دعونا نفرح הבה נגילה " هافا ناجيلا "

هافا ناجيلا הבה נגילה Havah nagilah دعونا نفرح
هافا ناجيلا הבה נגילה Havah nagilah دعونا نفرح
هافا ناجيلا فينسماخا Havah nagilah venismechah نفرح ونسعد
هافا نِرَنينا הבה נרננה Havah neranenah دعونا نغني.
هافا نِرَنينا הבה נרננה Havah neranenah دعونا نغني.
هافا نِرَنينا فينِسْماخا הבה נגילה ונשמחה Havah neranenah venismechah دعونا نغني ونسعد.
عورو، عورو أخيم! עורו, עורו אחים ! Uru, uru achim! استيقظوا ’ استيقظوا أيها الإخوة.
عُورو أخيم بِلِف سَمِيّأخ עורו אחים בלב שמח Uru achim b'lev sameach بقلب سعيد
عورو أخيم، عورو أخيم עורו אחים, עורו אחים! Uru achim, uru achim! استيقظوا أيها الإخوة بقلب سعيد.
بِلِف سَمِيّأخ בלב שמח B'lev sameach بقلب سعيد.


استمد الموسيقى اليهودي" أبراهام تسفي إيديلسون " (14 يونيو 1882 - 14 أغسطس 1938) أبيات قصيدة "هافا ناجيلا " (من سفر المزامير 118-الآية 24 من التوراة.):
"هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه."
وهافا ناجيلا (הבה נגילה) هي أغنية يهودية تراثية وتعني "دعونا نفرح " يشدوا بها اليهود من جميع انحاء العالم في كافة احتفالاتهم العامة والخاصة والدينية.
كتبها الموسيقى اليهودي الأوربي " أبراهام تسفي إيديلسون فى اثناء الحرب العالمية الأولى (1914 -1918 ) وتحديدا في لحظة إعلان وعد بلفور في 2 نوفمبر عام 1917. (بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس "وطن قوميّ للشعب اليهوديّ" في فلسطين)
أبراهام يُعرف في الثقافة اليهودية "بأبو علم الموسيقى اليهودية “، إذ سعى إلى حفظ وجمع الموسيقى التراثية للجاليات اليهودية من جميع أنحاء العالم، فدائمًا ما كان الفونوجراف رفيق حياته، وكلما قابل جاليةً أو جماعةً يهودية في القدس من أصول مختلفة، مصرية، حجازية، سورية، جزائرية، مغربية أو ألمانية أو روسية أو وطلاينية .....، حرص أن يُسجل كل موسيقاهم.
لكن فكرة أبراهام لم تقف عند مجرد التدوين والتسجيل، بل أراد أبراهام أن يكون رائدًا لمدرسة وطنيّة موسيقية من شأنها توحيد الشعب اليهودي حتى وإن كانوا حينذاك في شتات بقاع الأرض، فكان حريصا على أن يخلق تراثًا مشتركًا يجتمعون عليه حين يستقرون في قدس فلسطين.
لتلك الغاية ألفّ أبراهام العديد من الأغاني العبرية بالألحان التقليدية، واستخرج أغاني قديمة بجذور شعبيّة قديمة وأعاد إحياءها بتنميق كلماتها أو اعادة ألحانها.
أبراهام لم يكن يخفي مشروعه أو يمتهنه كرسالةٍ فردية منه، بل انتقد زملاءه الموسيقيين لتطفلهم على الموسيقى الغربية، على حد تعبيره. وكان رافضًا لمسألة الاستيعاب والاندماج الثقافي الذي يقوم به اليهود في الدول التي يعيشون بها.
كذلك وضع ابراهام أول كتاب أغاني عبرية للمدارس والمعابد اليهودية، وأول كتاب مدرسي عن تاريخ الموسيقى اليهودية، وأول أوبرا عبرية، وعمله الأساسي المكون من 10 مجلدات عبارة عن قاموس المرادفات العبرية للألحان الشرقية.
هافا ناجيلا هي واحدة من مؤلفاته الموسيقية والتي عرفت طريقها إلى الحفلات الرسمية والاحتفالات اليهودية والإسرائيلية حتى باتت أقرب للطقوس اليهودية، فبات من البديهي تسجيل الأغنية عام 1918.
كانت الأغنية مقتصرةً على الدوائر الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في بدايتها، لكنها لاحقًا دخلت ضمن المناهج الدراسية اليهودية للأطفال اليهود في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية وسائر دول أوروبا.
لكن رغم تسجيل الأغنية فإنها لم تُحصر في قالب غنائيّ واحد، بل عشقها الإسرائيليون وافتتنوا بها إلى حد أن تنافسوا في أدائها بتنويعات مختلفة بين الأداء الفردي والجماعي، وبألحان متعددة على كافة الآلات الموسيقية وبأداء صوتي بطيء حينًا وسريع أحيانًا، فأصبحت أشبه بالأغنية الشعبية التراثية، بمفهومها العربي، فباتت طقسًا ثابتًا في الأفراح اليهودية، وباتت فقرة راسخة في كافة الطقوس الأخرى، الدينية وغير الدينية.
ثم صارت أكبر من اليهود فبات بإمكانك سماعها في زفافٍ في مقدونيا ويوغوسلافيا، وفي النوادي الليلية في لاس فيجاس، وفي البرامج التلفزيونية، وفي نوادي الرقص الأوروبية.
ربما تبدو لك كلمات الأغنية بسيطةً بلا معنى خفي أو مبهر يُفسر سر التعلق الإسرائيلي بالأغنية، لكن السؤال الأهم، هو لماذا تبدو الأغنية مألوفة لك؟ إذا استمعت لها فسوف تثير الأغنية سؤالا في عقلك وتبدأ في التساؤل: هل سمعت الأغنية قبل ذلك؟
اللحن رسميًا، كما قال أبراهام نفسه عام 1932، أنه أوكراني الجنسيّة نابع من منطقة شعبية تُدعى "بوكوفينا "، لكن ألا يبدو اللحن عربيًا، بل ألا يبدو اللحن إسلاميًا حتى؟ كما ذكر الكاتب الإسرائيلي.
فيجيب الكاتب من المستحيل قطعًا الإجابة على السؤال السابق إجابة مباشرة تفيد الإثبات، ومن الممكن القول ولا حتى إجابة مباشرة تفيد النفي. لكن في اللحن قد تلمح مقامًا عربيًا، كالحِجاز ربما، متواريًا من خلف الكلمات العبرية والآلات الأوروبية، صحيح أنه لم يكن معروفًا لدى الأوروبيين ولا الإكرانيين، لكن ألا تبدو الفرضية ممكنةً إذا عرفنا أن هناك نزاعًا قويًا بين يدي القضاء الإسرائيلي يُقال فيه اسم آخر باعتباره هو الذي لحّن الأغنية.
ويتحدث الكاتب الإسرائيلي عن النزاع الإسرائيلي \ الإسرائيلي حول المؤلف الحقيقي لحن تلك الأيقونة العبرية الخالدة والحائرة بين الموسيقى "أبراهام تسفي إيديلسون " وبين " موشيه ناثانسون “(10 أغسطس 1899 - ؟ ) ومكان ولادته القدس، وقضى تعليمه الابتدائي كاملًا في القدس، وحين أتم العاشرة أرسله والده الحاخام ناحوم "هيرش ناثانسون" إلى مدرسة "سيفر ليميل" ليُكمل دراسته فيها. مدير جوقة تلك المدرسة كان أبراهام تسفي إيديلسون فيقول:
بعد عامين في المدرسة حدث أن تحدي أبراهام طلابه جوقته أن يخرجوا بكلماتٍ تصلح أن تكون أغنية عبريةً حديثة وتحقق انتشارًا واسعًا في الوقت ذاته، اقترح الفتى "موشيه " مزمورًا من الكتاب المقدس العبري ترجمته العربية (هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، لنسعد ونفرح فيه) فعلق في ذهن أبراهام، ويقول إنه اقتبس منه أول كلمات أغنيته الشهيرة، هافانا ناجيلا، ، وتعتبر المصادر الأجنبية أن الأغنية مبنية بالكامل على هذا المزمور، مزمور 118/ الآية 24، من الكتاب المقدس العبري.
بعد ذلك ترحّل موشيه في بلاد غربيّة عدة مثل كندا ونيويورك، لكن إذا وضعنا في الاعتبار أن ميلاده ونشأته ودراسته، وميلاد الأغنية واختمارها في ذهن أبراهام، كل ذلك كان في القدس، فلسطين، الإسلامية والمليئة بالأهازيج الإسلامية على مقام الحجاز أشهر المقامات الشرقية، فيصبح القول بأن لحن الأغنية متأثر باللحن الشرقي أو مقتبس منه، وليس كل ذلك صراعًا على اللحن وأصله، أو إدعاءً بأن إسرائيل قد سرقت اللحن، لكنه ليس سوى إجابةً عن سؤال قد يؤرقك، لماذا تبدو الأغنية مألوفةً لهذه الدرجة كما يقول الكاتب.
نزاع السرقة نشب بين موشيه وأبراهام، أو تحديدًا بين ورثتهما المتنازعين على أرباح الأغنية، ورثة الطرفين يدعي كل منهما بأن جده الأكبر هو من ضبط لحن الأغنية الأصلي، في فيلم وثائقي إسرائيلي نُشر عام 2012 ظهر فيها أفراد من العائلتين جميعهم يدعي أنه جده الأحق باللحن وأرباحه، لكن يقول خبراء الموسيقى والوثائق إنه لا يمكن الخلوص إلى أي الرجليّن هو المُلحن حقًا، لكن سواء كان هذا أو ذاك، فلن يُغير من حقيقة أن الأغنية ولدت واشتهرت في القدس.
في نفس العام، 2012، استخدمت لاعبة الجمباز اليهودية الأمريكية “آلي رايسمان "، الأغنية لأداء عرضها الإيقاعي، والذي فازت عنه بالميدالية الذهبية. وليس ذلك هو الوجود الأول، ولا الوحيد، للأغنية في المجال الرياضي، فمشجعو نادي أياكس أمستردام لكرة القدم يغنون الأغنية بصورة متكررة. ويشاركهم في ذلك نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، إلا أنه زاد على أياكس أنه اعتمد الأغنية كنشيد للنادي حتى أن إدارة النادي أصدرت نسخا لتحميل رنات الهاتف على الموقع الرسمي للنادي في بعض الأوقات.
وجدير بالذكر ان من أشهر ماتغنى بهذه الاغنية (Hava nagila) هي المطربة الإيطالية الأصل المصرية الجنسية " يولاندا كريستينا جيجليوتي " المعروفة باسم " داليدا "في عام 1959.
على أيه حال لم يقتصر النزاع حول احقية لحن " دعونا نفرح " بين ورثة " أبراهام تسفي إيديلسون " وبين ورثة " " موشيه ناثانسون " بل امتد النزاع على لحن اغنيه " هافا ناجيلا " الى بلاد العرب ومن تل أبيب الى بلاد الحجاز.
فكتب الدكتور "علي الجعفري " أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت مقالا في 15 اكتوبر عام 2019 بعنوان:
"سرَّاق الأوطان يسرقون الألحان!" قائلا:
ومن يستمع لسحر هذا اللحن الأخّاذ يخالجه شعور عميق أنه قريب من ثقافته وهويته وتاريخه؛ لأن له ملامح شرقية عربية بل إسلامية! .
القصة تبدأ من المدينة المنورة، على من نوَّرها وطهَّرها أزكى الصلوات والتسليمات، اشتهرت الحجاز عموماً والمدينة المنورة خصوصاً من الناحية الأدبية والفنية بالغناء، حتى إن مذهب الترخص في الغناء يؤخذ عن فقهاء المدينة الأوائل، وهو أمر مغروس في الجبلة والفطرة الحجازية، ولك أن تستشعر أصل ذلك في كشف النبي صلى الله عليه وسلم له حين قال في الحديث المروي في الصحيحين: "فإن الأنصار يعجبهم اللهو"؛ أي الغناء.
كما اشتهر عن شريف المدينة وأحد سادات التابعين فيها عبد الله بن جعفر الطيار أنه قال: "إن لي عند السماع هزة لو سئلت عندها لأعطيت، ولو قاتلت معها لأبليت".
ومن مشاهير القيان المغنيات في المدينة حبّابة وريّا وسلّامة الملقبة بسلّامة القس، ولقبت بذلك نسبة لأحد قراء مكة ممن شغف بها وكان يلقب بالقس لعبادته، فغلب عليها لقبه
وقد استقصى د. شوقي ضيف يرحمه الله الأخبار في ذلك في كتابه "الشعر والغناء في المدينة ومكة"، وقبله أبو الفرج الأصفهاني في "الأغاني"، والثعالبي في "يتيمة الدهر"، فقد ترجما لكثير من أهل الفن والغناء في المدينة خاصة في العهدين الأموي والعباسي.
وحتى لا يتشعب بنا الحديث في أوديته أعود لجادة الطريق فأقول: إن من أشهر مقامات الفن الشرقي مقام الحجاز، وهو مقام جميل ومؤثر يسحر الألباب ويأسر الأفئدة، ولا عجب أن يرتبط أداء الأذان -تاريخياً- بهذا المقام، بل أصبح هذا المقام هو المعبر فنياً عن التاريخ والحضارة الإسلامية، فيستخدم في كل دراما إسلامية، ولما كان اليهود من سكان المدينة فهم يتأثرون بمن فيها وما فيها، والفن يسيل في أهل المكان كسيولة اللغة والعادات والأعراف، فمن هنا بدأ الاتصال بين هذا المقام الأصيل والعرق اليهودي الدخيل.! .
مع هجرة اليهود، أو بعبارة أدق مع إجلائهم عن جزيرة العرب، يبدو أن هذا المقام الفني انتقل معهم، فهو من بقايا الثقافة العربية والإسلامية التي رافقتهم في هجراتهم المتعاقبة عبر القرون حتى وصل إلى مناطق تواجد اليهود في شرق القارة الأوروبية وتحديداً في أوكرانيا، ولما بدأت هجرة اليهود من بلدانهم التي كتب عليهم الشتات فيها إلى فلسطين المحتلة في أوائل القرن الماضي انتقل معهم هذا الوجه العربي النبيل الأصيل؛ أعني مقام الحجاز، ونسجوا عليه القصائد والأهازيج الشعبية، حتى استقر بهم قرار الفن وقانون الوتر على هذه الأغنية الشهيرة "هافا ناجيلا"، وحيث إن مقام الحجاز لم يكن يوماً ما محلاً لذائقة الأدب الموسيقى الأوروبي القديم والحديث عامة والأدب اليهودي خاصة، فهو مقام شرقي عربي إسلامي بامتياز خالص جعلنا ذلك نتأمل ونتساءل: كيف يمكن لهذا اللحن الشرقي الجميل والعربي الأصيل أن ينسب لليهود؟ .
لكن يأتي الجواب سريعاً، فلا عجب أن من انتحل الأرض وسرق الأوطان أن يسرق الألحان، أن يسرق منا مقام الحجاز ترنيمة الأذان الخالدة! وهذا الانتحال التاريخي والسطو الخفي لهذا المقام بالذات يخفي رمزية مؤلمة ومؤسفة لمن يتأملها.
ويضيف الدكتور على الجعفري قائلا:
إن من نكد الزمان أن نرى اليهود يسرقون أوطاننا ثم يرقصون على إيقاع ألحاننا!.




وهكذا فإن قصيدة "هافا ناجيلا كما رأينا مستمدة " من سفر المزامير 118-الآية 24 من التوراة.: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه."..