أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة

2-الرَّحِيمُ

اسم الله الرحيم تحققت فيه شروط الإحصاء ،

حيث ورد في القرآن والسنة
مطلقا معرفا ومنونا ، مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ،


واسم الله الرحيم اقترن باسمه الرحمن كما تقدم في ستة مواضع من القرآن ،

وغالبا ما يقترن اسم الله الرحيم
بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز ،


وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيم
رحمة خاصة تلحق المؤمنين ،
فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن
شملت الخلائق في الدنيا ،
مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم ،
لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط ([1]) .


الأدلة من القرآن
قوله تعالى:
(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ) [فصلت:2] ،

وقوله تعالى:
(سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يّس:58] ،

وكذلك قوله تعالى:
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الحجر:50] .

الأدلة من السنة
ما رواه البخاري من حديث أَبِى بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه
أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي ، قَالَ:
(قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا
وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ،
وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ([2]) ،

وعند أبي داود وصححه الألباني
من حديث عبد الله بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:

(إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ([3]).





(1) انظر تفسير أسماء الله الحسنى لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد ص 28 ، نشر دار الثقافة العربية دمشق سنة 1974م ، ومناهل العرفان في علوم القرآن ، لمحمد عبد العظيم الزرقاني ، 2/62 تحقيق مكتب البحوث الدراسات ، الطبعة الأولى ، نشر دار الفكر ، بيروت ، 1996.
(2) البخاري في كتاب الدعوات ، باب الدعاء قبل السلام 1/286 (799) .
(3) أبو داود في كتاب الوتر ، باب في الاستغفار 2/85 (1516) ، وانظر صحيح أبي داود (1357) وانظر أيضا صحيح ابن ماجة 2/321 (3075) ، والسلسلة الصحيحة (556) .