اقتباس
فكل نبى أو رسول ، كان رسولا يحمل رسالة ، أما المسيح فهو رسالة ورسول ، ولا فصل مطلقا بين الرسول والمرسل ، لأن الكتاب المقدس يقول عنه: أنت رسالة المسيح الحية المقروءة من جميع الناس.
.
المشكلة التي تواجه اهل الصليب انهم لا يملكون المصادر الشرعية للتعرف على ما هو الفارق بين الرسول والنبي .
فنجدهم كالعادة يحاولون ادعاء ان للنبي كتاب مكتوب بوحي والرسول كذلك ، إلى انهم نسبوا لبولس أنه رسول لكونه شهد على نفسه انه رسول المسيح لكون المسيح ظهر لبولس امام التلاميذ علماً بأن التلاميذ لم يقروا بأنهم رأوا شيء او سمعوا شيء إلا ألفاظ مبهمة صدرت على لسان بولس امامهم كخدعة من بولس ليوهمهم بأن المسيح ظهر له ، وكلاً منا قد يسير في الطرق العامة فيجد شخص يكلم نفسه بكلمات مبهمة وكانه يتحدث مع شخص آخر وفي النهاية نجده مجنون ، وهذه هي نفس الحالة التي أصابة بولس وهي الجنون والتي نتج عنها تضليل الجميع وصلب كالملعون .
تث 21:23
فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم . لان المعلّق ملعون من الله . فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
الرسول هو المكلف بالرسالة. والرسالة هي الجملة من الكلام التي تحمل معنى إلى هدف، فما هو الهدف من وراء قول بولس :
2تي 4:13
الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق
2تي 4:21
بادر ان تجيء قبل الشتاء . يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا
فهل هذه أقوال رسول ؟ واللهِ على الرغم من اننا لا نؤمن بالعهد القديم إلا أننا ما قرأنا منه مثل هذه الأقوال ابدا .
فصدق اليهود عندما انكروا الديانة المسيحية بأعلامها .
من رحمة الحق سبحانه وتعالى بالخلق، ومن تمام علمه سبحانه بضعف البشر أمام أهوائهم وأمام استئثارهم بالمنافع، أرسل الرسل إلى البشر مبشرا ومنذرا وحاملين منهج الحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وبذلك يظل المنهج سائداً إلى أن تمضي فترة طويلة تغفل فيها النفوس، وتبدأ من خلالها المطامع ويحدث النسيان لمنهج الله، وتنشأ الأهواء، فيرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلى المنهج القويم، واستمر هذا الأمر حتى جاءت رسالة الإسلام خاتمة وبعث الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم للدنيا كافة، وبذلك ضمن لنا الحق سبحانه وتعالى ألا ينشأ خلاف في الأصل؛ لأننا لو كنا سنختلف في أصل العقيدة لجرى علينا ما جرى على الأمم السابقة. هم اختلفوا فأرسل الله لهم رسلا مبشرين ومنذرين، لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أراد الحق لها منهجا واضحا يحميها من الاختلاف في أصل العقيدة. وإن اختلف الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فعليهم أن يسترشدوا بالمنهج الحق المتمثل في القرآن والسنة.
لذلك نجد كل الاختلافات بين طوائف المسلمين لا تخرج عن إطار فهم نصوص القرآن أو أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مسلم يريد أن يستقي دليله من الكتاب والسنة. ومعنى ذلك أننا لن نترك الأصل.
إذن : الأنبياء غير الرسل .. والأنبياء أسوة سلوكية ولكنهم لا يأتون بمنهج جديد .. أما الرسل فهم أنبياء بأنهم أسوة سلوكية ورسل لأنهم جاءوا بمنهج جديد .. ولذلك كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. والله سبحانه وتعالى يعصم أنبياءه ورسله من الخطيئة .. ولكنه يعصم رسله من القتل فلا يقدر عليهم أعداؤهم .. فمجيء الأنبياء ضرورة .. لأنهم نماذج سلوكية تسهل على الناس التزامهم بالمنهج، وبنو إسرائيل بعث الله لهم أنبياء ليقتدوا بهم فقتلوهم .. لماذا؟ .. لأنهم فضحوا كذبهم وفسقهم وعدم التزامهم بالمنهج .. ولذلك تجد الكافر والعاصي وغير الملتزم يغار ويكره الملتزم بمنهج الله .. ويحاول إزالته عن طريقه ولو بالقتل .. إذن فغضب الله عليهم من عصيانهم واعتدائهم على الأنبياء وما ارتكبوه من آثام وضل النصارى من بعد رفع المسيح فاتبعوا بولس وامثاله فعبدوا غير الله واطلقوا على انفسهم مسيحيين واصبحوا أهل صليب والصليب أداة لعنة ، فلعنهم الله .
.
يتبع :-
.
المفضلات