هذا كلام يثبت ويؤكد ان النافخ هو روح الله سيدنا جبريل عليه السلام وان المسيح مخلوق عن طريق تلقيح البويضة بسائل الذكورة وبهذا فالمسيح مخلوق ومولود كباقي خلق البشر .اقتباس
2- ولد من عذراء:
من السهل أن تكون أم الإنسان زوجة أو أرملة ولكن من الذى كانت له أم عذراء غير المسيح؟ وكيف حبلت هذه العذراء بهذا الوليد ، وكيف ولدته؟ وبماذا أجاب الإسلام عن هذا الموضوع؟.
جاء فى القرآن قوله:
(إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى أبن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلا من الصالحين). (آل عمران 45-46).
قال الإمامان الجلالان أسمه المسيح عيسى أبن مريم خاطبها بنسبته إليها تنبيها على أنها تلده بلا أب إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم.. فنفخ جبريل فى درعها فحملت. جاء فى سورة مريم: (وأ ذكر فى الكتاب مريم إذا أنتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ، قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا ، قال كذلك قال ربك هو على هين) (مريم 16-21).
قال الجلالان إن الحمل والتصوير والولادة فى ساعة ، أما ابن عباس فيقول أنه فى ثلاث ساعات. وقال الإمام القرطبى أن جبريل عليه السلام حين قال هذه المقالة نفخ فى جيب درعها وكمها قال أبن جريح أبن عباس أن جبريل عليه السلام أمسك ردن قميصها بأصبعه فنفخ فحملت من ساعتها بعيسى ، وذكر أيضا من قصصها أنها خرجت فارة مع رجل من بنى إسرائيل يقال له يوسف النجار كان يخدم معها فى المسجد ، وقبل ليوسف أنها حملت من زنى وأن الملك يقتلها فهرب بها وهم فى الطريق بقتلها ، فأتاه جبريل عليه السلام وقال له أنه من روح القدس.
وحكى الطبرى عن أبن زيد أن عيسى عليه السلام قال لها لا تحزنى فقالت له كيف لا أحزن وأنت معى لا ذات زوج ولا مملوكه أى شئ عذرى عند الناس يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نيسا منسيا فقال لها عيسى أنا أكفيك الكلام.
ويذكر الإمام القرطبى أيضا فى كتابه الجامع لأحكام القرآن: قال بعضهم وقع نفخ جبريل فى رحمها فعلقت بذلك وقال بعضهم لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ جبريل لأنه يصير الولد بعضه من الملائكة وبعضه من الإنس ، ولكن سبب ذلك أن الله تعالى لما خلق آدم وأخذ الميثاق من ذريته فجعل بعض الماء فى أصلاب الآباء وبعض فى أرحا الأمهات ، فإذا اجتمع الماء أن صارا ولدا ، وأن الله تعالى جعل المائين فى مريم بعضه فى رحمها وبعضه فى صلبها ، فنفخ فيه جبريل لتهيج شهوتها ، لأن المرأة ما لم تهيج شهوتها لا تحبل ، فلما هاجت شهوتها بنفخ جبريل وقع الماء الذى كان فى صلبها فى رحمها ، فاختلط الماء أن فعلقت بذلك.
إذن الاقتابس الحالي يناقض الأقتباس السابق .
وهنا يستشهد أهل الصليب بالاية التي تقول : ويكلم الناس فى المهد
فماذا قال المسيح عليه السلام عندما تكلم في المهد ؟
![]()
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)مريم
{قال إني عبد الله .. "30"}
(سورة مريم)
وهكذا استهل عيسى عليه السلام كلامه بإظهار عبوديته لله تعالى، وفي هذا دليل على أنه قد يقال فيه أنه ليس عبداً، وأنه إله أو شريك للإله. لذلك كانت أول كلمة نطق بها
{قال إني عبد الله .. "30"}
(سورة مريم)
فالمعجزة التي جاءت بي لا تمنع كوني عبداً لله؛ لذلك لو سألت الذين يعتقدون في عيسى عليه السلام أنه إله أو شريك للإله: إنكم تقولون أنه تكلم في المهد، فماذا قال؟ فلا يعترفون بقوله أبداً؛ لأن قوله ونطقه:
{إني عبد الله .. "30"}
(سورة مريم)
ينفي معتقدهم من أساسه.
فهكذا يعلن عيسى ـ عليه السلام ـ عبوديته لله. فليس هو ابنه كما تدعي فرقة. وليس هو إلهاً كما تدعي فرقة. وليس هو ثالث ثلاثة هم إله واحد وهم ثلاثة كما تدعي فرقة. ويعلن أن الله جعله نبياً، لا ولداً ولا شريكاً. وبارك فيه، وأوصاه بالصلاة والزكاة مدة حياته. والبر بوالدته والتواضع مع عشيرته. فله إذن حياة محدودة ذات أمد. وهو يموت ويبعث. وقد قدر الله له السلام والأمان والطمأنينة يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً.
يتبع:-
المفضلات