يقول المنصر

اقتباس
قول جواد علي : واذا كانت اليهودية قد دخلت جزيرة العرب بالهجرة والتجارة ، فإن دخول النصرانية اليها كان بالتبشير وبدخول بعض النساك والرهبان اليها للعيش فيها بعيدين عن ملذات الدنيا [11]

ويذكر أيضا جواد علي في جملة قوية في نفس المرجع ص 589 : وقد كان في مكة وفي الطائف وفي يثرب وفي مواضع أخرى من جزيرة العرب رقيق نصراني كان يقرأ ويكتب ويفسر للناس ما جاء في التوراة والأناجيل ، ويقص عليهم قصصاً نصرانياً ويتحدث اليهم عن النصرانية ، ومنهم من تمكن من اقناع بعض العرب في الدخول في النصرانية ، ومنهم من أثر على بعضهم ، فأبعده عن الوثنية


كان في مكة حسب ما ذكر جواد علي الاتي ( العرب رقيق نصراني كان يقرأ ويكتب ويفسر للناس ما جاء في التوراة والأناجيل ، ويقص عليهم قصصاً نصرانياً ويتحدث اليهم عن النصرانية )
اقول : الى الان المنصر يركز على موضوع المسيحيات و قد رددنا على هذا سابقا وقبل ان ارد على هذا الكلام اذكر بالكلام الذي تهرب و راوغ منه باقتباس فارغ كهذا و اذكر ايضا الاقتباسين الجديدين اللذان ذكرتهما
اقتباس

ان مكة و الحجاز كانتا خاليتين من الوجود النصراني كمنظمة كنسية او كجهود تبشيرية حيث
تركزت وجود الجماعات و القبائل النصرانية في الجزيرة العربية في ثلاث مناطق :

شمال شرق الجزيرة العربية (منطقة الحيرة و البصرة و كاظمة تحت حكم المناذرة)

شمال غرب الجزيرة العربية (تبوك و البلقاء و ابنة و بادية الشام في الاردن و ايلة و دومة الجندل و تبوك تحت حكم الغساسنة و من يوالوهم )

جنوب غرب الجزيرة العربية في نجران و اليمن

اما منطقة الحجاز و نجد و عمان فقد تميزت بانعدام التنظيم الكنسي فيها حيث ان الوجود النصراني فيها لم يرتقي الى مستوى القبيلة علاوة ان يرتقي الى تنصر مدينة بكاملها اذ ان النصارى فيها كانوا مجرد افراد مشتتين

هذا و الملاحظ ايضا ان هذه المناطق خلت من النشاط التبشيري للكنيسة

على عكس من حاول ان يصور الحجاز و كانها تحتوي على عشرات البيع و الصوامع المشتتة في القفار و الصحاري و التي -بزعمهم - هي ماوى للرهبان النساطرة او اليعاقبة فكيف بعد هذا ننسب نشاطا تبشيريا معرفيا لطفلين سريانيين في مكة !!!


نقرا من الموسوعة الكاثوليكية
(( Christianity in Arabia had three in centres in the northwest, north-east, and southwest of the peninsula. The first embraces the Kingdom of Ghassan (under Roman rule), the second that of Hira (under Persian power), and the third the kingdoms of Himyar, Yemen, and Najran (under Abyssinian rule). As to central and south-east Arabia, such as Nejd and Oman, it is doubtful whether Christianity made any advance there.
))
https://www.newadvent.org/cathen/01663a.htm

الموسوعة الكاثوليكية هنا ازالت الحجاز من الاستثناء اعلاه نظرا لانها اتبعت نظريات لويس شيخو المتطرفة الا انه في عام 1967 صدرت الموسوعة الكاثوليكية الجديدة و فيها بعض المراجعات و التصحيحات و منها انها لم تعد تعتمد على ما كتبه شيخو و اضافت الحجاز الى تلك المناطق التي لا تحتوي على تجمعات نصرانية و تخلو من نشاط تبشيري
نقرا من الموسوعة الكاثوليكية الجديدة الجزء الاول الصفحة 620
((The Hijaz. In speaking of Christians in the Hijaz one must limit the term to mean Mecca, Tayma ̄’, Khaibar, al-T: a ̄’if, and Medina. The existing evidence refers to the time just before or during the lifetime of Muh: ammad. The Hijaz had not been touched by Christian preaching. Hence organization of a Christian church was neither to be expected nor found. What Christians resided there were principally individuals from other countries who re- tained some Christianity. Such were African (mainly Coptic) slaves;tradespeople who came to the fairs from Syria, from Yemen, and from among the Christian Arabs under the Ghassanids or Lakhmids; Abyssinian merce- nary soldiers; and miscellaneous others whose Christiani- ty was evidenced only by their names. The few native Christians whose names have come down to us furnish us with more questions than answers. This Christianity had the marks that go with want of organization. It lacked instruction and fervor. It is therefore not surprising that it offered no opposition to Islam. Finally it is to be borne in mind that it was the Christianity in Arabia, here briefly sketched, that projected the image of Christianity seen in the Qur’a ̄n.))


و نقرا من كتاب ريتشارد بيل The Origin of Islam in its Christian Environment الصفحة ٤٢
((From the northwest it spread into the northern center of the peninsula and southward to the shores of the Red Seabut - and this is important- in spite of traditions to the effect that the picture of Jesus was found on one of the pillars of the Ka’ba, there is no good evidence of any seats of Christianity in the Hijaz or in the near neighborhood of Mecca or even of Medina ))


و نقرا من كتاب المعارف لابن قتيبة الجزء الاول
((أديان العرب في الجاهلية
كانت النّصرانية في: «ربيعة» ، و «غسّان» ، وبعض «قضاعة» .
وكانت اليهودية في: «حمير» ، و «بنى كنانة» ، و «بنى الحارث بن كعب» ، و «كندة» .
وكانت المجوسية في: «تميم» .
منهم: زرارة بن عدس التميمي، وابنه: حاجب بن زرارة- وكان تزوّج ابنته ثم ندم.
ومنهم: الأقرع بن حابس- وكان مجوسيّا، وأبو سود- جدّ: وكيع ابن حسان- كان مجوسيّا.
وكانت الزندقة في «قريش» ، أخذوها من «الحيرة» .
وكان «بنو حنيفة» اتخذوا في الجاهلية إلها من حيس «1» ، فعبدوه دهرا طويلا، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فقال رجل من «بنى تميم» : [خفيف]
أكلت ربّها حنيفة من جوع ... قديم بها ومن إعواز
وقال آخر: [مجزوء الكامل]
أكلت حنيفة ربّها ... زمن التقحّم والمجاعة
لم يحذروا من ربّهم ... سوء العواقب والتّباعه))

على ان التحقيق يقول ان بني الحارث بن كعب كانوا نصارى و كذلك كندة (وهما من اهل نجران و اليمن) اذ ان اليهود فيهم اقلية مقارنة بالنصارى
ومما يشير الى هذا المعنى ان زيد بن عمرو بن نفيل لما ذهب يسال عن الدين بعد نبذه الاصنام انما ذهب الى رهبان و احبار الشام و لم يذكر انه لجا الى اي عبيد قريش النصارى
نقرا من صحيح البخاري كتاب مناقب الانصار :

(( 3827 - قَالَ مُوسَى: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلَّا تَحَدَّثَ بِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ، وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ اليَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ، فَأَخْبِرْنِي، فَقَالَ: لاَ تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، قَالَ زَيْدٌ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلاَ أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ، قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ زَيْدٌ: وَمَا الحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، وَلاَ نَصْرَانِيًّا، وَلاَ يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ، فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، قَالَ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلاَ أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلاَ مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ، قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ: وَمَا الحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا، وَلاَ يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ، فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ))

3. المعرفة السطحية لغالبية نصارى الجزيرة العربية و الذي يحيل و ينفي معرفته لتفاصيل الكتاب المقدس بعهديه فكيف باسفار الابوكريفا و المدراشات و التلمود و هي ليست من مصادرهم اصلا !!!
نعيد ما ذكرناه في الاعلى من Spanish Islam: A History of the Moslems in Spain
By Reinhart Dozy page 13
In Mohammed's time, three religions shared Arabia - Judaism, Christianity and a vague form of Polytheism. The Jewish tribes alone were sincerely attached to their faith and were alone intolerant. In the early history of Arabia, persecutions are rare, and when they occur, it is usually the Jews to blame.
Christianity could count but a few adepts, for most of those who professed the faith had but very superficial knowledge of its tenets.



نقرا من الموسوعة الكاثوليكية :
Before the rise and spread of Nestorianism and Monophysitism, the Arian heresy was the prevailing creed of the Christian Arabs. In the fifth, sixth, and seventh centuries Arianism was supplanted by Nestorianism and Monophysitism, which had then become the official creeds of the two most representative Churches of Syria, Egypt, Abyssinia, Mesopotamia, and Persia. Like the Arabian Jews,
the Christian Arabs did not, as a rule, particularly in the times immediately before and after Mohammed, attach much importance to the practical observance of their religion. The Arabs of pre-Islamic times were notorious for their indifference to their theoretical and practical religious beliefs and observances. Every religion and practice was welcomed so long as it was compatible with Arab freedom of conscience and sensuality; and, as Wellhausen truly remarks, although Christian thought and sentiment could have been infused among the Arabs only through the channel of poetry, it is in this that Christian spirituality performs rather a silent part (op. cit., 203).
Arabian Christianity was a seed sown on stony ground, whose product had no power of resistance when the heat came; it perished without leaving a trace when Islam appeared. It seems strange that these Christian Arabs, who had bishops, and priests, and churches, and even heresies, of their own apparently took no steps towards translating into their language any of the Old and New Testament books; or, if any such translation existed, it has left no trace.
The same strange fact is also true in the case of the numerous Jews of Yemen (Margoliouth, op. cit., 35, and Harnack, Expansion of Christianity, II, 300). Of these Emmanuel Deutsch remarks that, "Acquainted with the Halachah and Haggada, they seemed, under the peculiar story-loving influence of their countrymen, to have cultivated the latter with all its gorgeous hues and colours" [Remains of Emmanuel Deutsch, Islam (New York), 92].
As to the Christians, at least the bishops, the priests, and the monks must have had some religious books; but as we know nothing of their existence, we are forced to suppose that these books were written in a language which they learned abroad, probably in Syria.
https://www.newadvent.org/cathen/01663a.htm

من ذلك ما قاله علي رضي الله عنه في حق نصارى تغلب اذ كانت النصرانية بالنسبة لهم وسيلة لشرب الخمر فقط !!
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله للاية الخامسة من سورة المائدة :
(( 11230- حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية, عن أيوب, عن محمد, عن عبيدة قال، قال علي رضوان الله عليه: لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب, فإنهم إنما يتمسكون من النصرانية بشرب الخمر.(180).....
قال أبو جعفر: وهذه الأخبار عن عليّ رضوان الله عليه, إنما تدل على أنه كان ينهى عن ذبائح نصارى بني تغلب، من أجل أنهم ليسوا على النصرانية, لتركهم تحليل ما تحلِّل النصارى، وتحريم ما تُحَرّم، غير الخمر. ومن كان منتحلا (182) ملّة هو غير متمسك منها بشيء فهو إلى البراءة منها أقرب منه إلى اللحاق بها وبأهلها. (183) فلذلك نهى عليٌّ عن أكل ذبائح نصارى بني تغلب, لا من أجل أنهم ليسوا من بني إسرائيل.))

قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لتفسير الطبري رحمه الله :
(( (180) الأثر: 11230- رواه الشافعي في الأم 2: 196 ، والبيهقي في السنن 9: 284 ، وأشار إليه الحافظ ابن حجر في (الفتح 9: 549) ، وقال: "أخرجه الشافعي وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة".))

من الملاحظ الى الان تحويرك الكلام الى مصادر النصارى فقط و التركيز على مصادر الابوكريفا مع ان القصص القراني لا يوجد منه شيء مشابه لما في اناجيل الابوكريفا قبل الاسلام غير الاربعة التي ذكرناها و هي الخلق من الطين كهيئة الطير و نذر مريم عليها السلام و القرعة عليها ايهم يكفلها و مجيء الطعام اليها في المحراب بشكل معجز ، الاول في انجيل الطفولة لتوما و ما بعدها في انجيل يعقوب للطفولة . اما غير هذا فكلها او جلها مصادر يهودية في مدراش التكوين رباه او مدراش الخروج رباه و التلمود و سفر ادم و حواء الابوكريفي و سفر اليوبيلات و غيرها ولذلك يقول الباحثون ان القران ذات طابع يهودي في قصصه اكثر من النصرانية
.

نقرا من كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب للدكتور اسرائل ولفنسون الصفحة 112 :
(( تجتهد طائفة من انصار Wellhausen في ان تبرهن على ان تاثير النصرانية في النفوس العربية الحجازية كان اقوى من تاثير اليهودية مستندين الى ان عدد نصارى العرب كان اكثر من عهد اليهود
و لكن هذا غير صحيح لان الكثرة النصرانية العربية انما كانت على اطراف الجزيرة من جهة الشمال اما في داخل الحجاز حيث المراكز التجارية و الدينية و الفكرية فقد كانت الاكثرية في جانب اليهود و لم يكن هناك من نصارى العرب الا عدد قليل جدا.
و فضلا عن ذلك فقد كانت الصلة قوية جدا بين مكة ويثرب التي كانت تعتبر موطنا خالصا لليهود
و يكفينا في تقويض مزاعم هؤلاء المستشرقين اننا نجد اكثر من ثلث القران يتكام عن اليهود و يناقشهم و يهتم باقوالهم و الرد عليها فطورا يمدحهم و تارة يقرعهم و يؤنبهم تانيبا شديدا فان ذلك يدل على ما كان لليهود من المكانة العظيمة في نفوس العرب و على الصلة المتينة التي كانت تربطهم بهم

لا ننكر على النصرانية تاثيرها في العرب بوجه عام و لكنه على كل حال تاثير ضئيل بالنسبة للنفوذ اليهودي الذي كان واضحا جليا في كل ناحية من نواحي الحياة الروحية و المادية
))

و هذه الفكرة يوافقها عليه جملة من الباحثين اليوم الذين لا يرون للنصرانية ذلك التاثير الكبير في الحجاز و قد نقلنا جملة من المصادر سابقا و لكن نضيف مثالا على صعوبة التاثير النصراني في الحجاز بل صعوبة التاثير الخاص بالتراث بالابوكريفي الانجيلي في الحجاز الى درجة جعلت بعض الباحثين ينكرون ان مصادر تلك القصص للنبي عليه الصلاة و السلام - بزعمهم و حاشاه صلى الله عليه وسلم - كانت من نصارى فلسطين :


الناقد William S Abruzzi يعترف بصعوبة اقتباس القران قصة ولادة مريم عليها السلام للمسيح عليه الصلاة و السلام في القران من انجيل متى الابوكريفي اذ ان هذا الانجيل قد الف متاخرا و علاوة على ذلك فانه قد الف باللاتينية و لم تعرف القصة و لا هذا الانجيل الا للكنائس الغربية الكاثوليكية بعيدا عن الكنائس البيزنطية و السريانية في الشرق . و من اجل هذا فقد اضطر ابروزي ان يذهب بعيدا ليثبت وجود اقتباس من اي نوع كان حيث تبنى فيكرة الناقد شوميكر Shoemaker ان الاقتباس مصدره طقوس الاحتفال بميلاد المسيح عليه الصلاة و السلام التي كانت تقام في كنيسة كاثيسما Kathisma و التي تقع بين القدس و بيت لحم و من اجل اثبات هذا الاقتباس ( حيث انه من شبه المستحيل القول بان النبي عليه الصلاة و السلام الساكن في مكة في الحجاز تاثر او علم بطقوس تقام مرة في السنة في فلسطين ) ذهب شوميكر - و من بعده ابروزي - الى القول بان الاسلام لم يبدا من الحجاز و لكنه بدا من الشام !!!!



نقرا ما قاله ابروزي في The birth of Jesus : The Evolution of Jesus in the infancy narratives الصفحة 16- 17:
(( According to Shoemaker (2001: 29-36), however, the story of the palm tree was widely dispersed throughout the Byzantine Near East and is contained in several Syriac fragments copied as early as the late 5th century. He attributes the dispersal of this story to the Qur'an to the significance of the Kathisma Church in early Palestinian Christianity. According to Shoemaker (2003: 16), only two sources in Christianity contain reference to the holy family's pausing in the desert north of Bethlehem: the Protevangelium of James and the Gospel of Ps-Matthew.
However, the Gospel of Ps-Matthew was likely composed too late to have an impact on the nativity story in the Qur'an. Furthermore, it was first composed in Latin in the Christian West and was completely unknown in the Christian East (ibid.: 19). The other principal source, according to Shoemaker, is the Kathisma Church where early celebrations of Jesus' nativity took place. The significance of the Kathisma Church in the development of the Qur'anic version of Jesus' birth is supported by current research that places the origin of Islam in the Levant rather than in the Hijaz, as is generally believed (see Nevo and Nevo 1994; Berg 1997; Sivers 2003; Shoemaker 2003: 13-14, including notes 3 & 4)."the Qur'an's dependence on . . . local Jerusalemite traditions adds additional weight to revisionist arguments against the origin of Islam in the Hijaz. As many scholars have demonstrated, . . . the traditional Islamic narrative of Hijazi origins is both late and problematic from a historical point of view. Moreover, various peculiarities of formative Islam that have somehow escaped the censorship of the later tradition's 'Hijazi nostalgia' point to the beginnings of Islam somewhere in the Levant, and more specifically in the southern deserts of Palestine and Roman Arabia
. In addition, the archaeological record of southern Palestine fits more with the traditions of early Islam than does the Hijaz." (Shoemaker 2003: 13))

و الان نرد على اقتباسه مباشرة :

اولا : جواد علي انكر ان تكون مكة ذات طابع نصراني ورد على لويس شيخو اطروحته التهريجية كما فعل اسرائىل ولفنسون و غيرهما
المفصل الجزء 12 الفصل 82 :
((أما صميم الديانة والآراء النصرانية الخاصة، وهي ضالتنا في هذا الفصل وهدفنا الذي نقصده، فلا نجد منها في شعره الموثوق بصحته شيئًا كثيرًا. ونحن لا نستطيع بالطبع أن نلوم عديا على ذلك، فعدي كما نعلم رجل شعر وسياسة، وليس برجل دين ولا كهانة فيتعمق في شعره بإيراد تواريخ الأنبياء والأوامر والنواهي الإلهية الواردة في التوراة والإنجيل. ولم يذكر أحد من الإخباريين عنه إنه كان كاهنا أو قسيسا فنأمل منه التطرق في شعره إلى موضوعات اللاهوت والكهنوت. فما نجده في شعره عن النصرانية هو من حاصل المناسبات والظروف، وليس من حاصل بحث متعمد قصد به البحث في الدين من أجل الدين.ولو كان عدي قد تعرض للنصرانية عنده وبين قومه لأفادنا ولا شك كثيرًا. وما زلنا في الواقع فقراء في ناحية علمنا بمبلغ فهم أهل الحيرة وغير أهل الحيرة من نصارى العرب في الجاهلية لأحكام النصرانية وقواعدها، ومقدار رسوخها في نفوس أولئك النصارى ولا سيما الأعراب منهم. ولكن عذره كما قلت بين واضح، وليس لنا أن نلومه. وما جاء به عن النصرانية في شعره على كل حال مفيد، أفادنا ولا شك. فلنكن قنوعين غير طامعين، مكتفين بما أورده عدي عنها في شعره، ولننظر إلى المستقبل، فهو أملنا الوحيد، فلعله يكشف عن مصادر كتابية مطمورة، يبعثها من قبورها المغمورة بالأتربة المتراكمة، وعندئذ تكون أمام المؤرخ ثروة تغنيه، يستطيع أن يظهرها العشاق للمولعين بمعرفة أحوال الماضين.
وقد ورد في قصيدة قيل إنه نظمها في معاتبة النعمان على حبسه بيت فيه قسم برب مكة والصليب:
سعى الأعداء لا يألون شرا ... عليك ورب مكة والصليب1
وهذا البيت يدعو إلى التأمل والتفكير، فرجل نصراني يؤمن بعيسى وبالصليب، لا يمكن أن يقسم برب مكة. فمكة كما نعلم مجمع الأصنام والأوثان وكعبة الوثنية في الجاهلية، فكيف يقسم بربها رجل نصراني يرى الأوثان والوثنية رجسًا من عمل الشيطان وكفرًا. بل لو فرضنا أنه أقسم بمكة وبرب مكة على سبيل مجاراة
لقد اتخذ الأب "شيخو" هذا البيت دليلا على انتشار النصرانية في مكة وعلى تنصر أحياء منها، وعلى أن النصرانية قديمة فيها، بل يكاد يفهم من قوله أن البيت هو في الأصل كنيسة بنيت بعد المسيح بعهد قليل: بناها النصارى الذين جاءوا إلى هذه المدينة وسكنوها، وأن صور الأنبياء وصورة عيسى وأمه مريم التي ذكر الإخباريون أنها كانت مرسومة على جدار الكعبة والتي أمر الرسول بطمسها ومحو معالمها هي دليل على أثر النصرانية في مكة، ولهذا كان النصارى الجاهليون يحجون إليها ويقدسونها، ولهذا السبب أقسم2 عدي بها، وأقسم الأعشى بها كذلك حيث قال:حلفت بثوبي راهب الدير والتي ... بناها قصي والمضاض بن جرهم
وذكر أن من شعر "عدي" هذا البيت:
كلا يمينا الودع لو حدثت ... فيكم وقابل قبر الماجد الزارا3
وقد اختلف العلماء في مراده بـ"ذات الودع"، فذهب بعض منهم إلى ])

و نقرا من نفس المصدر الجزء 18 الفصل 66:
((وهناك أفكار نصرانية نجدها في شعر "النابغة" وفي شعر "زهير"، و "لبيد"، غير أننا لا نستطيع أن نقول إنهم كانوا نصارى، لوجود هذه الأفكار في شعرهم، فمن الجائز أن يكون ورودها في شعرهم نتيجة لاختلاطهم بالنصارى، وقد كانوا يكثرون من الذهاب إلى الحيرة، لمدح ملوكها طمعا في نيل عطاياهم، فاحتكوا بذلك بنصاراها، وورود قصص نصراني في شعر أو نثر لا يدل حتما على تنصر الناثر أو الشاعر، كما أن وقوف شخص على دين من الأديان، لا يدل حتما على اعتناقه لذلك الدين. ومن هنا أخطأ الأب "لويس شيخو" في دعواه بتنصر أكثر الشعراء الجاهليين2.
ونجد في شعر امرئ القيس إشارات إلى معالم نصرانية، مثل الرهبان وصلواتهم وسهرهم، وإلى مصابيحهم، مثل قوله:
نظرت إليها والنجوم كأنها ... مصابيح رهبان تشب لقفال3
ولكننا لا نستطيع إثبات أنه كان من النصارى ))

ثانيا : تكلم جواد علي في موضع منفصل عن طبيعة النصارى في مكة و حصرهم بمجرد العبيد المذكورين في بعض الروايات (الصحيحة و الضعيفة ) كجبر و ياسر و بلعام و غيرهم
نقرا ما يقوله جواد علي في المفصل في تاريخ العرب الجزء 12 الفصل 79 :
((وكان بين سكان مكة عند ظهور الإسلام جماعة من النصارى هم من الغرباء النازحين إليها، لأسباب، منها: الرق، والاتجار، والتبشير، والحرفة. فأما الرقيق، فمنهم الأسود والأبيض: الأسود من إفريقية، والأبيض من أوروبة، أو من أقطار الشرق الأدنى، وهم أعلى في المنزلة وفي السعر من النوع الأول، وهم بحكم قانون ذلك العهد وعرفه تبع لسادتهم وفي ملك يمنيهم، يقومون بالأعمال التي توكل إليهم، ليس لهم التصرف إلا بأمرهم، فهم في الواقع بضاعة يتصرف بها صاحبها كيف يشاء، ليس لها صوت ولا رأي، إن أبق المملوك قتل، أو أنزل به العقاب الذي يراه ويختاره صاحبه ومالكه.
وبين الرقيق الأبيض خاصة نفر كانوا على درجة من الفهم والمعرفة، يعرفون القراءة والكتابة، ولهم اطلاع في شئون دينهم ومعارف ذلك العهد. ولهذا أوكل إليهم القيام بالأعمال التي تحتاج إلى مهارة وخبرة وذكاء. وقد كان حالهم لذلك أحسن من حال غيرهم من الأرقاء. ومنهم من كان يشرح لسادتهم أمور دينهم وأحوال بلادهم، ويقصون عليهم ما حفظوه ووعوه من أخبار الماضين وقصص الراحلين، وأكثرهم ممن كانت ألسنتهم لم تتروض بعد على النطق بالعربية، فكانوا يرطنون بها، أو يتلعثمون، ومنهم من كان لا يعرف شيئًا منها، أو لا يعرف منها إلا القليل من الكلمات.
ومن هؤلاء رجل نصراني كان بمكة قيل إن اسمه: سلمان، أو يسار، أو جبر، أو يعيش، أو بلعام، ادعى أهل مكة أنه كان هو الذي يلقن الرسول ما كان يقوله للناس من رسالته، وأنه هو الذي كان يعلمه، وقد أشير إلى قول قريش هذا في الآية: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} 1. ومن روى من المفسرين أن اسمه جبر، قال: إنه كان غلامًا لعامر بن الحضرمي، وأنه كان قد قرأ التوراة والإنجيل2، وكان الرسول يجلس إليه عند المروة إلى مبيعته، "فكانوا: والله ما يعلم محمدًا كثيرًا مما يأتي به إلا جبر النصراني، غلام الحضرمي"3.


ومن هؤلاء من زعم إنه كان قينًا لبني الحضرمي، وإنه كان قد جمع الكتب، وهو رومي، فكان رسول الله يأتي إليه ويجتمع به، فكان المشركون يقولون: إنه يتعلم من هذا الرومي! وذكر بعض الرواة أن "آل الحضرمي" كانوا يملكون عبدين، هما: جبر ويسار، فكانا يقرآن التوراة والكتب بلسانهما، فكان الرسول يمر عليهما فيقوم يستمع منهما. وقيل إنهما كانا من أهل "عين التمر"، وإنهما كانا يصنعان السيوف بمكة، وكانا يقرآن التوراة والإنجيل، فربما مر بهما النبي، وهما يقرآن فيقف ويستمع. وأما من قال أن اسمه "يعيش"، فذكر أنه كان مولى لحويطب بن عبد العزى. وأما من ذكر أن اسمه "بلعام"، فقال إنه كان قينا روميا بمكة وكان نصرانيًّا أعجمي اللسان، "فكان المشركون يرون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين يدخل عليه وحين يخرج من عنده، فقالوا إنما يعلمه بلعام"4. ومهما اختلف المفسرون في اسم هذا الرجل فإنهم اتفقوا على أنه كان أعجمي الأصل، نصرانيًّا، يقرأ الكتب، وإنه كان بمكة نفر من الموالي كانوا على دين النصرانية يقرأون ويكتبون.
وإلى هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص، أعني: يعيش ويقال عائش أو عداس مولى حويطب بن عبد العزى ويسار مولى العلاء بن الحضرمي وجبر مولى عامر، أشير في القرآن الكريم، في الآية: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} 1 وقد ذكر المفسرون أن هؤلاء "كانوا كتابيين يقرأون التورأة، أسلموا، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم يتعهدهم، فقيل ما قيل"2.


وعرفت أسماء جملة رجال ونساء من هذا الرقيق الذي جيء به إلى مكة وإلى مواضع أخرى من جزيرة العرب. من هؤلاء نسطاس، ويقصد بذلك أنستاس، وكان من موالي صفوان بن أمية. و"مينا" "ميناس"، و"يوحنا" عبد "صهيب الرومي"، و"صهيب" نفسه لم يكن عربيًّا، إنما كان من بلاد الشام في الأصل، وهو رومي الأصل ولذلك قيل له "صهيب الرومي". وكان قد جاء مكة فقيرًا لا يملك شيئًا، فأقام بها، ثم اتصل بعبد الله بن جدعان الثري المعروف، وصار في خدمته، ولذلك قيل إنه كان مولى من موالي عبد الله بن جدعان. وفي رواية إنه كان من "النمر بن قاسط"، سقط أسيرا في الروم فباعوه فاشتري منهم. وقد ورد في حديث: "صهيب سابق الروم"، فهذا يدل على إنه من أصل رومي. وهو من أوئل المسلمين، يذكر إنه حينما هم بترك مكة والذهاب إلى المدينة بعد هجرة الرسول إليها "قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك!! والله، لا يكون ذلك. فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم، قال: فإني جعلت لكم مالي"3، وترك قريشًا ليذهب إلى الرسول.
وكان لبني مخزوم الأثرياء جملة يونانيات، كما كان لدى العباس عم النبي جوار يونانيات، وأشير إلى وجود جوار فارسيات. وكان هذا الرقيق الأبيض ذكورًا وإناثًا من جنسيات متعددة، منهم من كان من أصل رومي، ومنهم من كان من عنصر أوروبي آخر، ومنهم من كان من الفرس أو من أهل العراق مثل نينوى وعين التمر، ومنهم من كان من بلاد الشام أو من أقباط مصر، وهم على النصرانية في الغالب ))

فيتضح من هذا ان عمدة كلام جواد علي هي اسباب النزول الخاصة بقوله تعالى (( و لقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين))
و كلامه مردود اذ ان اصغر طالب علم في الحديث و السيرة يعلم انه لم يصح من هذه الروايات الا رواية جبر و يسار الطفلين السريانيين !!

اقتبس من كلامي
اقتباس
للرد : نقل الامام الطبري رحمه ثلاث روايات باربع طرق لم يصح منها الا طريقين و هما الطريقان الخاصان برواية عبد الله بن مسلم الحضرمي رضي الله عنه

نقرا ما ذكر في تفسير الطبري رحمه الله :
(( قال آخرون : بل كانا غلامين اسم أحدهما يسار والآخر جبر . ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن حصين ، عن عبد الله بن مسلم الحضرمي : أنه كان لهم عبدان من أهل عير اليمن ، وكانا طفلين ، وكان يقال لأحدهما يسار ، والآخر جبر ، فكانا يقرآن التوراة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما جلس إليهما ، فقال كفار قريش : إنما يجلس إليهما يتعلم منهما ، فأنزل الله تعالى ( لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) .
حدثني المثنى ، قال : ثنا معن بن أسد ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، عن حصين ، عن عبد الله بن مسلم الحضرمي ، نحوه .
حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن حصين ، عن عبد الله بن مسلم ، قال : كان لنا غلامان فكانا يقرآن كتابا لهما بلسانهما ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليهما ، فيقوم يستمع منهما ، فقال المشركون : يتعلم منهما ، فأنزل الله تعالى ما كذبهم به ، فقال : ( لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) ))

صححها الامام الوادعي رحمه الله في صحيح اسباب النزول

وعبد الله بن مسلم الحضرمي اختلف في اسمه حيث ذكر انه عبيد الله بن مسلم الحضرمي و الصحيح انه صحابي رضي الله عنه كما نقل ابن حجر رحمه الله في تهذيب التهذيب عن ابي حاتم و البغوي رحمهما الله و هذا هو الذي اميل اليه من كونه صحابي و حديثه هنا صحيح
نقرا من تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء السابع :

(( 90- "ق بن - عبيد الله" بن مسلم ويقال بن أبي مسلم الحضرمي ويقال عبيد الله بن مسلم بن شعبة ويقال عبد الله روى عن معاذ بن جبل حديث إن السقط يجر أمه بسرره وعنه قيس بن مسلم ويحيى بن عبيد الله التيمي وأبو رملة1 وروى حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أن يكون هو هذا قلت قال بن عبد البر في كتاب الصحابة عبيد الله بن مسلم القرشي ويقال الحضرمي لا أقف على نسبه روى عنه حصين وقد قيل إنه عبيد بن مسلم الذي روى عنه حصين فإن كان أباه فهو أسدي أسد قريش كذا قال بن عبد البر والظاهر أنه غيره فقد قال أبو حاتم عبيد الله بن مسلم الحضرمي له صحبة وقال البغوي في الصحابة عبيد الله بن مسلم يقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخرج له حديثين من رواية حصين عنه))

اما الروايتان اللتان لم تصحا فهما من تفسير الطبري رحمه الله لسورة النحل ( مع بيان سبب التضعيف):

الرواية الاولى:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني كثيرًا ما يجلس عند المَرْوَة إلى غلام نصراني يقال له جَبْر، عبد لبني بياضة الحَضْرَمِيّ، فكانوا يقولون: والله ما يعلِّم محمدا كثيرا مما يأتي به إلا جَبْرٌ النصرانيُّ غلام الحضرميّ ، فأنـزل الله تعالى في قولهم ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) .

التحقيق:
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. محمد بن حميد الرازي ضعيف و متهم بالكذب
نقرا من سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله :
((أما البخاري ، فقال : في حديثه نظر .
وقال صالح بن محمد : كنا نتهم ابن حميد .
قال أبو علي النيسابوري : قلت لابن خزيمة : لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد ; فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه . قال : إنه لم يعرفه ، ولو عرفه كما عرفناه ، لما أثنى عليه أصلا .
قال أبو أحمد العسال : سمعت فضلك ، يقول : دخلت على ابن حميد ، وهو يركب الأسانيد على المتون .
قلت : آفته هذا الفعل ; وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متنا . وهذا معنى قولهم : فلان سرق الحديث .
قال يعقوب بن إسحاق الفقيه : سمعت صالح بن محمد الأسدي ، يقول : ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني ، ومحمد بن حميد الرازي ، وكان حديث محمد بن حميد كل يوم يزيد .
قال أبو إسحاق الجوزجاني : هو غير ثقة .
وقال أبو حاتم : سمعت يحيى بن معين ، يقول : قدم علينا محمد بن حميد بغداد ، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ، ففرقنا الأوراق بيننا ، ومعنا أحمد بن حنبل ، فسمعناه ، ولم نر إلا خيرا . فأي شيء تنقمون عليه ؟ قلت يكون في كتابه شيء ، فيقول : ليس هو كذا ، ويأخذ القلم فيغيره ، فقال : بئس هذه الخصلة .
وقال النسائي : ليس بثقة .
وقال العقيلي : حدثني إبراهيم بن يوسف ، قال : كتب أبو زرعة ، ومحمد بن مسلم ، عن محمد بن حميد حديثا كثيرا ، ثم تركا الرواية عنه .
قلت : قد أكثر عنه ابن جرير في كتبه . ووقع لنا حديثه عاليا ، ولا تركن النفس إلى ما يأتي به ، فالله أعلم . ولم يقدم إلى الشام ، وله ذكر في " تاريخ الخطيب " . ))

2. الارسال من ابن اسحاق .

الرواية الثانية :
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال عبد الله بن كثير: كانوا يقولون: إنما يعلمه نصرانيّ على المَرْوة، ويعلم محمدا رُوميّ يقولون اسمه جَبْر وكان صاحب كُتُب عبد لابن الحضرميّ، قال الله تعالى ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ).

التحقيق :
الرواية لا تصح لعلتين :
1. الحجاج بن ارطاة مدلس و قد عنعن
نقرا في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله الجزء الثاني
((وقال أَبُو طالب، عن أَحْمَد بْن حنبل : كَانَ من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك ؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة
وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي خيثمة، عن يَحْيَى بْن معين : صدوق ليس بالقوي يدلس عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّه العرزمي، عن عمرو بْن شعيب .
وقال 1 علي بْن المديني، عن يَحْيَى بْن سعيد: الحجاج بْن أرطاة : ومحمد بْن إِسْحَاقَ عندي سواء، وتركت الحجاج عمدا، ولم أكتب عنه حديثا قط .
وقال أَبُو زرعة : صدوق مدلس .
وقال أَبُو حاتم : صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه، فإذا قال: حَدَّثَنَا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع لا يحتج بحديثه، لم يسمع من الزهري، ولا من هشام بْن عروة، ولا من عكرمة . ))
2. الارسال من عبد الله بن كثير رحمه الله .

و على هذا فلا يثبت الا رواية عبد الله او عبيد بن مسلم الحضرمي
و اما هل يمكن لطفلين سريانيين ان يقوما بتعليم النبي عليه الصلاة و السلام و اهل مكة فهذا قد اجبنا عليه سابقا بنفس اجوبتنا في الاجابة على التعلم من ورقة او معرفة ورقة باليهوديات
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=233522

يتبع