

-
81- أننا لا نستطيع دائماً حماية من نحب، ولكننا نعرف من يحفظ من نحب فندعوه سبحانه أن يحفظهم ويسدد خطاهم وأن يقيل عثراتهم وأن يجنبهم كيد الكائدين ومكر الماكرين.
82- أننا من الممكن أن نسلم من الخطر الجلل ونؤتى من مأمن بل ممن نتقوى بهم.
83- أن الشر له درجات متفاوتة وأن هناك من أهل الشر المجرمين وأكابر المجرمين.
84- أن ألا تبوح بما يحزنك لمن هو ليس أهل لذلك فتكون بذلك قد أهديته السلاح الذي يقضي عليك به.
85- أنه مهما تذاكى المجرم أو تفنن في إخفاء جريمته فلابد من أن يفوته ما يفضح أمره ويهتك ستره.
86- أن الشيء الواحد قد يحمل في طياته متناقضات عديدة وأن العبرة تكون في طريقة استعماله.
87- أن الزمان يتقلب والدنيا لا أمان لها فقد يُصبح المرء عزيزاً في أهله ويُمسي سلعة تباع وتشترى بأبخس الأثمان.
88- وضع اللفظ المناسب في المكان المناسب حيث قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً... ﴾ فكل لفظ (امرأته) في القرآن الكريم دل على عدم التوافق وعدم التكافؤ بين الرجل وامرأته. قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [ التحريم: 10-11] بخلاف لفظ (زوجه) حيث قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].
89- أن كل عسى في القرآن الكريم مُجبة لما بعدها. قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا.. ﴾ وبالفعل كان يوسف عليه السلام نافعاً لهم بل لمصر كلها. قال تعالى: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً... ﴾ وبالفعل رد الله تعالى إلى يعقوب عليه السلام ولديه.
90- ألا تحمل المسئولية والأمانة إلا لمن يستحقها ولمن لديه المؤهلات والإمكانيات التي تعينه على تحمل تبعاتها وعلى أدائها كما ينبغي.
91- أنه مهما تشابهت المظاهر فلا يعلم ما تكنه الصدور إلا الله تعالى، فيوسف عليه السلام يجري ليهرب وامرأة العزيز تجري لتمسك به، هذا يهرب من الفاحشة وهذه تصر على الفاحشة.
92- كتمان الأسرار: فحينما أخبر يوسف عليه السلام أباه برؤياه التي رآها في منامه أخبره يعقوب عليه السلام بألّا يحدث إخوته بها حتّى لا يضمروا نيةً سيئة اتجاهه، فقد علم يعقوب عليه السلام أنّ أخوته يغارون منه بسبب تفضيله ومحبته الشديدة له، وما قد تبعثه تلك الغيرة في قلوبهم من الحقد والضغينة.
93- العدل في التعامل مع الأولاد: على الرغم من إيمان يعقوب عليه الصلاة والسلام إلّا أنّ محبته ليوسف جعلته يميزه عن إخوته وذلك ما سبب البغضاء والشحناء التي أوغرت صدر أخوته عليه فكادوا له وأرادوا أن يقتلوه، إلى أن قرروا أن يجعلوه في غيابة الجب.
94- الصبر والثبات على الحق: فقد صبر يوسف عليه السلام صبراًُ عظيماً حينما ألقاه إخوته في الجب، كما صبر على كيد امرأة العزيز وما حاكته ضده من المؤامرات التي انتهت بوضعه في السجن، حيث لبث فيه بضع سنين، ولم تُفتر تلك المحن عزيمة يوسف عليه السلام الذي ظل ثابتاً على الحق والمبدأ.
95- الحفاظ على رسالة الدعوة إلى دين الله تعالى: لم ينس يوسف عليه السلام الدعوة إلى دين الله تعالى حتّى في أشد لحظات حياته وأحلكها، ففي السجن وحينما جاءه رفقاء السجن يسألونه تعبير رؤياهم استفتح حديثه إليهما بدعوتهما إلى عبادة الله وحده، وترك الإشراك به، وهذا يدل على شغف يوسف عليه السلام بالدعوة إلى دين الله تعالى، كما في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام مخاطبا رفيقي السجن: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف: 39].
96- تبرئة النفس من التهم: يجب الحصول على شهادة البراءة من التهم التي قد تطال الإنسان في حياته، فقد دخل يوسف عليه السلام إلى السجن بسبب كيد النسوة، فصبر على ذلك كله لأنّه يعلم بأنّه مظلوم وأنّ الله ناصره ومؤيده ولو بعد حين، ولكن ما أهمّ يوسف عليه السلام حينما أمر الملك بإخراجه من السجن أن تعلن براءته أمام الملأ حتّى تنجلي الصورة وتظهر الحقائق التي أخفيت من قبل، فكانت النتيجة أن اعترفت امرأة العزيز بخطئها وأنّها هي التي راودت يوسف عن نفسه، فخرج من السجن بصورةٍ ناصعة البياض بريئاً من التهم.
97- التمكين لا يأتي إلّا بعد الامتحان والابتلاء: فقد مرّ عليه السلام بكثيرٍ من المحن المؤلمة فاجتازها بقوة إيمانه وصبره حتّى كانت جائزته عند الله التمكين له في الأرض حينما أصبح مقرباً من الملك وتولى منصب رئيس خزائنها.
98- أن العين حق: وأنّه يجوز للإنسان أن يتبع منهجاً في الحياة يدفع عنه أذى العين وشرورها، فقد قال سبحانه وتعالى على لسان يعقوب عليه السلام: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) [يوسف:67]، فعلى الرغم من أنّ سيدنا يعقوب عليه السلام كان مثالاً ونموذجاً في التوكل على الله تعالى والإيمان بقضائه وقدره إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من أن يأخذ بالأسباب التي يمكن أن تدفع الشر والأذى عن أبنائه الذين كان جمالهم مظنة الحسد ووقوع شر العين.
99- طلب العون من الناس: يجب الاستعانة بالناس بما يحقق مصلحة الإنسان في دنياه ويرفع عنه الضرر والظلم، فسيدنا يوسف عليه السلام وعلى الرغم من إيمانه بالله تعالى إلّا أنّه استعان برفيق السجن حينما قال له: (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِكَ)، فكان نتيجة ذلك أن تذكر الرجل ما طلبه يوسف منه عندما رأى الملك الرؤيا التي طلب من الناس تعبيرها، حيث دلّه على يوسف بصفته عالماً بتعبير الرؤى ممّا أدى إلى إخراج يوسف من السجن بعد حصوله على البراءة ممّا نسب إليه، ولكن يُشترط بطلب العون أن يكون بالخير لا بالشر.
100- تجنب الفتن: يجب عدم التعرض للفتن والبعد عن مظانها، فقد ابتعد نبي الله يوسف عليه السلام عن امرأة العزيز حينما أرادت أن تغويه قاصداً باب الحجرة التي أغلقتها عليه، وفي هذا درسٌ عظيمٌ في ضرورة اجتناب الفتن وأسبابها، وعدم التعرض لها أو الثبات أمامها والتحلي بالإيمان الشديد العاصم منها، ودعوة الله بدرئها.
101- التثبت من الحقائق: يجب الأخذ بالقرائن والبينات التي تثبت براءة الإنسان ممّا يُتهم به من الظلم والبهتان، فقد أتى شاهدٌ من أهل امرأة العزيز بقرينةٍ وبينةٍ على براءة يوسف عليه السلام ممّا نسب إليه من الفتنة، حينما أشار عليهم بتفحص قميص يوسف ومعاينته، فإن كان قد تمزق من الأمام كان ذلك قرينةٌ تدل على ذنبه، بينما إذا كان القميص قد تمزق من الخلف كان ذلك قرينة تدل على براءته ممّا نسب إليه، وفي ذلك درسٌ وعبرة في ضرورة الأخذ بالأسباب التي تحول دون ظلم البريء والافتراء عليه كي يسود العدل بين الناس.
102- اتباع طريق الحق: يجب اتباع الطريق الذي يحقق رضوان الله تعالى والفوز بجنته، والابتعاد عن الطريق الذي يورد الإنسان المهالك ويكون سبباً من أسباب نيل سخط الله وعذابه، ويظهر ذلك في تفضيل يوسف عليه السلام السجن على ما فيه من الضنك والشدة على اتباع هوى النفس ونزواتها، ودعوة أهل الباطل وغوايتهم، فقد قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33].
103- استخدام الحيلة المشروعة من أجل جلب المصالح ودفع المفاسد: ويظهر ذلك في الموقف الذي قام به يوسف عليه السلام حينما وضع صواع الملك في رحل أخيه حتّى يتمكن من أخذه وإبقائه عنده.
104- تزكية الإنسان لنفسه كلما دعت الحاجة إلى ذلك: فقد نهت الشريعة الإسلامية المسلمين عن تزكية أنفسهم دون داعٍ أو سبب، بينما تكون التزكية مطلوبة حينما يرغب إنسانٌ في ترشيح إنسانٍ مؤهلٍ لتولي منصب معين، حيث يبين حينئذ قدراته وما يتميز به من الكفاءة العلمية أو العملية، ولذلك قال يوسف عليه السلام للملك حينما أراد توليته منصباً له القدرة على توليه: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف:55].
105- أهمية الدعاء في حياة المسلم: فالدعاء هو أساس العبادة، وهو دلالةٌ على قوة صلة العبد بربه جلّ وعلا، فقد دعا يوسف عليه السلام ربه كثيراً وفي كلّ لحظات حياته، فحين تعرض لإغواء امرأة العزيز ونسوة المدينة دعا ربه أن يصرف عنه كيدهن، وحينما أدرك أنّ الله سبحانه وتعالى قد منّ عليه بالتمكين في الأرض، وأسبغ عليه نعمه الكثيرة ومنها نعمة العلم والإيمان، دعا ربه قائلا: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101]. ه
106- بدأت السورة برؤيا سيدنا يوسف: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} فقال له أباه {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} من هذا يؤخذ تعاهد الأب بالتربية والرعاية ويخصهم بالرعاية والتدبير حيث فقه الأب رؤية رؤيا الأبن فخاف على ابنه لم يرد سيدنا يعقوب علية السلام أن يجرم الأبناء فذكر الشيطان هذا من باب النصح للأبناء وتقديم المشورة لهم وأن الرؤيا الصالحة من الله عزوجل فقهها نبي الله يعقوب وطلب منه كتمانها فالشيطان يدخل بين الأخوة فيملأ صدورهم من بعضهم البعض لذلك أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الشيطان دائمًا .
107- يجوز كتمان الخير وعدم التحدث بالنعمة منها كذلك قول الرسول صلّ الله عليه وسلم استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .
108- الله تعالى يجتبي من يشاء من عباده ويصطفي منهم من يشاء منهم النبي ومنهم الولي ومنهم العبد الصالح، كل شيء يحدث ويدبر في الملكوت الأعلى.
109- لكل مرحلة من مراحل الحياة فرحة فأخوة يوسف ويوسف كان يخرجون للهو واللعب وهم أنباء نبي هذا لا يمنعنا من أن يلعب أبناءها ويلهو في صغرهم .
110- تقول لنا القصة أن على الأب أن يعدل بين أبناءه قدر الإمكان حتى لا ينزغ الشيطان بينهم فيكون العدل بين أبناءه ليس بالمن والهدايا بل بالعطف والحب أيضًا.
111- الغيرة تؤدي في نهايتها بالقتل فلا يؤذي الإنسان نفسة فقط بل يؤذي غيره ممكن أن يتسبب في قتل أرواح بريئة .
112- لا يملك أحد لأحد نفع ولا ضرًا قال الرسول صلّى الله عليه وسلم لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا كتبه الله لك ولو اجتمعوا أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيئ كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف فأخوة يوسف عليه السلام اجتمعوا لقتله ولكن عناية الله تعالى بيوسف عليه السلام أحاطته وجاءت السيارة وأخذوه معهم .
113- التوبة قبل الذنب تكون توبة فاسدة قال أخوة يوسف : {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} فالبعض يسول له الشيطان أن يرتكب الذنب ثم يتوب بعده ولكن ما يدرى هل سيستقمون على الدين فعلًا أم لا .
114- الصبر مفتاح الفرج فرق العلماء بين الصبر الجميل والصبر العادي أن الصبر الجميل هو الذي ليس فيه جزع ولا شكوى .
فنحن نقول سيدنا ولكن إذا عدنا آلاف السنين سنقول " الوزير الأعظم " وربما نقول " الوزير الاعظم «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»." إذ أنه قيل أن عزيز مصر وامرأته قد غيرا اسمه إلي اسم مصري فصار من يوسف إلى «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ».
حيث أن الملك كان قد كافأ (يوسف) مكافأة عظيمة: (44 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لا يَرْفَعُ انْسَانٌ يَدَهُ وَلا رِجْلَهُ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ». 45 وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ». وَاعْطَاهُ اسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ اونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى ارْضِ مِصْرَ. 46 وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. فَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَاجْتَازَ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ. ) تك41: 44-46.
كانت الحضارة المصرية حينها من أقوي الحضارات وإن شئت قل من أقوي دول العالم, لكن مشيئة الله أن يري الناس أن حتى أقوى الدول مهددة بالضياع والزوال مالم يرسل الله لها برحمته من ينقذها, بل وينقذ العالم بعدله وحكمته, لم يكن أحد وزراء الملك ولا أحد علمائه, لم يكن عزيز مصر, ولا قائد جنده... بل كان هذا المرسل هو أصغر أولاد راعي غنم صالح!!.
إنه "يوسف"!.
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام.
نحن نأخذ المعلومة كالبيضة المقشرة ونتناولها جيلا عن جيل, معظمين محبين مهللين, إلا أن أحدنا - والذي هو محبا الآن - إذا عاد بالزمان وكان موظفا في تلك الدولة المهيبة العظيمة ما كان ليقول عليه إلا أن يوسف هو عبد كنعاني بن راعي غنم بسيط..
فقط القليل من كان سيلاحظ من هيئة ذلك الغلام ومن ذكائه الحاد المُميز أنه ليس بعبد بل "سيد" ساقه القدر لمهمة ما... قليل من كان سيقول " سيدنا يوسف " من صميم قلبه وعقله وليس بلسانه فقط .. " إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ" سورة ص
كان «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ» علي منصة حكم مصر بل حكم الأرض كلها, إذ أن خزائن الأرض التي هو علي رأسها لا تشير إلي مصر فقط .. بل الأرض .. أي كل الأرض..
لم يصل إلى تلك المكانة التي ساقها الله إليه في طريق مفروش بالورد!.
بل طريق مفروش بالشوك والآلام, والفقد والهجران, بل الظلم والنكران!!.
لم يكن رد فعله تجاه ما قدره الله عليه هو الاعتراض والتمرد العصيان ..
لم يقل: " كيف لأبي النبي الذي يأتيه النبوات والغيب من الله أن يجهل ما كان اخوتي ينوون على فعله, كيف تخلى عني وتركني, بل كيف تركني الله لظلم اخوتي" وهذا القول ليقوله بعضنا لبعض لكن بهيئة مختلفة!!.
بل كان صابرا مؤمنا موقنا, راضيا بفعل الله فيه مطمئنا بمعيته, محسنا الظن بالله و يري أبويه بالطريقة التي يجب أن يراهما عليه دون أن يجد الشيطان مدخلا لفكره و حكمه...
كان هذا حاله في كل أمر, فكان في سجنه يذكر من أساءوا له بالخير, يتغاضى عن ظلمهم ويذكر أنهم أحسنوا إليه وكأنه يضع لهم الأعذار ويحسن من صورتهم التي يراها السجناء مشوهة .. فما رأي منه السجناء إلا معاني الرأفة و الصبر .. والإحسان, فشهدوا له " إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " سورة يوسف.
ولما كان هذا فعله تجاه القدر الإلهي, و أظهر رضاه بالله ومحبته له وإن آلمه, كان الجزاء الإلهي بقدر الحب والصبر والإحسان, فالله هو المقتدر الذي بيده مقادير كل شيء وهين عليه أن يرسل من أجل يوسف ما يقلق نوم الملك ... رؤيا البقرات.
فكانت الرؤيا كالحجر الذي يضرب به أكثر من عصفور، ففيها خلاص سيدنا يوسف، وفيها مفتاح إنقاذ العالم, الذي لا يقوي علي حمله إلا «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ».!.
115- وفي مشهد إيماني عجيب من يوسف يعترف يوسف بفضل الله عليه بأن أخرجه من السجن ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ )[يوسف:100]. ثم يبدع يوسف بلمسة تربوية ساحرة حيث أخبر أن الشيطان هو الذي نزغ بينه وبين إخوته , ولم يذكر أي تفاصيل من هموم تلك المعاناة . وهنا نكتشف خلق التغافل وعدم تذكير صاحب الخطأ بخطئه , بل نعفو عنه ونتجاوز عنه بدون أي تفاصيل وقصص .
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابو دنيا الدمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-09-2015, 11:25 PM
-
بواسطة عطية زاهدة في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 25-02-2010, 11:51 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-11-2009, 02:10 PM
-
بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 23-01-2007, 07:20 PM
-
بواسطة مـــحـــمـــود المــــصــــري في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 30-11-2005, 08:18 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات