وفي سورة القلم:
{فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (44) وأملي لهم إن كيدي متين ...
في الآيات السابقة، يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، فذرني ومن يكذب بهذا الحديث، فهذا نوع من أنواع التهديد... ومثال ذلك ولله المثل الأعلى، قوم أعلنوا الحرب على ملك قوي له جيش قوي، فأخبره وزير له بأن هناك فلان وفلان وفلان أعلنوا الحرب عليك.. فقال له الملك القوي: اتركهم لي، دعهم لي، اخرح انت منها، أنا سأتصرف معهم، أنا أعرف كيف أعاقبهم، ساتولى أنا عقابهم. فهذا من أبلغ التهديد والوعيد..
ثم يقول تعالى لنبيه: إن كيدي متين.. لا تخف على الدعوة، لا تخش على القرآن، ولا على الإسلام، فإن كيدي قوي، لن يفلتوا منه ولن يقدروا عليه.. هذا أبلغ تهديد ووعيد ممن له ملك السماوات والأرض، ومن يسجد له ما في السماوات والأرض، ومن له جنود السماوات والأرض.، فما أخيب من يحارب كلامه عز وجل وما أتعسه وما أغباه.. ليس هناك أحد اتعس ولا أحمق ولا أغبى من هذا الذي يحارب كلامه سبحانه وتعالى ولا يؤمن به...