الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على السؤال رقم 17:جاء في سورة الحجر 43-44 " وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ... لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " ... وجاء في سورة مريم 71" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا " ...
    والناقد يسأل: كيف يذهب المؤمن إلى جهنم ؟؟؟ وما قيمة التوبة والغفران الإلهي ؟؟؟ يقول الكتاب المقدس بوجود مكان للأبرار وهو السماء، ومكان للأشرار وهو جهنم ...
    " فَيَمْضِي هؤُلَاءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّة " (متى 25: 46) ... " فلا يذهب الأبرار إلى جهنم لأن الله برّرهم ببره الكامل، وبالتالي لا يخرجون من جهنم إلى السماء " (لوقا 16: 26).
    هذا وقد نَقَلَ الناقد كلام نسبه لبعضِ العلماء يحددَ أَسماءِ أبواب جهنم السَّبْعَة، ويحدد الأَصنافِ الذين يَدْخُلونَ من كلِّ بابٍ منها ... لكن لاختصار الوقت نقول لسيادته: إن هذا الكلام لَيسَ عليه دَليل، فلا نَخوضُ فيه ولا نَتوقَّفُ عِنْدَه.
    وأضاف الناقد: وإذا كان جميع الناس سيذهبون إلى جهنم كقول القرآن، وإذا كانت أمة واحدة من الطوائف الإسلامية هي التي تخلص كقول الحديث، أفلا يخيّم الخوف من الموت والدينونة على حياة كل المسلمين ؟؟؟ ما أعظم الفرق بين حياة المسلم الخائف الحائر وبين حياة المسيحي الذي يشتهي أن ينطلق من الدنيا ليكون مع المسيح وينتظر يوم القيامة بفرح حيث ينال إكليل الحياة!

    الرد على سؤال السيد الناقد


    وَقَفَ الناقد أَمامَ آيتَيْن تتحدَّثانِ عن جهَنَّم ... وادعى أَنَّ القرآنَ يُخبرُ أَنَّ جهنَّم للجِميع ... سواء كانوا أَبْراراً أَوْ أَشْراراً، مؤمنين أَو كافرين !!! ولذلك اعترضَ عليهما، وقارَنَهما بالكلامِ المذكور عنده في الكتابِ المقَدَّس ... ليوهم القارئ السطحي أن ما ورد بالكتاب المقدس يدعو للفرح ... بينما ما ورد بالقرآن الكريم يدعو للخوف لأنه يخبر أن جميع الناس سيذهبون إلى جهنم ويدخلونها سواء كانوا أَبْراراً أَوْ أَشْراراً !!! أي بأسلوب " لأن تبيض صفحتك يجب أن تسود صفحات الآخرين " ... وسيادته يهدف من وراء ذلك الى أن يهرع المسلمون على الفور بترك دينهم والفرار الى النصرانية حيث الفرح والسرور كله !!! وحقيقة الأمر أن القرآنُ لم يَقُل إِنَّ جَميعَ الناسِ سَيَذْهَبونَ إِلى جهنَّمَ ويدخلونها ... ولذلك فإن النتائجُ التي بَناها الناقد على هذا الادعاء باطلةٌ مَردودة ... ولماذا ؟؟؟ لأَنَّ ما بُنِيَ على الفاسدِ فهو فاسد مثله ... وكما سنوضح أدناه ...


    الآية الأولى: " وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ... لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " الحجر 43-44


    إن هذه الآيات لا تتحدث عن الأَبرارِ والأَشرارِ ... إِنما تتحدَّثُ عن الأَشْرارِ الغاوِين فقط ... الذين اسْتَسْلَموا للشيطان، وتُقَرِّرُ أَنَّ جهنَّمَ موعدُ هؤلاء الغاوين أَجمعين، وتَسْتَثْني الصالحينَ الأَبرار ... ولكي نفهم ذلك يجب أن نقرأ الآياتُ السابقة واللاحقة للآيات التي أشار اليها الناقد ... حيث سنجدها قد وردت في سياقِ الحديثِ عما جَرى بين آدمَ عليه السلام وبينَ إِبليس، وتَعَهُّدِ إِبليسَ بإِغواءِ مَن استجابَ له من بَني آدم ... فما معنى ذلك ؟؟؟

    قال تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)} ... أي قال الله لإبليس: هذا طريق مستقيم معتدل موصل إليَّ وإلى دار كرامتي ... وإن عبادي الذين أخلصوا لي لا أجعل لك (أي لإبليس) سلطانًا على قلوبهم تضلُّهم به عن الصراط المستقيم، لكن سلطانك على مَنِ اتبعك مِنَ الضالين المشركين الذين رضوا بولايتك وطاعتك بدلا من طاعتي ... التفسير الميسر


    {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ(44)} ... أي وإن النار الشديدة لَموعدُ إبليس وأتباعه أجمعين ... لها سبعة أبواب كل باب أسفل من الآخر ... لكل بابٍ مِن أتباع إبليس قسم ونصيب بحسب أعمالهم ... التفسير الميسر


    {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46)} ... أي إن الذين اتقوا الله بامتثال ما أمر واجتناب ما نهى في بساتين وأنهار جارية يقال لهم: ادخلوا هذه الجنات سالمين من كل سوء آمنين من كل عذاب ... التفسير الميسر


    مما تقدم ... لا أَدري كيفَ ادعى الناقد من الآياتِ الواضحةِ الصريحة دُخول الأَبرارِ والأَشرارِ جهنم، مع أَنها صَريحةٌ في دُخول الكفارِ فَقَطْ جَهَنَّمَ ... والقارئ الذكي سيفطن الى أنَّ الضميرَ المتَصِلَ " هم " ... في كلمة لَمَوْعِدُهُمْ ... في قوله تعالى: " وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ " ...يَعودُ على " الغاوين " الذين اتبعوا إبليس في الآيه السابقةللآيه المذكورة: " إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ " ... ولذلك فالمعنى واضح: إنَّ جهنَّمَ موعدُ الغاوينَ الذينَ اتَّبَعوا ابليس بالطبع ... وليس غيرهم من الأبرار !!! هذا فضلاً على أن الآيات ِ اللاحقةَ صَرَّحَتْ بأَنَّ المتَّقينَ آمِنون في جناتٍ وعيون: ... " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) ... سورة الحجر

    إن واقع الأمر يدل على أن الناقد تَعَمَّدَ أَنْ يُحَرّفَ معنى الآياتِ الواضحِ، وأَنْ يَتْرُكَ الآياتِ والكلماتِ الصريحة، وأَنْ يَتلاعَبَ بها، ليخرجَ منها بنتيجةٍ خاطئة، حتى يخطئ تلك الآيات ... مع أَنَّها لا توحي بما يهدف اليه السيد الناقد إطلاقاً !!!
    الآية الثانية:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا " مريم 71

    لكي نفهم هذه الآية الكريمة يجب أن نقرأ الآياتُ السابقة واللاحقة لتلك الآية وتفسيرها ... حتى نقف على سياقِ الحديثِ كله ... وما تهدف اليه هذه الآية ... فما معنى ذلك ؟؟؟

    قال تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَ لا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)} ... أي ويقول الإنسان الكافر منكرًا للبعث بعد الموت: أإذا ما مِتُّ وفَنِيتُ لسوف أُخرَج من قبري حيًا ؟؟؟ كيف نسي هذا الإنسان الكافر نفسه؟ أو لا يَذْكُر أنا خلقناه أول مرة، ولم يكُ شيئًا موجودًا ... التفسير الميسر


    {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)} ...أي فوربك أيها الرسول لنجمعن هؤلاء المنكرين للبعث يوم القيامة مع الشياطين، ثم لنأتين بهم أجمعين حول جهنم باركين على رُكَبهم; لشدة ما هم فيه من الهول، لا يقدرون على القيام ... ثم لنأخذنَّ مِن كل طائفة أشدَّهم تمردًا وعصيانًا لله، فنبدأ بعذابهم ... ثم لنحن أعلم بالذين هم أَوْلى بدخول النار ومقاساة حرها ... التفسير الميسر


    {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)} ... أي وما منكم أيها الناس أحد إلا وارد النار بالمرور على الصراط المنصوب على متن جهنم، كل بحسب عمله، كان ذلك أمرًا محتومًا، قضى الله سبحانه وحكم أنه لا بد من وقوعه لا محالة ... ثم ننجي الذين اتقوا ربهم بطاعته والبعد عن معصيته، ونترك الظالمين لأنفسهم بالكفر بالله في النار باركين على رُكَبهم ... التفسير الميسر


    لكن ما معنى الورود في معاجم اللغة وفى قاموس المعاني ؟؟؟ المعنى: ورَد فلانٌ المكانَ / ورَد فلانٌ على المكانِ: أشرف عليه، أتاه ... دخله أم لم يدخله ... انتهى ما ورد بالقاموس ... إذن فالورود ورودان ... ورود مع دخول في الشيء ... وورود مع مقاربة ووصول وإشراف من غير دخول في الشيء ... وكلا المعنيين جاء في كتاب الله تعالى ... وكيف ؟؟؟

    فأما الورود بالمعنى الأول:وهو بمعنى الدخول في الشيء ... فهو في حق أهل الوعيد من الكفار وأصحاب المعاصي بالطبع ... وفي هذا يقول تعالى" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ... لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ " الأنبياء/ 98-99 ...ويقول تعالى أيضاً" وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ... يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ... وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ " هود/ 98 ...أي: بئس المدخل المدخول.


    وأما الورود بالمعنى الثاني: وهو بمعنى المقاربة والوصول حتى مشارف الشيء دون الدخول فيه ... وهو ورود الموحدين المؤمنين ... وهذا بمعنى مرورهم على الصراط دون دخولهم جهنم بالطبع ... ومنه قوله تعالى " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ ... وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ " القصص 23 ... أي ولما وصل ماء "مدين" (ولكنه لم يدخل في الماء بالطبع) وجد عليه جماعة من الناس يسقون مواشيهم ... التفسير الميسر ... ومنه قوله تعالى " وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ ... فَأَدْلَى دَلْوَهُ ... قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ " يوسف 19 ... أي وجاءت جماعة من المسافرين، فأرسلوا مَن يطلب لهم الماء (ولكنه لم يدخل في الماء بالطبع) ... فلما أرسل دلوه في البئر تعلَّق بها يوسف ... التفسير الميسر


    والدليل على أن أهل الحسنى لا يدخلون النار ولا يصيبهم حر جهنم ... أنه بعد أن قال سبحانه وتعالى: " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا " مريم 71 ... قال الله في الآية التي بعدها مباشرة " ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا " مريم 72 ... وأيضاً قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ... لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون " الأنبياء 101-102 ... أي إن الذين سبقت لهم منا سابقة السعادة الحسنة في علمنا بكونهم من أهل الجنة، أولئك عن النار مبعدون، فلا يدخلونها ولا يكونون قريبًا منها ... لا يسمعون صوت لهيبها واحتراق الأجساد فيها فقد سكنوا منازلهم في الجنة، وأصبحوا فيما تشتهيه نفوسهم من نعيمها ولذاتها مقيمين إقامةً دائمة ... التفسير الميسر


    وقد فَسَّرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الورودَ في الآية المشار اليها بالمُرور ... وكيف ؟؟؟ لأنه لما سألته حفصة عن الآية الكريمة " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا " مريم 71 ... قالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ " ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا " مريم 72 ... أي: إذا مَرَّ الخلائقُ كلُّهم على النَّارِ، وَسقطَ فيها مَنْ سَقطَ مِنَ الكفَّارِ وَالعُصاةِ ذَوي الْمَعاصي، بِحَسَبِهم ... نَجَّى اللهُ تعالى المؤمنينَ الْمتَّقِينَ منها بِحَسَبِ أَعمالِهم؛ فَجَوازُهم على الصِّراطِ وسُرعَتُهم بِقَدْرِ أعمالِهمُ الَّتي كانتْ في الدُّنيا ... المصدر: صحيح مسلم ... الصفحة أو الرقم: 2496 ... وبهذا البيانِ القاطعِ مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَّضِحُ أَنْ المرادَ بالورودِ في الآية المشار اليها هو المرورُ وليس الدخول، فالمتَّقونَ لا يَدْخُلونَ جَهَنَّم مُطْلَقاً ...


    ولكن ما هي الحكمة في مرور المؤمنين على النار ورؤيتها دون دخولها ؟؟؟ اسمع لما ورد في تفسير الشعراوي للإجابة عن ذلك السؤال: " فإذا ما رأى المؤمن النار التي نجاه الله منها يحمد الله ويعلم نعمته ورحمته به ... والورود بمعنى رؤية النار دون دخولها، تكون الحكمة منه أن الله تعالى يمتن على عباده المؤمنين فيريهم النار وتسعيرها؛ ليعلموا فضل الله عليهم، وماذا قدم لهم الإيمان بالله من النجاة من هذه النار، كما قال تعالى: " فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ "آل عمران 185 ... انتهى تفسير الشعراوي


    وبعد أن فهمنا أن جميع الناس لن يدخلوا جهنم سواء كانوا أَبْراراً أَوْ أَشْراراً ... مؤمنين أَو كافرين ... كما ادعى الناقد !!! بل دخول جهنم سيكون مقصوراً فقط على من يستحق ذلك المكان وهم إبليس وأتباعه ... أما أهل الحسنى فلن يدخلوا النار ولن يصيبهم حر جهنم إطلاقاً ... أما مكانهم فسيكون: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ " الحجر 45 ... ولذلك فإننا نتعجب لماذا لم يوجه السيد الناقد مثل هذا السؤال الذى طرحه في القرآن الكريم ... الى ما ورد في كتاب طبيعة السيد المسيح للبابا شنودة (باب 15 – طبيعة واحدة للكلمة المتجسدة & باب 17 – الطبيعة الواحدة والآلام) ... موقع الأنبا تكلا - سنوات مع إيميلات الناس- اللاهوت و الإيمان و العقيدة ... وكيف ذلك ؟؟؟


    لقد ورد في كتاب البابا شنودة المذكور أن في لحظة موت رب المجد (أي موت السيد المسيح على الصليب) ... حدث انفصال بين جسد السيد المسيح البشرى وبين نفسه (أي روحه البشرية) ... فمات الجسد البشرى ودفن في القبر ... " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ " كورونتوس الأولى 2/8


    ثم انقسم كيان السيد المسيح بعد موته على الصليب إلى جزئيين:


    الجزء الأول مدفون داخل القبر:
    وهذا الجزء مكون من قسمين هما: جثة السيد المسيح (الناسوت) + اللاهوت (أي الله) ... " لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ ... مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ ... وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ " رسالة بطرس الأولى 3/18

    الج زء الثاني خارج القبر: وهو مكون من قسمين أيضاً هما: نفس المسيح (أي روحه البشرية) + اللاهوت (أي الله) ... حيث ذهب الجزء الثاني هذا بمكوناته (خلال فترة موت المسيح وهي ثلاثة أيام) إلى الجحيم وأطلقا كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء من الله (أي الأبرار في العهد القديم) وأدخلتهم جميعا في الفردوس ...

    ولذلك يقال في القسمة السريانية عن موته " انفصلت نفسه عن جسده ... ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. وهكذا نفسه وهي متحدة باللاهوت ذهبت إلى الجحيم، لتبشر الراقدين على الرجاء ... وتفتح لهم باب الفردوس وتدخلهم فيه ... وبقي جسده في القبر متحدًا باللاهوت !!!

    وبعد ثلاثة أيام من الموت جاء الجزء الثانى من المسيح (بعد أن انتهى من عمله) وأتحد مع الجزء الأول للمسيح )الموجود فى القبر) وأقام الجسد البشرى للسيد المسيح من الموت ..." أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ ... وَكُنْتُ مَيْتًا " رؤيا يوحنا اللاهوتى 1/18


    مما تقدم يتضح أن مكونات الجزء الثاني من المسيح {نفس المسيح (أي روحه البشرية) + اللاهوت} قد ذهبت إلى الجحيم (خلال فترة موت جزء المسيح الأول ودفنه في القبر) وأفرجت عن كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء من الله (أي الأبرار في العهد القديم) ونقلتهم من محل اقامتهم في الجحيم وأدخلتهم جميعا في الفردوس ...


    وحسب ما ورد في موقع الأنبا تكلا فإن فالجحيم كان هو مقر انتظار جميع البشر (أشرار وأبرار) بعد الموت، في انتظار المجيء الثاني والدينونة ... وبعد موت السيد المسيح نزل إلى الجحيم، وردَّ آدم وبنيه الأبرار إلى الفردوس ... وأصبح لاحقًا وحتى اليوم ونهاية العالم الجحيم هو مقر انتظار الموتى الأشرار فقط ... أما مقر الأبرار بعد الموت فقد أصبح في الفردوس !!! http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...5_G/G_053.html


    والجحيم وكما ورد في موقع الأنبا تكلا المذكور هو: الهاوية ... وكان هو مقر جميع الموتى ... وقد صورّ كتّاب الأسفار الجحيم كأنه مكان تحت الأرض (عد 16: 20 - 33 وحز 31: 14 - 17 وعا 9: 2) وله أبواب (اش 38: 10) وهو مكان مظلم مخيف سكانه يشعرون وكأنهم في وجود بليد جامد (2 صم 22: 6 ومز 6: 5) تذهب إليه نفوس الجميع (تك 37: 35)، ولا يمكن العودة منه إلى الأرض (1 صم 28: 8 - 19 وتث 11: 6)، (إلا بأمر الله نفسه وبهدف محدد كما ظهر موسى وإيليا على جبل التجلي مع المسيح) ... وهو مكان عريان أمام اللهي 26: 6). انتهى ما ورد في موقع الأنبا تكلا


    من الواضح أن السيد الناقد بالسؤال الذي طرحه في القرآن الكريم ... حاول أن يصرف نظر القارئ الذكي عما ورد في عقيدته هو من أن مقر انتظار جميع البشر (أشرار وأبرار) بعد موتهم كان في الجحيم ... وذلك بدءاً من آدم ومرورا بجميع الرسل والأنبياء والصالحين بل والأطفال والرضع ... حتى آن الأوان وذهب إليهم الجزء الثاني من السيد المسيح بعد موته ليفرج عنهم وينقذهم من هذا المكان المظلم المخيف ... وينقل محل اقامتهم ليصبح في الفردوس بدلا من الجحيم !!!


    ولكن هناك أسئلة تطرح نفسها بناء على ما ورد في هذا السيناريو ... (هذا بخلاف تجزئة السيد المسيح لجزئيين كما ذُكر):


    ما هو الذنب الذي فعله هؤلاء الأبرار (أنبياء وصالحين وأطفال ورضع ...) حتى يمكثوا الآلاف السنين في الجحيم لحين قدوم الجزء الثاني من المسيح بعد موته ليخرجهم من الجحيم ويدخلهم الفردوس ؟؟؟ ولماذا لم يدخلوا الفردوس بعد موتهم مباشرة ما داموا ابراراً ؟؟؟ أم أن الفردوس كانت مازالت تحت الانشاء آنذاك ؟؟؟


    هل الجحيم هو مكان انتظار مناسب يكافأ فيه الابرار لحين وصول الجزء الثاني من السيد المسيح لهم بعد آلاف السنين ؟؟؟


    إذا كان وجود الابرار في الجحيم (حسب عقيدة الناقد) لآلاف السنين ... كان بسبب تحملهم للخطيئة التي ارتكبها آدم في الجنة ومعصيته لله وأكله من شجرة معرفة الخير من الشر ... حتى أتى المسيح وضحى بنفسه حتى يغفر الله لآدم خطيئته كما يعتقد الناقد !!! فإن هؤلاء الابرار لم يروا آدم ولم يروا تلك الشجرة أصلا ... فلماذا يعاقبون بخطيئة غيرهم ؟؟؟


    حسب عقيدة الناقد فإن الأطفال والرضع الذين ولدوا وماتوا قبل رسالة المسيح أو بعدها ... محمّلون بالطبع بخطيئة آدم ... وهؤلاء من البديهي لم يؤمنوا بالمسيح ولم ينفذوا وصاياه ... ولكن حتما ومن عدل الله الغفور الرحيم فانه سيغفر لهم خطيئة آدم المورثة لهم بأسلوب أو بآخر دون الإيمان بالمسيح ... فلماذا لا يسرى ذلك العفو وتلك المغفرة منذ البداية وحتى نهاية العالم على كافة البشر وينتهي الأمر ؟؟؟ وذلك بدلا من إهانة وصلب وقتل الله نفسه بنفسه ... بل وتعذيب وقتل نفس السيد المسيح البشرية البريئة مع سبق الإصرار ؟؟؟


    بعد تاريخ ذهاب الجزء الثاني من السيد المسيح للجحيم وحتى اليوم ونهاية العالم ... استحدثت قاعدة تم فيها تعديل مكان انتظار الأبرار بعد الموت فأصبح في الفردوس بدلا من الجحيم ... وأصبح الجحيم هو مقر انتظار الموتى الأشرار فقط ... فما الذي ارتكبه الأبرار والرضع (في مرحلة ما قبل ذهاب المسيح للجحيم) حتى مكثوا الآلاف السنين في الجحيم ؟؟؟ بل ولماذا لم تطبق عليهم منذ موتهم نفس القاعدة الحديثة التي طبقت وتطبق على أمثالهم من الأبرار (بعد ذهاب المسيح للجحيم)؟


    والله تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله

    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 04-06-2022 الساعة 03:36 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة لاهوتية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-10-2020, 04:33 PM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 14-01-2018, 06:04 PM
  3. الرد على توهم لإنتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله إجتماعيه 1
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-10-2017, 06:28 PM
  4. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-10-2017, 03:02 PM
  5. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2