بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين


جزاك الله خيرا
على النقل الطيب الذي يفضحهم

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 6
14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟
15 وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟
16 وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.
17 لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ،

شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع14: نير: خشبة مستعرضة توضع على رقبتى حيوانين ليربط بينهما، يتصل بمنتصفها خشبة عمودية عليها في نهايتها الآلة الزراعية مثل المحراث.
كانت شريعة موسى تقضى بأن لا يوضع النير على حيوانين مختلفين في النوع لأن قوة الواحد ستختلف عن الآخر، فلا يستطيعان جر الآلة الزراعية بطريقة متزنة. وكان القصد الروحي من هذه الشريعة هو عدم اختلاط المؤمنين بغير المؤمنين.
وهنا يؤكد بولس الرسول هذه الحقيقة، فينبه المؤمنين بعدم الاختلاط بغير المؤمنين والأشرار في ولائم عبادة الأوثان أو أي احتفالات لا تليق بأولاد الله حتى لا يشاركوهم في فعل الشر. ويعلل ذلك بأنه لا يمكن أن توجد خلطة بين الخطية والبر لأنهما متنافران وكذلك بين النور والظلمة لأنهما متضادان. كذلك سلوك وحياة أولاد الله لا يمكن أن تتوافق وتشترك مع الأشرار في شرورهم.
ع15: بليعال: اسم عبري معناه "شرير" ويقصد به الشيطان.
يؤكد الرسول ضرورة عدم اختلاط المؤمنين مع غير المؤمنين، كما أنه لا يمكن الإتفاق بين قائد كل فريق أي المسيح والشيطان. وكذلك اختلاف نصيب ومكافأة كل فريق، فالمؤمنون لهم ملكوت السموات، أما غير المؤمنين الرافضين للمسيح فلهم العذاب الأبدي.
ع16: يدلل الرسول على ضرورة عدم اختلاط المؤمنين بالوثنيين غير المؤمنين، بأن المؤمنين هم هيكل الله المخصص لعبادته، وهو يختلف تمامًا عن المخصص لعبادة الأوثان، أي الأشرار غير المؤمنين، لأن المؤمن بصلواته وعبادته وخدمته يصير هيكلا لله.
وأكد الرسول كلامه بآيات من الكتاب المقدس، أن أولاد الله هم هياكل له يسكن فيهم ويسير بينهم (1 كو3: 16) وكذلك يكون هو إلههم الذي يعبدونه، وهو يتخذهم شعبا خاصا له كما قال في (أر31: 33).
ع17: يستند بولس على كلام الله في إشعياء (إش52: 11)، فيدعو المؤمنين في كورنثوس بالابتعاد عن غير المؤمنين ورفض أعمالهم الشريرة وعدم التواجد في مجالسهم المملوءه بالخطية؛ حينئذ يقبلهم الله كبنين ويفرح بهم.