تحت امرك يا فارس
حديث سهلة رواه مسلم و غيره و لم يروه البخاري
الحديث يخص السيدة سهلة عندما حرم التبني و كان لها هي و زوجها صبي متبنى هو سالم رضي الله عنه و هو معروف باسم سالم مولى حذيفة لانه لا يعرف له اهلا اخرين غير حذيفة و زوحته السيده سهلة رضي الله عنهما
كويس كده؟ نكمل
عندما حرم التبني صار وضع سالم في بيت حذيفة غير مريح لحذيفة لانه لم يعد ابنا بالتبني و صار صبيا بالغا نبتت له لحية
حذيفة وجد ان الطفل الذي تبناه صار شابا يشاركه منزله و يدخل و يخرج على اهله (اي زوجته) كما يدخل اي صبي على امه/ اي يراها حاسرة دون حجاب
لم يرتح سالم لهذا الوضع و ظهر ذلك عليه و شعرت السيده سهلة بذلك واقلقها قلق زوجها و عدم ارتياحه رغم انه لم يقل لها شيئا و لم يشتك
بالنسبة لها هي لا مشكلة، فمشاعرها نحو سالم مثل الام تجاه ولدها لانها ربته كما تربي الام ابنها و هكذا مشاعر اي امرأه تربي طفلا و يكبر في بيتها و تحت رعايتها
بالنسبة لسالم هي كذلك مثل امه تماما لانه لا يعرف اما غيرها
فذهبت السيدة سهلة للرسول تستشيره لان رات الانزعاج في وجه زوجها من دخول سالم عليها
و في نفس الوقت المنزل ضيق كما فررت للرسولو سالم ليس في وضع يسمح له بالزواج بعد
يعني لا مفر من اقامته معهم حتى يأذن الله له بالزواج على الاقل، فما الحل؟
عندما قلب الرسولالامر وجد ان المشكلة تكمن اساسا في عدم ارتياح حذيفة للوضع اما الصبي و السيده سهلة فالعلاقة بينهما علاقة ام بابنها و لا مشكلة اطلاقا في هذه الناحية
عندها اراد النبي ان يحل المشكلة حلا يضمن بقاء سالم في المنزل معهم حتى لا يشق عليها او عليه ان يفترقا و لن يكون هذا الا باقناع حذيفة ان سالم ليس باجنبي عن زوجته حتى يذهب قلقه و غيرته
و واقع الامر فسالم ربيب سهلة و لا ريبة في معاملته مثل الابن و في دخوله عليها المنزل كما يدخل الصبي على امه و الرسول لم يتدخل في الامر الا عندما لجات اليه سهلة تطلب معونته
عندها طلب منها ان تفعل شيئا يثبت لسالم حكم البنوه بالرضاعة اي ان ترضعه و لا يعني هذا الرضاعة من الثدي و انما حكم الرضاعة يثبت بشرب لبن المرأه باي طريق عن طريق التناول بالفم كما بين الفقهاء و هو ما يطلق عليه رضاعة حكمية
و الغرض من ذلك ان يقتنع حذيفة زوج سهلة ان سالما صار ابنا لها بالرضاع و تهدأ نفسه لان المشكلة عند حذيفة هي حاجز نفسي يجعله لا يقبل ان يدخل صبي بالغ على زوجته دون ان يكون من محارمها
الرسولفهم ذلك و لذلك عندما ابدت سهلة اندهاشها قائلة: كيف ارضعه و هو كبير و له لحية
كان رد النبي ان ضحك و قال لها ارضعيه يذهب ما في نفس حذيفة
و ضحكه في هذا الموضع يدل ان ما اشار به على سهلة كان تلطفا منه و مخرج للمشكلة دون الاضرار باحد
لان الرسول لم يرد عنه انه كان يبضحك عندما يقرر امرا عاما من امور الدين او يتكلم في تشريع يخص جميع المسلمين بل كان كثيرا ما يكرر الامر ثلاثا للتوكيد
لذلك عقب بعدها قائلا ارضعيه يذهب ما في نفس حذيفة
يعني المراد من الاخر هو ان يذهب ما في نفس حذيفة و يتبدد قلقه من كونه يشعر ان سالم اجنبي عن امراته و هذا من رفق الرسولبامته و رغبته في عدم الشق على سهلة و سالم بابعاده عنها
اي كما اجمع معظم الصحابة و جمهور العلماء الامر خاص بسالم وحده لحل مشكلة بقاء سالم في منزل مولاه و واقعة لا تتعداه
اما عن كيفية الرضاع فهو كما في الرواية الوارده في طبقات ابن سعدفكانت سهلة تضع له اللبن في مسعط ليشربه و بعد ان تناوله خمس مرات صار يدخل على سهل كواحد من اهل البيت و لم تعد ترى في وجه زوجها اثر للانزعاج كما اقرت هي بعد ذلك للرسول
على فكرة الرضاعة بهذا الاسلوب هي ما قرره جمهور الفقهاء بالنسبة لحال سالم اذ لا يجوز له شرعا ان يرى منها عورة او يمسها لانه فعليا اجنبي عنها كما انه حتى الطفل الغير بالغ لا يجوز له ان يرى امه متكشفة طالما كان يميز اي له ذاكرة تجعله تحتفظ بالصور في ذهنه و تمكنه من وصف المرأه (اذا كان الطفل قادرا على الوصف فانه يميز) فنا بالك بسالم الصبي البالغ
و هذا ما قاله الامام النووي و ابن عبد البر و الحافظ الدارمي و غيرهم
عفوا اخي فارس كتبت هذا الرد في عجالة و ساحاول ان اتيك بالنصوص تفصيلا لاحقا لاني لم احد الوقت الكافي لاستخراجها و لكني نتأكد ان الاخوة اوردوها في ردود سابقة في موقع ابن مريم و اذا لم تجدها سوف استخرجها انا ان شاء الله
المفضلات