

-
موقف المشرع المصري من جريمة الزنا وعن موقف المشرع المصري من جريمة الزنا، يميز القانون بين الرجل والمرأة في شروط تحقق واقعة الزنا، فالمرأة المتزوجة تعاقب على فعل الزنا أياً كان مكان وقوعه "في منزل الزوجية أو خارجه، لكن القانون لم يعترف بذلك للزوج فإذا زنا في غير منزل الزوجية، فلا تتحقق بالنسبة له جريمة الزنا إلا إذا كان قد زنا بامرأة متزوجة أما إذا ارتكب الزنا في خارج منزل الزوجية مع امرأة غير متزوجة فلا تقوم في حق أي منهما جريمة الزنا.
اقتراحات أبو شقة في جريمة الزنا وفي الوقت الراهن اقترح بهاء أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، تعديل قانون العقوبات وتحديدا في المواد المتعلقة بالزنا، لأن البعض قد يستغل جريمة الزنا في الاتجار من ناحية ومن ناحية أخرى في ابتزاز الطرف الآخر بشكل غير لائق بالمرة، مؤكداَ أن المادة رقم 237 من قانون العقوبات، والتي تنص على:
"من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنا وقتلها في الحال هي ومن يزني بها يعاقب بالحبس بدلاً من العقوبات المقررة في المادتين 234، 236"، التي أجازت معاقبة الزوج الذى يفاجأ زوجته وهى ترتكب جريمة الزنا بعقوبة تختلف عن عقوبة الزوجة التي تفاجأ زوجها وهو يرتكب جريمة الزنا، لافتا إلى أن هذا الأمر لا يبلور المساواة بين الطرفين خاصة وأن نفس شعور الزوج المفاجئ عن رؤية زوجته في مشهد مخل ينطبق على الزوجة أيضا حال ارتكاب زوجها لنفس الجريمة. وطالب "أبو شقة" بأن تكون هناك مساواة في عقوبة أي من الزوجين حينما يفاجئ زوجه متلبسا بجريمة زنا وقتله في الحال هو ومن يزنى معه، كما دعا رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إلى ضرورة تعديل المادة رقم 274 والتي نصت على:
"المرأة المتزوجة التي ثبت زناها يحكم عليها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين لكن لزوجها أن يقف تنفيذ هذا الحكم برضائه معاشرتها له كما كانت"، لافتا إلى أن التعديل يجب أن يشمل استكمال إجراءات الحكم دون إتاحة الفرصة للزوج أن يوقف تنفيذ الحكم.
اما الزنا في الشرائع السماوية فالأمر بخلاف ذلك:
في البداية يجب أن نعلم أن جريمة الزنا ذات طبيعة خاصة، لا لكونها تمس مصلحة الضحية، سواء كان الزوج أو الزوجة فحسب، وإنما لكونها تمس كيان الأسرة وتنعكس على المجتمع، لذلك فإن كافة الشرائع السماوية والتشريعات الوضعية لم تتوان في وضع النصوص والقوانيين لردعها باعتبارها جريمة شنعاء ترتكب ضد البشرية، فجاءت كل الأديان السماوية فحرمتها وجعلتها من أكبر وأبشع الجرائم، وذلك لأنها تنزل بالإنسان إلى درجة البهيمة التي تتحكم فيه غرائزه، فتجعل حياة الإنسان رخيصة لا معنى لهاوفي العهد الجديد، لم يكتف السيد المسيح بتحريم الزنا، وإنما نهى عما يؤدي إلى الزنا أيضا، فحرّم النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة وساوى بين النظر إليها والزنا معها. فنحن نقرأ: “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ”. (متى 5 :27-28)
ولقد عدّ السيد المسيح حفظ الفرج عن الوقوع في الزنا من أسباب نيل الحياة الأبدية. ففي العهد الجديد، نقرأ ما يلي: وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ» (متى 19 :16-18)
وفي رسالة بطرس: "وَأَمَّا الزِّنَى وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ.. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ.. لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ"(رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 3-7). ويقول أيضًا: "اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَى. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 18).المسيحية والجنس خارج الزواج
لا يزال هناك جدال بين المسيحيين في الغرب إذا ما كان الجنس بين شخصين لم يتزوجا أبداً أو شخصين مخطوبين أو لهما علاقة حب زنى أم لا، ويجادلون بأن الكتاب المقدس لم يرفض إقامة العلاقات الجنسية بين المخطوبين، كان هناك ثيولوجي -علم اللاهوت "theology"- واحد من العصور الوسطى وهو الراهب الإنجليزي جون باكونثورب ، حيث قال بأن عدم إقامة العلاقات الجنسية بين المخطوبين يدعو للاستغراب، وأنه يدعو للمناقشة، بينما رفضهُ أغلب الثيولوجيين ورجال الدين، فيما هناك الكثير من المسيحيين في الدول الغربية لا يمانعون إقامة العلاقات الجنسية قبل الزواج أو بدون زواج.وهو ما يعرف شرعاً عند الكاثوليك بـ ممارسة الجنس خارج العلاقات الشرعية" .
أما الإسلام، فلم يكتف بالنهي عن الزنا فحسب وإنما نهى عن مجرد الاقتراب منه. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” (الإسراء 32:17).
ولقد جُعل حفظ الفرج عن الوقوع في الزنا من الأشياء التي كانت النساء تبايع النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليها. يقول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الممتحنة 12:60).
وكثيرا ما يثني الله تعالى في القرآن الكريم على عباده الصالحين الحافظين لفروجهم عن الوقوع في الزنا ويتوعد المسرفين على أنفسهم المستبيحين للزنا. فعلى سبيل المثال، يقول الله تعالى:
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا…وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (الفرقان 25 :63-70).
وكما هو الحال في التوراة أو العهد القديم، فرض الإسلام عقوبة رادعة لمرتكبي جريمة الزنا. فيجلد الزاني غير المحصن (غير المتزوج) مائة جلدة ويغرّب عاما عن بلده وتجلد الزانية غير المحصنة (غير المتزوجة) مائة جلدة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (النور 2:24).
ويرجم الزاني المحصن والزانية المحصنة إذا اعترفا أو قامت عليهما البينة بأن شهد عليهما أربعة شهود عدول. فعن أبي هريرة وزيد بن خالد قالا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه فقال: اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي. قال: قل، قال: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأته الرجم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله جل ذكره المائة شاة والخادم رد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. فغدا عليها فاعترفت فرجمها. (رواه البخاري).
والدراسة التي بين يديك تحتوي على الموضوعات التالية:
فهرست رجم المحصنة في اليهودية والمسيحية والإسلام
مقدمة
الباب الأول: عقوبة الزنا في التوراة
الفصل الأول: رجم المحص والمحصنة في التوراة
المطلب الأول: الاغتصاب في التوراة אונס בתורה
الفرع الأول: الاغتصاب في التوراة אונס בתורה
الفرع الثاني: أنت حر في اغتصاب فتيات عذراء
المطلب الثاني: رجم المحص والمحصنة في التوراة
الفرع الأول: يهوذا يزني بكنته ثامار
الفرع الثاني: زنا النبي داود بزوجة جاره بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ..
الفرع الثالث: نبي الله سليمان يرتمى في أحضان نسوة وثنيات
الفرع الرابع: زنا العاهرتان أهولا وأهوليبا
الفرع الخامس: نبي الله لوط يزني بابنتيه الكبرى والصغرى
الفرع السادس: أَسْتِيرُ وممارسة الرزيلة السياسية
الفرع السابع: سوسنة العفيفة والقاضيان
الفرع الثامن: سالومي
الفرع التاسع: يهوديت
الفرع العاشر: سبط بنيامين بالكامل يزني بمرأة حتى الموت الفرع الحادي عشر: اغتصاب شكيم بن حمور الحِوِّي لدينة بنت ليئة
المطلب الثاني: حد الزنا في التوراة
المطلب الثالث: أحكام في الزنى والاغتصاب
فقه المصطلحات:
المطلب الرابع: שׁגל shâgal تعني الاغتصاب
المطلب الخامس: حكم رجم المحصن والمحصنة إذا زنيا
الباب الثاني: عقوبة الزنا في المسيحية
الفصل الأول: مفهوم الزنا في المسيحية
مقدمة: المسيحية والجنس خارج الزواج
المطلب الأول: إباحة يسوع للزنا
المطلب الثاني: البابوات الزناة
المطلب الثالث: البابا حامل
المطلب الرابع: ماروسيا أم الباباوات وعاهرة الفاتيكان
المطلب الخامس: الراهبات قنبلة جنسية موقوتة
المطلب السادس: عقوبة ارتكاب جريمة الزنا
الباب الثالث: حكم الزنا في الإسلام للمحص الزاني
الفصل الأول: حكم رجم المحصن الزاني في الإسلام
المطلب الأول: شبهات وردود
الفرع الأول: الشبهة الأولى: عدم ثبات حد الرجم من كتاب الله
الفرع الثاني: دراسة الحديث من ناحية الأسانيد أولاً ثم من ناحية المتن ثانية
المطلب الثاني: الفرع الأول: الحديث في مصادر الشيعة
الفرع الثاني: اختلاف أئمة الشيعة في قضية نسخ آية الشيخ والشيخة
المطلب الثالث: آية الرجم
الفصل الثاني: إذا ماذا حدث للآية؟
المطلب الأول: نص حديث الداجن
المطلب الثاني: الكلام على الإسناد
المطلب الثالث: ولننظر إلى الحديث (أكلت داجن ورقة من مصحف) مدار جميع طرقه وألفاظه
المطلب الرابع: الشبهة الثانية
المطلب الخامس: الشبهة الثالثة
المطلب السادس: الشبهة الرابعة
المطلب السابع: الشبهة الخامسة
المطلب الثامن: الشبهة السادسة
المطلب التاسع: الشبهة السابعة
المطلب العاشر: الشبهة الثامنة
المطلب الحادي عشر: الشبهة التاسعة
المطلب الثاني عشر: أحاديث رجم المحصن الزاني
المطلب الثالث عشر: الشبهة العاشرة
المطلب الرابع عشر: المُغِيْرَةُ بنُ شُعْبَةَ بنِ أَبِيْ عَامِرٍ بنِ مَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيّ يزني.. ولا يرجم:
الفصل الأخير
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-11-2014, 05:02 PM
-
بواسطة limo2004 في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 08-11-2009, 10:45 PM
-
بواسطة حامد النمير في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-11-2008, 11:45 PM
-
بواسطة البريق في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 18-11-2007, 10:26 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-02-2006, 05:26 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات