

-
الرد على السؤال رقم 21: جاء في سورة هود 114 " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ... إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " ... قال الناقد أن الترمذي روى عن أبى اليسر قال: " أَتَتْنِي امرأةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا، فقلتُ: إنَّ في البيتِ تَمْرًا أَطْيَبَ منه، فدَخَلَتْ مَعِيَ في البيتِ، فأَهْوَيْتُ إليها، فقَبَّلْتُها ... فأَتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذَكَرْتُ له ... وأَطْرَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طويلًا حتى أُوحِيَ إليه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ... (يعني أن الصلوات الخمس يُذهبن الخطيئات ويكفّرن عنها) قال أَبُو الْيَسَرِ: فأَتَيْتُهُ، فقرأها عَلَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال أصحابُه : يا رسولَ اللهِ ، أَلِهَذَا خاصَّةً أم للناسِ عامَّةً ؟ قال : بل للناسِ عامَّةً ... (السيوطي في سبب نزول سورة هود 114).
والناقد يسأل: كيف يقترف الناس الشرور ثم يكفرون عنها بالصلوات الخمس ؟؟؟ ألا ينافي هذا قداسة الله وعدله ؟؟؟ فإنه لا يمكن التكفير عن الخطية إلا بسفك دم كقول الإنجيل: بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ (عبرانيين 9: 22) ... وكيف يستخفون بخطية هي أشنع وأفظع شيء أمام الله؟؟؟ قال المسيح: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا ... فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ ... متى 5/28
الرد على سؤال السيد الناقد
§ بالفعل إن الزنى كما قال السيد الناقد من أشنع وأفظع الجرائم أمام الله ... ولا يجوز الاستخفاف بها ... لذلك فقد حرّم الله مجرد الاقتراب من الزنى ... فما بالنا من يقع فيه ؟؟؟ قال تعالى: " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " الإسراء 32 ... هذا وجعل الله القدوس العادل للزنى عقوبة دنيوية قال تعالى: " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ... وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ... وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " النور 2 ...
§ إن العدل يتطلب القصاص من الخاطئ ومقترف الشر ... فمرتكب كبائر الذنوب والآثام والجرائم الشديدة ... كقتل النفس بغير حق ... وأكل أموال الناس بالباطل ... والخوض في اعراض الناس ... وأيضاً من ارتكب فاحشة مثل الزنا وشرب الخمر ... فيجب أن يُعظم عليه العقاب ... ولذلك شرع الإسلام حدوداً وعقوبات لذلك الكل يعرفها ... بهدف أن يستقيم الأمر ... وشرعت أيضاً كافة المجتمعات عقوبات للردع والتأديب والتربية ... لأن من أمِن العقوبة أساء الأدب ؟؟؟
§ وإذا كان الناقد يقول ان المسيح قال: " إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ " متى 5/28 ... فقد قال أخيه محمد صلى الله عليه وسلم أيضاَ: " العينان تزنيان وزناهُما النظرُ ... والأذنُ تزني وزناها السمعُ ... واللسانُ يزني وزناه المنطقُ ... واليدُ تزني وزناها البطشُ ... والرجلُ تزني وزناها المشيُ ... والقلبُ يتمنى ويشتهي ... والفرجُ يصدّقُ ذلك أو يكذبُه " المحدث: ابن تيمية | المصدر: مجموع الفتاوى ... الصفحة أو الرقم: 17/30
§ ومن ناحية أخرى فإن حكم رجم الزناة ما زال مدرجاً في توراة اليهود الموجودة بين ايدي النصارى اليوم ..." إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا ... فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. " التثنية 22/ 23-24 ... هذا ومن المفروض أن يلتزم أيضاً بذلك الحكم النصارى لأنه منسوب للسيد المسيح أنه قال: " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ ... مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. " متى 5/17
§ ولذلك فقد تعجبنا من قضية المرأة الزانية التي رفعها اليهود للسيد المسيح ... وطلبوا منه أن يرجموها بالحجارة ... كما نصت على ذلك شريعة موسى عليه السلام ... فقال لهم المسيح: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ ... فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ " إنجيل يوحنا 8/ 7 ... فانسحبوا من حولها فعفا المسيح عنها وقال لها " اذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضاً " إنجيل يوحنا 8/11!!! ولا ندرى لماذا نقض السيد المسيح حكم الرجم المنصوص عليه في شريعة أخيه النبي موسى عليه السلام ؟؟؟ بل ولماذا أيضاً لم يرجمها هو ... إذا كان الأمر يتوقف على أنه يشترط أن يكون من يقوم بالرجم بلا خطية كما ذكر المسيح ؟؟؟ والمعروف أن المسيح كان الوحيد بلا خطية كما يؤمن بذلك النصارى !!!
§ ولكن ازداد العجب عجباً عندما اطلعنا على ما ورد في تفسير القس أنطونيوس فكري بخصوص ذلك فوجدناه يقول: " حدث في القرون الأولى أن بعض النساخ لم يكتبوا هذه الآيات لأنهم ظنوها تشجع على الخطية ... ولكن هذه القصة موجودة في معظم النسخ (أي وليس في كل النسخ) وبالذات في النسخ القديمة جدًا ... " انتهى تفسير أنطونيوس فكري ... ولا أدرى هل كانت كتابة وحي السماء في القرون الأولى تتم بطريقة اختيارية أو انتقائية أو ظنية ؟؟؟ وهل يمكن الاعتماد على محتوى كتاب خضع لهوى وظن النساخ بالحذف والاضافة !!!
§ وإذا اعترف المفسرون كما رأينا بحذف النساخ نصاً ظناً منهم انه يشجع على الخطية ... فما الذى يضمن محذوفات بل واضافات أخرى في الكتاب المقدس ... لان من تجرأ وحذف مره في وحى السماء للأرض ... يحذف ويضيف الف مره ... ولذلك صدق الله العظيم فقد قال: " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ " البقرة 79... وأيضا قال: " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ " المائدة 41... ولذلك ننصح السيد الناقد بالتفرغ والتركيز في مراجعة وتنقية ما كتبه النساخ منذ رفع المسيح للسماء ... ولا يشغل باله ووقته الثمين في قراءة كتب غيره التي لا يؤمن بها سيادته ... ونذكر سيادته بما ورد في انجيل متى 7/5 ..." يَا مُرَائِي ... أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ... وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ !!! " ...
§ لقد غفر السيد المسيح (وهو الله رب العالمين كعقيدة النصارى) وبغير حسابللمرأة الزانية التي احضروها له وعفا عنها ... وبالتالي ستدخل الجنة رغم ارتكباها فعلياً فاحشة الزنا لأنه قال لها ... " وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ ...اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا " يوحنا 8 / 11... وطبقاً لما ورد في تفسير انطونيوس فكرى لقصة المرأة الزانية فإن السيد المسيح: " لم يتسامح مع الزنا بل حمل هو الخطية وأدانها بجسده " وأنه ..." أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده (على الصليب) " انتهى التفسير ... فنحن نتساءل عن الحكمة في أن يتجسد الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ويُهان ويُضرب ويُبصق عليه ثم يُصلب ويسفك دمه (كما يؤمن بذلك النصارى) عوضاً عمن قتل أو زنى أو سرق أو أجرم في حق البشرية ... ثم يُعفى بعد ذلك عن المجرم بل ويكافأ بالجنة ونعيمها ؟؟؟؟ وإذا كانت الإجابة بان الحكمة في ذلك أن الله يحبنا ... نقول ... وهل من العدل والحب ان يتساوى الجاني مع المجني عليه ... والظالم مع المظلوم ... والمعتدى مع المعتدى عليه ... ولماذا لا تطبق القاعدة العادلة ... " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ... وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " الزلزلة 6 -7
§ والناقد يسأل: كيف يقترف الناس الشرور ثم يكفرون عنها بالصلوات كما ورد بالحديث الذي ذكره الناقد " أَتَتْنِي امرأةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا ....) ؟؟؟وشرح هذا الحديث هو: أن رَجلًا أصابَ مِنِ امْرأةٍ قُبلةً ... أيْ: قَبَّلَ امرأةً ... فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبرَه بما جَرى ... فأنزلَ اللهُ هذه الآيَةَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} هود114... أي: صَلِّ الصَّلواتِ الَّتي تَكونُ في طَرَفَيِ النَّهارِ، وهُما الصُّبحُ والظُّهرُ، {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ}، أي: ساعاتٍ مِن أوَّلِه، وَالمَعنى: صَلِّ الصَّلاتَينِ اللَّتَينِ تَكونانِ في أوَّل اللَّيلِ وهُما المَغرِبُ والعِشاءُ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} يُكفِّرنَ السَّيِّئاتِ، وهيَ صَغائِرُ الذُّنوبِ، فسألَ الرَّجلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم فقال: يا رَسولَ اللهِ، ألي هَذا؟ يَعني: بِسُؤالِه هذا أنَّ هذا الحُكمَ خاصٌّ بي وَحدي؟ فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم: لِجميعِ أُمَّتي كُلِّهم، وفي هذا تَأكيدٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم بَعدَ تَأكيدٍ; لِيَشملَ هذا المَوجودينَ والمَعدومينَ، يَعني: هذا لَهُم وأنتَ مِنهُم ...§ونذهب أيضاً لتفسير الطنطاوي لنفهم معنى قوله تعالى "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " هود 114... أي إن الأعمال الحسنة (كالصلاة والزكاة والصيام والحج والاستغفار) ... يذهبن الأعمال السيئات ... أي يذهبن المؤاخذة عليها ... ويذهبن الاتجاه إليها ببركة المواظبة على الأعمال الحسنة ... والمراد بالسيئات هنا صغار الذنوب لقوله تعالى " إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً " النساء 31... ولقوله تعالى " الذين يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثم والفواحش إِلاَّ اللمم إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المغفرة "النجم 32... ولأن كبائر الذنوب لا تكفرها إلا التوبة الصادقة ... انتهى تفسير الطنطاوي
§ هذا ولا ندرى أي منطق لاعتراض الناقد على وعد الله الغفور التواب الرحيم بقبول التوبة الصادقة النصوحة ... لأصحاب الصغائر ومحقرات الاعمال ... طالما كانوا من اصحاب الهمم والعزيمة وتجنبوا ارتكاب الكبائر او الفواحش خشية الله سبحانه وتعالى !!! بل وبرهنوا على صدق توبتهم بأداء الأعمال الصالحة !!! إن الحادثة المذكورة تَدُلُّ على أَنَّ أَحَدَ المسلمين زَلَّتْ قَدَمُه، وارتكبَ ذَنْباً، حيثُ قَبَّلَ امرأةً قُبْلَةً مُحَرَّمَة، ثم استيقظَ ضَميرُه، وشَعَرَ بِذَنْبِهِ، واستغفَرَ اللهَ، وتابَ إِليه، وأَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُسْتَسْلِماً، واضِعاً نَفْسَه بينَ يَدَيْه، ليَحْكُمَ فيه بأَمْرِه ... ولاحَظَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم صِدْقَ الرجلِ في تَوبتِه، وإقلاعَهُ عن ذَنْبِه، وحِرْصَه على الإكثارِ من الحسنات، فأَخبره أَنَّ الحسناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئات ...
§ إذن من جاهد نفسه ومنعها من الكبائر ... ولكنه كبشر غير معصوم بالطبع من الوقوع في الصغائر ومحقرات الاعمال بدونِ قَصْدٍ أَو تَعَمّد ... كالكلمةِ الخَطَأ، والنظرةِ الخَطَأ، والموقفِ الخَطَأ، والشعورِ الخَطَأ ... فإذا اعترفَ هذا المخطئ بذنْبِه وسارعَ إِلى التوبةِ والاستغفار بتوبة صادقة نصوحاً لله تعالى مباشرة ... واتبعَ السيئاتِ بالحسناتِ ... فالله يعده بالرحمة بأن يغفر له ذلك... "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" هود 114 ... كمكافأة تشجيعية له صادرة عن علم الله الشامل للظواهر والبواطنوتَرغيباً له في الاستمرارِ على طريقِه الإِيجابيِّ بعدَ التوبة... وأيضاً لتحفيز غيره ... قال تعالى " هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ " النجم 32... أي: هو سبحانه أعلم بكم من وقت إنشائه إياكم من الأرض ... ضمن خلقه لأبيكم آدم ... ومن وقت أن كنتم أجنة في بطون أمهاتكم ... يعلم أطواركم فيها ... ويرعاكم برحمته ... إلى أن تنفصلوا عنها " تفسير الطنطاوي ... وهذا من رحمةِ اللهِ بالمؤمنين، فهو يَعلمُ أَنه لا بُدَّ للمؤمنِ أَنْ يَضعفَ ويَزِلَّ ويُخطئَ ويُذْنِب ... لأنه غيرُ معصومٍ من الأَخطاءِ والذنوب ... هذا شريطة الا تكون التوبة من ذنب من حقوق او مظالم العباد مهما كان صغيراً ... حيث لا تصح التوبة حينئذ إلا بعد رد الحقوق والمظالم إلى اصحابها ...وبذلك تحقق عدل الله ... وتحققت أيضاً رحمته ...
§إن المسلمُ إذا أَخْطَأَ بدونِ قَصْدِ، وَوَقَعَ في ذنْبٍ بدون تَعَمُّد، ثم استغفرَ اللهَ وأَكثر مَن مظَاهر عبادتِه وطاعتِه لربه ... فإنّ اللهَ يغفرُ لهذا المسلم التائبِ، المنيبِ لرَبّه، المقْلعِ عن ذَنْبِه، الذي برهن على توبته الصادقة بعَملَ الحسناتِ بعدَ السيئات ... هذا والآيةُ الكريمة وأحاديث رسولِ الله عليه الصلاة والسلام تُوَجَّهُ التائب وترغبه في الاستمرارِ على الطريقِ الإِيجابيِّ بعدَ التوبة: " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ "هود 114
§ إن السيد الناقد لم يجد ما يطعن به القرآن الكريم وحديث رسول الله فمدحهما دون أن يدري ... وكيف ؟؟؟ فسيادته يطلب أن يغلق الله الرحمن الرحيم باب المغفرة في وجه من يريد أن تغفر له خطيئته ويعمل الاعمال الصالحة التي تساعده على ذلك ... ليرتاح ضميره ويشعر بالسلام وبفرح الغفران ... ليكون بديل ذلك فتح باب اليأس والاحباط للمذنب فيزداد في المعصية.
§إن الناقد بطلبه غلق الله لباب الرحمة والمغفرة يعارض ما قاله السيد المسيح: " أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُفَرَحٌفِيالسَّمَاءِبِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ ... أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ "لوقا 15/7 ... ويعارض أيضاً قول المسيح: " فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّيأُرِيدُرَحْمَةًلاَذَبِيحَةً ... لأَنِّيلَمْ آتِلأَدْعُوَأَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ " ... وأيضاً يعارض القاعدة الهامة التي وردت في العهد القديم أي قبل ميلاد المسيح ... وهي أن مهما كان شر الشرير فالله يقبله لو تاب ... (كما ورد في تفسير انطونيوس فكرى عند شرحه لما ورد في سفر حزقيال 33/ 14 -16) ... " وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتًا تَمُوتُ ... فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ ... إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ ... وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ، فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا لاَ يَمُوتُ ... كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ ... عَمِلَ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً. " سفر حزقيال 23/14-16... وهذا النص يبرهن بوضوح على أن باب التوبة وقبولها من الله وقبل ميلاد المسيح ... مفتوح حتى للشرير ...
§ والناقد يقول إنه لا يمكن التكفير عن الخطية إلا بسفك دم كقول الإنجيل " بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ " (عبرانيين 9: 22) !!!وحتى نفهم معنى ذلك ذهبنا الى كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث – لا خلاص إلا بدم المسيح وحده – موقع الأنبا تكلا ...
والله تعالى أعلم وأعظم
يتبع بإذن الله وفضله
الرد على السؤال رقم 21
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 21
آخر مشاركة: 06-10-2020, 04:33 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 25
آخر مشاركة: 14-01-2018, 06:04 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 09-10-2017, 06:28 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 16
آخر مشاركة: 08-10-2017, 03:02 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 15
آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات