بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

لا شك أن نسبة كتاب ما إلى الله أو إلى الوحي يحتاج إلى أدلة وبراهين ويجب أن تتوفر فيه شروط تفيد هذا وتؤكده وأنا لن أناقش الموضوع هنا من وجهة نظر إسلامية أو أني سآخذ الجانب الإسلامي في نقد الكتاب المقدس بل سننظر إليه بعين الحياد مستدلين بما تصل إليه أيدينا من مراجع .

ولا شك أيضاً أن نسبة كتاب ما إلى الله هو أمر خطير فالبشر يعتمدون على هذا الكتاب ليستقوا منه عقائدهم ودينهم فيجب ألا يعلوا هذا الكتاب الشك أو الاضطراب بل يجب أن يكون وصوله إلينا بطريقة معتبرة نتأكد بها مما بين أيدينا أنه بالفعل كلام الله وأنه ليس من تأليف بشر أو تم العبث به ... إلخ , وحتى نكون على يقين دعونا نتفق على أمور معينة كما يلي :

1- يجب علينا أن نعرف من هو كاتب هذا الكتاب بلا شك أو ريبة .

2- يجب أن يصرح هذا الكاتب بعد أن نتأكد منه أنه هو الكاتب بالفعل بأنه كتب هذا الكلام بوحي من الله .

3- وكذلك لا بد من أن يبرهن لنا على كونه نبي أو رسول ونبحث في هذه البراهين حتى نتأكد من أنه على صلة بالوحي حتى يكتب هذا الكلام .

4- وأخيراً يجب أن يصلنا هذا الكتاب بطريقة معتبرة لا يرقى إليها الشك بأن يُسلم الكاتب هذا الكتاب إلى تلاميذه أو معاصريه مصرحاً أن هذا الكلام كتبته بالوحي ثم يسلم تلاميذه هذا الكتاب لمن بعدهم مصرحين بلا لبس أن هذا ما كتبه فلان بالوحي وهكذا حتى يصلنا .

( ولم أراعي الترتيب في هذه النقاط إذ أن كلها واجبة التوفر )

أعتقد أنه لا يمكن الجزم والقطع بنسبة كتاب إلى الله سبحانه إن لم تتوافر فيه النقاط الواردة أعلاه وإلا فكيف يمكن التأكد من هذا في زماننا ؟؟؟

ولا ينكر العقلاء أن هذا لا يكون ممكناً إلا بالطريقة أعلاه أو أن يكون هذا الأمر بالوحي , أي أن يأتي نبي أو رسول ويقول لنا هذا الكتاب هو كلام الله أو هو كتاب مقدس !!!

وطالما أنه لا يوجد أنبياء في زماننا فليس أمامنا إلا ما أشرنا إليه آنفاً للتأكد من كتاب هل هو من عند الله أم لا !

وسيأتي النقاش على كل نقطة من النقاط السابقة في حينها وأسعد بتوجيهي إن كنت مخطئاً فيها .

إذاً دعونا نبدأ في تطبيق هذه الأمور على إنجيل لوقا وأسعد بمشاركاتكم في هذا الأمر لتعم الفائدة للجيمع فقد أغفل عن نقطة يكملها أحد الإخوة أو أخطئ في أمر فينبهني إليه أحد الضيوف المسيحيين و .... وإلى المداخلة القادمة بعونه تعالى .