
-
المطلب الثاني
«أَسْتِيرُ وممارسة الرزيلة السياسية»

أَسْتِيرُ تلك المرأة اليهودية والتي أصبحت بزناها إمبراطورة فارس وذلك بالتآمر مع ابن عمها «مُرْدَخَايُ» القوّاد..
تدور أحداث القصة في عهد الملك الفارسي «أَحْشَوِيرُوشَ» الذي ذكر في أسفار أستير وعزرا ودانيال وهو نفسه الملك الفارسي «زركسيس xerxes » الذي حكم من 485 الى 464 ق. م.
لكن من المستحيل تاريخيا اثبات زوجة يهودية للملك الفارسي «احشويروش» (زركسيس).
وبعد السبي البابلي يجعل كاتب السفر من أستير جميلة الجميلات. وكانت يتيمة فقام ابن عمها «مُرْدَخَايُ» بتربيتها.. ثم بعد ذلك دفعها لممارسة الرذيلة مع الملك من أجل إسرائيل..
ففي الاصحاح الأول من سفر استير:
يفاجئنا المؤلف بتصويره المبالغ فيه لشخصية ملك فارس، فيصوره في صورة رجل أحمق تافه يقيم وليمة يحضرها جميع رؤساء الجيش الفارسي ورؤساء الدول التي تخضع للحكم الفارسي.
استمرت هذه الوليمة 180 يوما !! أي أكثر من نصف عام، أي ان جميع حكام ومسئولي الامبراطورية الفارسية الضخمة تركوا اعمالهم ومدنهم وتوجهوا الى العاصمة طوال هذه المدة الطويلة ليعيشوا في لهو وخمر، وسمح لهم بان يستمتعوا بأي متعة كما يشاءوا !!.
" 7وَكَانَ السِّقَاءُ مِنْ ذَهَبٍ وَالآنِيَةُ مُخْتَلِفَةُ الأَشْكَالِ وَالْخَمْرُ الْمَلِكِيُّ بِكَثْرَةٍ حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 8وَكَانَ الشُّرْبُ حَسَبَ الأَمْرِ. لَمْ يَكُنْ غَاصِبٌ لأَنَّهُ هَكَذَا رَسَمَ الْمَلِكُ عَلَى كُلِّ عَظِيمٍ فِي بَيْتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِد " وهذا المؤلف نسى ان يخبرنا ما المناسبة لتلك الوليمة الاسطورية التي حضرها قادة وحكام العالم !!.
ونقرأ في الإصحاح الثاني:
(5كَانَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ مُرْدَخَايُ بْنُ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ يَمِينِيٌّ، 6قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ السَّبْيِ الَّذِي سُبِيَ مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابَلَ. 7وَكَانَ مُرَبِّيًا لِهَدَسَّةَ (أَيْ أَسْتِيرَ) بِنْتِ عَمِّهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَبٌ وَلاَ أُمٌّ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ، وَعِنْدَ مَوْتِ أَبِيهَا وَأُمِّهَا اتَّخَذَهَا مُرْدَخَايُ لِنَفْسِهِ ابْنَةً.8فَلَمَّا سُمِعَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، وَجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثِيرَاتٌ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ حَارِسِ النِّسَاءِ. 9وَحَسُنَتِ الْفَتَاةُ فِي عَيْنَيْهِ وَنَالَتْ نِعْمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَ بِأَدْهَانِ عِطْرِهَا وَأَنْصِبَتِهَا لِيَعْطِيَهَا إِيَّاهَا مَعَ السَّبْعِ الْفَتَيَاتِ الْمُخْتَارَاتِ لِتُعْطَى لَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ فَتَيَاتِهَا إِلَى أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ النِّسَاءِ. 10وَلَمْ تُخْبِرْ أَسْتِيرُ عَنْ شَعْبِهَا وَجِنْسِهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا أَنْ لاَ تُخْبِرَ. 11وَكَانَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى يَوْمًا فَيَوْمًا أَمَامَ دَارِ بَيْتِ النِّسَاءِ، لِيَسْتَعْلِمَ عَنْ سَلاَمَةِ أَسْتِيرَ وَعَمَّا يُصْنَعُ بِهَا.12وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ فَتَاةٍ فَفَتَاةٍ لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، سِتَّةَ أَشْهُرٍ بِزَيْتِ الْمُرِّ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ وَأَدْهَانِ تَعَطُّرِ النِّسَاءِ. 13وَهكَذَا كَانَتَ كُلُّ فَتَاةٍ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ. وَكُلُّ مَا قَالَتْ عَنْهُ أُعْطِيَ لَهَا لِلدُّخُولِ مَعَهَا مِنْ بَيْتِ النِّسَاءِ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ. 14فِي الْمَسَاءِ دَخَلَتْ وَفِي الصَّبَاحِ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ الثَّانِي إِلَى يَدِ شَعَشْغَازَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ السَّرَارِيِّ. لَمْ تَعُدْ تَدْخُلْ إِلَى الْمَلِكِ إِلاَّ إِذَا سُرَّ بِهَا الْمَلِكُ وَدُعِيَتْ بِاسْمِهَا.15وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبَيِحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ابْنَةً لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. 17فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ، وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَانًا قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى، فَوَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي. 18وَعَمِلَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ، وَلِيمَةَ أَسْتِيرَ. وَعَمِلَ رَاحَةً لِلْبِلاَدِ وَأَعْطَى عَطَايَا حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 19وَلَمَّا جُمِعَتِ الْعَذَارَى ثَانِيَةً كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِسًا بِبَابِ الْمَلِكِ. 20وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ أَخْبَرَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْلِ مُرْدَخَايَ كَمَا كَانَتْ فِي تَرْبِيَتِهَا عِنْدَهُ.) أستير 2: 5 - 16
ويستمر المؤلف اليهودي في تصوير الملك كأحد السفهاء الذين لا تفارقهم الخمر، فيطلب من زوجته الملكة « وشتى ) ان تأتى لتكشف عن جمالها للمدعوين المخمورين " يَأْتُوا بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ بِتَاجِ الْمُلْكِ لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ" !!
اراد الملك ان تكشف زوجته الملكة عن جمالها لضيوفه!!.
هل أراد منها ان تظهر مفاتنها الانثوية لهم ؟.
هل أرادها ان تتجرد عن ملابسها ؟.
هذا ما يريد المؤلف اليهودي ان يلمح اليه !!.
الملك المخمور ينسى نفسه وينسى انه ملك تلك الامبراطورية الضخمة وينسى مفهوم الكرامة والشرف عند الشرقيين فيطلب من زوجته سيدة العالم حينئذ ان تعرض مفاتنها على ضيوفه السكارى !!.
هكذا يريدنا الكاتب اليهودي ان ننظر للملك نظرة احتقار.
كرامة المرأة الملكة رفضت هذا السفه واعتبرته مما لا يليق أن يصدر من سيد العالم لذلك رفضت أن تلبي الرغبة المهينة للملك، فكان جزاؤها أن يطلقها الملك الأحمق لا لشيء إلا لأنها رفضت المهانة ولأنها اعتزت بكرامتها ورفضت أن تعرض مفاتن جسدها لأصدقاء زوجها الملك.
ويقرر أَحْشَوِيرُوشُ إعطاء مُلْكَهَ لمن هي أجمل منها وأفضل.. (وَلْيُعْطِ الْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا).
وهنا برز دور «مردخاي» بأخلاقه اليهودية السافلة والمنحطة !!....
فها هي «أَسْتِيرَ» أفضل من الملكة «وَشْتِي» لأنها لن تخالف الملك لو طلب منها أن تفعل أي شيء حتى لو طلب منها أن تعرض مفاتن أنوثتها لأصدقائه !!.أو يتناوبون عليها فلا مانع أبداً من ممارسة الرزيلة السياسية مادامت في النهاية سوف تؤدي إلى الغرض المحتوم.
ويؤكد ويفتخر كاتب السفر بأن أجمل جميلات الأرض التي وقع اختيار الملك الفارسي عليها يهودية الجنسية من أسرة يهودية تربت على يد ابن عمها اليهودي «مردخاي» ونشأت على ديانة وأخلاق اليهود الحميدة...وهنا تبرز التساؤلات التالية:
هل كانت «استير» زوجة «لمُرْدَخَايُ بْنُ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي »؟.
وهل تاجر «مُرْدَخَايُ» بشرف زوجته من اجل الوصول لأعلى المناصب ؟.
ما الذي يمنع من تزوجه بهذه الجميلة اليهودية ابنة عمه اليتيمة ؟.
هذا الكاتب اليهودي الذي يريد أن يظهر لنا بصورة اليهودي الغيور على دينه وشريعته نسي أو تناسى بديهة من شرائع اليهودية الا وهي تحريم الشريعة اليهودية زواج اليهودية من أممي أو وثنى أو غير يهودي .!!.
إذن فما الذي يمنع الملك «أَحْشَوِيرُوشَ» أن يمارس الرذيلة مع «أستير» من أجل هدف العودة إلى فلسطين.
يصور الفصل الأول من السفر مشاهد إباحية جنسية تدل على الأخلاق المنحطة لليهود ..
فاستير يهودية وهي واحدة من مئات العاهرات التي اختارهم الملك ووضعهم في قصر الحريم الملكي، وكان يقضي ليلة مع كل واحدة ليجربهم جنسيا وليختار في النهاية أفضلهم لتحل محل الملكة المخلوعة !!..
فكانت الفتيات تدخل عليه بالدور ونلاحظ قول الكاتب:
" فِي الْمَسَاءِ دَخَلَتْ وَفِي الصَّبَاحِ رَجَعَتْ "..
فكل فتاة يأتي عليها الدور تدخل لحجرة الملك في المساء وتقضي الليل مع جلالته وتخرج في الصباح بعد أن يكون الملك قد أجرى تجاربه واختباراته عليها في سبيل اختياره لأفضلهن. !!..
وجاء دورها لتدخل على الملك وتقضي ليلة حمراء معه، ولابد أن استير كانت محنكة وخبيرة في فن الجنس والغرام لأنها أعجبت الملك ووجد عندها من المتع واللذة ما لم يجده عند باقي العذارى الأخريات !!.
ونسأل ماذا يطلق على مثل هذه العلاقة التي كانت بين الملك وبين عشرات العذارى بمن فيهن استير؟.
أليس هذا ما يطلق عليه الكتاب المقدس زنا وفسق؟.
يتجاهل ويتغاضى كاتب السفر عن الزنا والعهر الذي قامت به استير اليهودية، ويصورها لنا بصورة المرأة الفاضلة التي أنقذت شعب الله المختار وذلك من خلال علاقة جنسية بلا زواج!!.
لكن الغريب أن مردخاى لا يجد حرجا في أن تقضي استير الليالي على فراش الملك الوثني بدون زواج مثلها مثل مئات العاهرات الأخريات ، ثم زواجها منه بعد أن وجد فيها من المتع ما لم يجده في غيرها ،" فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَاناً قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى " ضاربا عرض الحائط بالشريعة ، وهنا يتضح تناقض الفكر اليهودي النفعي الاستغلالي ولا نجد أي اعتراض من علماء اليهود أو علماء المسيحية على مردخاى بصفته قواد يقدم قريبته للملك ، أو على استير بصفتها محظية الملك ، بل بالعكس يعدونهما من كبار المخلصين للشريعة اليهودية ومن الشخصيات المقدسة .!!..
وأصبحت أستير ملكة على فارس بدلاً من الإمبراطورة وشتي بفضل وبركة زناها ..
" وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِير .. وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَاناً قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى فَوَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي َ".
فلننتبه..
لقد أقعدها أَحْشَوِيرُوشُ على كرسي الملك وهو يحسبها فارسية..
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى العقيدة والتوحيد
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 15-11-2014, 08:23 PM
-
بواسطة أُم عبد الله في المنتدى العقيدة والتوحيد
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 23-09-2014, 08:47 PM
-
بواسطة على جلال في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-03-2010, 11:26 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات