روى الخطيب البغدادي بسنده عن عائشة قالت : قلتُ يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة
قبلتها حتى تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد ان تلعقها عسلاً ؟ قال : نعم يا عائشة اني لما
أسرى بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نُطفةً في
صلبى فلما نزلتُ واقعتُ خديجة , ففاطمة من تلك النطفة و هي حوراء أنسية , كلما اشتقت
الى الجنه قبلتها ) تاريخ بغداد ج5 ص87 , وذكره المحب الطبري في ذخائره ص36 و
أبو سعد في شرف النبوة . الفضائل ج3 ص124 .
ومنها ايضا : قال الشيخ عثمان ص 98 ( عن الباقر و الصادق ان النبي كان لا ينام
حتى يقبل عرض وجه فاطمة , يضع وجهه بين ثديي فاطمة ) وذكر هذا الحديث ص108
هذا حديث كذب موضوع .
قال الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/460) : [ موضوع ] .
وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (6/228-ط.الفاروق) : [ وكأنَّ الذي وضعه خُذِلَ ، وإلا ففاطمةُ وُلِدَتْ قَبْلَ الإسراءِ بمدة ؛ فإنَّ الصلاةَ فُرِضَت في ليلة الإسراء ، وقد صحَّ أنَّ خديجةَ ماتت قبل أنْ تُفْرَضَ الصلاة ] .
هل نفهم بذلك ان ما جاء بالرواية منسوب بالباطل لخطيب البغدادي ، أم انه خطا من الخطيب البغدادي ؟
أولاً : أخرج هذا الحديث الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (5/292-293/ط.دار الكتب العلمية) بإسناده .
ثانياً : عقَّب على هذا الحديث قائلاً : [ مُحَمَّد بن الخليل مجهول ] .
قلتُ : وذلك إشارة إلى تضعيفه .
ثالثاً : من أسند فقد أحالك ، وبرئت بذلك ذمته .
قلتُ : هذا كان في زمن الرواية والمحدثين والنقاد ، فلمّا قلّ عددهم في زماننا وَجَبَ علينا ألا نذكر حديثاً إلا ونُبَيَّن للناس درجته من الصحة والضعف .
المفضلات