
-
الرد على كذبة تبديع اهل العلم لقراءة حمزة الزيات رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلم بعض الطاعنين على قراءة الامام حمزة الزيات و استشهدوا على ذلك بما ذكره اهل العلم من كراهية الامام احمد و بن ادريس و ابي بكر بن عياش لقراءة حمزة و الرد على هذا نقول :
1. كل هذا من باب الاخذ على حمزة في الاصول ولا علاقة لها بقراءة حمزة و الكسائي في ابواب الرسم او الفرش فالكراهية و الانكار محصور على كثرة الادغام و المد .
نقرا من معرفة القراء الكبار على الطبقات و الاعصار الطبقة الرابعة :
((وقال عبد الله بن موسى، كان حمزة يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر، وما بين المغرب والعشاء.وحدثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل، وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن، رواه محمد بن علي بن عفان عنه.وقال أبو عمر الدوري: قال حمزة ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية.وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي: أكره من قراءة حمزة الهمز الشديد، والإضجاع ))
نقرا من البرهان في علوم القران للزركشي رحمه الله الجزء الاول النوع الثاني و العشرون :
(( وكان الإمام أبو القاسم الشاطبي يَقْرَأُ بِمَدَّتَيْنِ طُولَى لِوَرْشٍ وَحَمْزَةَ وَوُسْطَى لِمَنْ بَقِيَوَعَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ كره قرأة حَمْزَةَ لِمَا فِيهَا مِنْ طُولِ الْمَدِّ وَغَيْرِهِ فَقَالَ لَا تُعْجِبُنِي وَلَوْ كَانَتْ مُتَوَاتِرَةً لَمَا كَرِهَهَا وَكَذَلِكَ ذَكَرَ الْقُرَّاءُ أَنَّ الْإِمَالَةَ قِسْمَانِ إِمَالَةٌ مَحْضَةٌ وَهِيَ أَنْ يُنْحَى بِالْأَلِفِ إِلَى الياء وتكون الياء أقرب بالفتحة إلى الكسر وَتَكُونُ الْكَسْرَةُ أَقْرَبَ وَإِمَالَةٌ تُسَمَّى بَيْنَ بَيْنَ وَهِيَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ الْأَلِفَ وَالْفَتْحَةَ أَقْرَبُ وَهَذِهِ أَصْعَبُ الْإِمَالَتَيْنِ وَهِيَ الْمُخْتَارَةُ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ وَلَا شَكَّ فِي تَوَاتُرِ الْإِمَالَةِ أَيْضًا وَإِنَّمَا اخْتِلَافُهُمْ فِي كَيْفِيَّتِهَا مُبَالَغَةً وَحُضُورًا ))
و لم ينقل عن احمد رحمه الله قوله ببطلان صلاة من صلى وراء من ام الناس بقراءة حمزة رحمه بل على العكس فقد صرح بصحة الصلاة
نقرا من المغني لابن قدامة الجزء الاول :
(( ٦٨٢) فَصْلٌ: وَيَقْرَأُ بِمَا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ. وَنُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ قِرَاءَةَ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقِرَاءَةُ عَاصِمٍ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ. وَأَثْنَى عَلَى قِرَاءَةِ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ. وَلَمْ يَكْرَهْ قِرَاءَةَ أَحَدٍ مِنْ الْعَشْرِ، إلَّا قِرَاءَةَ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ الْكَسْرِ وَالْإِدْغَامِ، وَالتَّكَلُّفِ، وَزِيَادَةِ الْمَدِّ.وَرُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ بِالتَّفْخِيمِ» وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ بِالتَّفْخِيمِ وَالتَّثْقِيلِ، نَحْوُ الْجُمُعَةِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، وَنُقِلَ عَنْهُ التَّسْهِيلُ فِي ذَلِكَ، وَأَنَّ قِرَاءَتَهُمَا فِي الصَّلَاةِ جَائِزَةٌ. قَالَ الْأَثْرَمُ: قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إمَامٌ كَانَ يُصَلِّي بِقِرَاءَةِ حَمْزَةَ أُصَلِّي خَلْفَهُ؟ قَالَ: لَا يَبْلُغُ بِهِ هَذَا كُلَّهُ، وَلَكِنَّهَا لَا تُعْجِبُنِي قِرَاءَةُ حَمْزَةَ. ))
وقد نقل الذهبي رحمه الله تراجع الامام احمد عن كراهيته لقراءة حمزة رحمه الله في الطبقة الرابعة الصفحة 117
و انا انقلها من كتاب طبقات الحنابلة للقاضي ابن ابي يعلى رحمه الله الجزء الاول باب الطاء :
(( [٢٤٣ - طيب بن اسماعيل، أبو حمدون المقرئ.]سأل إمامنا عن أشياء منها قال: قلت له: ما تكره من قراءة حمزة؟ قال: الكسر والإدغام. فقلت له «بسم الله الرحمن الرحيم» أين الألف واللام؟ فقال: إن كان هكذا فلا بأس ))
و نقرا من طبقات الحنابلة لابن ابي يعلى رحمه الله الجزء الاول باب ذكر من اسمه محمد :
(( [٤٥٨ - محمد بن الهيثم المقرئ.]حدث عن إمامنا بأشياء.منها قال: سألت أحمد: ما تكره من قراءة حمزة؟ قال: الكسر والإدغام فقلت له: حدثنا خلف بن تميم قال: كنت أقرأ على حمزة، فمر به سفيان الثورى فجلس إليه، وسأله عن مسألة. فقال له: يا أبا عمارة، أما القرآن والفرائض:فقد سلمناهما لك. قال أحمد: أنتم أهل القرآن وأنتم أعلم بهقال الوالد السعيد: فى «نقل القرآن ونظمه» فظاهر هذا: الرجوع عن الكراهة. والذى عليه أصحابنا: الكراهة، وكراهته ليس يخرجها عن أن تكون قراءة مأثورة، لكن غيرها من اللغات أفصح وأظهر. ومثل هذا: اختلاف الناس فى حج النبى صلّى الله عليه وسلم. وكل مروى عنه. والاختيار التمتع، وكذلك الاختلاف فى التشهد، والاستفتاح. وكل مروى عنه. والاختيار تشهد ابن مسعود، واستفتاح عمر ونحو ذلك ))
و كذلك الحال مع ابي بكر بن عياش رحمه الله فانما بدع قراءة حمزة انكارا عليه التفريط في المد و الامالة و الادغام وقد رد اهل العلم على هذا التبديع .
نقرا من ميزان الاعتدال الجزء الاول باب حرف الحاء :
(( وحكى زكريا الساجي أن أبا بكر بن عياش قال: قراءة حمزة بدعة يزيد ما فيها من المد المفرط والسكت وتغيير الهمز في الوقف والامالة وغير ذلك.وكذا جاء عن عبد الله بن إدريس الاودى وغيره التبرم بقراءة حمزة.وقال الفسوي: حدثنا الحميدي، عن الحويطبى، وآخر: أحدهما عن حماد بن زيد، والآخر عن أبي بكر بن عياش، قال أحدهما: قراءة حمزة بدعة.وقال الآخر: لو صلى بى رجل فقرأ بقراءة حمزة لاعدت صلاتي.قلت: يكفى حمزة شهادة مثل الامام سفيان الثوري له، فإنه قال: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر، وقال ابن أبي خيثمة، عن سليمان بن أبي شيخ: كان يزيد بن هارون أرسل إلى أبي الشعثاء لا تقرئ في مسجدنا قراءة حمزة. ))
واما ما نقل عن ابي بكر بن عياش انه ناظر حمزة رحمه الله والزمه بما يخص افراطه في المد و الامالة و الهمز و الادغام في قراءته وانه لم يكن له حجة للرد على ابي بكر فهذا باطل ولا يصح لان راويه عن ابي بكر هو هارون بن حاتم و هو ضعيف .
نقرا من ميزان الاعتدال للذهبي رحمه الله الجزء الرابع باب حرف الهاء :
(( [٩١٥٢ - هارون بن حاتم الكوفي.]عن أبي بكر بن عياش، وعبد السلام ابن حرب. وعنه محمد بن محمد بن عقبة وغيره. وقع لنا تاريخه. وقد سمع منه أبو زرعة، وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية عنه.سئل عنه أبو حاتم، فقال: أسأل الله السلامة وروى عنه القراآت موسى بن إسحاق، وأحمد بن يزيد الحلواني، والحسن بن العباس الرازي، روى قراءة أبي بكر عنه.ومن مناكيره: حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله - مرفوعاً: النظر إلى وجه على عبادة (١) . وهذا باطل. ))
وكذلك الحال بما قاله ابن ادريس رحمه الله و انكاره على حمزة قراءته القران هكذا بهذه الطريقة من المد و الامالة و الادغام ووعد حمزة له انه لن يعود الى مثل هذه القراءة فانما انكر على حمزة و احتج عليه بما في قراءته من الافراط بالمد و الامالة و التفخيم لا الرسم و الفرش .
نقرا من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء الجزء الاول باب الحاء لابن الجزري رحمه الله :
(( وإماما ذكر عن عبد الله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة فإن ذلك محمول على قراءة من سمعا منه ناقلا عن حمزة وما آفة الأخبار إلا رواتها قال ابن مجاهد: قال محمد بن الهيثم: والسبب في ذلك أن رجلا ممن قرأ على سليم حضر مجلس ابن إدريس فقرأ فسمع ابن إدريس ألفاظا فيها إفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف فكره ذلك ابن إدريس وطعن فيه قال محمد بن الهيثم وقد كان حمزة يكره هذا وينهى عنه قلت: إما كراهته الإفراط من ذلك فقد روينا عنه من طرق أنه كان يقول لمن يفرط عليه في المد والهمز لا تفعل أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجعودة فهو قطط وما كان فوق القراءة فليس بقراءة، ))
وقال الذهبي رحمه الله في طبقات القراء ما قاله ابن ادريس في حمزة :
(( ففال ابن المديني : نوفل ثقة قال سمعت عبد الله بن ادريس يقول لحمزة اتق الله فانك رجل متاله وهذه القراءة ليست قراءة عبدالله و لا قراءة غيره فقال حمزة اما اني اتحرج ان اقرا بها في المحراب قلت لم ؟ قال لانها لم تكن قراءة القوم قلت : فما تصنع بها اذا ؟ قال اما اني ان رجعت من سفري هذه لاتركها ))
اقول : وهذا محمول ايضا - ان صح - على الافراط في الامالة و لادغام و المد لما نقلناه في الاعلى من غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري رحمه الله حيث سمع ابن ادريس رحمه الله الفاظا من الافراط في المد و الهمز و غيرها كما جاء في رواية محمد بن الهيثم ويدل علي ذلك ايضا تصريح ابو عمر الدوري ان حمزة ترك الهمز في المحاريب مما يعني ان التحرج في الرواية السابقة المقصود منها الهمز و المد و الامالة لا الرسم و الحروف خاصة ان حمزة قد اتفق على اقل تقدير انه اخذ حروفه من الاعمش .
نقرا من معرفة القراء الكبار على الطبقات و الاعصار الطبقة الرابعة :
(( قال أبو عمر الدوري: قال حمزة ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي: أكره من قراءة حمزة الهمز الشديد، والإضجاع.وقال يحيى بن معين: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة ....
وروى خلف بن هشام عن سليم قال: قرأ حمزة على الأعمش وابن أبي ليلى، فما كان من قراءة الأعمش فهي عن ابن مسعود -رضي الله عنه، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى فهي عن علي -رضي الله عنه.وقال سليم عن حمزة: قرأت القرآن أربع مرات على ابن أبي ليلى: وقال هارون بن حاتم: حدثنا الكسائي.قلت لحمزة: على من قرأت؟ قال: على ابن أبي ليلى، وحمران بن أعين.قلت: فحمران على من قرأ؟ قال: على عبيد بن نضلة الخزاعي.وقرأ عبيد على علقمة عن ابن مسعود؛ وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن أبي، وقال عبد الله بن موسى والحسن بن عطية وغيرهما: قرأنا على حمزة، وقرأ على حمران بن أعين، وعلى ابن أبي ليلى، وعلى الأعمش، وأبي إسحاق.فأما حمران فقرأ على يحيى بن وثاب، وأما الأعمش فقرأ على زر وزيد بن وهب، المنهال بن عمرو، وقرأ زرد وزيد على عبد الله، وقال الأعمش: قرأ يحيى بن وثاب على علقمة والأسود، وعبيد بن فضيل ومسروق وعبيدة.وكان الأعمش يقول: يحيى أقرأ الناس، قالوا: وقرأ الأعمش أيضا على إبراهيم النخعي، فأما أبو إسحاق فقرأ على أصحاب علي وابن مسعود، وأما ابن أبي ليلى فقرأ على الشعبي.
وجاءت أخبار أخر تؤذن بقراءته على الأعمش أيضا، ثم جاءت أخبار بخلاف ذلك
.قال محمد بن يحيى الأزدي: قلت لابن داود: قرأ حمزة على الأعمش؟ قال: من أين قرأ عليه، إنما سأله عن حروف.وقال أحمد بن جبير: حدثنا حجاج بن محمد. قلت لحمزة: قرأت على الأعمش؟ قال: لا، ولكني سألته عن هذه الحروف حرفا حرفا.وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثني عدة من أهل العلم عن حمزة، أنه قرأ على حمران، وكانت هذه الحروف التي يرويها حمزة عن الأعمش.إنما أخذها عن الأعمش أخذا، ولم يبلغنا أنه قرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره.وقال يوسف بن موسى: قيل لجرير بن عبد الحميد: كيف أخذتم هذه الحروف عن الأعمش؟قال: كان إذا جاء شهر رمضان جاء أبو حيان التيمي وحمزة الزيات، مع كل واحد منهما مصحف، فيمسكان على الأعمش، ويقرأ فيستمعون لقراءته فأخذنا الحروف من قراءته.وقال سهل بن محمد التميمي: قال لنا سليم: سمعت حمزة يقول: ولدت سنة ثمانين، وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة، وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمود بن أبي نصر العجلي ))
و نقرا كا قاله ابن قتيبة في تاويل مشكل القران باب الرد عليهم في وجوه القراءات :
(( ثم خلف قوم بعد قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة، ولا علم التكلّف، فهفوا في كثير من الحروف وزلّوا وقرؤوا بالشاذ وأخلّوا. منهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح، وقرّبه من القلوب بالدين. لم أر فيمن تتبعت وجوه قراءته أكثر تخليطا، ولا أشد اضطرابا منه، لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره، ثم يؤصّل أصلا ويخالف إلى غيره لغير ما علّة. ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة. هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز، فإفراطه في المد والهمزة الإشباع، وإفحاشه في الإضجاع والإدغام، وحمله المتعلمين على المركب الصعب، وتعسيره على الأمة ما يسره الله، وتضييقه ما فسحه.ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب، ويكره الصلاة بها! ففي أي موضع تستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها؟! وكان ابن عيينة «١» يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه، أو ائتم بقراءته: أن يعيد، ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث «٢» وأحمد بن حنبل.وقد شغف بقراءته عوامّ الناس وسوقهم، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها، وطول اختلاف المتعلم إلى المقرئ فيها، فإذا رأوه قد اختلف في أمّ الكتاب عشرا، وفي مائة آية شهرا، وفي السبع الطّول حولا، ورأوه عند قراءته مائل الشّدقين، دارّ الوريدين، راشح الجبينين- توهّموا أن ذلك لفضيلة في القراءة وحذق بها.وليس هكذا كانت قراءة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا خيار السلف ولا التابعين، ولا القرّاء العالمين، بل كانت قراءتهم سهلة رسلة. وهكذا نختار لقراء القرآن في أورادهم ومحاربهم. فإما الغلام الرّيّض والمستأنف للتعلّم، فنختار له أن يؤخذ بالتحقيق عليه، من غير إفحاش في مدّ أو همز أو إدغام، لأن في ذلك تذليلا للّسان، وإطلاقا من الحبسة، وحلّا للعقدة. ))
2. مدح كثير من اهل العلم قراءة حمزة رحمه الله بشكل عام و لم ينكروا قراءته.
نقرا من معرفة القراء الكبار على الطبقات و الاعصار للذهبي الطبقة الرابعة:
((قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والإدغام، ألكم فيه إمام؟ قال: نعم. هذا حمزة يهمز ويكسر وهو إمام من أئمة المسلمين، وسيد القراء والزهاد، لو رأيته لقرت عينك به من نسكه.قلت: يريد بقوله: يكسر أي يميل، وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.وذكر جرير بن عبد الحميد قال: مر بي فطلب ماء فأتيته به فلم يشرب مني، لكوني أحضر القراءة عنده.وعن حمزة قال: إنما الهمز رياضة، فإذا حسنها الرجل سهلها. وكان شعيب بن حرب يقول لأصحابه الحديث: ألا تسألوني عن الدر؟ قراءة حمزة ))
نقرا من غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري رحمه الله باب الحاء :
(كما ذكر أبو الحسن الخياط، وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة ثبتا رضي قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله عديم النظير، وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة، قال عبد الله العجلي قال أبو حنيفة لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وقال أيضا عنه ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر، وقال عبيد الله بن موسى كان حمزة يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء وكان شيخه الأعمش إذا رآه قل أقبل يقول هذا حبر القرآن ))
3. ذكر بعض اهل العلم انعقاد الاجماع على تلقي قراءة حمزة رحمه الله بالقبول و الاجماع حجة .
نقرا من ميزان الاعتدال للذهبي رحمه الله الجزء الاول باب الحاء :
((قال ابن فضيل: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة /.وعن شعيب بن حرب أنه قال: ألا تسألونى عن الدر - يعنى قراءة حمزة.وقال أبو حنيفة: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.وقد رأى الأعمش يوما حمزة مقبلا فقال: وبشر المخبتين.وقد استوعبت أخبار حمزة في طبقات القراء.وقد وثقه ابن معين، وغيره.وقال النسائي: ليس به بأس.وقال ابن معين أيضا: حسن الحديث، عن أبي إسحاق.وقال الأزدي والساجي: يتكلمون في قراءاته إلى حالة مذمومة، وهو صدوق في الحديث، ليس بمتقن.وقال الساجي: صدوق سيئ الحفظ.قلت: قد انعقد الاجماع بأخرة على تلقى قراءة حمزة بالقبول والانكار على من تكلم فيها، فقد كان من بعض السلف في الصدر الأول فيها مقال.وكان يزيد بن هارون ينهى عن قراءة حمزة، رواه سليمان بن أبي شيخ وغيره عنه.وقال أحمد بن سنان القطان: كان يزيد بن هارون يكره قراءة حمزة كراهية شديدة. ))
و نقرا من البرهان في علوم القران للزركشي رحمه الله الجزء الاول النوع الثاني و العشرون :
(( وَهَذَا تَحَامُلٌ وَقَدِ انْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَى صِحَّةِ قِرَاءَةِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ وَأَنَّهَا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ وَلَا مَجَالَ لِلِاجْتِهَادِ فِيهَا وَلِهَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا هذا بشرا} وَبَنُو تَمِيمٍ يَرْفَعُونَهُ إِلَّا مَنْ دَرَى كَيْفَ هِيَ فِي الْمُصْحَفِوَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ سُنَّةٌ مَرْوِيَّةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَكُونُ الْقِرَاءَةُ بِغَيْرِ مَا روي عنه انتهى ))
4. ثبت ان حمزة تلقى قراءته ( رسما و فرشا دون الأصول ) قد تلقاها بالأثر نقلا عن شيوخه.
نقرا من جامع البيان للداني الجزء الاول
((٣٤٤ - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال:نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا علي بن محمد النخعي قال: نا محمد بن علي بن عفان قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.قال عبيد الله: ما رأيت أقرأ من حمزة قرأ على الأئمة «١»
…٣٤٦ - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال:حدّثني ابن أبي الدنيا «٣» قال: حدّثني الطيب بن إسماعيل عن شعيب بن حرب، قال: سمعت حمزة يقول: ما قرأت حرفا إلا بأثر «٤
٣٤٧ - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد،قال: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال:حدّثنا عقبة بن قبيصة بن عقبة، قال: سمعت أبي يقول: كنّا عند سفيان الثوري، فجاء حمزة بن حبيب الزيّات كلّمه «١»، فلما قام من عنده أقبل علينا سفيان الثوري، فقال: أترون هذا، ما قرأ حرفا من كتاب الله عزّ وجلّ إلا بأثر «٢ ))
قال محقق الكتاب :
((.١) علي بن محمد النخعي، أبو القاسم، البغدادي، المعروف بابن كأس، ثقة، مات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، تاريخ بغداد ١٢/ ٧٠، غاية النهاية ١/ ٥٧٦.
- محمد بن علي بن عفان العامري الكوفي مقرئ متصدر، سمع قراءة حمزة من عبيد الله بن موسى العبسي، وخلفه في الإقراء غاية النهاية ٢/ ٢٠٦. وهذا الإسناد صحيح.
وفي طبقات ابن سعد (٦/ ٣٨٥): قال له الثوري: يا ابن عمارة، أما القرآن والفرائض فلا نعرض لك فيهما….
٤) صدر الإسناد قبل الطيب تقدم في الفقرة/ ٣٣٨. وهذا الإسناد صحيح. والرواية في السبعة/ ٧٥ به مثلها، وفي معرفة القراء ١/ ٩٥، بإسناد الذهبي من طريق ابن مجاهد به مثلها. ..
(٢) صدر الإسناد قبل عقبة تقدم في الفقرة/ ١٣١.
- عقبة بن قبيصة بن عقبة، الكوفي صدوق، من الحادية عشرة. التقريب ٢/ ٢٨. تهذيب الكمال ٢/ ٩٤٦.
- قبيصة بن عقبة بن محمد، أبو عامر، الكوفي، صدوق، ربما خالف، مات سنة خمس عشرة ومائة على الصحيح. التقريب ٢/ ١٢٢، تهذيب الكمال ٢/ ١١١٩.
وقبيصة بفتح القاف، كذا ضبط في القاموس عدة أسماء ليس فيها صاحب الترجمة، وهذا الإسناد حسن، والرواية في السبعة/ ٧٦ في مثلها. ))
قال السخاوي رحمه الله في جمال القراء و كمال الاقراء الجزء الاول :
(( عن الوليد بن بكير: أتيت سفيان الثوري أعوده، فأتاه حمزة. فلما ولى قال سفيان: ترون هذا ما أراه قرأ حرفاً إلا بأثر. قال سُليم، وذكر عند حمزة ولد، فقال: ما قرأت حرفاً إلا بأثر. وقد عاب قوم قراءة حمزة، رحمه الله، وإنما كان يأخذ المبتدئي بالتأني والترتيل، وينهاهم مع ذلك عن تجاوز الحد. وقال محمد ب الهيثم النخعى: صليت خلف حمزة، رحمه الله،فكان لا يمد في الصلاة ذلك المد الشديد، ولا يهمز الهمز الشديد.وقال سليم: قال حمزة: ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية.وقال له رجل: يا أبا عمارة: رأيت رجلاً من أصحابك في الزياتين همز حتى انقطع زره، فقال: لم آمرهم بهذا كله ووقف عليه الثوري، رحمه الله، فقال يا أبا عمارة: ما هذا الهمز، والمد، والقطع الشديد؟ قال: يا أبا عبد الله هذه رياضة للمتعلم، قال: صدقت.وقال خلف: سألت سليماً عن التحقيق، فقال لنا: حمزة يقول: إنا جعلنا هذا التحقيق ليستمر عليه المتعلم، وإنما اتخذه الناس إماماً في القراءة لعلمهم بصحة قراءته وأنها مأخوذة عن أئمة القرآن الذين تحققوا بإقرائه، وكانوا أئمة يقتدى بهم من التابعين، وتابعي التابعين. فمن شيوخ حمزة رحمه الله الأعمش، وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. فقراءة حمزة ترجع إلى عثمان، وابن مسعود، وعلي بن أبى طالب، رضي الله عنهم؛ لأن الأعمش قرأ على يحيَى بن وثاب الأسدي مولى الكاهليين، وقرأ يحيَى بن وثاب على أبي عبد الرحمن السُلَمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان وعلى علي، رضي الله عنهما، وقرأ أبو عبد الرحمن أيضاً على أبى بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وقرؤوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ يحيى بن وثاب أيضاً على أبي مسلم عبيدة بن عمروبن قيس السلماني قاضي البصرة، وعلى أبي شبل علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي، وعلى أبي عبد الرحمن الأسود بن يزيد، وعلى أبي عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك الوادعي، وأخبروه أنهم قرؤوا على عبد الله بن مسعود. وقال الأعمش: ما رأيت أحداً كان أقرأ من يحيَى بن وثاب، وقرأ الأعمش أيضاً على زِر، وزيد بن وهب، وقرأ على عبد الله بن مسعود. وما يروى عن حمزة، رحمه الله، من شدة الأخذ، والمطالبة. والتحقيق، فذكر أنه أخذ ذلك عن حمران بن أعين، وابن أبي ليلى. وأنهما أخذا ذلك عن على رضي الله عنه، وقرأ محمد بن أبي ليلى شيخ حمزة على أخيه، وقرأ أخوه على أبيه، وقرأ أبوه على عبد الله بن مسعود ))
وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة محمد سني 1989 ; 30-11-2024 الساعة 03:18 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 27-07-2024, 11:44 PM
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 01-05-2023, 05:36 AM
-
بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-02-2023, 02:53 PM
-
بواسطة قمــر الليـآلـي في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 16-06-2010, 08:25 PM
-
بواسطة ابو علي الفلسطيني في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 25-04-2010, 11:49 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات