مثال 2 : استقباح الاخفش الاوسط لقراءة ابي عمرو "فرهن مقبوضة بالتنوين .

اقول : وهذا مردود للاسباب التالية :
1. الاستقباح هنا لا يعني بالضرورة انكار القراءة اذ قد ذكر الاخفش بعد ذكره الاستقباح انه رهن قد يكون جمع لرهان وان كان رهان هي امثل في هذا الموضع .

نقرا من معاني القران للاخفش الاوسط الجزء الاول :
(( قال {فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ} تقول: "رَهْنٌ"، و"رِهانٌ" مثل: "حَبْلٌ" و"حِبالٌ". وقال أبو عمرو: "فَرُهُنٌ" وهي قبيحةٌ لأنَّ "فَعْلاً" لا يجمع على "فُعُل" إلا قليلاً شاذاً، زعم أنهم يقولون: "سَقْفٌ" و"سُقُفٌ" وقرأوا هذه الآية {سَقْفاً مِنْ فِضَّةٍ} وقالوا: "قَلْبٌ" و"قُلُبٌ" و"قَلْبٌ" من "قَلْبِ النَّخْلَةٍ" و"لَحْد" و"لُحُد" لـ"لَحْدِ القَبْرِ" وهذا شاذٌ [81ب] لا يكاد يعرف. وقد جَمَعُوا "فَعْلاً" على "فُعْلٍ" فقالوا: "ثَطٌّ" و"ثُطٌّ"، و"جَوْنٌ" و"جُونٌ"، و"وَرْدٌ" و"وُرْدٌ". وقد يكون "رُهُنٌ" جماعةً لـ"الرِّهانِ" كأنَّه جمع الجَماعة و"رِهانٌ" أَمْثَلُ* من هذا الاضطرار. وقد قالوا: "سَهْمٌ خَشْنٌ" في "سِهامٍ خُشْنٍ". خفيفة. وقال أبو عمرو: "قالت العرب: "رُهُنٌ" ليفصلوا بينه وبين رِهانِ الخيل قال الاخفش: "كلُّ جماعةٍ على "فُعْل" فإنَّه يقال فيها "فُعُل".))

2. لم يتفرد بهذه القراءة ابي عمرو بل نسبها القرطبي رحمه الله لابن كثير رحمه الله ايضا ونسبها الفراء الى مجاهد رحمه الله ولم يستقبح هذه القراءة احد من النحاة و لا من المفسرين غير الاخفش و الطبري رحمهما الله .

نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة البقرة :
((الرابعة : قوله تعالى : فرهان مقبوضة وقرأ أبو عمرو وابن كثير " فرهن " بضم الراء والهاء ، وروي عنهما تخفيف الهاء . وقال الطبري : تأول قوم أن " رهنا " بضم الراء والهاء جمع رهان ، فهو جمع جمع ، وحكاه الزجاج عن الفراء . وقال المهدوي : فرهان ابتداء والخبر محذوف . والمعنى فرهان مقبوضة يكفي من ذلك . قال النحاس : وقرأ عاصم بن أبي النجود " فرهن " بإسكان الهاء ، ويروى عن أهل مكة . والباب في هذا " رهان " ، كما يقال : بغل وبغال ، وكبش وكباش ، ورهن سبيله أن يكون جمع رهان ، مثل كتاب وكتب . وقيل : هو جمع رهن ، مثل سقف وسقف ، وحلق وحلق ، وفرش وفرش ، ونشر ونشر ، وشبهه .))

نقرا من معاني القران للفراء رحمه الله الجزء الاول :
((وقوله: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ... (283) وقرأ مجاهد «1» فرهن على جمع الرهان كما قال كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ «2» لجمع الثمار.))

ونقرا من معاني القران و اعرابه للزجاج الجزء الاول :
((وقوله عزَّ وجلَّ: (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)
قرأ الناس " فرُهُن مقبوضة " و " فَرِهان مقبُوضَة "
فأمَّا "رُهُنٌ" فهي قراءَة أبي عَمرو، وذكر فيه غير واحد أنها قرئت: " فَرُهُن " ليُفْصَل بين الرهَانِ في الخَيْل وبين جَمْع رَهْن في غيرها، ورُهُن ورهان أكثر في اللغَةِ.
قالَ الفراء " رُهُن " جمعٍ رِهَانٍ، وقال غَيْرُه: رُهُن وررَهْن " مِثْل سُقُف وسَقْف. وفَعْل وفُعُل قليل إلا إنَّه صحيح قد جاءَ؛ فأما في الصفة فكثير، يقال: فرَس وَرْد، وخيل وُرْد. ورجل ثَط وقَوْم ثُط، والقراءَةُ على " رُهُن " أعجَب إِليَّ لأنها موافقة للمصحف، وما وافق المصحف وصح معناه وقرأت به القراء فهو المُختار. ورِهَان جَيِّد بَالغ. ))

ونقرا من اعراب القران للنحاس الجزء الاول :
(( فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ هذه قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل الكوفة وأهل المدينة وقرأ ابن عباس فرهن «4» بضمتين وهي قراءة أبي عمرو وقرأ عاصم بن أبي النجود فرهن بإسكان الهاء وتروى عن أهل مكة. قال أبو جعفر: الباب في هذا رهان كما تقول: بغل وبغال وكبش وكباش و «رهن» سبيله أن يكون جمع رهان مثل كتاب وكتب، وقيل: هو جمع رهن مثل سقف، وليس هذا الباب و «رهن» بإسكان الهاء سبيله أن تكون الضمّة حذفت منه لثقلها وقيل: هو جمع رهن مثل سهم حشر أي دقيق وسهام حشر والأول أولى لأن الأول ليس بنعت وهذا نعت ))

يتبع