الخطر الكامن: بين الطقس والتهويد
لا يقتصر الأمر على السجود نفسه، بل يتعداه ليشمل استراتيجيات أوسع تهدف لتفكيك الحقائق التاريخية والدينية للمسجد الأقصى. فالسلطات الإسرائيلية، بدعم من مستويات حكومية عليا، تعمل على تسهيل دخول اليهود إلى الحرم تحت ذرائع قانونية وأمنية، بينما تمنع المسلمين من ممارسة حريتهم الدينية بالكامل. هذه السياسات، بالتزامن مع حملات التنصير الثقافي والتاريخي، تُهدد بتحويل المسجد الأقصى من مكان عبادة إسلامي إلى "موقع تاريخي" متنازع عليه.يرى المحللون أن "السجود الملحمي" يُعتبر جزءًا من مشروع طويل الأمد يسمى "تهويد القدس"، الذي يشمل توسيع المستوطنات، وتغيير التركيبة الديموغرافية، واستبدال الرمزية الإسلامية بالرموز اليهودية. فالسجود في الأقصى ليس مجرد عبادة، بل رسالة سياسية صارخة تؤكد أن "المعبد سيُعاد بناؤه"، كما تدعو إليه مجموعات متطرفة داخل اليمين الصهيوني.
المقاومة والتحذيرات الدولية
تواجه هذه الممارسات مقاومة من المسلمين والمؤسسات الدولية. فالأونروا ومنظمات حقوق الإنسان تُوثق انتهاكات إسرائيل المتكررة داخل الحرم، بينما تُؤكد الدول الإسلامية على ضرورة حماية الأقصى من "التدمير التدريجي". لكن التحدي الأكبر يكمن في الصمت الدولي الذي يُغذي جرأة المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين على استمرار هذه السياسات.
الخاتمة: مواجهة التحدي قبل فوات الأوان
السجود الملحمي ليس مجرد طقس ديني، بل هو جزء من حرب ثقافية ورمزية تستهدف تفتيت هوية المسجد الأقصى. إن عدم مواجهة هذه الظاهرة بجدية، ستؤدي إلى تصاعد الأزمة وتهويد الموقع بشكل لا رجعة فيه. الوقت ينحسر، والتحرك الدولي المبني على مبادئ العدالة والتاريخ هو السلاح الوحيد لوقف هذا المشروع المدمر.المصدر: تحقيق صحفي مع مراجعة لتقارير حقوقية ودراسات أكاديمية حول قضية الأقصى.
المفضلات