و اما ما نقله خالد بلكين عن جبريال سعيد رينولدز في كلامه عن التحليل الكربوني لمخطوطة برمنغهام فلا يسمن و لا يغني من جوع و يكفي لذلك ان ان رينولدز نفسه انما قال هذا الكلام تذكيرا فقط باحتمالية الخطا لا اعتمادا عليه و اكبر دليل على ذلك انه قال بعد ذلك ان المخطوطة تعود الى زمن ما قبل عثمان رضي الله عنه لكنها قد تشير بشكل كبير الى قصة او سردية مختلفة لاصول القران سواءا كان ذلك عبر اعادة النظر حول تاريخ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته او عبر اعادة قراءة السردية الاسلامية بشكل كامل وهذا منطقيا مرفوض جملة و تفصيلا لانه يستبعد بشكل كلي ان تاريخ التحليل يدخل زمن ابي بكر و عمر رضي الله عنهما ضمن الاطار التاريخي المحتمل لكتابة المخطوطة :
يقول رينالدز في كتابه Varient Readings The Birmingham Quran in the context of Debate of Islamic Origin الصفحة 15:
((Nevertheless, the early dating of the Sanaa manuscript is telling in light of the extremely early dating of the Birmingham manuscript. Almost all of the date range (568–645) given for that manuscript is before the reign of Uth- man and most of it is even before the tradi- tional dates of Muhammad’s preaching. This
is all the more startling because the Birming- ham manuscript has the appearance of a more developed text. Both the lower text of the Sanaa palimpsest and the text of the Birming- ham manuscript include certain features – such as dividers between suras, and certain dashes to distinguish consonants – which may represent a later stage of writing (which means it is possible that we will still find even earlier, and more primitive, Qur’an manu- scripts). However, the Birmingham manu- script largely conforms to the standard text of the Qur’an. It seems, in other words, to repre- sent a distinctly later stage in the history of the Qur’anic text. Now one might assign the Bir- mingham manuscript to the very end of the date range given for it (568–645) because of what we think we “know” about the traditional story of the Qur’an’s origins, in an attempt to make it fit in to the reign of Uthman (644–656). Alternatively, it might be time to consider again what we think we know.
The upshot of all of these early dates is that the Qur’an may very well date earlier than Uthman, possibly much earlier. It may be time to rethink the story of the Qur’an’s origins, including the traditional dates of Muham- mad’s career. In other words, what observers have celebrated as something like evidence of the traditional story of Islam’s origins (the New York Times article argued that the manu- script “offered a moment of unity, and insight, for the world’s 1.6 billion Muslims”) may actually be, when considered carefully))

ثم اتبع خالد بلكين هذا الكلام بالطعن في الية الباليوجرفيا لتحديد عمر المخطوطات و لا ادري هل يعقل خالد بلكين انه يقوم مجموعة من الاساسات و المعايير المعتمدة من قبل الوسط العلمي في الاركيولوجيا و النقد النصي و شتى العلوم هكذا و بدون اي دليل!!!!!
ثم اتبع هذا الهراء و الهراء الذي قبله حول التشكيك بالاليات المعتمدة لتاريخ المخطوطات ليقول انه لا يمكننا ان نعرف بدقة تاريخ المخطوطات التي تنسب الى القرن الهجري الاول !!!
استنتاج فاشل مبني على مجموعة من السفسطات و المصادرات على المطلوب ، ناهيك عن اتباع منهج غي علمي للطعن في وسائل مخبرية اعتمد عليها المجتمع العلمي !!!

تاسعا : الرد باختصار على مسالة التنقيط و مخطوطة توبنغن .

ادعى خالد بلكين ان تاريخ المخطوطة مع وجود نظام التنقيط فيها لا يتناسب مع سردية تنقيط ابي الاسود الدؤلي للمصاحف خاصة ان هناك خلافا حول الية التنقيط بين الاثنين .
و الاجابة باختصار :
المخطوطة ترجع تاريخها الى ما بين سنة 649 - 675 ميلادي اي ما بين زمن اوائل خلافة عثمان رضي الله عنه الى نهايات خلافة معاوية رضي الله عنه بينما قام ابو الاسود الدؤلي بتنقيط المصحف على الاشهر زمن علي رضي الله عنه مما يعني انه يمكن لهذه المخطوطة ان تكون قد جاءت بعد تنقيط ابي الاسود الدؤلي رحمه الله كمحاولة فردية لتقليد التنقيط الذي بدا ينتشر و لا يوجد هناك من قال بان تنقيط ابي الاسود فرض فرضا على الجميع زمنه .
نقرا من موقع جامعة توبنغن :
(( A Koran fragment from the University of Tübingen Library has been dated to the 7th century - the earliest phase of Islam - making it at least a century older than previously thought. Expert analysis of three samples of the manuscript parchment concluded that it was more than 95 percent likely to have originated in the period 649-675 AD - 20 to 40 years after the death of the Prophet Mohammed. Such scientific dating of early Koran manuscripts is rare. ))
https://uni-tuebingen.de/en/universi...riod-of-islam/

نقرا من ترجمة ابي الاسود الدؤلي رحمه الله في سير اعلام النبلاء للذهبي رحمه الله :
((قال محمد بن سلام الجمحي أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف ، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم ، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر .
قال أبو عبيدة : أخذ أبو الأسود عن علي العربية . فسمع قارئا يقرأ ( أن الله بريء من المشركين ورسوله ) فقال : ما ظننت أمر الناس قد صار إلى هذا ، فقال لزياد الأمير : ابغني كاتبا لقنا فأتى به فقال له أبو الأسود : إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعلاه ، وإذا رأيتني قد ضممت فمي ، فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت ، فانقط نقطة تحت الحرف ، فإذا أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين . فهذا نقط أبي الأسود .
وقال المبرد حدثنا المازني قال : السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له : ما أشد الحر ! فقال : الحصباء بالرمضاء ، قالت : إنما تعجبت من شدته . فقال : أوقد لحن الناس؟ ! فأخبر بذلك عليا -رضي الله عنه- فأعطاه أصولا بنى منها ، وعمل بعده عليها ، وهو أول من نقط المصاحف ، وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل ، وأخذ عن عنبسة ميمون الأقرن ، ثم أخذه عن ميمون عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ، وأخذه عنه عيسى بن عمر ، وأخذه عنه الخليل بن أحمد ، وأخذه عنه سيبويه ، وأخذه عنه سعيد الأخفش .
يعقوب الحضرمي : حدثنا سعيد بن سلم الباهلي ، حدثنا أبي ، عن جدي عن أبي الأسود قال : دخلت على علي ، فرأيته مطرقا ، فقلت : فيم تتفكر يا أمير المؤمنين؟ قال : سمعت ببلدكم لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية . فقلت : إن فعلت هذا ، أحييتنا . فأتيته بعد أيام ، فألقى إلي صحيفة فيها :
الكلام كله اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم ما أنبأ عن المسمى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ، ثم قال لي : زده وتتبعه ، فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه .
عمر بن شبة : حدثنا حيان بن بشر ، حدثنا يحيى بن آدم ، عن أبي بكر ، عن عاصم ، قال : جاء أبو الأسود إلى زياد فقال : أرى العرب قد خالطت العجم فتغيرت ألسنتهم ، أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يقيمون به كلامهم؟ قال : لا ، قال : فجاء رجل إلى زياد فقال : أصلح الله الأمير ، توفي أبانا وترك بنون . فقال : ادع لي أبا الأسود . فدعي فقال : ضع للناس الذي نهيتك عنه . ))

و نقرا في كتاب ابي عمرو الداني رحمه الله النقط الجزء الاول
باب ذكر مواضع الحركات من الحروف
وتراكب التنوين وتتابعه
((اعلم أن موضع الفتحة فوق الحرف وموضع الكسرة تحت الحرف وموضع الضمة وسط الحرف أو أمامه على ما رويناه عن أبي الأسود الدُّئِلي فإذا ضبطت قوله عز وجل " الحمد لله " جعلت الفتحة نقطة بالحمراء فوق الحاء وجعلت الضمة نقطة بالحمراء امام الدال وجعلت الكسرة نقطة بالحمراء تحت اللام وتحت الهاء وكذلك تفعل بسائر الحروف المتحركة بالحركات الثلاث.))

و اما كاتب المخطوطة فقد جعل الفتحة مكان الضمة وسط الحرف و الضمة مكان الفتحة اعلى الحرف .
و مع ظهور الفارق في التاريخ ذهب خالد بلكين ليستنتج ويقفز قفزة هائلة قائلا بان نظام التنقيط في المخطوطة اقدم لان كاتب المخطوطة اعتمد نظام التنقيط بناءا على مسميات الحركات ؟؟!!!
و لا نعلم ما علاقة الاثنين و ما اللازم و العلاقة بين الاسبقية الزمنية و بين مسميات الحركات !!!!

و اما قوله كيف يمكن لنقاط الاعجام ان توجد الى زماننا هذا و هي تعود الى النصف الاول من القرن الهجري الاول !! فنقول ان ثبوت تاريخ المخطوطة بالتحليل الكربوني كاف لعدم التشكيك بمصداقية تاريخ المخطوطة او على الاقل لا يمكننا ان نسقط من نتائج التحليل بناءا على اسئلة قد نجد لها مائة اجابة غير القول بسقوط نتائج تحليل كربون 14 .

يتبع