خاتمة - وقفة مع النفس

الآن وقد اطَّلَعْتَ فى هذا المقال على قَبَس من البرهان العلمى لرسالة الإسلام ، فقد أصبحت منذ الآن - عزيزى القارئ - إنسانا مسئولا أمام ربك خالقك الله الواحد الأحد ؛ لعلك تراجع نفسك فى لحظة صدق ؛ متحرِّرا من كل فكر مُسْبَق ، لتعلم أن الأمر جِدٌّ لاهزل:
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَتُرْجَعُونَ} [ المؤمنون :115] .

وإنك إذ أَحطت بالبرهان أصبحت عرضة للحساب ، الذى يقتضى منك المسارعة إلى اتِّباع دعوة الحق قبل فوات الأوان :
{وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا} [ المنافقون : 11].
{لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدُُ}[ق:22].

ولن ينفعك حينئذ حولك ولاقوتك ؛ ولامالك ولابنوك :
{يَوْمَ لاَيَنفَعُ مَالُُ وَلاَ بَنُونَ} [الشعراء : 88] .

ولن يُغفر لك الانقياد الأعمى لقوم أو طائفة ؛ أو لآباء أو عظماء :
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ اْلأَسْبَابُ * وَقَالَ اْلَّذِينَ اْتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اْللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ اْلنَّارِ} [البقرة : 166-167].
{فَقَالَ الضُّعَفَآؤُاْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إَنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ شَىْءٍ} [إبراهيم : 21].
{بَلْ قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَاَ آبَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف : 22] .

باب التوبة مفتوح على مصراعيه ، فهلمَّ إليه :
{قُلْ يَاعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[الزمر : 53] .

والإسلام دعوة إلى البشر كافة يدخل فيه من يشاء ؛ دون وسيط بين العبد وربه ؛ ولا إذن من سلطة دينية أو زعامة بشرية :
{وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}[سبأ : 28] .

وأخيراً تذكَّر قوله تعالى: {لآ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ} [البقرة:256] .

.. فاختر بعقلك لنفسك ماشئت من مصير ..


تم بحمد الله

من يعرف يعمله كتاب فليفعل

وجزى الله سكرتيرتى خير الجزاء على الطباعة لوجه الله

ادعوا لها يا اخوة - ما زالت تطبع مزيد من الكتب