدعاء الرسول الذي يجعل العقيدة والإيمان متأسساً على "الرضا" بالله ربًّا وبالإسلام ديناً، وفي المقابل يصف القرآن الإصرار على الكفر رغم البينات ورغم "عقلانية" الرسالة وقابليتها للفهم والتدبر بأنه كبر واستعلاء يورث صاحبه الذلة والخسران يوم القيامة.


    http://www.islamonline.net/arabic/ma...rticle02.shtml


    دراسة من كتاب حول مفهوم العقل والقلب في القران والسنة

    تأليف: الدكتور الشيخ محمد علي الجوز
    الناشر: دار العلم للملايين، بيروت 1980م، 304 صفحة.
    د. محمود الذوادي




    ظهر كتاب "مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة" في المكتبات العربية منذ 1980. ولعله حظي بنشر أكثر من مراجعة وتقويم لأفكاره في المجلات العربية. ومع ذلك يبقى محتوى الكتاب مرشحاً لمراجعات جديدة في الأمد القريب على الأقل. فمن جهة، إن مقولة الكتاب الأساسية لها علاقة وثيقة بموضوعات الساعة في ميادين البحث العلمي. فالبحوث في طبيعة العقل ونشاطاته والغوص في آليات الذكاءين الإنساني والاصطناعي وتتصدر اليوم أحدث قائمة البحوث التي يقوم بها العلماء المختصون في المجتمعات المتقدمة1. هل للحاسوب Computer أو الإنسان الآلي Robot عقل مفكر مثل الإنسان؟ هل سوف يبقى عقل بني البشر متفوقاً على برمجة الآلات الحديثة ذات الذكاء الاصطناعي في ميادين استعمال الرموز الثقافية مثل اللغة والعلم والفكر والقيم والمعايير الثقافية...؟ هذه التساؤلات ما هي إلا نزر جد قليل من الأسئلة المشاهدة التي تطرحها علوم الدماغ/العقل وبحوث الذكاءين الإنساني والاصطناعي. هناك إجماع اليوم بين الباحثين على أن الذكاء الاصطناعي يتصف بالبدائية والبساطة وذلك مقارنة بالذكاء الإنساني الذي يتميز بمستوى رفيع ومعقد من القدرة الذكائية.
    ومن جهة أخرى فالكاتب يعرض رؤية مختلفة عما هو متعارف عليه اليوم في البحوث حول ظاهرتي التفكير والذكاء. فبينما يرجع العلم الحديث هاتين الظاهرتين إلى بنية المخ/العقل، يرى القرآن أن عمليات الذكاء والتفكير والعقلانية هي حصيلة التفاعل وتعاون بين العقل والقلب.
    إنّ الخلاصات التي توّصل إليها مؤلف هذا الكتاب حول العلاقة بين القلب والعقل ذات أهمية خاصة بالنسبة للعلماء المسلمين وغير المسلمين المعاصرين على حد سواء. فمن ناحية يرى الجوزو أن لفظة القلب ليست مرادفة تماما لمفردة العقل كما ذهب إلى ذلك الفقهاء والعلماء المسلمون الأوائل. ففي نظره، لو كان الأمر كذلك لكان العكس أيضاً صحيحا، أي أن العقل هو القلب. ومن هذه الرؤية يصبح العقل مصدرا للمشاعر والأحاسيس والعواطف البشرية. إن في مثل هذا الاعتقاد كثيرا من الخلط في نظر الكاتب؛ فالقرآن والسنة يؤكدان أن هناك تشابها بين العقل والقلب على مستوى ما يمكن أن نسميه بجبهة التفكير. إذ أن القلب يشارك العقل في عمليات التفكير. وفضلاً عن ذلك تظل المشاعر والعواطف من سمات القلب المميزة له.
    ومن ناحية أخرى، يميل العلم الحديث إلى القول بالقطيعة بين القلب والعقل. فوظيفة القلب، بالنسبة للعلم، تنحصر أساساً في دوره في ضخ الدم في جسم الإنسان، فأدبيات العلم الحديث لا تكاد تذكر أي شيء عن المقدرات المعرفية والإدراكية للقلب، فالمخ البشري الذي هو وعاء العقل2 صاحب سلطة شاملة في نظر العلم الحديث. ففي المخ يكاد يوجد كل شيء من أفكار ومشاعر وعواطف وإحساسات بشرية، كلها تخضع لتأثير المخ المهيمن.
    وهكذا يتضح أن موقف العلم الحديث من علاقة القلب والعقل لا ينسجم مع رؤية القرآن والسنة لهذه العلاقة. فبينما ينحو العلم الحديث إلى الفصل بينهما، يؤكد القرآن والسنة على وجود وحدة وتميز بينهما في الوقت نفسه. ومن ثم يصعب التوفيق بين هاتين الرؤيتين إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
    في القرآن يمثل القلب والعقل كينونتين. ففعل عقل يرد تسعاً أربعين مرة في القرآن بصيغ مختلفة. أما مفردة القلب (أو قلب) فيأتي ذكره مائة واثنين وعشرين مرة. ورغم ذلك فالقرآن لا يرى ضرورة القطعية بينهما. بل يؤكد واقع الالتقاء بين العقل والقلب. ولعل أكثر آيات القرآن تعبيراً عن ذلك الآية السادسة والأربعون من سورة الحج: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج:46). يمثل القلب هنا تلك القوة التي تقف وراء العقل ولا نستطيع تحديدها تحديدا مادياً. إنها البصيرة. فالقلب هنا يرى الوجود بعين البصيرة لا بعين البصر ويدرك الحقيقة إدراكاً من الداخل لا من الخارج أو الظاهر. وبتعبير العلم الحديث فكسب رهان الحقيقة ويتطلب رؤية مركبة ومعقدة للأشياء. فالإمساك بإيمان مطمئن لا يكفي فيه التوكل على سلطان العقل وحده بل يحتاج فيه المتعطش إلى نور اليقين إلى هدي القلب. فبصيرة القلب وعقلانية العقل مستويان ضروريان للمجتمع باليقين. ومن ثم لا يمكن للرؤية القرآنية إلا أن تدعو إلى التواصل والتعاون بين العقل والقلب في مثل هذا النوع الرفيع المستوى في دنيا المعرفة الإنسانية.
    وللمرء أن يتساءل هنا: هل من سبيل إلى تقريب الرؤية العلمية من الرؤية القرآنية/السنية بخصوص العلاقة الرابطة بين القلب والعقل؟
    نحن نرى أن القيام بذلك مسألة ممكنة وكل ما يتطلبه الأمر من العلوم الحديثة هو أن تتبنى بجدية دراسة مدى تأثير القلب على الأنشطة المعرفية والذهنية والعقلانية والعاطفية.. التي ترى الرؤية العلمية التقليدية أن أحداثها تجري داخل حدود الدماغ/العقل لا غير. إن ما ينبغي استقصاؤه هو درجة التأثير التي يمكن أن تكون للقلب فيما يجري داخل المخ البشري الذي يفترض أن يكون تأثيره تأثيراً شموليا مهيمنا.
    فلو أمكن التأكد علميا من وجود التواصل والتبادل والتعاون بين القلب والعقل، فان أمر تجاوز الاختلاف بين موقف القرآن/السنة والعلم الحديث لا يصبح واردا فحسب، وإنما ستصبح فرص التعاون بين الطرفين قوية بحيث يتعزز رصيد المعرفة في هذا الميدان الذي لا يزال مهملاً إلى حد كبير في مجال البحوث في الدماغ/ العقل والذكاءين الإنساني والاصطناعي.
    إن تكامل القلب والعقل والتقاءهما في رؤية القرآن والسنة يمكن إبرازهما في النقاط التالي: فالعقل يسمح للفرد بالتفكر في الطبيعة والحياة والإنسان، ومن ذلك يستنتج أدلته على وجود الخالق. فيسعى إلى كسب رهان العقيدة واليقين. أما القلب فيقوم أساسا بالشيء نفسه لكن بأسلوب تفكير مختلف، فهو يستند إلى الوجدان العميق والبصيرة النفاذة. إن هناك اختلافا في الأدوار بين الإثنين. فالعقل يجمع المعلومات وينظمها ويستنتج منها ما يمكن أن يساعده على تحسين رصيد معرفته. أما القلب فهو يدرك هذه المعلومات إدراكاً باطنياً ووجدانياً قد يكون العقل عاملا مساعدا فيها أو قد يكون جزءاَ لا يتجزأ من القلب، يندرج تحته ويكون العقل في خدمته، لأن المعرفة الحقيقة هي معرفة القلب" (275).
    وبعبارة أخرى، فالعقل تأمل وإدراك والقلب إحساس ويقين وفهم عميق. فالقلب يختلف إذن، في القرآن والسنة، اختلافاً بينا عن العقل. إن القلب هو عبارة ملهم، إنه عقل مبصر. فلعله أهم حواس الإنسان جميعا؛ فبصلاحه يصلح الإنسان.
    فالقلب إذن بمثابة (الرادار)؛ فهو الذي يراقب سلوك الإنسان ويرسم له الخطي التي ينبغي عليه إتباعها. وعندما يتعرض هذا (الرادار) إلى عطب، فإن وقع الإنسان في مطبات الانحراف والغي يصبح أمرا يسيرا. فالقلب ليس بالعقل الآلي (الميكانيكي) الذي يتلقى المعلومات من العالم الخارجي وينظمها ويصوغ نتائجها في معادلات حسابية جافة.
    ويخلص صاحب الكتاب من تحليله لعلاقة القلب بالعقل في القرآن والسنة إلى هذه الملاحظات: "لذلك يبدو العقل في القرآن فذا فريدا في نوعه، عندما يستخدم التعبير بالقلب إلى جانب فعل العقل، ليؤكد أن الإنسان ليس عقلاً جامداً فقط، بل هو عقل وقلب أو هو قلب يعقل، يحس، يشعر، يتأثر ويدرك. إن هذا المزج بين التعبيرين يشكل ظاهره فريدة تختلف عن غيرها كل الاختلاف، وتعطي للعقل في القرآن بعدا جديدا يجمع بين العقل الظاهر والعقل الباطن وبين التفكير والشعور الوجداني" (ص 279).
    إن إعطاء القرآن قدرة التعقل للقلب يسحب بساط الهيمنة من تحت أقدام العقل الذي أسند إليه العلم الحديث سلطة التعقل كاملة لا يشترك فيها معه أي عضو آخر من كينونة الإنسان. فالرؤية القرآنية تقلل بهذا الاعتبار من وزن احتكار المقدرة التعقلية عند عقل الإنسان. فالقرآن يقوم بتوزيع جديد للطاقة التعلقية بين القلب والعلق، ويتحيز القرآن في نهاية الأمر لصالح القلب وذلك لانفراده بالعمل التأليفي بين شيء من الشعور وشيء من التعقل في الوقت نفسه. فالقلب في نهاية المطاف هو عقل متوازن. وهذا ما يمثل أكبر تحد للقائلين بالذكاء الاصطناعي حاضراً ومستقبلاً3.
    http://eiiit.org/article_read.asp?articleID=285


    اثبات ان للقلب علاقة بالعقل
    كلمات حول العقل ومكان وجوده وهل له حقيقة ؟؟؟؟


    لقد كنت أتصفح أرشيفي هذا الصباح وأفهرس المضامين فمماوجدت في أرشيفي هذا الموضوع
    فأحببت طرحه على الإخوة والأخوات منتظرا إجابة المختصين والمهتمين

    لا مكان للعقل..هكذا قال لي أحد الإخوة الباحثين بعد طول بحث

    وقال آخر بل مكانه الدماغ
    وقال آخر بل القلب
    وذلك بعد مقدمة قلتها في إحدى دوراتي وهي : لا تسألوا أحبتي عن مكان العقل الواعي ولا عن مكان العقل اللاواعي

    ويبقى السؤال
    فيا ترى العقل.. ما هو, وأين يوجـد..؟!
    هل نملك تعريفا صريحا للعقل..؟
    وهل يمكننا نعرف مكانه بدقة (إذا كان له مكان ثابت)..؟!
    أيمكن أن يكون هناك تعريفا للعقل، وهو مما لا يمكن إدراكه....

    فهو عند اليونانيين: [مقياس لذاته, وهو سند يقينه, فلا حاجة للتدليل على صـدق قضاياه إلى أدلة خارجة عن دائرة ذاته, وهو وحده كاف لتحصيل العلوم والمعارف في شتى أشكالها وضروبها].
    هو شئ لا مادة له..

    يقول أحدهم: [العقل ليس شيئا قائما في البدن له كيانه المستقل وطبيعته المتميزة, وإنما هو مجموعة من الاستعدادات للسلوك إذا توافرت ظروف معينة].
    *
    وهناك مَـن يقول: [العقل هو أحد أعضاء الجسم التي يستعملها الإنسان للسير في موكب الحياة, وليس هو الذي يدبر أمورهم ويحكم تصرفاتهم].
    أكان يعني المخ..
    ولكن
    [العقل ليس هو المخ, العقل شئ آخر لا مادة له].
    *
    اختلفوا في معرفة ماهيته، وعلى الرغم من ذلك حاولوا تحديد مكان له..
    كيف، لا أعلم..
    قالت طائفة من الفلاسفة: [إن العقل محله الدماغ, لأنه محل الحس],

    وقالت طائفة أخرى:[إن العقل محله القلب, لأن القلب معـدن الحياة ومادة الحواس]


    هل الدماغ والقلب هما فقط الأماكن المحتملة للعقل..؟!

    علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" قال في صفيـن: [العقل في القلب],

    وقال"أبو الليث" في قوله تعالى:{لمن كان له قلب}: [أي عقل يتدبر به, فكنى بالقلب على العقل لأنه موضعه, [أنه في القلب],
    وقال بعضهم: [القلب محل النفس والعقل والعلم والفهم والعزم]

    وذكر أهل التفسير: القلب في القرآن على ثلاثة أوجه: أحدها:القلب: الذي هو محل النفس. {ولكن تعمى القلوب التي في الصـدور}. والثاني: الرأي. {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}. والثالث: العقل. {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}.
    *
    [جاء العلم الحـديث ليقول بأن العقل في القلب. وذلك أن المكان الذي تذهب إليه كل خبرة أو تجربة هو القلب لا المخ, ففي التسعينات اكتشف علماء علم القلب العصبي عقلا في القلب يتكون من 400.000 خلية عصبية من مختلف الأنواع إضافة إلى شبكة معقـدة من المرسلات العصبية والبروتينات والخلايا المساعـدة, وتؤدي هذه الشبكة عملا مستقلا عن الـدماغ وشبكة الاستقبال في القلب هي جهاز عصبي مستقل ولها اتجاهين يوصلها بالمخ ومع كل خفقـة للقلب يتدفق شلال عصبي يطـلق خلايا عصبيـة من القلب لترسل فورا إلى المخ عبر العصب الشوكي. إن الإشارات العصبيـة على مواقع الإدراك والانفعال ومناطق العاطفـة(وصـدق من أشار إلى شخص ما لم يستسغه يقول: لم يرتح له قلبي). فالقلب له تأثير على قبول هذا الشخص أو ذاك من خلال تلك الإشارات المتجهــة إلى العقل ويتصل القلب بالمخ من خلال رسول كيميائي في النظام الهرموني للجسـد وبرمز له بهرمون التوازن. والجهاز العصبي يتحكم إلى حـد كبير في سرعة ضربات القلب زيادة أو نقصانا وفي قوتها وشـدتها أو اتئادها وخفوتها)].
    ربما لأجل هذا قال أبو القاسم الشابي:

    أراك فتخفق أعصاب قلبي ********* فتهتز مثل اهتزاز الوتر

    يقول العلم الحديث: بأن المكان الذي تذهب إليه كل خبرة أو تجربة هو القلب لا المخ..
    فهل يعني هذا أنه بعد عملية زراعة قلب أحدهم في صدر شخص آخر ستنتقل كل خبرة ذلك الشخص إليه وتمحى جميع خبرته..؟!


    هل سيحب الأشخاص والأماكن الذين أحبهم الشخص صاحب القلب الذي تمت زراعته..؟!

    لم أقتنع تماما بأن العقل في القلب..

    قال أحد العلماء: (أن العقل ليس في القلب ولا في الدماغ، العقل في مكان أقرب ما يكون إلى القلب ويتصل بالقلب والعقل بروابط من نوع ما)
    ربما يكون هذا القول أقرب إلى الصحة لو أننا تذكرنا قصة تلك الفتاة التي زرع في صدرها قلب طفلة تعرضت للاغتصاب من قِبل شخص لم يتم القبض عليه لعدم معرفة مواصفاته من تلك الطفلة المغتصبة.. وحين زرع القلب في صدر الفتاة أصبحت تزورها كوابيس بصفات ذلك المجرم ومن خلال المواصفات التي أعطيت للشرطة تم القبض عليه وكان هو مغتصب الطفلة
    (نقلا بتصرف من إحدى مقالات فهد عامر الأحمدي – جريدة الرياض)
    قد تعني هذه القصة أن الفتاة لم تلغى خبراتها وتكتسب خبرات الطفلة
    لكنها استطاعت التعرف على بعضا من ملامح تجربة عاشتها تلك الطفلة
    ألأنهم أثناء الزراعة أخذوا ذلك الجزء القريب من القلب والمرتبط به (الذي يقال أنه العقل) ولأنهم لم يأخذوا ذلك الجزء المرتبط بالدماغ لم تفهم الفتاة القصة كاملة، بل فهمت جزءا منها؛ لأنها أخذن جزءا من الروابط ولم تأخذ الروابط كلها..!!
    ربما..
    *
    ذكر أحدهم قبل قليل أن: [العقل ليس هو المخ, العقل شئ آخر لا مادة له].
    وذكر العلم الحديث أن قشرة المخ هي الجزء المختص بعمليات التفكير والاستنتاج, وهناك من قال: [إن العقل ما هو إلا ملكة الإدارة والإدراك والاستنتاج والحافظـة والذاكرة].
    أيعني هذا أن العقل قد يكون موجودا في قشرة المخ؟!
    قرأت ذات مرة: [إن عقول الكائنات الحية, ومنها عقل الإنسان تتصل بعالم الواقع عن طريق العقـد العصبية المتصل أولها بالعقل والتي مركزها أبسط حيز في الدماغ والمنتهي آخرها في البشرة ذات الاتصال بالواقع].
    أبسط حيز في الدماغ هل تعني قشرة المخ..؟!
    وهناك إشارة إلى عقول الكائنات الحية الأخرى، غير الإنسان..
    إذن حين نقول: إن الله ميزنا عن بقية المخلوقات بالعقل
    فهذا القول ليس دقيقا بما يكفي
    لأن بقية الحيوانات – تلك – تملك عقلا
    لكن تميزنا عنها قد يكون باختلاف هذا العقل
    واختلافه قد يرجع إلى أن العقل ما هو إلا: [ ملكة الإرادة والإدراك والاستنتاج والحافظـة والذاكرة].
    إذن، الاختلاف الذي بين عقل الإنسان وبقية الحيوانات راجع لاختلاف تلك الملكات
    فالحيوان يملك إرادة، إدراك، استنتاج، حافظة وذاكرة
    لكن كل تلك الملكات لديه تختلف بدرجات معينة عن الإنسان
    لذا كان عقل الحيوان مختلفا عن عقل الإنسان
    وربما تلك الملكات هي السبب في اختلاف عقول الناس
    فنحن دوما نقول: (فلان عقله كبير، ... )
    فهل نعني أن إرادته أكبر من غيره..
    أم إدراكه أو استنتاجه
    أو حفظه وذاكرته
    أم أننا نعنيها جميعا
    أم أننا لا نستطيع التمييز أيها أكبر..؟!
    *
    يقولون أيضا: (دماغ الرجل يختلف عن دماغ المرأة، وقلب الرجل يختلف عن المرأة)
    تحدثت عن الدماغ والقلب على اعتبار أنهما المكانين الذين رجحهما العلماء والفلاسفة أن واحد منهما مكانا للعقل – كما ذكر سابقا-
    إذن، يعني هذا أن هناك اختلاف بين عقل الرجل وعقل المرأة..
    وهذا الاختلاف ما نوعه..؟!
    نوعه كما نسمع ونردد دائما: نقص عقل المرأة
    أيرجح هذا كمال عقل الرجل
    أم أنه إشارة إلى أن عقل المرأة مهما كان أقل من عقل الرجل
    لن أخوض كثيرا هنا
    أعرف فقط أنه ورد في الأثر: (النساء ناقصات عقل ودين)
    لذا فالشارع اعتبر شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحـد, والقرآن يوضح ذلك بقوله تعالى: {أن تضل إحـداهما فتذكر إحـداهما الأخـرى}.
    هل يعني هذا أن نقص العقل لدى المرأة راجع لنقص ملكة الذاكرة على خلاف الرجل..؟!
    *
    قال بعضهم: [فالعقل عبارة عن مجموعة من القـدرات, قـدرة على طلب المعرفة(أي العقل قدرة على السؤال, العقل هو إشارة الاستفهام بمعنى من المعاني, هناك عقل حيث هناك سؤال, فالسؤال سمة من السمات الخاصة بالعقل), والعقل قدرة على المعرفة (أي أن العقل عندما يسأل فإنه لا يقنع بالجواب أي جواب, وعندما يعرض على العقل عـدة أجوبة لسؤال واحد,فله القدرة على اختيار لا إرادي لجواب سؤال يعتقد أنه الصواب), والعقل قـدرة على العمل على ضوء المعرفة, ولكنه ليس هو الذي يعمل و إنما يعمل آخر سواه بأمر منه].

    • المراجع:
    • أبو الهيجاء، يوسف ........... مشكلة العقل والحقيقة.
    • البار، محمد علي .............. موت القلب أو موت الدماغ.
    • الجوزو، محمد علي........... مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة.
    • الجوزي، عبد الرحمن........ نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر.
    • الجوزية، ابن القيم............. الروح.
    • زيدان، محمود فهمي.......... في النفس والجسد.
    • زيدان، محمود فهمي.......... مناهج البحث الفلسفي.
    • العريفي، فهد صالح........... مقال مجلة اليمامة بعنوان (المخ قبل القلب أحيانا) العدد1607
    • فيرت، تشارلز................. الدماغ والفكر.
    • المحاسبي، الحارث بن أسد.. العقل وفهم القرآن.
    • الوائلي، عبد الجبار............ العقل والنفس والروح.

    _________________
    http://www.bafree.net/forum/archive/-33994.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 11:06 PM

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهة القلب مركز التفكير
    بواسطة ffmpeg في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2008, 01:08 AM
  2. العقل أو القلب...من منهم أساس التفكير (حوار مع مسيحي )
    بواسطة SaheelNjed في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 11:10 PM
  3. الرد على شبهة ( القران مصدره الشياطين )
    بواسطة صقر قريش في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2006, 06:48 PM
  4. عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم
    بواسطة ____عبد الله___ في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 12:44 PM
  5. شبهة : تناقض النقل - القرآن - مع العقل
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-04-2005, 11:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))