

-
وتهـــاوى القـساوسة وهربوا للشام
هذه قصة بديعه اعجبتنى اهديها لكم.... اسئله ذكيه منظقيه افحمت القسسين والملك . اتمنى ان تعجبكم .
أ ُسِر غلام من بطارقة الروم ، وكان غلاما جميلا فلما صار الى دار الأسلام اخذه الخليفة ، وذلك فى خلافة بنى امية - قسماه "بشيرا " وامر به الى الكتاب فكتب ، وقرأ القرآن ، وطلب الأحاديث وروى الشعر .
فلما بلغ ، أتاه الشيطان فوسوس اليه ، وذكرة النصرانية دين ابائه ، فهرب مرتدا من دار الأسلام الى ارض الروم ، فأتى به الى الطاغية فسأله عم حاله ، وما الذى دعاه الى الدخول فى دين النصرانية ، فأخبره برغبته فيه ، فعظم فى عين الملك . ورأسه وصيره بطريقا من بطارقته ، وأقطعة قرى كثيرة فهى اليوم تعرف باسم " قرى بشير " وكان من قضاء الله وقدره ان اسر 30 اسيرا من المسلمين ، فأدخلوا على بشير ، فسألهم رجلا رجلا عن دينهم ، وكان فيهم شيخ من اهل دمشق يقال له واصل ، فسأله البشير ، فأبى الشيخ ان يرد عليه شيئا فقال له البشير:
مالك لا تجيبنى ؟
بشير : انى أسألك غدا فأعد لى جوابا ، وامره بالأنصراف .
فلما كان الغد ، بعث اليه بشير أ فادخل عليه الشيخ فقال بشير :
الحمد لله الذى كان قبل ان يكون شىء من خلقه ، وخلق سبع سماوات طباقا بلا عون كان معه من خلقه ، ودحا سبع ارضين بلا عون كان معه من خلقه ، فعجب لكم معاشر العرب حين تقولون : " ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له من فيكون " .. فسكت الشيخ .
بشير: مالك لا تجيبنى ؟ مالك لا تجيبنى ؟
الشيخ : كيف اجيبك وانا اسير فى يديك ؟ فان اجبتك بما تهوى اسخطت ربى واهلكت نفسى ، فاعطنى عهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله عز وجل على النبيين وما اخذ النبيون على الأمم ان لا تغدر بى ، ولا تمحلنى ، ولا تبعى على ّ باغية سوء ، وانك اذا سمعت الحق تنقاد له .
بشير: عهد الله وميثاقه ، وما اخذ على النبيين ، وما اخذ النبيون على الأمم ان لا اغدر بك ، ولا امحل بك ، ولا ابغى بك باغية سوء ، وانى اذا سمعت الحق انقاد له .
الشيخ : اما ما وصفت من صفة الله عز وجل - فقد احسنت الصفة ، ولم يبلغ علمك ، ولم يستحكم رايك اكثر من ها ، والله عز وجل اعظم واكبر مما وصفت ، ولا يصف الواصفون صفته ، واما ما ذكرت من صفة هذين الرجلين - اى آدم وعيسى ، فقد اسأت الصفة ، الم يكونا يأكلان ، ويشربان الشراب ويبولان ، ويتغوطان ، وبنامان ويستيقظان ، ويفرحان ويحزنان ؟
بشير : بلى الشيخ : فلم فرقت بينهما
بشير: لأن عيسى كان له روحان اثنان ، فروح يبرىء الأكمه والأبرص ، وروح يعلم بها الغيب ، ويعلم ما فى قعر البحر ، وما يتحاتمن ورق الشجر
الشيخ : روحان اثنان فى جسد واحد ؟!
بشير : نعم
الشيخ : فهل كانت القوية مهما تعرف موضع الضعيفة ام لا ؟
بشير: قا تلك الله ، ماذا تريد ان تقول ان قلت انها تعلم ، وماذا تريد ان تقول ان قلت انها لا تعلم ؟
الشيخ : ان قلت انها تعلم فما لهذه القوية لا تطرد عنها الأخرى ؟
وان قلت انها لا تعلم ، قلت : كيف تعلم الغيوب ، ولا تعلم روحا معها فى محل واحد فى جسد واحد ؟ فسكت بشير .
الشيخ : بالله عليك هل عبدتم الصليب امتثالا لعيسى بن مريم على انه صلب ؟
بشير : نعم
الشيخ : فبرضى منه ام بسخط؟
بشير : هذه اخت تلك ، وماذا تريد ان تقول ان قلت برضى منه او بسخط منه ؟
الشيخ : ان قلت برضى قلت: فما انتم بقوم اعطوا ما سألوا ، وأرادوا ، وان قلت : بسخط قلت : قلم تعبدون من لم يمنع عن نفسه ؟
بشير: والضار والنافع ما ينبغى لمثلك ان يعيش الا فى النصرانية . آراك رجلا قد تعلمت الكلام ، وانا رجل صاحب سيف ، ولكنى آتيك غذا بمن يخزيك الله على يديه ، ثم امره بالأنصراف ،
فلما كان الغد بعث بشير الى الشيخ فلما دخل عليه اذا عنده قس عظيم اللحية .
بشير : ان هذا الرجل من العرب ، فكلمه حتى تنصره ، له حكم وعقل واصل فى العرب ، وقد احب ان يدخل فى ديننا ، فسجد القس لبشير
القس: ما أتيت الا بالخير ، وهذا افضل ما اتيت به الىّ ثم اقبل على الشيخ .
القس: ايها الشيخ ، ما انت بالكبير الذى ذهب عقله ، وتفرق عنه حكمه ، ولا بالصغير الذى لم يستكمل عقله ولم يبلغ حلمه ، غدا ً اغطسك فى المعمودية غطسه ، تخرج منه كيوم ولدتك امك .
الشيخ : فما هذه المعمودية ؟
القس : ما ء مقدس
الشيخ : من قدسه؟
القس: انا قدسته وألأساقفه من قبلى
الشيخ : فهلا كانت لك ذنوب ، وخطايا ، وللأساقفة من قبلك ، ام انتم مبرءون من النقص ؟
القس : نعم ، انها لأكثر من ذلك . و لا يسلم من الذنب ، والعيب الا الله تعالى .
الشيخ : هل يقدس الماء من لم يقدس نفسه ؟
فسكت القس
القس: انى لم اقدسه انا
الشيخ : فكيف كانت القصة اذن ؟
القس: انها سنه عيسى بن مريم
الشيخ : فكيف كان الأمر ادن ؟
القس: ان يحيى بن زكريا اغطس عيسى بن مريم بأردن غطسة ومسح له راسه ودعا له بالبركة
الشيخ : واحتاج عيسى الى يحى بن زكريا ان يمسح له راسه ، ويدعو له بالبركة ؟ فأعبدوا يحيى ، فيحيى خير لكم من عيسى ؟ سكت القس .
واستلقى بشير على فراشه وادخل فاه فى كمه وجعل يضحك .
بشير للقس: قم اخزاك الله دعوتك لتنصره ، فاذا انت قد اسلمت ، ثم ان الشيخ بلغ امره الى الملك فبعث اليه الملك .
الملك : ما هذا الذى بلغنى عنك من تنقيصك لدينى ووقيعتك فيه ؟؟
الشيخ : ان لىّ دينا ً كنت ساكتا عنه ، فلما سئلت لم اجد بدا ً من الذب عنه
الملك : وهل فى يدك حجة ؟
الشيخ : ادع لى من شئت حتى يحاورنى ، فأن كان الحق فى يدى فلا تلمنى على الذب عن الحق ، وان كان الحق فى يده رجعت الى الحق .
فدعا الملك بعظيم النصرانية ، فلما دخل سجد له الملك ، ومن عنده اجمعون .
الشيخ : ايها الملك من هذا ؟
الملك : رأس النصرانية الذى تأخذ النصرانية عنه دينها .
الشيخ : فأنتم تكرهون الآدمى ، يكون منه ما يكون من بنى آدم من الغائط والبول والنوم والسهر ، وتأخذكم غيره من ذكر نسبه النساء اليه ، وتزعمون ان رب العالمين سكن ظلمة البطن ، وضيق الرحم ودنس الحيض ؟!
القس: هذا شيطان من شياطين البحر رمى به البحر اليكم، فأخرجوه من حيث جاء ، فأقبل الشيخ على القس
الشيخ : عبدتم عيسى بن مريم ، لأنه لا اب له ، فضموا آدم مع عيسى ، حتى يكون لكم الهان اثنان ، وان كنتم عبدتموه لانه احيا الموتى باذن الله فهذا حزقيل مر بميت ، كما تجدونه فى الأنجيل ولا تكرونه ، فدعا الله عز وجل فأحياه له حتى كلمه ، فضموا حزقيل مع عيسى بن مريم ، وآدم حتى يكون لكم ثلاثه الهه ، وان كنتم انما عبدتموه لأنه أراكم المعجزات ، فهذا يوشع بن نون قاتل قومه حتى غربت الشمس فقال لها : ارجعى باذن الله تعالى ، فرجعت اثنى عشر برجا ، فضموا يوشع ايضا الى عيسى ، ليكون لكم اربه الهه ، وان كنتم عبدتموه للأنه عرج به الى السماء عمن ملائكة الله عز وجل كل نفس اثنان بالليل ، واثنان بالنهار يعرجون الى السماء ما لو ذهبنا نعدهم لألتبس علينا فى عقولنا وأختلط علينا ديننا وما زادنا الا تحيرا
ثم قال : ايها القس ، اخبرنى عن رجل يحل به الموت ، الموت اهون عليه ام القتل ؟
القس : بل القتل .
فلم لم يقتل عيسى امه بل عذبها بنزع الروح ؟
ان قلت انه قتلها، فما بر امه فى قتلها ، وان قلت لم يقتلها فما بر امه فى تعذيبها بنزع النفس
القس: اذهبوا به الى الكنيسة العظمى ، فأنه لا يدخلها احد الا تنصر
الملك : اذهبوا به الى الكنيسة
الشيخ : لماذا يذهب بى الى الكنيسة ، ولا حجة علىّ دحضت حجتى ؟
الملك : لا يضرك شىء ، انما هو بيت من بيوت الله ، تذكر فيه ربك
الشيخ : اما اذا كان هكذا ، فلا بأس
فذهبوا به الى الكنيسة : فلما دخل الى الكنيسة وضع اصبعيه فى اذنيه ، ورفع صوته بالآذان ، فجزعوا لذلك جزعا شديدا ، وصرخوا لذلك ، وكتفوه ، وجاءوا الى الملك.
القس: ايها الملك انه احل بنفسه القتل
الشيخ : ايها الملك اين ذهبوا بى ؟
الملك : ذهبوا بك الى موضعا تذكلر فيه ربك
الشيخ : فقد دخلته ، وذكرت ربى فيه بلسانى ، وعظمته بقلبى ، فأن كان كلما ذكر الله فى كنائسكم صغر اليكم دينكم ، فزادكم الله صغارا ً
الملك : صدق وماكم عليه من سبيل .
القس: ايها الملك : لا نرضى حتى تقتله
الشيخ : انكم متى قتلتمونى فبلغ ذلك ملكنا : وضع يده فى قتال القس ، والأساقفة وخرب الكنائس وكسر الصلبان ومنع النواقيس.
القس: وانه ليفعل ؟
الشيخ : فلا تشكوا فى ذلك ، فتركوه
الشيخ : ايها الملك ، بم علا اهل الكتاب على اهل الأوثان ؟
الملك : لأنهم عبدوا ما عملوا بأيديهم .
الشيخ : فهذا انتم عبدتم ما عملتم بايديكم ، هذه الأصنام التى فى كنائسكم فان كان فى الأنجيل فلا كلام لنا فيه ، وان لم يكن فى الأنجيل فما اشبه دينكم بدين اهل الأوثان .
الملك : صدق، هل تجدونه فى الأنجيل ؟
القس : لا
الملك : فلم تشبهون دينى بدين اهل الأوثان ؟
فامرهم بتبييض الكنائس ، فجعلوا يبيضونها ويبكون
وقال القس: هذا شيطان من شياطين العرب ، قذفه البحر لكم ، فأخرجوه من حيث جاء ، ولا يقطر من دمه قطره فى بلادكم فيفسد عليكم دينكم ، فوكلوا به رجالا فأخرجوه من حيث جاء من دمشق ، ووضع الملك يده فى قتل القسيسين والبطارقه والأساقفة ، حتى هربوا الى الشام لما لم يجد احدا ً يحاجه .
تمت بحمد الله
التعديل الأخير تم بواسطة نسيبة بنت كعب ; 15-04-2005 الساعة 10:35 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة seikh-arios في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 14-11-2007, 07:53 PM
-
بواسطة عماد الدين في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 27-08-2007, 01:44 PM
-
بواسطة مكسيموس في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 07-09-2006, 04:38 PM
-
بواسطة bahaa في المنتدى منتديات محبي الشيخ وسام عبد الله
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 07-10-2005, 08:38 AM
-
بواسطة bahaa في المنتدى منتديات محبي الشيخ وسام عبد الله
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 05-10-2005, 08:50 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات