تكملة :
ضاقت خوله بما حدث بينها وبين زوجها وحارت في أمرها وعزّت عليها نفسها أن تنفصل عن الرجل وهو أبو أولادها ، وعز على نفسها أن تنفصل عن اوس بن الصامت زوجها الذي سكنت إليه وسكن إليها ، وأخذها الندم كثيرا وعاتبت نفسها اشد العتاب ولامت ثورته وقالت في نفسها : لو تروى قليلا وهدأ من ثورته وغضبه ، فكثيرا ما يندفع الرجال وتكون حصائد ألسنتهم أوزارا جمة يقعون فيها ، أيصح أن نفترق ؟! ونحن نرتبط بهؤلاء الأبناء أولادنا ؟ سامح الله اوس .. سامحه الله .
وانطلقت خوله في الطريق وقد تملكها الحزن وراحت تقطع الطريق في شوارع المدينة المنورة ، وقد امتلأت عيناها بدموع الندم والحسرة يعزيها عم ذلك أنها ذاهبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبثه حزنها ، وتفضي إليه بما كان من اوس ومن أمرها . وكان اوس قد ندم وقال لها قبل ان تخرج : ما أراك يا خوله إلا حُرِمت علىّ ...!
فقالت : ما ذكرت طلاقا وإنما كان هذا التحريم فينا قبل أن يبعث رسول الله فآت رسول الله فسأله عما صنعت يا اوس....( أنها المرأة التي تستخدم عقلها وتفكر وتفقه بالفطرة والمنطق.. تصدُق ويظهر الله إحكام توافق منطقها ) .
فقال اوس: أنى لاستحى منه ولا استطيع أن أسأله عن هذا ، فأتى أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عسى أن تكسبينا منه خيرا تفرحين به عنا ما نحن فيه مما هو اعلم به .
تذكرت خوله مل هذا وهى في الطريق إلى بيت عائشة أم المؤمنين ، والتي اعتادت أن تزورها نساء الأنصار في بيتها ، وقد كان بينها وبينهن صلة ومودة كبيرة ، جعلت من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مأوى لكل حائر ومجلس علم لكل طالب علم وفقه الله في دينه .
طرقت خوله باب رسول الله مستأذنه فرحبت بها السيدة عائشة رضي الله عنها وأدخلتها إلى حضرة الرسول صلوات ربى وسلامه عليه ، فجلست بين يديه تشكو ما ألم بها من هم وغم ما عصف بحياتها وبأسرتها وأبناؤها من جرّاء اندفاع زوجها النادم على ثورته واندفاعه هذا .. وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله أن اوس من قد عرفت ، وأبو ولدى ، وابن عمى وأحب الناس إلىّ ، تزوجني وأنا شابه مرغوب فىّ ، فبعد أن كبر سني جعلني كأمه .. وقد عرفت مايصيبه من اللمم وعجز مقدرته وضعف قوته وأحق من عاد عليه بشيء أن وجدته ، وأحق من عاد على بشيء إن وجده هو .
وقد قال كلمة، والذي انزل عليك الكتاب ما ذكر طلاق ( يا لهذه الدقة التي بني عليها أحكام الطلاق لا حقا ) ، قال: أنت علىّ كظهر أمي .
وانأ لي منه صبية صغارا أن ضممتهم إليه ضاعوا وان ضممتهم الىّ جاعوا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أراك إلا قد حرمت عليه ولكن ما عندي من أمرك شيء.
نعم – ما كان لرسول الله أن يقضى بأمره – فهو ما ينطق على الهوى ( ولا يفتى أو يختلق إحكاما لم توحي إليه مثل اليهود والنصارى ) إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى يرسل إليه من خالق السماوات والأرض ، ولا يمكن أن يفصل الرسول في أمرها حتى يأتي الله بأمره ، أن الله بالغ أمره .( مفيش بقى صك غفران ولا كلام من ده )
يتبع ...انتظرونا
المفضلات