بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اتمنى ان يكون الحيران حيران فعلا وانه يبحث عن الحقيقة وليس من الذين يسرون مالا يظهرون.
وانه لمن الاسف ان ينعم الله على الانسان باعظم النعم الاسلام ثم لا يشكرها فتزول منه ثم يصلى جهنم مذموما مدحورا.
كما انني لا اريد ان اعلق على ما جاء الحيران به من شبه لان الاخوة جزاهم الله خير قامو بالرد عليها على اتم وجه وساكتفي بالتعليق على شبه هذه الرسالة والله المستعان .
اما عن قولك انك تجد كل دين يمقت الاديان الاخرى .
فاقول لك هل وجدت في الاسلام ما يحرض المسلمين على مقت وكره الاديان الاخرى وحتى غير السماوية منها انما يامرنا الاسلام بالتحاور معهم والزواج من نساء اهل الكتاب ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة كما اننا نامن بان الديانات السماوية هي من عند الله فاين المقت والكره في هذا .
وانك عندما تستشهد بان المسيحية لديها نفس مبداً العذاب وهو النار نقول لك ان هذا لمن اكثر الاشياء دلالة على ان من ارسل عيسى هو من ارسل محمد عليهم الصلاة والسلام .
( ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد ) ق29
فانك عندما تتكلم عن امور الآخرة تجد تطابق بين الاديان السماوية وعندما تتكل عن امور الدنيا المادية تجد تحريفا عظيما لكي يتماشى مع اهوائهم .
وانت تتكلم عن العدل فدعنا نرى العدل في الديانة المسيحية فعلى سبيل المثال ان رجلا قام بقتل ابنك وفي اليوم التالي ذهب إلى الكنيسة وطلب من القسيس صك الغفران لهذه الخطيئة وبكل تاكيد سيقوم القسيس باعطاءه الصك ويبرءة من ذنبه وخطيئته وتنتهي المشكلة ، وانا اسالك هل تحقق العدل لك وقد قتل ابنك دون وجه حق وهل حقق الله العدل عندما غفر لهذا المجرم .
واريدك ان تنظر إلى الديانة الاسلامية وتقارن بينها وبين الديانة المسيحية فتجد الاسلام يحفظ حقوق الناس حيث لا يقبل الله استغفار مستغفر ولا توبه تائب اذا لم يقم مرتكب الذنب برد الحق إلى صاحبه والتسامح منه الا ترى ان هذا هو اعدل العدل .
واكبر دليل على بطلان وتحريف الديانة المسيحية ان الكنائس تقوم باعطاء صكوك الغفران للمجرمين وحكوماتها تلاحقهم لتعاقبهم فما هذا الدين الذي لا يكفل للانسان الحياه الطيبة وما هذا التناقض بين الدين والدنيا اليس الدين هو شريعة الحياه فهل يمكن للناس ان يحيوا بالديانة المسيحية فقط ام يحتاجون إلى حكومات تساعدم الا ترى ان هذا الدين ناقص ولا يصلح للحياه .
وانا اتساءل من الذي سيقوم بادخالي النار هل هو ذلك الاله الذي قام بعض اليهود بصلبه ؟؟!! اذا ابشرك بانه عندما يريد ان يدخلنا النار سنصلبه مره اخرى ونلقيه في النار الذي كان يريد ان يدخلنا بها .
كما انك ارتكبت خطاً كبيرا حين تقارن بين حكم الانسان على النسان وبحكم الله على الانسان والسبب في ذلك انك وعلى سبيل المثال حين تخطأ بحق رجل ضعيف ليس كما لو انك اخطات بحق الملك مثلاً فما بالك لو اخطات واشركت بالله ، وانا اتساءل هل يكون في قلب الانسان رحمة عندما يقوم بالحكم على رجل قد قتل ما قتل وسرق ما سرق واغتصب النساء والاولاد ، لا وربي لا يكون لمثل هذا من رحمة ومن يرحمه فانه على شاكلته . وانا اسالك هل قلبك سيكون مليئ بالرحمة عندما يقوم شخص ما بهذه الاعتداءات على ابنك واختك وامك وهل ستتمنى له خيارا آخر غير الاعدام ايها الرحيم .
وفي عبارة اخرى من كلامك تريد ان تخبرنا بان الله يتلذذ بعذاب الانسان حين ضربت مثلا ان الانسان حين يعذب انساناً آخر لا يتلذذ بذلك ويحاول ان ينهي الموضوع بسرعة فكيف لله ان يقوم بوصف العذاب بهذا الشكل .
(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً ) النساء 147
واقول لك ايها الحيران ليس الهدف من قيام ربنا بذكر الوان واشكال العذاب هو التلذذ بذلك ولكن اولا لنعرف نحن البشر مدى شدة هذا العذاب وان ليس لاحد طاقة به فنحذره كما ان ذكر العذاب بهذه الطريقة فيه تذكير للمسلمين الذين ضلوا عن طريق الحق حيث ان الانسان ينسى ويحتاج لما يذكره بالاضافة الى الهدف العظيم من ذكر شدة العذاب الا وهو نذيراً للمشركين الذين يتبعون اهوائهم وانهم سيلقون عذاباً شديداً اذا لم يتبعوا الصراط المستقيم ( اليس اخبارهم من كمال رحمة الله ) .
كما انك مخطاً مره اخرى عندما تقول ان الهدف من السجن هو اصلاح المجرمون لكي لا يعودوا الا ذلك وهل بالضروري ان لا يعود المجرم لجرمه بعد سجنه ؟؟؟!!!
اذا دعنا نذهب للسجن ونسأل السجناء عن عدد مرات دخولهم السجن وانا اوكد لك ان القليل منهم سيقول انها المره الاولى ولو سالته هل ستعود لاعتدائك مره اخرى سيقول لك نعم بكل تاكيد اذا سنحت لي الفرصة .
وانا اقول لك ان سبب وهدف السجن هو تخويف من يفكر بالاعتداء على حرمات الناس بانه سيسجن كما ان الهدف الثاني هو ان يكون المسجوم عبره وعظة للناس لكي لا يقومو بمثل ما قام به .
كما انك تحاول ان تصور لنا مره اخرى من خلال كلامك ان هدف الله من العذاب هو العذاب بحد ذاته حين تقول ( ان العذاب لا يمكن ان يكون هدف بحد ذاته ) منقول ، ولقد شرحت اهداف العذاب في الاسطر السابقة ولكن اريد ان اضيف انه لو كان كلامك صحيح وان الله يحب ان يعذب الناس لمجرد العذاب فلماذا يذكر لنا النعيم وانه من يتبع رسله سوف يعيش بنعيم ابدي ؟؟!! ولماذا خلقنا في هذه الحياة ولم يعذبنا من اول ما خلقنا ولماذا لم يخلقنا بالجحيم اصلاً وصار يتلذذ بعذابنا كما تقول ؟؟؟؟!!!
اما عن سؤالك حين قلت
ما هو تفسير او تبرير هذا العذاب السرمدي ؟؟
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً ) النساء 48 .
وانا اقول لك اذا كنت تريد ان تعرف حكمة الله من العذاب السرمدي فمن غير المنطقي ان تقارن هذا العذاب مع عذاب الدنيا وهو السجن الذي هدفه اصلاح المجرمين حتى ولو كان الهدف منه كما تقول هو اصلاح المجرمين وذلك بسبب ان معايير الحياة الدنيا تختلف عن معايير الحياة الآخر لان الدنيا دار اختبار والآخرة دار حساب وجزاء .
والآن دعني اجيبك على تساءلك عن العذاب السرمدي وسببه .
اولا كل من يشرك بالله هو الذي سيعذب هذا العذاب السرمدي فقط .
والسبب بذلك موجود في الآية التي ذكرتها الا وهو ( ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما )
اي ان الاثم عظيم جدا عند الله ولا يغتفر وكبير جدا ونحن نعلم انه كلما زاد الذنب زاد العقاب وهذا امر منطقي .
وقد حذرهم الله من هذا الشرك وعاقبته وارسل اليهم الرسل ولكنهم ابو الا ان يشركوا بالله فعلا سبيل المثال اذا قمت بتحذير شخص من خطر ما وهو لم يكترث لتحذيرك فهل له عليك حجة بعد ذلك( قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد ) ق28.
كما ان هؤلاء المشركين لم يكتفو بشركهم ولكن كانوا يصدون عن سبيل الله ويمنعون الموحدين ويحاربوهم ويريدون ان يكون الناس جميعا مشركين .
المفضلات