ثالثا : خلط خالد بلكين بين انواع النسخ .
احب ان انوه ان خالد بلكين نقل كلام ابن حجر رحمه الله ادناه في موافقة الخبر الخبر
نقرا من موافقة الخبر الخبر المجلس الحادي عشر :
((وأخرج عبد الرزاق باسناد صحيح عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: نزلت (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ) ثم سقطت متتابعات ))
و الطريف ان هذا في الحقيقة خطا وسهو في النقل من ابن حجر رحمه الله فقام خالد بلكين بنقل الخطا كما هو بدل ان يرجع الى مصنف عبد الرزاق ليجد ان متن الرواية ليست هكذا كما نقلها ابن حجر رحمه الله بل هي مختلفة تماما .
نقرا من مصنف عبد الرزاق كتاب الصيام
((7657 - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§صُمْهُ كَمَا أَفْطَرْتَهُ» قَالَ: وَقَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " نَزَلَتْ {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] مُتَتَابِعَاتٍ، فَسَقَطَتْ مُتَتَابِعَاتٍ " ))
و هذا ان دل فانه يدل على ضعف الاطلاع و قصور البحث عند خالد بلكين و لكن الاعجب ما استنتجه بعد ذلك حيث قال بان الفقهاء قسموا النسخ على ثلاثة اقسام :
1. ما نسخ حكمه و تلاوته
2. ما نسخت تلاوته دون حكمه
3. ما نسخ حكمه دون تلاوته
اما خالد بلكين فقد قام - بذكائه - باضافة قسم رابع وهو ما تهوكوا في حكمه مع نسخ تلاوته !!!!
و هذا مضحك لان الاختلاف واقع بين بقاء الحكم او رفع فان كان بقي فهو من النوع الثاني الذي نسخت تلاوته و بقي حكمه و اما ان رفع حكمه فهو اذا عند الفقهاء من النوع الاول الذي نسخ حكمه و تلاوته فمن هنا تكون اضافته هذا النوع الرابع من باب الهذر و العبث لا اقل و لا اكثر .
رابعا : استشهاده بقول ابن عمر رضي الله : ذهب منه قران كثير و انكاره ان يعني ذلك نسخ التلاوة .
رددت على هذا سابقا و سوف اضع ردي على هذا السخف :
اولا : ان الرواية قد وقعت بلفظ اخر فيه التصريح من بن عمر رضي الله عنه على ان المراد هو نسخ التلاوة
نقرا من فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب فضائل القران باب من قال لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين:
(( وقد أخرج ابن الضريس من حديث ابن عمر أنه " كان يكره أن يقول الرجل قرأت القرآن كله ، ويقول : إن منه قرآنا قد رفع " وليس في شيء من ذلك ما يعارض حديث الباب ، لأن جميع ذلك مما نسخت تلاوته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم . ))
و هذا تصريح واضح من بن عمر رضي الله عنه ان المراد من ذهاب القران هو رفع (نسخ) كثير من اياته .
ثانيا : ان بن عمر رضي الله عنه نفسه كان يرى استحالة تحريف القران بزيادة او نقص
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله الجزء الخامس عشر لسورة يونس :
((17759 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع قال : أطال الحجاج الخطبة ، فوضع ابن عمر رأسه في حجري ، فقال الحجاج : إن ابن الزبير بدل كتاب الله! فقعد ابن عمر فقال : لا تستطيع أنت ذاك ولا ابن الزبير . لا تبديل لكلمات الله! فقال الحجاج : لقد أوتيت علما إن نفعك! قال أيوب : فلما أقبل عليه في خاصة نفسه سكت))
واورده الحاكم في مستدركه الجزء الثاني كتاب التفسير الصفحة 339-340 وعلق عليه الذهبي في تعليقه على مستدرك الحاكم : ((على شرط البخاري و مسلم ))
وقال الشيخ احمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لتفسير الطبري رحمه الله :
(( الأثر: 17759 - رواه الحاكم في المستدرك 2: 339، 340، من طريق أبي النعمان، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، بمثله، ليس فيه كلمة أيوب. وقال: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي. وهذا خبر عظيم القدر فيه أخلاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظاهرة كما علمهم رسولهم، من ترك هيبة الجبابرة، ومن إنكار المنكر من القول والعمل، ومن اليقظة لمعاني الكلام ومقاصد الأعمال، ومن تعليم الناس جهرة أخطاء أمرائهم والولاة عليهم، ومن الصبر على أذى هؤلاء الجبابرة إذا كان الأذى يمسهم في خاصة أنفسهم.))
ثالثا : زيد بن ثابت رضي الله عنه هو الذي كتب القران لابي بكر رضي الله عنه و هو من كان في اللجنة التي وكلها عثمان رضي الله عنه لنسخ المصاحف
والثابت ان زيد بن ثابت رضي الله عنه كان احد من حفظ القران باكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري كتاب فضائل الانصار باب مناقب زيد بن ثابت رضي الله عنه
3599 حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت قلت لأنس من أبو زيد قال أحد عمومتي
و في فتح الباري شرح صحيح البخاري
((قوله : ( جمع القرآن ) أي استظهره حفظا . ))
فلم لم يضع زيد رضي الله عنه هذه الايات الكثيرة في المصحف الا ان يكون عالما بنسخها و هو الذي حفط القران باكمله خاصة العرضة الاخيرة زمن النبي عليه الصلاة و السلام
و اذا اضفنا الى هذا تصريح زيد بن ثابت رضي الله عنه انه جمع القران و السياق يقتضي الجمع كله فان هذا يدل على كون الاية منسوخة تلاوة
نقرا من صحيح البخاري كتاب فضائل القران باب جمع القرآن
4701 حدثنا موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن.... فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه ))
رابعا : ان قراءتنا كما هي هي قراءة العرضة الاخيرة كما جاء بذلك في الاثر الثابت .
نقرا في مستدرك الحاكم الجزء الثاني كتاب التفسير
2857 - أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، ثنا علي بن عبد العزيز البغوي ، بمكة ، ثنا حجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة رضي الله عنه ، قال : «عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضات » فيقولون : إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة
حسنه ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب فضائل القران :
((ومن طريق محمد بن سيرين قال : " كان جبريل يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن - الحديث نحو حديث ابن عباس وزاد في آخره - : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة " . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسن)).
خامسا : دلس خالد بلكين لما نقل الرواية من كتاب تفسير القران من الجامع لابن وهب حيث ان لفظ النسيان هناك محمولة اما على الشك من الراوي او اما على انساء القران وهو نوع من النسخ يقع على جميع الصحابة مرة واحدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
نقرا من تفسير القران من الجامع لابن وهب :
(( ٢٤ - قال: وحدثني حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كله، وقال: إن منه ما قد رفع، أو نسي ))
فكما قلنا هو اما :
شك من الراوي و على هذا فاللفظ الصحيح هو الرفع فقط دون النسيان بدلالة لفظ الحديث الذي اخرجه ابن الضريس كما نقله ابن حجر رحمه الله عنه .
او هو النسيان من الانساء و هو نوع اعجازي من النسخ يقع على الصحابة جميعا مرة واحدة زمن حياة النبي صلى الله عليه وسلم فينسيهم الله جميعا الايات المنسوخة .
قال تعالى ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106))
نقرا من مسند الشاميين للطبراني رحمه الله الجزء الرابع :
((3001 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ رَهْطًا، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ، أَنَّهُ قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَتِحَ بِسُورَةٍ قَدْ كَانَ دَعَاهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَأَتَى بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ وَآخَرُ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: مَا جَمَعَهُمْ؟ فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَأْنِ تِلْكَ السُّورَةِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ خَبَرُهُمْ، وَسَأَلُوهُ عَنِ السُّورَةِ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «نُسِخَتِ الْبَارِحَةُ فَنُسِخَتْ مِنْ صُدُورِكُمْ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَانَتْ فِيهِ» ))
قال الامام الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلاء الجزء السابع و العشرون
باب في النسخ والمحو من الصدور
((وقال أبو حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن أبي موسى قال : كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة . أخرجه مسلم .
وقال شعيب بن أبي حمزة وغيره ، عن الزهري : أخبرني أبو أمامة بن سهل ، أن رهطا من الأنصار ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه ، أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها ، فلم يقدر منها على شيء إلا : بسم الله الرحمن الرحيم ، فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ، ثم جاء آخر حتى اجتمعوا ، فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم ؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة ، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم ، وسألوه عن السورة ، فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا ، ثم قال : " نسخت البارحة " ، فنسخت من صدورهم ، ومن كل شيء كانت فيه . رواه عقيل ، عن ابن شهاب قال فيه : وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك .
نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة ، والحديث صحيح . ))
وقد رواها الطحاوي رحمه الله في شرح مشكل الاثار الجزء الخامس الصفحة 271-272 الحديث رقم 2034 - 2035
و علق الارنؤوط عليها في هامش تحقيقه لشرح مشكل الاثار :
((رجاله ثقات رجال الشيخين))
و لم يقل المحقق شعيب الارنؤوط رحمه الله ان الحديث صحيح لان ابا امامة بن سهل مختلف في صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ولد قبل موت النبي عليه الصلاة و السلام بقليل
يتبع
المفضلات