يقول ابن العرب :

نحن نعيش في عالم علماني يسير بخطى واسعة نحو الإلحاد أو أقله اللادينية.

هذه مشكلة تواجه جميع الأديان والمتدينين من كل ديانة ، سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو الهندوسية أو البوذية أو غيرها الكثير.

وسط هذا التوجه العالمي (الغربي والعربي وإن بصورة أصغر) نحو اللادينية، ظهر البابا يوحنا بولس الثاني كشخصية بارزة وفاعلة فرضت نفسها على العالم المعاصر.

دعا إلى تمييز الإنسان بصفته خليقة الله ومساوي لكل إنسان آخر بغض النظر عن ديانته أو جنسه أو عرقه أو سياسته.

ساهم في سقوط الشيوعية في أوروبا وبذلك قضى "سلميا" على أحد أكبر شرور القرن العشرين، وبذلك ساهم في إعادة روابط الأخوة بين أوروبا الشرقية والغربية وألغى الحواجز بينهما.

زار كنيسا لليهود وعمل على إزالة الحقد المزروع بين المسيحيين واليهود في الغرب والمتأصل منذ قرون.

زار مسجدا إسلاميا وبدأ العمل على إزالة الحقد المزروع بين العالم الغربي والعرب المسلمين والذي فرض على العالم العربي ككل معاناة لا تطاق.

اجتمع بالمسلمين في وقت حكم فيه العالم العلماني على العرب والمسلمين بأنهم إرهابيين.

فتح أعين الغرب على حقيقة أن المسلم هو إنسان ولا يجب "تأطيره" في إطار والحكم عليه غيابيا بأنه إرهابي ومجرم ويستحق الموت.

أعلن إستنكاره ومعارضته للحرب على العراق.
استقبل عرفات في الوقت الذي أغلق العالم كله الباب في وجهه.

حارب بكل الوسائل أي محاولة للإعتداء على حياة الإنسان منذ مراحل تكونه جنينا في أحشاء أمه وحتى مراحله الأخيرة وسط الآلام والمرض والصعاب. ورفض أن يتم معاملة الإنسان على أساس "قدرة إنتاجه" أو "مدى نفعه" للمجتمع.

والحديث في الحقيقة يطول بي لو شئتُ الدخحول في التفاصيل أو مراجعة مصادر تاريخية وموثقة لتبيان مآثر هذا الرجل.

إذن، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو ميوله السياسية وغيرها، الرجل عمل وسع طاقته من أجل تقريب الإنسان نحو أخيه الإنسان، في مجتمع جرى مهرولاً نحو تكريس "الأقوى والأغنى".

تحياتي القلبية