

-
الرد على السؤال رقم 18: جاء في سورة الواقعة 15-23" عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (أي منسوجة بالذهب) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ... يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ... بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (أي من عيون جارية) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ... وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ... وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ... وَحُورٌ عِينٌ ... كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ " ...
قال الناقد: هذه جنة تناسب الميول الجسدية وتوافق الرغبات المادية ... هذا ولم يذكر القرآن أن في هذه الجنة سعادة روحية في محبة الخالق وتسبيحه ... ثم فَصَّلَ الناقد الحديثَ في اعتراضِه هذا مستدلاً بآياتِ القرآنِ التي ذَكَرَتْ صفاتِ الجنة قائلاً:
فبدل الصحراء المحرقة وعدهم بجنة {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الرعد: 35] ... وبدل النوم على الرمال وعدهم بجنة {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} [الغاشية: 13]{عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} [المطففين: 23] ... وبدل لبس وبر الجمال وعدهم بجنة {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}[ الحج: 23] ... وبدل القحط والمحل وعدهم بجنتيـن ملآنتيـن بالفاكهة {فِيهِمَـا فَاكِهَةٌ وَنَخْــلٌ وَرُمَّــانٌ} [ الرحمن 68]{وَأَعْنَابًا } [النبأ: 32] ... وبدل الخيام التي لا تقي من حر الصيف ولا زمهرير الشتاء وعدهم بقصور مشيدة {غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} [ الزمر: 20]{لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13] ... وبـدل النساء البدويات وعدهم بأزواج من الحور{وَزَوَّجْنَاهُـمْ بِحُــورٍ عِينٍ} [ الطور: 20] {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56]{أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا} [ الواقعة: 36 , 37] ... وبدل الحرمان من الخدم وعدهم بولدان الحور يقدمون لهم ما لذ مـن الشراب {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيـقَ وَكَأْسٍ مِـنْ مَعِيــنٍ}[الواقعة: 17 , 18] {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان: 19] ... وبدل طعام الفاقة وعدهم باللحم {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الطور: 22] {وَلَحْمِ طَيْـرٍ مِمّــــَا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: 21] ... وبدل الجوع والفاقة وشظف العيش وعدهم بجنة {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15]
وأَوردَ الناقد خرافاتٍ حولَ نعيمِ الجنة، نَسَبَها لرسولِنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وزَعَمَ أَنَّ رسولَنا قال: إِنَّ لكلّ مؤمنٍ قصوراً كثيرةً في الجنة، في كُلّ قَصْرٍ سَبْعون داراً من ياقوتٍ أَحْمر، في كل دارٍ سَبْعونَ بيتاً من زُمُردٍ أَخْضَر، في كُلّ بيتٍ سَرير، على كُلِّ سَريرٍ سَبْعون فِراشاً من كُلِّ لون، على كُلِّ فراشٍ سَبْعون زوجةً من، الحورِ العين، وفي كُلِّ بيتٍ سَبْعون وَصيفة، وسَبْعون مائدة، وعلى كُلِّ مائدةٍ سَبْعون لَوْناً من الطعام، ويتزوَّجُ الرجلُ في الجنةِ خمسَمئةِ حوراء، وأَربعةَ آلافِ بِكْر، وثمانيةَ آلافِ ثَيّب ... وهذا الكلامٌ لن نرد عليه حفاضاً على وقت القارئ الكريم لأنه كلام مَكْذوبٌ على رسولِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ولم يصح عنه ولم يقله ... وفيه طابَعُ المبالغةِ والمغالاة ... ومعلومٌ أَنّ الجنةَ من عالمِ الغيب، ولا نأخذُ عالَمَ الغيبِ إِلّا من آياتِ القرآنِ الصريحة، وما صَحَّ من حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ...
ثم أضاف الناقد: فأين هذه من قول المسيح ... " فِي القِيَامَةِ لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يَتَزَوَّجُونَ ... بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةِ اللّهِ فِي السَّمَاءِ " (متى 22: 30) ..." لِأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللّهِ أَكْلاً وَشُرْباً ... بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلَامٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ القُدُسِ " (رومية 14: 17).
الرد على سؤال السيد الناقد
إن خلاصة ما ادعاه السيد الناقد أن الجنة في الاسلام تناسب الميول الجسدية وتوافق الرغبات المادية ... ولا يوجد بها سعادة روحية في محبة الخالق وتسبيحه ... بينما في النصرانية فإنه حسب قول المسيح فإن المؤمنين يَكونونَ في الجنة بدونِ طَعامٍ أَوْ شراب أو زواج ... وهم كالملائكةِ الذين لا يَأَكلُون ولا يَشْرَبون ولا يتزوَّجون، وحياتُهم في الجنةِ مُجَرَّدُ فَرَحٍ وسُرورٍ وبِر وسَلام ... ولا يوجد نعيم مادّيٍّ في الجنة !!!
ولكن حقيقة الأمر أن السيد الناقد لم يقرأ كتابه المقدس جيداً ... ولكنه تفرغ لنقد كتب غيره بالباطل ... ولماذا ؟؟؟ لأنه لو كان قد قرأ كتابه المقدس لوجده يصرح بالبعث الجسدي والروحي معاً ... وعليه فإذا كُرِّم الإنسان في الآخرة فإنما سيُكرم كله بجسده وروحه ... وإذا عُذب فسيُعذب كله بجسده وروحه على السواء ... ولكن ما الدليل على ما ذكرناه ؟؟؟
ورد في إنجيل متى" وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ... لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ "متى 5/30 ... إذن الجسد كله يمكن أن يلقى في النار فيُعذب هذا الجسد وليس الروح فقط التي ستعذب!!
وورد أيضا على لسان المسيح: " وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا ... لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي ... وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ " لوقا 22: 29 – 30 ... أي سيكون في الآخرة أكل وشرب وجلوس على كراسي الموائد ... وبالطبع كل ذلك بالأجساد وليس بالأرواح ...
وفي اجتماع السيد المسيح مع حوارييه قال " وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي " متى 26 / 29 ... إذن فهذه دعوة لأجساد هؤلاء جميعاً للشرب والتمتع بذلك في الجنة ...
والجانب الحسي للأجساد من نعيم الجنة ظهر أيضا في " مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ " رؤيا يوحنا اللاهوتي 2 – 7 ... وأيضاً ... " مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا " رؤيا يوحنا اللاهوتي 3 – 5 ... فهذا هو ... أكل ولبس للأجساد وليس للأرواح بالطبع ...
وفى ترجمة الاخبار السارة لأيوب 19/25-26 " أعرف أن شفيعي حي ... وسأقوم آجلا من التراب ... فتلبس هذه الأعضاء جلدي ... وبجسدي أعاين الله ..." (in my flesh I will see God) ... ترجمة NIV ... اذن فالأجساد أيضاً وكما هو واضح حسب الكتاب المقدس ستبعث يوم القيامة ... ولذلك فهي اما ستنعم واما ستُعذب ... وليس الأمر مقصوراً على الأرواح فقط كما ادعى السيد الناقد !!!
إذن حسب نصوص الكتاب المقدس وكما هو واضح ... سيكون البعث يوم القيامة بالأرواح والاجساد ... والجنة ستكون حسية ومعنوية وفيها سيتمتع كلاً من الجسد والروح ... واقتصار الأمر على نعيم الروح فقط كما ذكر السيد الناقد في سؤاله ... يترتب عليه وجود تناقض بين نصوص الكتاب المقدس بعضها مع بعض ... وهو امر ننتظر من الناقد افادتنا بحله !!!
ولكن رغبة منا في مساعدة الناقد في حل هذا التعارض ... سنساعده في تلمس حل تعارض لأحد النصوص المتعارضة التي استدل بها على أن في الجنة نعيم للروح فقط وليس للجسد ولكننا سنترك له النصوص الأخرى وننتظر الحل من سيادته ...
أما بخصوص النص الأول المتعارض ... " فِي القِيَامَةِ لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يَتَزَوَّجُونَ ... بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةِ اللّهِ فِي السَّمَاءِ "متى 22/30 ... فهذا الكلام نسبه متى للسيد المسيح في معرض حل المسيح لخصومة بين سبعة رجال ... كلهم تزوجوا امرأة واحدة ويسألون لمن تكون هذه المرأة في الجنة ... فلحل هذه الخصومة كان جوابه بهذا المعنى ... وذلك واضح من السياق الذي قيل فيه هذا الجواب والذى ورد في النصوص التي قبل النص المتعارض (أي في: متى 22/23-30) ... ولعل فيما ذكرناه حلاً أو شبه حل لهذا التعارض ... بهدف إخراج الناقد من مأزق التعارض الذى وضع نفسه فيه دون أن يدرى !!!
نأتي الى مفهوم النعيم أو العذاب في الإسلام والذي سيكون للروح والجسد أيضاً ... فلقد وعد الله سبحانه أهل طاعته بفوزهم بالجنة وما أعده الله لهم فيها من متع ... مكافأة لهم بالطبع على ما كانوا عليه في الدنيا من إيمان بالله ... وما بذلوه أيضاً من أعمال صالحة وفق منهج الله ... قال اللهُ تعالى في حديثه القدسي : "أعددتُ لعبادي الصالحين: ما لا رأَتْ عَينٌ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرٍ " ... الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: البخاري-الصفحة أو الرقم :7498
ولإن الإنسان يعيش في الدنيا مزيج من الجسد والروح ... و لذلك فهو الذي سيكرم في الآخرة أو يهان ... فإذا كُرم فإنما سيُكرم كله بجسده وروحه .. وإذا عُذب فسيُعذب كله ... بجسده وروحه على السواء ... والاقتصار على الجانب الروحي في وصف الجزاء الأخروي ... فيه تضييق لسعة النعيم الذي أعده الله -عز وجل – للمؤمنين ... ولشمولية العذاب الذي أعده -عز وجل -للعصاة ... ولذلك فإننا نلاحظ أن النعيم والعذاب في القرآن الكريم ... موصوف وصفا حسياً ومعنوياً ... لأن هذا هو الذي يتلاءم مع طبيعة الإنسان ...
وحيث أن الحواس الجسدية هي المنافذ لوصول هذه اللذات إلى النفوس ... ولأن الله سيجمع أنفسنا يوم القيامة في عالم الجزاء مع الأجساد المركبة لها ... ويعيدها كما كان الحال أول مرة ... " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ " الأنعام 94 ولذلك سنتذوق هنالك من اللذات والآلام بما تستدعيه طبائعنا التي لم توجد إلا كذلك ...
هذا وقد أجمع أهل العلم على أن أعظم نعيم يتحقق لأهل الجنة هو النظر إلى الله سبحانه وتعالى ... حيث ستتمتع الروح بلذة النظر الى وجهه الكريم ... والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "القيامة 23 -24 ... والدليل أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ ... قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: تريدونَ شيئا أزيدكُم ؟؟ فيقولونَ: ألم تبيضْ وجوهنا ؟؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار ... قال فيكشِفُ الحجابَ ... فما أُعطوا شيئا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عز وجلَّ ... وفي روايةٍ: وزادَ: ثم تَلا هذهِ الآيةَ: {لِلّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} يونس 26 ... وأما الزيادة فقيل: هي النظر إلى الوجه الكريم " ... التفسير الواضح ... الراوي : صهيب بن سنان المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم :181
ومن ناحية أخرى فإن القرآن الكريم لم يغفل عن ذكر تمتع الروح أيضاً في الجنة وسعادتها ... علاوة على ذكره التمتع الجسدي ... فاللهَ سيُكرِمُ المؤمنينَ في الجنة، بكُلِّ مَظاهرِ النعيم، سواء كان نَعيماً مادّيًّا، أَو كان نَعيماً معنويًّا، مُمَثّلاً في سَعادتِهم وفَرحهِم وسُرورِهم ونَضْرَتِهم ... قال تعالى: " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ... ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ "عبس 38-39 ... وقالَ تعالى: " إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ... عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ... تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ "المطففين 22-24
والمؤمنون في الجنة سيَحمدونَ اللهَ على ما أَنعمَ به عليهم، ويتذكَّرونَ ما كانوا عليه في الدنيا ... قالَ تعالى: " وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ... قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ... فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ... إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ "الطور 25-28 ... ومِنْ سُرورِهم وسَعادتِهم الروحيةِ في الجنة ... إِذْهابُ الحَزَنِ عنهم فيها ... قال تعالى: " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ... الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ "فاطر 34-35
ومن سعادتِهم الغامرةِ في الجنةِ أَنهم لا يَسمعونَ فيها إِلّا ما يُحبون سَماعَه ... قال تعالى: " لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ... إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا " الواقعة 25-26 ... وتَأتيهم الملائكةُ، يَدْخلونَ عليهم، ويُرَحِّبونَ بهم ويُبَشِّرونَهم ... قال تعالى: " أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ... جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ... وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ... سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ " الرعد 22-24
ومن سعادَتِهم الغامرةِ في الجنة أيضاً أَنَّ اللهَ يُحِلُّ عليهم رِضوانَه، ويُخبرُهم بذلك، وهذا الرضوانُ أَكبرُ من كُلِّ مظاهرِ نعيمِ الجنة المادية من طَعامٍ وشَرابِ وزَواجٍ ولباس ... قال تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " التوبة 72
إن كل هذه الآيات ِ القرآنيةِ الصريحة وغيرها ... تُصَوِّرُ ما يكونُ عليه المؤمنونَ في الجنةِ من سَعادةٍ ونَضرَةٍ وفَرَحٍ وسُرور ... جسدياً وروحياً ... ونسأل الله أن نكون جميعاً من ضمن من يتمتعون بنعيم الجنة هذا ... المادي منه والروحي ...
والله أعلم وأعظم
يتبع بإذن الله وفضله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 21
آخر مشاركة: 06-10-2020, 04:33 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 25
آخر مشاركة: 14-01-2018, 06:04 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 09-10-2017, 06:28 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 16
آخر مشاركة: 08-10-2017, 03:02 PM
-
بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 15
آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات